أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان العريدي - عاشقة الخريف حينما يبكي الرجال














المزيد.....

عاشقة الخريف حينما يبكي الرجال


عدنان العريدي

الحوار المتمدن-العدد: 6362 - 2019 / 9 / 26 - 21:27
المحور: الادب والفن
    


عاشقة الخريف. حينما يبكي الرجال
تتسارع الخطى.. تتشابك باطراد..تغرينا المعطيات...نلهث خلف اختيارات لا عقلانية ..نختار الشخص الأمثل..وتغيب الظروف ..فتتأزم الحلقات ..فتحلم بلحظة نوم تقتنصها من تحت جناحي الفكرة ..فتختار الشخص المثالي فيكون الظرف استثنائي يقصر الحظ, فيصبح العدل قليل النسب، فتجتر الذكريات.
-قد أكون عنيدة لكني لست بحاقدة ولا كارهة فهم سبب التفريق بيننا، رغم ذلك كانوا في القلب ميسما تبسمت لهم الروح، من عطر هواهم تنسم القلب، إذا فارقوك ثار اللوم كالسحاب وإن زاروك كأنهم نعم، إن قصرت عاتبوك وإن قصروا فأنت المتهم، داروا ودارت بنا الأيام، وها قد وحدتنا الهموم ثانية.

- حبيبتي
قبل عشرات السنين، تمنيت لو كنت مشروعا حفظت أوراقه دروج الظلام أو خط بحبر سري.عصي على عين بلا دموع...
فأدرك غضبها فحاول تلطيف المشاعر.
- تمنيت لو كانت عيني برطب نسائم كالمسك ريحها، يجفف من العين القذى، تدور الأرض محفوفة سواعد واعدة الخطى، شمائل قمح العز تناجي وسطها، زرعت بسمة ناعمة الخطى، تدور الأرض لريح تهب لها..عطور الجنان لها وقع صدى..تركتها في القلب جريحة... الأصالة عطرها مع الدمع منهمر ندى ورجاء ممزوجا بحبوب قمح داكن.......تخيطها لآليء عين الشذى.

تشهق شهقة كأنها لهيب يشعل الدنيا حرارة، تقودها لماض السنين وعذابات الأيام.

تنام طاو البطن بأمعاء تكركر فقد أتى بها الحظ فردا لعائلة كبيرة، لا فكر ولا مبدأ ولا حضارة، كومة من موروث لا قيمة ولا طموح ، وأم نجابة، لا تقوى على فك الحرف،ومع ذلك، هي أكبر وأوعى ممن يفكون الخطوط، لكن في الخوف حكمة ولي لعنق النوايا، ستعرف معنى التمييز الأسري عندما تبقى وحيدا في غرفة الصف، وأقرانك في عطلة نقاهة واستجمام يلهون ومن ذوات عز ودلال، وإن كنتم من بطن واحد، حينما كان يمضي العام وتشتهي أن تنتعل حذاء، يقي قدميك أشواك الحقل، وحيث أنك في زمان العوز، يكفيك نعل بلاستيكي، (مشاية)تسقط من رجليك أثناء المشي بعد العرق، رغم مساوئه الجمة التي لا تحصى فإن له حسنتان، تنام معه أول يوم فرحا، وتمتهن الرثاء باق العام لتستقوى به على الأيام خصوصا بين الأقران، كي تأمن ضحكهم وبعدها على الدنيا السلام، لتمضي باق العام ترثيه،(تحمي سكين على الموقدة فتقطع من حذاء آخر جزءا توصله بين طرفي الشق )، ورغم ذلك لا تزال تبحث عن سر الجاذبية لتلك الأيام، عرفت حينما ينكرك الأخ والأب..والمصيبة إن كنت عطوفا حنونا رحيما،وصاحب مبدأ.
يبحث عن أطراف حديث مختلف محاولا التركيز على أمور تستهويها.
- ليتك تعلمين كم بكى حينما حدثني ابن عمنا عن نشأته التي روتها له عمتنا سارة.
-حينما يبكي الرجال، لن يسعفنا سوى العقل فلا مكان للحمام في عش الصقور.
- العقل، ما مر عليه يجعل الولدان شيبا.
مهزوزة الوجدان.. تتأرجح بها الدنيا ...كرضيع ... يزفر بلا جدوى,,تمتطي عيون الدمع ..قد تسكنها العبرات ..وما زال جبينها مقطبا..كأنها تصارع مخالب قط .. فيتذكر كم عاثت بها أنياب الدهر ...ثكلة خاوية اليدين ...همها أن تحز من الدنيا انصافا يرثي الحالى فأولها يرى في البدر وداخلها في قاع محيط من الدموع،تتقاذفها ريح بين.. بين ..بأحلام تصارع مثقاب الأرض ..كأنها المحاق في وسط غيمة ...تتمتم في ذاتها....
- تهجر الدنيا فيسكنك الحزن ..آه يا طفلا يعيش على هوامش الحسرة كم من عين لك فقئت !!!ولا زال حصادك الأمل المر..تحلم بالياسمين وخبز الزعتر وريح التنور يعانق ثنايا جسد مترهل ..تنفث فيه .. أيام ترنمت على وقع مزامير الحياة ...ليت القمر رغيفا يقضم بالضرس والناب ..ليت القفراء تتكلم..لأنطقتها دموع المطر وبركان الوجد.
- دعنا من هذا الإطراء، ولتدخل لحديث عمتنا، المنقول إن كان صحيحا.
- أشعر بان كل هذا الوصف لا يليق بجنابه، أ تشككين في صحة الرواية قبل سماعها؟
- ما ظننته كاذبا، كلي أذان صاغية ومتلهفة لسماعها، فأنا أحبها وأتعاطف معها لأنها ظلمت مثلي،سأروي لك لاحقا كيف حرمت من ميراث أبيها، هيا ماذا قالت؟
فيبدأ بالحديث من ما قبل رؤيته الضوء، حينما مرض العم يوسف حينما كان رضيعا، فتخرج والدته صبحة عُريانة كما ولدتها أمها وسط ملعب القرية، قبل أن يسترها الشيخ جاد الله بعباءته فيقول:
- والله ما شعرت بعريها من شدة ما بكيت لسماعي مناجاتها،تقول:
-رب لقد رأيته على أربع ضرائر، إن كنت ربي فعلا اشف لي يوسف.
- ولم أشعر بأنها خرجت عن إطار العادة، أو كفرت، (كما جادلوني الناس في ذلك)فألقيت عليها ردائي لتذهب مهرولة إلى الولي (الشيخ محمود)،قائلة:
- يا سيدي الشيخ محمود اشفي لي ابني، أم لأني معدمة لا تنظرون إليا؟
-وتذهب لشيخة من القرية، لتطلب منها أن تحضر أذن حمار ميت وتضعها تحت مخدة سرير الطفل.
يتبع



#عدنان_العريدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عاشقة الخريف
- جدلسة المعاني عند معين بسيسو
- لا حزنا أو حسرة
- لا تصالح
- أرى ما أرى
- العشق في زمن الشهادة


المزيد.....




- لهذا السبب ..استخبارات الاحتلال تجبر قواتها على تعلم اللغة ا ...
- حي باب سريجة الدمشقي.. مصابيح الذاكرة وسروج الجراح المفتوحة ...
- التشكيلية ريم طه محمد تعرض -ذكرياتها- مرة أخرى
- “رابط رسمي” نتيجة الدبلومات الفنية جميع التخصصات برقم الجلوس ...
- الكشف رسميًا عن سبب وفاة الممثل جوليان مكماهون
- أفريقيا تُعزّز حضورها في قائمة التراث العالمي بموقعين جديدين ...
- 75 مجلدا من يافا إلى عمان.. إعادة نشر أرشيف -جريدة فلسطين- ا ...
- قوى الرعب لجوليا كريستيفا.. الأدب السردي على أريكة التحليل ا ...
- نتنياهو يتوقع صفقة قريبة لوقف الحرب في غزة وسط ضغوط في الائت ...
- بعد زلة لسانه حول اللغة الرسمية.. ليبيريا ترد على ترامب: ما ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان العريدي - عاشقة الخريف حينما يبكي الرجال