أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مريم القمص - أُبَجلك أيها الموت ولكنى أمقتك.














المزيد.....

أُبَجلك أيها الموت ولكنى أمقتك.


مريم القمص
كاتبة وصحفية واخصائية اعلام تربوي

(Mariam Elkmoss)


الحوار المتمدن-العدد: 7066 - 2021 / 11 / 3 - 22:52
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أيها الموت جئت اليوم أناجيك كيف لك أن تكون بهذة القسوة من منحك تلك السلطة لتسلب من نتنفس بأنفاسهم وما مشكلتك معنا هل انت حقا تشعر بما تركته من خلفك كأنقاض حرب استمرت ١٠٠ عام   أعلم انك فسيولوجيا تعنى خسارة كيان حي (عضو أو فرد أو نسيج أو خلية) بشكل نهائي للخصائص المميزة للحياة، مما يؤدي إلى تدميره".  فنصبح ميتين عندما لا نعود على قيد الحياة.لكن لا تأبه بهذا كله الأمر لا يتوقف لدينا عند إنطفاء أجهزة بشرية فى جسم بشرى نترجى الذاكرة أن لاتنسينا ملامحة وتارة أخرى نرجو أن تُمحى كل تفصليه متعلقة به هروباً من الجرح الغائر عند أسترجاعه لذاكرتنا..هل تعلم أيها الموت إن تاريخى معك يُكتب بحبر من دموع تختلط بالدماء ..دموع الآلام وجراح غائره يعجز فيها الجراحين المهره ..، أريد أن أذُكرك بما صنعته بمن أحب...ربما تشعر بقليل من الآلام مثلى فَتُقدر مشاعرى هل تتذكر عندما زت منزلنا حينما اصطحبت معك أخوتى الثلاثة الصغار.. هل تتذكر أرجلى الضعيفة حينما كانت ترتطم ببعضها وانا ذاهبة مسرعة لمنزلنا لأرى وجهوه إخوانى لآخر مرة حينما أخبرنى معلمى المفتقر لآداب الإنسانية والشفقة : إرجعى للمنزل أيتها الفتاة  أخيك الصغير قد توفي ...، أنا لن انس لكما كل تلك الطاقة المؤلمة التى منحتوها إياها في ذلك اليوم ..
ولقد تركتنى ايها الموت لفترة ونسيتك تماما وتعاملت معك كاجار لا يهوى الإختلاط بأحد ، لم أكن أعرف أنك تراقبنى من بعيد ، لم أكن أعلم إنك ستعود بعنفوانك بكل جيوشك وعتادك...، وأنا لا أملك سوى قلمى لأشكوك للناس جئت تلك المرة لتخطف جزء من حياتى ..سلبت ريشتى الرقيقة التى تلون لي الدنيا فكنت مسبقاً أعرف أن هذا ازرق وهذا أخضر أما الآن لم أعد  أرى سوى لونك الممقت فهل الأسود لونك..؟ أعتقد إنك اللاشئ ذاته...فأنت لك قدرة جبارة لسلب لكل شئ معناه لكل شئ صفته  وكيانه ...فهل ستصمت أيها الموت الآن بعدما سرقت عمي الوحيد ووالدي الثاني هل إكتفيت به ؟؟ سازف لك بشرى نحن جُرحنا جرح لا علاج له ولكن عمي لم يمت فأعماله تتبعه ومحبته باقيه فى أنفس ووجدان من كان يغمرهم بحنانه..، أنت ضعيف أمام المؤمنين فأنت لست بشمشون أنت تُسلب أرواحهم ولكن لن تقوى عن سلب ذكراهم مهما جهزت عتادك بأسلحة باليستية لتمحو ذاكرتهم من قلوبنا...
أنا أمقتك حقاً ولكنى أبجلك هل تعلم لماذا ..؟
لأنك يأيها النفق المظلم معبر للسماء والجنة والملكوت اللانهائى لأنك الجسر الوحيد الذى نعبر منه لله ..
ربما يمكننى أن اتصالح معك يوما إذا كان العربون ضمانك لي أنه حينما تصتطحبنى ستكون نهاية رحلتى عند الله عدنى يأيها الخنجر الأسود  أن تكون راحتى الأبدية من خلالك....
تعلم انى ابغضك ولكن أحاول أن اتصالح معك بأن أُعد لك أمرى بالأعمال الصالحة التى تعينك على أخذى أريد أن أُبرم معك إتفاق آيها النفق المظلم لا تزورني حتى أُكمل بيتى على الأرض اليابسة، وابنيه من أساس حب الناس وأُزينه من أعمالى الحسنة التى أقابل بها إلهي وأنا كجندي غالب فى حرباً شرسة ..

أحسنوا لمن تحبون ، فإن الشوق بعد الموت لا يُطاق. - محمود درويش



#مريم_القمص (هاشتاغ)       Mariam_Elkmoss#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة ضحية الأديان أم فريسة فقه النصوص؟
- عبوة فاونديشين وجهتك للعبور إلى الآخر
- امسك متحرش .
- حزني فى جولتي مع حتشبسوت جدتي.
- إختفاء الانتيكا فى زمن الأسطورةوحمو بيكا .
- شغف العلم ومذبحة التعليم.
- البابا شنودة ... كاريزما لن تتكرر.
- سطوة السوشيال ميديا وتجاعيد جدي
- المرأة ومعضلة ظل الرجل
- كورونافوبيا بين مطرقة الخوف وسندان الحب
- وسادة عم سالم


المزيد.....




- مصر.. أسعار السلع تتراجع للشهر الثاني على التوالي منذ -تعويم ...
- ألعاب نارية مبهرة تزيّن سماء موسكو تكريما للذكرى الـ79 للنصر ...
- -هجوم جوي وإطلاق صواريخ متنوعة-.. -حزب الله- ينشر ملخص عمليا ...
- روسيا تجهز الجيش بدفعة من المدرعات وناقلات الجنود المعدّلة ( ...
- شاهد: لحظة اقتلاع الأشجار واحدة تلو الأخرى بفناء منزل في ميش ...
- شاهد: اشتعال النيران بطائرة بوينغ 737 وانزلاقها عن المدرج في ...
- شاهد: صينيون يوقفون برلمانياً مجرياً بسبب أعلام الاتحاد الأو ...
- اشتعال النيران في طائرة بوينغ 737 وانحرافها عن المدرج في مطا ...
- بمناسبة عيد النصر على النازية.. شريط جاورجيوس بطول 300 متر ي ...
- فوز رئيس المجلس العسكري في تشاد محمد إدريس ديبي إتنو في الان ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مريم القمص - أُبَجلك أيها الموت ولكنى أمقتك.