أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان العريدي - المعركة














المزيد.....

المعركة


عدنان العريدي

الحوار المتمدن-العدد: 6540 - 2020 / 4 / 17 - 18:40
المحور: الادب والفن
    


وهو الديوان الثاني لمعين بسيسو والذي لا أظنه الأول كما قيل، لما مثله من نقلة مرحلية في الواقع المنعكس على صفحة الشاعر، جاء فيه عشر قصائد صادرة من حنجرة ثورية ضاجة بمرارة الجراح، من مآل الأحداث الجسام، حيث نرى تلمس الجرح الذي رغم عمقه نجد أن هناك دعوة من قبل الشاعر الشاب الثائر، بعدم الاستكانة والسكون، حيث بدأ مشحونا بإصرار وعزيمة، تلم الجراح، تستنهض المقاومة، والذي جاء مع بداية النكبة والذي أتى متطابقا مع التغيرات الطارئة في ظل نشوء وضع ثوري جديد وتحديدا الدور الذي لعبه عبد الناصر والمد القومي، ورؤيا خاصة لمعين بمسؤولية القيادات التقليدية التي مع الأسف، نجد مجتمعاتنا شابة تقودها عقليات هرمة بعكس مسيرة الأمم الثائرة التي نالت حرياتها بقياداتها الشابة ولذا نجد الأسلوب المباشر في الحديث، قد أتى بشكل عاطفي، باعث على الحماسة، لاستنهاض الشعوب والقراء، إن بساطة الألفاظ النابع من دقة الاختيار، التي أتت للتناسب مواضيع الحدث، فد امتدت لتخلق زخما ثوري، يخدم المرحلة.
وتمثل ذلك بقصيدة المعركة فاتحة الديوان والتي أتت كدعوة وانتقاد لاذع لأسباب الهزيمة، داعمة بفكر جديد يؤدي للخروج من حالة يأس لعدم صحة الاتجاه الصحيح لقيادات فشلت في تحقيق أبسط متطلبات المرحلة في الحفاظ على الأرض والإنسان، ويظهر ذلك جليا من خلال حركة الأفعال، التي أتت مترابطة ما بين الماضي والأمر المرتبط بوجوب التنفيذ حالا، بلا انزعاج والحالي المنفي والحالي المثبت جاءت متناغمة مع الصور الشعرية الداعمة للفكرة المستجدة، وواقع الأسماء والصفات المتناغم والوقع الصوتي للأربع قوافي "كفاح سلاح رياح صباح جراح" كأنها تروي ضرورة الكفاح الذي يحتاج لحمل السلاح لمقاومة الرياح ليظهر الصباح ويضمد الجراح.

أنا إن سقطْتُ فخذ مكاني يا رفيقي في الكفاحْ
واحمل سلاحي لا يخفكَ دمي يسـيل مـن السلاحْ
وانظر إلى شفتيّ أطبقتـا عـلى هـوج الريـاحْ
وانظر إلى عينيَّ أغمضتا عـلى نـور الصـبـاحْ
أنا لم أمت! أنا لم أزل أدعوك من خلف الجراحْ
كذلك نلحظ طواعية أفعال الأمر والنهي المفيد للأمر في بعض الأحيان، للتخفيف من وقع الأمر وعدم الضجر منه، حيث نجد المتلقي يستقبله بترحاب، لعدة أسباب أهمها بساطة المعاني وكبر حجمها في المكان، فبساطتها تشكل عاملا بلاغيا قابل للتوصيل والتقبل، طبيعة ما سابقها من تركيب للمعاني الشارحة لأسباب الأمر ودواعيه، فالبداية أنا أناضل وأتمنى الشهادة فإن حدث واستشهدت فلا تدع سلاحي ورايتي بلا ساعد يحملهما وهنا جاء الأمر خذ مكاني وسد ثغرتي ولا تخاف الموت.

فاحملْ سلاحك يا رفيقـي واتجه نحـو القتـالْ
واقـرع طبـولك يستجـبْ لك كلّ شعبك للقتـالْ
وارعدْ بصوتك يا عبيـدَ الأرض هـبّوا للنضـالْ
يا أيها الموتى أفيقوا: إن عهد المـوت زالْ
ولتحملوا البركان تقذفه لنا حُمـر الجـبـالْ
حينما يكون الشاعر لسان حال المقاتل يشكل سلاحا رافدا من أجل أهداف مشتركة يسعى الكل لتحقيقها، فالشاعر يشكل لسان حال القائد والجندي والشعب، بل الوعي العام لأهداف المرحلة،وهنا نلمس تداخل العوامل الخاصة في العامة، للتركيز على أن للنضال معان وأهداف إنسانية، تشكل رافدا وداعما لوجود عوامل مشتركة بين الشعوب الساعية للتحرر والمدعومة من قوى التحرر، فكما قوى الاستعمار موحدة، يجب أن تكون قوى التحرر موحدة، فلا داع للسكوت وعهد السكوت على الحق زال.

هذا هو اليوم الذي قد حددته لنا الحياة
للثورة الكبرى على الغيلان أعداء الحياة
فإذا سقطنا يا رفيقي فـي جحـيـم المعركة
فانظر تجدْ علمًا يرفرف فـوق نـار المعركة
ما زال يحمله رفـاقك يـا رفـيـق المعركة

وما أكثرهم أعداء الحياة، ويكمن الانسجام التام ما بين اللفظ والمعنى، من خلال دور الحركات والإشارات الموجهة، فرغم تكالب الأعداء القساة، فإن مستقبل بلادنا بأجيالها تستحق هذا اليوم "الثورة الكبرى" حيث نجد متطلبات المرحلة تقتضي الوضوح والمباشرة في الحديث والتوجه، "فهذا هو" إشارة للتوجه والهدف "اليوم" الذي يجب أن نخوض فيه"الثورة الكبرى" تيمنا بثورات كبرى خاضتها الشعوب من أجل الحياة الطبيعية التي ينشدها البشر والشعوب، وفي التراث الذين يسقطون لا يموتون ما دام هناك من يحمل أهدافهم وراياتهم وأعلامهم، وللبعد عن التعمية والرمزية نجد الشاعر يعرف الأدوات والأسماء ويكثر من إخبار الجمل لزيادة التأكيد على قيمة الأهداف لتتناسب مع أسباب التضحيات، فلا شيء يعدل الروح سوى الوطن والأهداف السامية،"هذا هو اليوم"، الحياة الثورة الكبرى الغيلان الذين يؤدون " للسقوط" نكرة ولذا يكرر "الحياة" معرفة لأسباب التأكيد كنتيجة تقابل السقوط والتضحيات. كما نجد في هذه القصيدة لأهمية موضوعها قد نالت عناية الشاعر حيث نوع قوافيها على نهج لزوميات المعري بواقع فلسفي بسيط المعاني والبناء للبعد عن التكلف والمباشرة ووحدة الموضوع وترابطه.



#عدنان_العريدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من ديوان المسافر لمعين بسيسو-نافذة الكهف-
- أحلام منهارة عاشقة الخريف
- فارس المنابر
- عاشقة الخريف عقول فارغة جيوب مليئة
- عاشقة الخريف حينما تهز الأم السرير
- عاشقة الخريف حينما يبكي الرجال
- عاشقة الخريف
- جدلسة المعاني عند معين بسيسو
- لا حزنا أو حسرة
- لا تصالح
- أرى ما أرى
- العشق في زمن الشهادة


المزيد.....




- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان العريدي - المعركة