أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شعوب محمود علي - بعد الفصل من العمل















المزيد.....

بعد الفصل من العمل


شعوب محمود علي

الحوار المتمدن-العدد: 7043 - 2021 / 10 / 10 - 11:44
المحور: الادب والفن
    


1
هذا الموضوع لم يكرّس للدراسة وانّما
تداعيات صور ومحطّات ترسو على
على ضفاف الذاكرة
اعود فأقول
تمّ فصلنا من شركة الدخّان الاهليّة
في عام 4 5 9 1
بعد إضرابات عديدة وصراع مرير بين
العمّال وارباب المال وعلى مدى أربع سنوات
عانينا مرارة البطالة وتبعاً للتكيّف مع الظروف
كل واحد منّا وجد ما يناسبه من المهن المتاحة
مع ما عانينا من عذابات وحرمان من نعم
الحياة وكلّ منّا عاش بعيداً
عن رائحة التبغ والسنوات
تجري مثل ماء الأنهار وفي ليلة من
ليالي العبور وخرق القانون الازلي وطفر الموانع
غير المسموح بها للإطاحة بالتيجان والعروش
وفتحت أبواب الوزارات لتبنّى طلبات الناس
ووضع الميزان في موقع التعادل واحقاق
الحق في رفد المفصولين
فتشكّلت لجان لاستقبال وفود المفصولين
في المواقع المعنيّة بهم ومع جريان الماء
تمت عودتنا الى اعمالنا وخلال عامين
حصل خلاف بين ارباب العمل والعمّال
حول الاجور المتدنّية وكان النظام الذي هدّ
عش الملكيّة طلب من العمّال انهاء الاضراب
والنظر فيما يخص العمّال تمّ الرفض من قبل
العمّال والحّوا بالدخول في التفاوض حول طلباتهم
فكان الجواب اقتحام مبنى الشركة عن طريق العسكر
وانتزاع الناشطين وإخراج العمّال من المبنى
وسوقهم الى محاكم صوريّة
وايداعهم السجون مثقلين بأربع سنوات وأربعة
شهور ثم اقل فاقل الى سنة وأربعة شهور
ونحن في سجن البصرة وخارجه تجري
الصراعات العسكريّة من اجل التصفيات
وقبل إتمام محكوميّتنا تمّ القضاء على ثورة
الرابع عشر من تمّز المجيدة وقائدها العظيم
عبد الكريم قاسم رحمه لله
ونحن في السجون..
ولم تمضي سوى شهر واذا بقوافل السجناء
تأتي الى السجون وفي تلك الفترة تم أطلاق
سراح السجناء من الاكراد وتمّ نقل اغلب
السجناء من السجون الى سجن السلمان
كذلك نحن نقلنا من البصرة الى السلمان
واتذكّر من الذين نقلوا الى السلمان
شاكر محمود اللهيبي
وكريم حسين من عمّال الميناء والمعلّم رشيد طاهر
والمحامي فاضل الخطيب وطعمة مرداس
ووعد الله النجّار
ومن عمّال السجائر غانم حسن أبو
عصام وعبد الواحد قاسم وقاسم سبع
وعودة وجمعة امجيسر
ومهدي جبّار وعباس وزيدان حيدر وغيره الكثير
للأحياء تحيّاتي والرحمة لمن رحلوا
كان عبد الواحد قاسم رحمه الله يوم جاء مع
الافواج لوتي ناصر طلب منّي عبد الواحد أبو
سلام ان استفسر منه فرفضت احراجه
او الاستفسار عن كونه أباح بالمكنون
فقال لي أبو سلام انت رومانسي او ما يشبه
بعد ذلك عاد أبو سلام وابتسامة
الفرح تطفح على وجهه والايّام اثبتت العكس
وفي منزلنا الجديد مرّت الايّام تزحف زحفاً
مثل ايّ معاق وقد اصبنا بالتخمة تخمة السنوات
المرّة ايّام السلمان اريد ان ابتلعها مثل
حبّة اسبرين او حبّة نوم تعبر بنا سنوات المحنة
وجرّاء الصراعات
صرنا كرة في ملعب العذاب
كانت تطفو على السطح القضاء
على نزلاء السلمان او اعادت
صقلهم من جديد وفي ضربة من ضربات
القدر انجلت الغمامة وسوّقنا لغرض إطلاق
سراحنا من السلمان الى السماوة وممن هناك لبغداد
وعند وصولنا تكشّفت الكذبة الصفراء للوتي
الشبيه بيهوذا الاسخريوطي لم يبرّأ سوى محمّد غضبان
رحمه الله وهكذا سلخت سبعة شهور تو قيفاً
والحضور للمحاكمة ثمّ التأجيل ولولا
الصراعات لكنّا في خبر كان ولمرّ الماء
من فوقنا لا من تحت..
وبدت مراجعاتنا لمن بيده العصا الغليظة
كما تعوّدنا مراجعة من بيده الامر
فكان المرحوم بدن فاضل
ومحمّد عايش رحمهما الله
تمّ اعدامهما حسب رغبة الجلّاد
صدّام حسين بعد ان تمت عودتنا الى شركات
الدخّان وفي تلك الظروف حصل فيض
باليد العاملة وجرّاء الفيض كان للبعض
خيار في تعين الانتقال للمكان الذي يرغب
الانتقال اليه فتمّت الى دائرة
المصايف والساحة واتذكّر من قدّم طلب
نقل لتلك الدائرة
مجيد محمّد
جاسم عبد الحسين
رجب نزهان
سالم حسن
حيدر حاتم
والمجموع حوالي ثلاثين عاملاً
من عمّال السجاير
ولدائرة المصايف والسياحة فنادق
في جميع محافظات العراق
وكانت الدائرة ترسل العاملين
الى كثير من المحافظات وفي احد الايّام
تمّ ارسالنا انا سالم حسن أبو سامي
الى فندق الرطبة بحدود سبعة ايّام
وعلى غفلة حصلت حالة غير متوقّعة
توقفت سيّارة جميلة ونزل منها السائق
لينقل الحقائب وبعد نقل الحقائب الكبيرة
نزل ر جل وامرأة وهي تحمل كلباً صغيراً
وجميل ودخلا صالة الاستقبال وكانت
الارضيّة مفروشة بالزوالي القاشان
وما ان لمحها صاحب الفندق فقال للمرأة
اطلقيه في الحديقة والمرأة لا تهتم ولا تلتفت
وقال لها ولزوجها الغرف نظيفة
ومفروشة بالسجّاد والكلب يبول او
يحدث على السجّاد المرتفع الثمن
لو تتركوه في الحديقة
رفض الرجل وقال سينام الكلب معنا
في الغرفة كنّا انا وسال حسن في حالة ذهول
و في غرفة الاستقبال مجموعة من العمّال
يأخذون دور المتفرّج ومدير الفندق في حالة
تكاد تخرجه عن طبيعته وقال للرجل الغربي
ادخل السائق وادفع عنه أجور ليلته بدل
ان تدفع عن الكلب فردّ على صاحب الفندق
انا ادفع له أجور عمله فهو حر في ان ينام
في الفند ليدفع عن نفسه اما الكلب
فانا المسؤول عنه وتعالت الأصوات
واخيراً خرجت الزوجة مع السائق
وطلبت منه ان يذهب بها الى مركز
الشرطة والاصوات ترتفع
والزوجة غابت عن الانظار
حوالي نصف ساعة ورحى المعركة
تدور بأقصى سرعة
واخيراً حضرت الزوجة والسائق
وشرطة الرطبة وكان مركز الشرطة يقع في بداية
المدينة والفندق يقع في نهاية مدينة الرطبة
لا أدري من جهة سوريا ام من ة الأردن
وما ان دخلت المجموعة من الشرطة
مع احد الضباط واقترب من صاحب الفندق
وسلم علىه ثم اقترب من الرجل الأجنبي
ليسأل عن طبيعة الشكوى والرجل الأجنبي
يهتف بالسائق ان احمل الحقائب
الى السيارة
ومدير الفندق والشرطة تنظر في ذهول
والسائق مشغول بحمل الحقائب الى السيارة
والرجل الأجنبي يردد سوف لن انام
على ارض اسمها العراق
وتحت سماء تظل العراق
ولم تمضي لحظات الا والسيّارة
تغيب عن الأنظار
وظل ّالعاملون في الفندق
يتحدّثون عن غرابة الموضوع
وقدوم الشرطة وتلبية وطبيعة الشكوى
والجميع يتحدّثون لوقت طويل
وعن غرابة الموقف
وفي العراق تجد الآلاف بلا مأوي
في الشتاء الزمهريري والصيف اللاهب



#شعوب_محمود_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في زمن الغربة والفراق
- ليرسم اللوح
- عن الذين يحرقون النخيل
- يا صاح تحت قميص الحريق
- الباب المغلق
- الخوف والحارس الليلي
- الحزم بعدالحزم
- ندرك انّ الارض مبسوطة للجميع
- الهرب من الظل
- العصف بعد العصف
- على كلّ درب علامة
- في المخاض وفي الانفجار
- نسمات العشق
- ما بين لصٍّ محترف
- نشيد موج الثلج أم نشيد موج النار
- الملعب والفنون الجميلة
- عند نعيق ذلك الغراب
- اطلقت يا حبيبتي الموّال
- نقول للجرذان هل لمستم الاوثان
- تمثالاً من العجين


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شعوب محمود علي - بعد الفصل من العمل