أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جرجيس كوليزادة - اقليم كردستان شعب بلا أرض















المزيد.....

اقليم كردستان شعب بلا أرض


جرجيس كوليزادة

الحوار المتمدن-العدد: 7063 - 2021 / 10 / 31 - 13:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الكيان العراقي اقليم كردستان المتمتع بفيدرالية دستورية، بات شعبه الكردي بلا ارض، ومصطلح الوطن بات عنوانا سياسيا فارغا من معناه الوجودي، فكل شيء من الارض قد بيع من قبل الحزبين والعائلتين الحاكمتين للبرزاني والمرحوم الطالباني، والغريب المثير ان البيع لم يبقى منحصرا باراضي المدن والنواحي والقرى الصالحة لمشاريع السكن والتي تباع بعشرات ومئات الملايين من الدولارات، وهي ممتلكات عامة للدولة والشعب، ومنذ عقود خاصة بعد الفين وثلاثة فقد شن على ارض الاقليم عدوان صارخ من قبل المسؤولين الكبار والصغار حتى باتت الاجيال محرومة من الوطن ومن الارض، وهذه الاستباحة الكاملة لم تبقي لكيان الكرد ارضا، والجديد بالامر ان هذه الاستباحة العدوانية قد وصلت الى بيع الجبال والوديان والتلال الى بلدان مجاورة، فقد تسرب خبر مفاده ان الاراضي العراقية الحدودية في زاخو ودهوك هي اراض تركية لانها قد بيعت الى تركيا من قبل الحزب الحاكم، وهذا تبرير جديد للتدخل والعدوان العسكري على اراضي كردستان العراق، وبقاء القوات التركية عليها بشكل دائم.
المعلوم ان الاراضي داخل حدود بلديات المدن بالاقليم، قد استولت عليها عصابات ومافيات حزبية وعائلية بدون مقابل، وباعتها بمبالغ هائلة تفوق الخيال الى شركات وجهات غير معروفة على ساحة الاقليم، وكذلك فان السلطات الحاكمة قد سمحت لتملك الاجانب والعراقيين من غير محافظات الاقليم للشقق والدور والمنازل والاراضي في داخل المدن الكردية، وهذا الاجراء لا تسمح بها لا بغداد العاصمة ولا كربلاء لتمليك اراضيها ودورها لغير مواطني المدينتين، فكيف بالكيان الكردي، وكل تلك التسهيلات الادارية والمالية والعقارية مجرد لغسل الاموال واقتناصها من قبل شخصيات مسؤولة كبيرة ومافيات عديدة للتجارة بالاراضي الشرعية لاقليم كردستان.
ويبدو حسب تسريبات الشارع، ان الافراد القريبين من الشخصيات الحاكمة بالحزب والحكومة هي التي تلعب دورا رئيسيا في اباحة الاراضي وسرقتها ونهبها بشمس الظهر من الملكية العامة وعرضها على عصابات ومافيات العقارات والاراضي السكنية والزراعية، وتشير الاخبار ان ابناء الرؤساء واالمسؤولين الكبار قد سجلت باسمائهم مشاتل وابنية مدارس ومباني حكومية واراضي عامة متروكة وكأنها ميراث متروك من الاباء، وقد وصلت درجة هذه الاستباحة الى حد فقدان معظم اراضي الاقليم الخاضعة للحدود البلدية والاراضي الزراعية القريبة من اطرافها، وباتت بحكم فرض واقع الامر، وبهذا الفساد واالاعتداء على الحقوق العامة يمكن اعتبار ان الكيان القانوني للاقليم قد معظم اراضيه، وبالتالي حاليا فان الكرد بات شعبا خاليا من ملكية الارض التي يعيش عليها بجبالها وسهولها ووديانها وانهارها وباطنها وسمائها.
وفوق هذا فان الحطر الكبير على كرد العراق لم ينحصر بفقدان اراضي الاقليم فقط، بل تعداه الى تحويل ملكيتها الى دولة مجاورة واحتسابها كارض تركية، ولهذا نجد ان القوات التركية تمرح وتسرح في مناطق كثيرة من الاقليم بسهولها وتلالها وجبالها وخاصة قراها التي تعتبر الوحدة التاريخية الاساسية للوجود الكردي على مر العصور التي مرت بها البشرية.
لهذا فان المخاطر التي باتت تفرض نفسها على العراق وعلى اقليم كردستان، باتت اكبر من حضورها وحجمها ودورها، وهي باتت مصيرية متعلقة بمستقبل البلد والشعب، ففقدان الارض وبيعها لمصالح تجارية انانية وجشعية تابعة لافراد ومجموعات الحزبين الحاكمين بالاقليم، وبات عدوانا يمارس منذ سنوات عديدة لتفريغ العراق من اقليمه االكردي، وتفريغ الكرد من كيانه وارضه ومن مقومات وجوده.
ولا يخفى ان هذه الاستباحة للاراضي الكردية، جاءت بلاشك بعد سيطرة انقرة على النفط الاقليم بالكامل وتحويل احد الحزبين الحاكمين ورئيسه الى مجرد اداة لتصريف اعمالها الخبيثة وبرامجها التدميرية وخططها التخريبية بالاقليم، وهذه السيطرة جاءت قبل ازمة المياه التي فرضتها انقرة على العراق من خلال اكتمال بناء السدود التي انشأتها على نهري دجلة والفرات منذ عقود، وهي اللبنة الاساسية لبداية المخطط المرسوم للقضاء على العراق والاستيلاء على خيراته وموارده وثرواته، وذلك من خلال قطع المياه والسيطرة على مورد النفط وفرض الاحتلال بالقوة، وهذا ما مهد لدخول الجيش التركي الى داخل اراضي الاقليم، وبالتالي هذا ما مهد لاحتلال اكبر لاقليم كردستان من قبل انقرة بمساعدة وتنسيق الحزب الحاكم، وهو بلا شك تمهيد لاقتطاع شامل للجزء الشمالي من ارض العراق، وان اكتمل هذا المخطط فهو بالتأكيد محو سياسي ووجودي للكيان العراقي الحالي الذي نعيشه الان، وتمهيد لتقسيم اراضيه وتوزيعه لصالح الدول المجاورة خلال سنوات العقد الجاري، وهذا ليس بخيال ولا بحلم بعيد المنال، بل هو واقع مفروض من قبل تركيا وبعلم بعض الدول الاقليمية والدولية، وقد بدأ بالتحقيق على الارض بمساندة قوة مسلحة عائلية وحزبية محلية يحسب لها، لهذا فاذا لم ينتاب اهل بلاد النهرين واغلبية الكرد يقظة وصحوة ونهضة عاجلة للرد على تنفيذ المخطط، والا فان العراق والاقليم سيذهبان ادراج الرياح الى مزبلة التاريخ بلا وطن وبلا ارض، وستعاد من جديد سابقة تاريخية مأساوية ارتكبت في قرون وعقود ماضية من قبل قوى طاغية وهي فناء الشعوب بأشكال جديدة من الاستعمار والاحتلال.
وبهذه المناسبة نناشد رئاسات العراق الرسمية رئاسة الجمهورية والحكومة والبرلمان الى التدخل السريع في مسألة الاعتداءات التركية واخراج القوات العسكرية من الاراضي العراقية، والتدخل في مسألة تجارة الحزبين الحاكمين باراضي الاقليم والتحكم بها لانها باتت ممهدة لاحتلال دائم من قبل انقرة، وفي عين الوقت نناشد الجامعة العربية للتدخل من خلال الطلب من مجلس الامن الدولي لاصدار قرار ملزم لوضع حد للعدوان التركي الاردوغاني على اقليم كردستان وعلى شمال العراق، ونطالب ايضا الاحزاب الكردستانية والعراقية باتخاذ مواقف جادة وعملية للوقوف ضد تدخلات تركيا العسكرية ووضع حد لها، والوقوف بوجه المخطط الاردوغاني الجاري لمصادرة واحتلال اراضي اقليم كردستان وشمال العراق والحاقها بالدولة التركية، خاصة وان البلاد تحكمه في بغداد واربيل مافيات لا تملك ذرة من الوطنية الرادعة.لانقاذ العراق والاقليم من العدوان التركي الاجنبي، وهي على العكس باتت مستعدة لتسليمهما على طبق من الذهب، والدليل ان المواطن محروم تماما من قطعة ارض سكنية وسلفة عقارية، فحذار حذار اليوم بات قريبا فقدان ارض الاقليم بالكامل وصار الكرد بلا ارض ولا وطن، وارض العراق ليست ببعيدة ان لا تذهب ادراجها وغدا لناظره قريب، و(الوطن عندما ينباع وين الوطن تلكاه).
يا اهل العراق ويا كرده الى متى الصمت والسكوت، فقد سبق السيف العذل.



#جرجيس_كوليزادة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحاجة العراقية للاعتراف بمذبحة الارمن
- خطايا الغرور السياسي الكردي
- مشروع الحساب الوطني لكل مواطن عراقي
- مهام عاجلة امام القيادة الكردية العراقية
- ضربات موجعة للناخب الكردي
- أرجحية توقعاتنا في الانتخابات العراقية
- اخطر عشر تحديات تواجه اقليم كردستان
- الكرد والجديد في الانتخابات النيابية العراقية
- اصلاح حكومة اقليم كردستان والخروقات القانونية
- مطالب الى البيشمركة مسعود برزاني
- نكبة الاستفتاء الكردي ما لها وما عليها
- الاله البيولوجي صدمة الالفية الثالثة للانسان والاديان2/2
- الاله البيولوجي صدمة الالفية الثالثة للانسان والاديان1/2
- دعوة الى اعادة كتابة القران الكريم من جديد
- سردشت للقلمِ جَبلٌ
- كوسرت رسول وضرورات تفعيل رئاسة اقليم كردستان
- فراقك مؤلم يا جمال الهموندي
- كردستان الدولة رقم 195 في الأمم المتحدة
- وزارة التجارة العراقية تتحدى الارهاب
- صعود وهبوط نجم برهم صالح


المزيد.....




- -عليك الذهاب للمفتي-.. وزير الطاقة السعودي يثير تفاعلا برد ع ...
- السعودية.. جمله قالها محمد بن سلمان لمحمود عباس باللقاء كشفه ...
- من الصين إلى إسبانيا.. زوجا باندا يصلان إلى منزلهما الجديد ف ...
- المتحولون جنسيا يحظون بدعم جديد من إدارة بايدن
- البرهان: لن يحلّ السلام في السودان إلا بعد خروج -الدعم السري ...
- بولندا تنشر قواتها قرب حدود روسيا في إطار مناورات عسكرية مع ...
- يحتوي على كهوف وأنفاق مرعبة.. اكتشاف أعمق ثقب أزرق تحت الماء ...
- تفريق تظاهرة ضد مشروع قانون حول -التأثير الأجنبي- في جورجيا ...
- كريم خان.. الوجه المراوغ للعدالة الدولية
- لماذا محمد بن سلمان ضمن أقوى 5 قادة في العالم؟.. تقرير يثير ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جرجيس كوليزادة - اقليم كردستان شعب بلا أرض