أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان العريدي - نافذة على طبيعة شعر المقاومةعدنان















المزيد.....

نافذة على طبيعة شعر المقاومةعدنان


عدنان العريدي

الحوار المتمدن-العدد: 7072 - 2021 / 11 / 9 - 18:50
المحور: الادب والفن
    


نافذة على بعض مراحل مسيرة شعر المقاومة وطبيعتها .

لإن كان هناك شبه إجماع على طبيعة البناء الفني للقصيدة الفلسطينية وفق قواعد مدرسة بعينها ، إلا أنه لا يمكن إغفال بعض التداخل في عملية البناء والخلط ما بين خصائص المدارس الأدبية، ويعود ذلك للتشابه في بعض الظروف والوقائع ، كواقع الغربة والاستعمار والظلم والاستبداد والفساد من القضايا الاجتماعية، فيكون الحنين للوطن والتحرر من دواعي عملية البناء الرومانسي ، إلا أن خصائص الأدب الفلسطيني لا يمكن قياسها وفق قواعد بناء مدرسة بعينها، نظرا للظروف الخاصة بالقضية الوطنية الفلسطينية ، فأعطني الناي وغني ...ليس مثل أحن إلى خبز أمي وقهوة أمي ...أو رائحة البن ناي تزغرد فيه مياه المزاريب...حيث نلمح مدى التقارب بين ما هو واقعي ورومانسي فالأول حنين للوطن من المهجر والثاني حنين بدافع الهجرة القسرية وربما تتفق في طبيعة الوحدة الموضوعية للقصيدة والتي تأخذ الموضوع بشكل تفصيلي مجمل عند بعض المدارس أو تصل للموضوع من خلال مقدمة فنية تسمى استهلالا وحشوا وختاما لتشكل جملة نصية تصب في موضوع واحد رغم استقلالية البيت الشعري ، في حين نرى بعض القصائد في الشعر الفلسطيني تبدأ من نقطة بعينها حيث تكون بمثابة انطلاقة لتطور القصيدة في بنائها العضوي ، مثل قصيدة سفر لمعين بسيسو أو قصيدة مديح الظل العالي لمحمود درويش ، وإن كان الخيال والصورة الشعرية سمة أساسية في عملية البناء التي انتهجته بعض المدارس الأدبية ، إلا أن القصيدة الفلسطينية نجدها قد اتخذت من الموروث الشعبي سمة في عملية البناء كما نجدها استعانت بالرمز عن الصورة الشعرية.... كصفة جمالية في عملية البناء، ولا يمكن التعرض للأدب الفلسطيني أو دراسته وفق منهج أدبي بعينه نظرا لتعدد الموضوعات وتداخلها وطبيعة التداخل الواقعي والاجتماعي ويعود ذلك للظروف الخاصة والتغيرات التي تمر به القضية الفلسطينية.

ما بين الواقعي والاجتماعي

لقد بات ما هو واقعي واجتماعي مترابط البنيان لدرجة أنه لا يمكن الفصل بينهما وإن اختلفت الأولويات التفضيلية في بعض القضايا، يتم تقديم ما هو واقعي على الاجتماعي من حيث الأولية، وفي الواقع الفلسطيني كانت ولا زالت قضية التحرر الوطني وإن كانت تدفع باتجاه التحرر الاجتماعي من أولويات الشعراء والأدباء الفلسطينيين، لدرجة صعوبة الفصل ما بين الواقعي والاجتماعي وما بين العام والخاص ،
وإن كان هناك خصوصيات للشاعر أو الكاتب فلا بد وأن نلمح بعض التأثر بما هو عام حد الإغراق والتصور في الخلط والتأثر وفي بعض الأحيان يذهب الشاعر باتجاه تغليب العام على الخاص لدرجة ذوبان الشخصي في العام، ونجد هذا جليا في مرحلة ما قبل السلطة الوطنية، وقد ناقشت الشاعر الفلسطيني خليل توما رحمه الله حول هذا الموضوع بعد نقاش قصيدة أرى ما أرى .
ما بين الصورة والرمز .

خليل توما
أرى ما أرى! عنوان صيغ من فعلي الحال يتوسطهما ما بمعنى الذي, حيث جاءت كخبر ثابت, بين خبرين متحركين, الحركة والثبات, وظف بذكاء بالغ للتعبير عن واقع سريع التغير وللأسف إلى الخلف ، الذكاء يكمن في ترك التقدير للقارئ, وترك الفاعل للعلم به مسبقا, فالفعل أرى: وهو من أفعال الحواس وهو فعل مرتبط بالعقل واستخدم هنا لإثبات الرؤيا واستنكارها, فالرؤيا دليل إثبات رأي، من هنا لسنا بحاجة لذكاء خارق للاستنتاج أن الشاعر صب تركيزه على الفكرة أساسا ليتجاوز مرحلة الشاعر العادي بل المفكر الثائر….صديقي:(متلفعا)بعمق المشاعر وتستهويني دلالات رمزيتك لمتابعة القراءة ,أحاول فك شفراتها كمتلقي,وليس كناقد لما فيها من حركة دءوبة وأعتب على مدى إفراطك في النظرة التشاؤمية وكأننا نعيش حال فقدان أمل وقف التاريخ عندها , ربما محاولة منك لاستنهاض الهمم وحثها على التفكير مليا في مدى رداءة واقعنا ولفت النظر بمفهوم الثوري الحامل للحس الوطني …
في ظل النص
———-
متلفعا بغمامة سوداء يجذبني الرصيفْ،
هجرت مفاتنَها الشوارعُ واختفى العشاقُ
وانكسرت قوارير الضياءْ،
والريح: مأفون تجرأ ناثرا رمل الصحارى
في الأزقة والعيونْ،
عادت لنا الصحراءْ،
حدقت في هذي السماءْ،
لقد فرض واقع حركة التغير السريع والطارئ, ظلاله على النص,ويعبر ذلك عن إلمام بالتغيرات الحاصلة على الواقع من قبل الكاتب ,ونلمح ذلك من خلال بداية ثابتة سرعان ما تحولت إلى حركات مستعجلة ومستهجنة لا يطيقها الكاتب ,والتي تقضي سرعة الرد,ويبدو ذلك جليا ,من خلال عطف الجمل, الذي يفيد الجمع والإشراك…فحالة الثبات اقتضت هذا الاستهلال واقتضت نقل فجائي قي عملية البناء .لو تلمسنا اسم الفاعل (متلفع) لوجدنا أنه يلقي بظلاله على مجمل النص, فحالتي(متلفع بغمامة سوداء) التي أبدو عليها تفرض عليا هذا الموقف..ويستنبط ذلك من خلال حركة الأفعال في الزمن, (يجذبني الرصيف) خبر فعلي , وفعله مضارع يعبر عن زمن حالي, يقود مباشرة إلى الاستقبال,وكأن الكاتب يحدد موقفا بالانحياز إلى الرصيف الذي هجره عشاقه (ما بحرث الأرض..),وللرصيف رمزيات عدة ,فعلى الرصيف بشر متعددة الألوان ,وفي الغالب يمثل طبقة مهمشة من البشر , فمحال أن يترك أصحاب السيارات الفارهة ,سياراتهم ,وينزلون لأرصفة الشوارع , فعلى الرصيف العامل والعاطل عن العمل والطالب والفلاح…ويمكن مراقبة تسارع وتيرة الحركة من خلال الإجابة على ,لماذا يجذبني الرصيف؟هنا يعود الكاتب للاستعانة بتغير الزمن والإبقاء على الحركة أي التعبير من خلال الحركة في الزمن الماضي,فالقوارير انكسرت ..وتجرأ الريح المأفون ناثر وناثر اسم فاعل يعمل عمل فعله أي ينثر رمل الصحاري,وهنا تدخل في طبيعة البناء من خلال إضفاء واقع الثبات وإسقاطها على الريح المأفون برمزيته الفاعلة وهذا يفسر سبب انحياز الكاتب للرصيف ,ولإقناع القاريء عير بناء الجملة فقدم الفاعل(الريح)على الفعل تجرأ الذي يشير للريح الثابت لإقناع القاريء بالريح الذي تثر الرمال في الأزقة والعيون ..فالأزقة تعاني والعيون تتوجع..وعادت لنا الصحراء برمزيتها .( لكن. الحل حدقت في هذه السماء)وهنا السماء لها دلالتها الحقيقية لا الرمزية فهي معرفة بال التعريف وبالإشارة..والخبر بالفعل الماضي دليل على عدم ثبات الموقف من السماء وكأننا في كل مرة كنا ننتظر منها حلا ولكن هنا الموقف غير ثابت…..فالسماء كالصحراء لا يوجد فيها ملامح لوجود المخرج فهي (جرداء ما من نجمة ترنو ومن قمرٍ).وتستمر وتيرة الحركة برمزية عالية وبسرعة متفاوتة وبإيقاع متفاوت من الثبات والحركة في بناء دائري ينم عن تمكن وتجربة غنية تتمتع بهدوء وطول نفس وتعابير قوية فائقة في الجمال منتقاة من معجم وسطي جميل بعيدة عن الغموض والتعقيد.

جرداء ما من نجمة ترنو ومن قمرٍ
وعلا العواء،
في قمة الليل البهيم علا العواءْ،
ذئب هنا- ذئب هناكَ
وفي الدهاليز الخفية أوغلت في غيّها
زمر الثعالب والضباعْ
...............

الصور الشعرية والتجسيد

لقد انعكست سرعة الحركة في الزمن على الواقع الفني لتركيب القصيدة فبدت كأنها لوحة فلسفية نتيجة الدمج مابين الواقعي والاجتماعي والرومانسي،ولذا تم الاتجاه في بناء صورة فوق نمطية ، فقلت الصورة الشعرية البسيطة والمفردة , وتشكلت صورة متكاملة داعمة لوحدة الموضوع ,واعتمد على صور تتناسب مع طبيعة الأفعال تراوحت تشخيص حسي وتمثيل حركي وتجسيم بعض الظواهر لتناسب طريقة العرض والصورة الشعرية الكلية المتخيلة من غرض النظم فالشخص يتلفع بغيمة والرصيف له خاصية الجذب والشوارع تهجر مفاتيحها والسماء جرداء كأرض خالية من الحياة والنجوم لها عيون ترنوا بها والليل بهيم ومن الصور المستحدثة للغيم ظهر تمتطيها الحقيقة والرعد يسأل والحزن له مسافات والجوع لنيم والشيطان يحمل هراوة والكثير من الصور والتجسيم وصور فنية متناسقة ، تتناسق وتتقابل أحياننا خدمة مع الغرض العام متفاعلة لتشكل وحدة بناء كلي عبرت عنه موضوعية النسيج الكلي للقصيدة



#عدنان_العريدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعركة
- من ديوان المسافر لمعين بسيسو-نافذة الكهف-
- أحلام منهارة عاشقة الخريف
- فارس المنابر
- عاشقة الخريف عقول فارغة جيوب مليئة
- عاشقة الخريف حينما تهز الأم السرير
- عاشقة الخريف حينما يبكي الرجال
- عاشقة الخريف
- جدلسة المعاني عند معين بسيسو
- لا حزنا أو حسرة
- لا تصالح
- أرى ما أرى
- العشق في زمن الشهادة


المزيد.....




- التضييق على الفنانين والمثقفين الفلسطينيين.. تفاصيل زيادة قم ...
- تردد قناة mbc 4 نايل سات 2024 وتابع مسلسل فريد طائر الرفراف ...
- بثمن خيالي.. نجمة مصرية تبيع جلباب -حزمني يا- في مزاد علني ( ...
- مصر.. وفاة المخرج والسيناريست القدير عصام الشماع
- الإِلهُ الأخلاقيّ وقداسة الحياة.. دراسة مقارنة بين القرآن ال ...
- بنظامي 3- 5 سنوات .. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 الد ...
- مبعوث روسي: مجلس السيادة هو الممثل الشرعي للشعب السوداني
- إيران تحظر بث أشهر مسلسل رمضاني مصري
- -قناع بلون السماء-.. سؤال الهويّات والوجود في رواية الأسير ا ...
- وفاة الفنانة السورية القديرة خديجة العبد ونجلها الفنان قيس ا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان العريدي - نافذة على طبيعة شعر المقاومةعدنان