أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جرجيس كوليزادة - ضربات موجعة للناخب الكردي














المزيد.....

ضربات موجعة للناخب الكردي


جرجيس كوليزادة

الحوار المتمدن-العدد: 7052 - 2021 / 10 / 19 - 23:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انتخابات العاشر من اكتوبر وفرت للناخب العراقي اول فرصة تاريخية للانتقام الديمقراطي من الاحزاب الحاكمة الفاسدة المتسلطة على رقاب الشعب بالتزوير والاحتيال والمال المغتصب والقوة الغاشمة والقمع المتسلط، وذلك من خلال توفير الادوات الالكترونية والاشراف الدولي واختيار لجنة من القضاة وليس ممثلون لاحزاب فاسدة، وذلك للاشراف النزيه على الانتخابات.
وفد تحقق هذا الانتقام المدني من خلال قلة مشاركة الناخبين المشمولين بالتصويت (43%)، وعدم التصويت للاحزاب الفاسدة والكيانات الممثلة للمجموعات المسلحة القائمة على الاساس الطائفي، ومن خلال عملية التصويت التي جرت للانتخابات فقد خسرت كتل نيابية كبيرة مقاعدها البرلمانية، مثل كتلة الفتح للعامري اذ نزل عدد كراسيها النيابية الى 17، ودولة القانون للمالكي الى 37، وكتلة النصر للعبادي الى 4، وهكذا فقد تحقق اول تغيير بالمشهد السياسي الانتخابي بالعراق منذ سقوط النظام البائد.
وعلى صعيد اقليم كردستان فقد خسر الحزبين الحاكمين الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني عددا كبيرا من اصوات انصارهما، وحسب تقارير النتائج الاولية فقد نزل عدد اصوات حزب البرزاني من اكثر من 750 الف صوت في سنة 2018 الى اكثر من 525 الف صوت بخسارة اكثر من 225 الف صوت بانتخابات العاشر من اكتوبر، ونزلت اصوات حزب الطالباني من اكثر من 540 الف صوت في سنة 2018 الى اكثر من 270 الف صوت في انتخابات العاشر من اكتوبر، اي بخسارة اكثر من 250 الف صوت للناخبين، وحركة التغيير فقدت تماما بريقها الشعبي ولم تقدر ان تحصد اكثر من 15 الف صوت من انصارها المصوتين.
ومن خلال التغيير الحاصل في عدد اصوات الاحزاب باقليم كردستان، نشهد ان حزب البرزاني يتعرض لاول مرة الى انتكاسة انتخابية في عدد اصواته، بينما حزب الطالباني يتعرض للمرة الثالثة الى انتكاسة انتخابية وهو يبدو لا يقدر على اعادة توازنه وجمهوره وانصاره الى المستويات السابقة التي كان يتمتع بها، وحزب حركة التغيير يتعرض للمرة الثانية الى انتكاسة انتخابية خطيرة.
ولكن يبدو ان حزب البرزاني خرج من انتكاسة الاصوات بسلامة مع تحقيق فوز ثمين بالرغم من نزول عدد اصوات انصاره، حيث ضمن لنفسه اعلى المقاعد النيابية في مجلس النواب على صعيد الاقليم، وذلك بدون اللجوء الى التزوير والتحايل مثلما كان يلجأ اليه بالسابق، حيث لعب لعبته الانتخابية بذكاء دافعا اغلب انصاره بلزوم وفرض التصويت لصالح مرشحيه، وفي نفس الوقت فان الحزب استغل المشاركة االقليلة للناخبين، مما سمح له ان يفوز باكبر عدد من الكراسي البرلمانية.
ومن تناقضات المشهد السياسي، نجد ان الرئيس مسعود برزاني يبارك حزبه بتحقيق الانتصار في الانتخابات وهو بالحقيقة خسر فيها اكثر من مئتي الف صوت، ورئيس الجمهورية يبارك قوباد طالباني بانتصار حزبه بينما بالحقيقة هو خسر ايضا اكثر من مئتين وخمسين الف صوت، وهكذا نشهد ان المشهد السياسي الكردي مزيف من ناحية المواجهة مع الحقيقة المرة التي تبلع في احيان كثيرة دون الكشف عنها.
ولهذا نجد ان الضربات التي وجهها الناخب الكردي بالعراق كانت موجعة ومؤلمة للاحزاب وخاصة للحزبين الحاكمين بالاقليم، وهي قوية المعاني كرسالة محكمة وجهها الناخبون الكرد للسلطة الحاكمة بان الحكم الفاسد المارق لابد ان يزول، وهكذا تلقى البرزاني واولاد المرحوم طالباني درسا قاسيا، وخاصة قادة حركة التغيير، والخسارة الحاصلة بالنسبة للاخيرة كانت شديدة المرارة، وليس من السهل امتصاص الصدمة المتحققة في اول انتخابات شبه نزيهة منذ سنة السقوط تقل فيها التزوير والاحتيال السياسي.
ويبدو ان حالات الغرور والتكبر والعلو التي تعصف بالحكام والرؤساء والسياسين الكرد مازاالت متواصلة، ويبدو ان الاحداث القاسية التي مر بها الاقليم لم تفلح في منح المسؤولين العبرة والموعظة الحسنة، والسياسة الهدامة والمخربة للاحوال الحياتية للمواطنين ممثلة بارتفاع عالي لاسعار اسباب المعيشة، والتي تسلكها حكومة الاحزاب الحاكمة الفاسدة من الديمقراطي والاتحاد والتغيير برئاسة مسرور وقوباد قد جلبت مآسي معيشية وحياتية واقتصادية واجتماعية قاسية لكرد العراق بالاقليم وفي المناطق المتنازع عليها، لهذا جاء رد فعل المواطن والناخب الكردي على الاحزاب الثلاثة قاسيا في اول فرصة انتخابية حقيقية تميزت بالمصداقية والثقة الديمقراطية بالرغم من تحقيق نسبة قليلة من المشاركة، ولكن في الانتخابات المستقبلية فان هذا الرد الحكيم سيزداد قوة وحجما، وليس من المستبعد ان يلجأ الناخب الكردي في المستقبل القريب الى ازاحة ملموسة للحزبين الحاكمين وذلك لفسادهما وجورهما وقمعهما للارادة الحرة للشعب الكردي بالعراق، خاصة بعد ان تمكن الناخب بنجاح تام من ازاحة حركة التغيير تماما من الساحة السياسية.
المهم في الامر، ان حزبي البرزاني والطالباني وحركة التغيير قد تلقوا ضربة موجعة من الناخب الكردي، وهذه الاحزاب الفاسدة صارت في مواجهة مباشرة مع الارادة الحرة للكرد، وهذه الارادة بعد ان جمدها نظام الحكم العائلي والحزبي بالاقليم لعقدين، عادت ونهضت من جديد وقد حققت بعض الشيء من رد الاعتبار، ووجهت ضربة انتخابية موجعة لنظام السلطة، وبلا شك فانها ستحقق المزيد بالمستقبل وسترسم اهدافها وتبث رسالتها المصيرية في الانتخابات المقبلة بالاقليم بشجاعة وبارادة حرة كاملة، ويومها لات ساعة الندم للحكام الجائرين الفاسدين المارقين بالاقليم الذين زرعوا فسادا رهيبا لا مثيل له منذ ثلاث عقود على ارض طاهرة وشعب منبعه الاخلاق الحميدة والممارسات الانسانية النبيلة.
بالختام نقول حسبنا الله ونعم الوكيل على افعال الطغمة الحاكمة المنكرة وممارساتها الفاسدة الجائرة، والله من وراء القصد.



#جرجيس_كوليزادة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أرجحية توقعاتنا في الانتخابات العراقية
- اخطر عشر تحديات تواجه اقليم كردستان
- الكرد والجديد في الانتخابات النيابية العراقية
- اصلاح حكومة اقليم كردستان والخروقات القانونية
- مطالب الى البيشمركة مسعود برزاني
- نكبة الاستفتاء الكردي ما لها وما عليها
- الاله البيولوجي صدمة الالفية الثالثة للانسان والاديان2/2
- الاله البيولوجي صدمة الالفية الثالثة للانسان والاديان1/2
- دعوة الى اعادة كتابة القران الكريم من جديد
- سردشت للقلمِ جَبلٌ
- كوسرت رسول وضرورات تفعيل رئاسة اقليم كردستان
- فراقك مؤلم يا جمال الهموندي
- كردستان الدولة رقم 195 في الأمم المتحدة
- وزارة التجارة العراقية تتحدى الارهاب
- صعود وهبوط نجم برهم صالح
- مبادرة الى الرئيس البرزاني وكوسرت رسول
- المطلوب مبادرة وطنية من مسعود البرزاني
- العراق ومنافع الإحتلال الأمريكي
- عرب كركوك والتقارب الكردي التركماني
- مبادرة الى حكماء العراق


المزيد.....




- تحطيم الرقم القياسي العالمي لأكبر تجمع عدد من راقصي الباليه ...
- قطر: نعمل حاليا على إعادة تقييم دورنا في وقف النار بغزة وأطر ...
- -تصعيد نوعي في جنوب لبنان-.. حزب الله ينشر ملخص عملياته ضد إ ...
- البحرية الأمريكية تكشف لـCNN ملابسات اندلاع حريق في سفينة كا ...
- اليأس يطغى على مخيم غوما للنازحين في جمهورية الكونغو الديمقر ...
- -النواب الأمريكي- يصوّت السبت على مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- الرئيس الإماراتي يصدر أوامر بعد الفيضانات
- شاهد بالفيديو.. العاهل الأردني يستقبل ملك البحرين في العقبة ...
- بايدن يتهم الصين بـ-الغش- بشأن أسعار الصلب
- الاتحاد الأوروبي يتفق على ضرورة توريد أنظمة دفاع جوي لأوكران ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جرجيس كوليزادة - ضربات موجعة للناخب الكردي