أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - رضي السماك - الانتخابات وخذلان أنتفاضة تشرين















المزيد.....

الانتخابات وخذلان أنتفاضة تشرين


رضي السماك

الحوار المتمدن-العدد: 7042 - 2021 / 10 / 9 - 15:28
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


تبدو الانتخابات البرلمانية التي ستُجرىٰ في العراق غداً بأنها تشكل -للأسف الشديد- خذلاناً لإنتفاضة تشرين الشعبية العظيمة، سواءً بقصد ووعي من القائمين عليها والمشاركين فيها أم بدون قصد ووعي، وبغض النظر أيضاً عن حسن نوايا المرشحين والمصوتين الذين يعلقون آمالاً عليها مهما بدت لهم ضآلتها نحو التغيير ، وإن يبدو في واقع الحال سراباً، كما تشكل أيضاً خذلاناً لدماء المئات من الشهداء من شبيبتها الزكية التي لما تجف بعد، وطعنا كذلك للمئات من اُمهاتهم المثكولات المفجوعات، ناهيك عن الجرحى والمعوقين .
كلا لم يضحي هؤلاء الشبان على مدى عامين من الإنتفاضة من أجل لاشيء لتذهب دماؤهم هدراً وتُحتقر مطالبهم وأرواحهم ! وإلا فماذا يعني أجراء انتخابات في ظل نظام ما قبل الإنتفاضة بقضه وقضيضه وبكل ما أفرزه من مآس وكوارث ممتدة متفاقمة ومتعاقبة على مدى 18 عاماً لم يتجرع خلالها الشعب العراقي أهوالاً مماثلة منذ قرن على نشأة الدولة؟ ماذا تعني انتخابات سيكون حصادها إعادة انتاج ذات الطبقة السياسية الحاكمة المستبدة الفاسدة نفسها؟ وهي المستقوية في أستمرار تغلغلها ونفوذها الطاغيين داخل مفاصل الدولة بالمال السياسي وبما تملكه من قدرات مالية هائلة منهوبة من المال العام لإفساد من يمكن إفسادهم داخل الدولة والمجتمع، بل والعديد من ومؤسسات المجتمع المدني، ناهيك عن عدد من الأحزاب والمؤسسات الإعلامية، وهذا المال السياسي ليس ببعيد أن يتم توظيفه انتخابياً لصالحها بحيل شتى برعت في أخفائها، والأسوأ الأجرم إن الطبقة السياسية الجديدة ستكون هي ذاتها الطبقة الحاكمة المسؤولة عن محاولات القمع الوحشي الحثيث للإنتفاضة، سواء علانيةً على أيدي الشرطة أم خفيةً على أيدي القناصة من الشرطة ذاتها بلباس مدني أو من بلطجيتها المقنعين فوق السطوح لتزهق أرواح فتيان عُزّل مسالمين في أعمار الزهور بالرصاص الحي، دع عنك آلاف الجرحى والمعوقين .
وما كان لهذه الطبقة السياسية الفاسدة التي تتدثر برداء الدين ،والدين منها براء، أن ترتكب كل تلك المذابح الوحشية بحق مئات الشباب لديمومة بقاءها في الحكم والمحافظة على ثرواتها الفسادية وتنميتها أضعافا مضاعفة دون أن تمس وتصادر أو أن يقدم كل المستفيدين منها للمحاكمة، لولا أستقواءها بذراعها الضارب الذي تشكله ميليشيات الأحزاب التي تمثلها في السلطة، علاوةً على أستقوائها المعلوم بدولة مجاورة لا تهمها مصالح الشعب العراقي بقدر ما يهمها جعل العراق ساحة من ساحات صراعاتها وتصفية حساباتها مع أعدائها الدوليين( الولايات المتحدة تحديداً ) بما يخدم أجندتها السياسية والاقتصادية والتي لايسترهاخطابها الشعبوي الديني "الثورجي" المتقادم المعهود منذ عام 1979.
لقد كانت أنتفاضة تشرين الباسلة من أعظم أنتفاضات وثورات الشعب العراقي في تاريخه المعاصر، ومن ثم فإنها وتكتسب أهميتها التاريخية والسياسية لجملة من الدلالات والاعتبارات التالية :
أولا: هي تشكل أول أنتفاضة كبرى تتميز بالجرأة والاستبسال والإقدام والتضحية بلا مبالاة من قِبل شبابها بأرواحهم وبصدور عارية في مواجهة القمع الوحشي المفرط الذي فشل في أخمادها، وبخاصة أنها تستند على قاعدة شعبية عريضة غير مسبوقة تاريخياً لا تخلو من مغزى إذ جاءت بعد نحو ستة عقود من الأنظمة الدكتاتورية القمعية المتعاقبة منذ الإطاحة بثورة تموز 1958 في شباط الأسود 1963.
ثانياً : دون التقليل من دور القوى الوطنية الداعمة بقوة للإنتفاضة ومشاركتها فيها بأعداد لا بأس بها من مناضليها الشباب، فإن أنتفاضة تشرين الشبابية تميزت عن كل أو معظم أنتفاضات الشعب العراقي السابقة، وتحديداً منذ قيام الدولة الحديثة، بكونها أول ثورة شعبية يغلب عليها الطابع العفوي والقيادات الذاتية الميدانية ذات المجاميع المتعددة في المحافظات بدون أن يجمعها رابط منظِم واحد في ظل غياب قيادة مركزية واحدة جراء طابعها العفوي نفسه، وهذا هو بالضبط ما يميزها عن أنتفاضات ما قبل ثورة تموز التي غلب عليها الطابع المنظم الذي توجهه أحزاب وطنية وتسهم في رفع مطاليب تحررية وطنية إبان الحقبة الاستعمارية، في حين غلب على أنتفاضة تشرين -كما نعلم - المطالب الثورية الواضحة ذات المضامين الإصلاحية الجذرية للنظام السياسي القائم لجعله نظاماً مدنياً ديمقراطيا حقاً، والرفض الصريح لنظام المحاصصة القائم، والمطالبة باجتثاث الفساد، وتفعيل وإصلاح الخدمات العامة الأساسية ( الصحة، الكهرباء ، الماء، قطاع التعليم، العمل والتوظيف ) و المشلولة بفعل المفسدين في الأرض المتدثرين برداء الشعارات الدينية الأيديولوجية المخاتلة والذي نزعته جماهير الإنتفاضة منهم وما عاد ينطلي عليهم، كما كان الحال في السنوات الأولى من تشييد هذا النظام. وبالجملة فقد كانت مطالبهم تتلخص من أجل العيش في وطن جديد تظلله قولاً وفعلاً قيم وحقوق المواطنة الواحدة والعيش بحرية وكرامة.
ثالثا: لعل واحدة من أبرز مآثر أنتفاضة تشرين أنها تميزت بوعيها الوطني بابتعادها عن الشعارات الطائفية، وهذه المأثرة إنما تتجلى أهميتها وعظمتها الفائقة من كونها جرت في ظل خطاب خطير تبثه وتنشره قوى الإسلام السياسي والمتنفذة داخل الدولة والمجتمع (لا سيما في المحافظات الجنوبية) وهو خطاب معروف بشعاراته الطائفية وأستغلاله للمناسبات الدينية الشعبية المتعددة لتحقيق ذلك ، ومازال هذا الخطاب يتسيد الساحة السياسية منذ أحتكاره المزمن للسلطة قبل نحو عقدين من الزمن، فضلاً عن أحتكاره وسائل الإعلام الجماهيرية، من صحافة وقنوات فضائية بالعشرات تعمل على مدار الساعة على دغدغة مشاعر الجماهير الدينية المذهبية العادية البريئة لحرف وعيها الديني البسيط نحو التدين المتحزب المؤدلج بدلاً من التدين العادي، بل ولا تتوانى عن بث إثارة الطائفية فيه غمزاً أو لمزاً بما يخدم أجندتها ومصالحها الطائفية الضيقة ومنها التحشيد الفئوي السياسي والانتخابي، وهذا الخطاب الإعلامي المهيمن على الساحة السياسية توجهه- كما نعلم- قوى سياسية دينية نافذة داخل السلطة وخارجها مدعومة بأعداد كبيرة من رجال الدين المتمصلحين والموالين لها!



#رضي_السماك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو تجديد ألق الراية الحمراء ( 2- 2 )
- نحو تجديد ألق الراية الحمراء ( 1 )
- لغز - أولاد حارتنا -
- الأمبريالية الأمريكية بين كابول وسايجون
- من يعرقل الانسحاب الأميركي من العراق ؟
- لكي لا تقع المحرقة النووية الشاملة
- اليسار العالمي ومئوية الشيوعي الصيني
- فضيحة فضائح السلطة الفلسطينية
- الدروس الملهمة لنضال والدة الشهيد الوزني
- إعلام النكسة مازال حاضراً
- كيف يمكن أختصار طريق النضال الفلسطيني ؟
- مغزى المعركة السياسية حول قانون المحكمة الاتحادية
- -كورونا- بين الإشتراكية والرأسمالية
- مأزق ديمقراطية الرأسمالية الأمريكية
- العد التنازلي لنهاية الامبراطوري الأميركية
- مستقبل السلم العالمي بعد عام 20 20
- الأنتفاضات العربية ودروس انتفاضة تشيلي
- هكذا تلاشت فقاعة الديمقراطية الأميركية
- الرئيس الأميركي الجديد المشترىٰ
- إسقاط دستور بينوشيه ومستقبل التحول الديمقراطي في تشيلي


المزيد.....




- حزب يساري بألمانيا يتبنى مقترحا بالبرلمان لدعم سعر وجبة -الش ...
- الشرطة الألمانية تفرق مئات المتظاهرين الداعمين لغزة في جامعة ...
- -لوسِد- تتوقع ارتفاع الإنفاق الرأسمالي لعام 2024
- بيرني ساندرز يقف في مواجهة ترامب ويحذر: -غزة قد تكون فيتنام ...
- الشرطة الهولندية تداهم مخيم متظاهرين طلبة مؤيدين لفلسطين وتع ...
- طلبة محتجون في نيويورك يغلقون أكبر شوارع المدينة تضامنا مع غ ...
- تايمز: مجموعة ضغط إسلامية تحدد 18 شرطا للتصويت لحزب العمال ا ...
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- استطلاع يورونيوز: تقدم اليمين المتطرف في إيطاليا قبل الانتخ ...
- بعد أن تعهد رئيسها بتوظيف الطلبة المتظاهرين.. شركة أمريكية ت ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - رضي السماك - الانتخابات وخذلان أنتفاضة تشرين