أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد رجب التركي - كيف انسي ؟!














المزيد.....

كيف انسي ؟!


محمد رجب التركي

الحوار المتمدن-العدد: 7043 - 2021 / 10 / 10 - 21:44
المحور: سيرة ذاتية
    


كيف انسي ؟
اليوم هو ذكري فراقك و لا تزال ظلمة الدنيا في وجهي و حول قلبي كما هي.
لا تزال جراح قلبي تعتصر بالألم و تغرق في اللهب… فلم يطفئها تقادم الأيام ، و لم يخفف من لظاها نسيم الأمل .
لم يبق لي من نعيم دنياي بعدك ، إلا الذكريات التي تشدني نحوك و البقايا التي تنتمي إليك..فلا يطيب لي إلا أن اهرب من أسباب النسيان إلى ذكريات أحزاني.
لا يؤنسني إلا الحديث عنك و استرجاع أيامي الخوالي معكي.
و ماذا يصنع من افتقد أنيس حياته سوى أن يستأنس من بعده بآثار هذا الحبيب ويترامى بين الأطلال؟؟
ماذا يفعل من افتقد ريحانة قلبه سوى أن يستنشق الهواء الذي كان يطوف من حولها؟؟
لقد انقلبت جنتي التي عرفتها بك إلى دار غربة .. و استحالت الدنيا التي عرفتها ينبوع أمل و كنز سعادة إلى سجن قاتم مؤلم يدفع بي الي الغربة والوحدة القاتلة.
سامضي بقية عمري بما يذكرني بعبير روحك .
أوراقك ..تلك الأوراق هي كنزي الثمين من بعدك .. أحتفظ بها في صندوق صغير يفوح براءحة عطرك.....
أقرأ سطورك بعيون مشاعري و إحساسي ، فأبصر فيما بينها روحك الوادعة الرقيقة تحنو علي وتجذبني بعيدا عن نار آلامي لتضمني إلى جنة فؤادك..

لقد علمت فيما قرات من معارف الحياة الإنسانية ، و أيقنت بعد إيماني الجازم بالله أن هذا الذي نسميه موتاً إنما هو اليقظة الكبرى فهو شعورمتكامل يخضع لأحكام و موازين غير التي تخضع لها حياتنا الدنيوية و أن حواسنا ومداركنا في هذه الحياة الدنيا لاتدرك بسر الحياة أو دائرة الروح .
*إن الحواس الإنسانية هي احدي وسائل هذه الحياة الدنيوية الضيقة و فرع صغير في أغصانها الكثيرة. فكيف يكون الفرع محيطاً بحقيقة الأصل ، عليماً بنهايته و مصيره؟
فالموت ليس إلا لحظة انطلاق و تحرر للروح من ذلك القفص الجسدي الذي كانت حبيسة فيه ، و إن بدا أنه لحظة خمود وسكون في حساب ذلك الجسد نفسه...
فمن يدري ؟.. لعل الأموات يمارسون حيويتهم و انطلاقهم في جوانب الكون بوسائل تختلف عما يملكه الاحياء من حواس أكثر مما نمارسها نحن الذين أثقلتنا هياكل هذه الأجساد..
من يدري؟.. لعل هؤلاء الذين نسميهم أمواتاً ، يمرون على مقابرنا الجسمية ، ويشفقون على الروح الحبيسة في داخلها ، و يدعون لها بانبعاث قريب إلى عالم الأحياء.
لقد عرفت كل هذا يا حبيبتي يوم أن منحني الله عقلاً حررته من القيود و الأغلال فوهبني إيماناً أقمته على بينات العلم و قوانين الوجود.....
و إيماني هذا هو العزاء الوحيد الذي يمنحني نعمة الصبر على سعير ابتعادي عنك.
* أعلم علم اليقين أن الموت لم يذهب بكي الي العدم و لكنه انتقل بكينونتك الذاتية من عالم إلى آخر وان كل الذي حجبه الموت بيني و بينك هو حجب الحواس ..
يا رفيقة العمر في عالم الأحياء ، ..و سراً روحانياً عظيماً في عالم الأموات .. إن موتك زادني حباً على حب ، و لسوف يبقى حبي لك في ازدياد حتى يتمم الله فضله ، و تحين ساعة اللقاء.
و إنني على يقين أننا سنلتقي .. سأنفذ إليك من الباب الذي سبقتني إليه وان كل ما أخشاه أن تزل بي قدمي إلى ما لا يرضي مالكي العظيم جل جلاله فابتعد بذلك عن سبيل السعادة ثم أقبل على الموت بخاتمة تقصيني عن رحمة الله و تضرب بيني و بينك حجاباً لا أملك اختراقه و تلك هي عين الشقاء.....
إنني لشديد الخوف من هذه العاقبة...
و لست أملك ضمانة تحفظني منها ، إلا الأمل برحمة الله
إنني لا أتصور أن يقسو علي ربي إلى هذا الحد ،
مهما كنت شارداً عن سبيله ، مقصراً في القيام بواجباته...
إن ظني به أنه سيحوطني برعايته و إن لم أكن لها أهلاً ...،
و إني لمتعلق بعد ذلك بقوله:" أنا عند ظن عبدي بي"..
فيا نور السموات و الأرض ، يا من يجير و لا يجار عليه ، أنقذني من شقاء هذه الدنيا ، و يسر لي في أكنافها سبيلاً إلى خاتمة ترضيك.. وإملأ بقية أيامي في هذه الحياة رضا ، بل رضاءا بحكمك ، ثم اختم حياتي بأحب الأعمال إليك ، حتى ألقاك و أنت عني راضٍ يا أرحم الراحمين .
اللهم اغفر لها واعف عنهاوارحمها واسكنها فسيح جناتك وارحم كل من فقدناهم من احبتنا واجمعنا بهم في الحياة الأبدية .



#محمد_رجب_التركي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تاثير الاساطير المصرية علي المعتقدات الدينية
- ماالسبب في اختيار يوم 21 مارس للاحتفال بعيد الأم ؟.
- أكذوبة الحضارة العربية
- تطبيع العلاقات العربية الإسرائيلية
- وباء كورونا.. الجانب المشرق عامة وفي مصر خاصة
- مذابح الارمن اكبر المذابح في تاريخ البشرية
- لماذا التكتم علي الاوزون كعلاج ناجع
- العالم قبل وبعد كورونا
- الحياة هي الانثي
- رمضان وشاكوش وثقافة الفنكوش
- تداعيات انقلاب الزعيم
- الأسباب الخفية للحرب العالمية في سورية
- مايحدث في سيناء ...فهم الواقع والحل
- هل مصر تنتحر ؟
- الفساد في دولة المستشارين
- الخطة الغربية لاسقاط الدولة المصرية
- من اخطر ماقرأت .. اعتراف واحد من أشد القتلة في تاريخ البشرية ...
- شغل مخك شوية
- الانتفاضة الصامتة .. رسالة مفتوحة للرئيس السيسي
- ميراث الفساد والمشوار الطويل


المزيد.....




- مبنى قديم تجمّد بالزمن خلال ترميمه يكشف عن تقنية البناء الرو ...
- خبير يشرح كيف حدثت كارثة جسر بالتيمور بجهاز محاكاة من داخل س ...
- بيان من الخارجية السعودية ردا على تدابير محكمة العدل الدولية ...
- شاهد: الاحتفال بخميس العهد بموكب -الفيلق الإسباني- في ملقة ...
- فيديو: مقتل شخص على الأقل في أول قصف روسي لخاركيف منذ 2022
- شريحة بلاكويل الإلكترونية -ثورة- في الذكاء الاصطناعي
- بايدن يرد على سخرية ترامب بفيديو
- بعد أكثر من 10 سنوات من الغياب.. -سباق المقاهي- يعود إلى بار ...
- بافل دوروف يعلن حظر -تلغرام- آلاف الحسابات الداعية للإرهاب و ...
- مصر.. أنباء عن تعيين نائب أو أكثر للسيسي بعد أداء اليمين الد ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد رجب التركي - كيف انسي ؟!