أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعود سالم - الفيلسوف الكلب














المزيد.....

الفيلسوف الكلب


سعود سالم
كاتب وفنان تشكيلي

(Saoud Salem)


الحوار المتمدن-العدد: 7039 - 2021 / 10 / 6 - 12:19
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ديوجانس Διογένης، أو ديوجين بالعربية، فيلسوف يوناني، يُعتبر من أبرز ممثلي المدرسة الكلبيّة الأوائل. ولد في سينوب Sinope بتركيا سنة ٤١٣ قبل الميلاد، ولذلك يعرف بـ "ديوجين السينوبي Diogenes of Sinope" ودرس في أثينا وتابع دروس كسينياد Xéniade وانتيستنيس Antisthène. قال عنه الشهرستاني صاحب كتاب الملل والنحل: «كان حكيما فاضلا متقشفا لا يقتني شيئا ولا يأوى إلى منزل.» عاصر الملك فيليب الثاني وإبنه الاسكندر المقدوني، والذي روي أنه قال «لو لم أكن الاسكندر لوددت أن أكون ديوجانس»، كما عاصر إفلاطون وله معه عدة حكايات شيقة.
ديوجين، إسم لامع في تاريخ الفكر الصوفي والفلسفي اليوناني، وهو أحد جواهر الوعي البشري النادرة. عندما كان الإسكندر الأكبر في طريقه إلى الهند، سمع بهذا النمودج الغريب من الفلاسفة وذهب للقائه. كان ذلك صباحًا في فصل الشتاء، وكان ديوجين مستلقيًا على ضفاف النهر، يتشمس عارياً على الرمال. لقد كان رجلاً غريبا يتسم بحرية لا حدود لها، بروح شفافة ينبثق منها دائماً جمال ليس من هذا العالم. "سيدي، قال الإسكندر، لقد سمعت عنك الكثير وأود أن أفعل شيئًا من أجلك، هل هناك أي شيء أستطيع القيام به ؟ "
أجاب ديوجين بكل بساطة : "نعم، تنحي جانبا، فأنت تخفي عني الشمس ". ولم يغضب الإسكندر لهذه الوقاحة أمام الإمبراطور الشاب، بل تابع حديثه قائلا معجبا : " إذا سنحت لي فرصة أخرى للعودة إلى الأرض بعد موتي، سأطلب من الله أن يجعلني ديوجين بدلا من الإسكندر".
يضحك ديوجين ويقول "من يمنعك أن تكون ديوجين منذ الآن ؟" فيرد الإسكندر متحسرا " مهام كبرى تنتظرني ولابد من إنجازها "، فيقول ديوجين " ما هي هذه المهام العظيمة ؟ لأشهر، رأيت الجيوش تتجمع في المدن والقرى، فلماذا كل هذا الهرج والمرج؟ "
أجاب الإسكندر: أنا ذاهب إلى بلاد الفرس
- ثم بعد ذلك
- بلاد الهند
- ثم بعد ذلك
- ما تبقى من بلاد العالم
- ثم بعد ذلك
- سأنزل عن حصاني وأنزع درعي وأرتاح.
فضحك دوجين وقال له متهكما : ولماذا لا تفعل ذلك منذ الآن، مثلي تعال واستلق معي على الرمال ودعك من السيطرة على العالم.
ثم ضحك ديوجين مرة أخرى وقال له : "أنت مجنون! أنا مستريح هنا والآن ولم أتحكم في العالم، ولا أرى ضرورة لذلك. إذا كنت تريد في النهاية الراحة والاسترخاء على أي حال ، فلماذا لا تفعل ذلك الآن؟ من قال لك أنه قبل أن تستريح عليك أن تسيطر على العالم؟ أنا أخبرك، إذا لم ترتاح الآن ، فلن تفعل ذلك أبدًا. في كلتا الحالتين، لن تتمكن أبدًا من السيطرة على العالم، وستموت في الطريق، الجميع يموت في منتصف الرحلة ".
أكد له الإسكندر أنه سيتذكر ذلك وشكره كثيرًا، لكن في الوقت الحالي، لا يستطع التوقف عن مهمته. ومات الإسكندر فعلا في منتصف الرحلة. لم يعد إلى وطنه أبدًا ، لقد مات في الطريق.
لقد تم تناقل هذه القصة الغريبة على مر القرون بروايات خيالية مختلفة، والتي بموجبها توفي ديوجين أيضًا في نفس اليوم. وتلاقوا معا مرة أخرى في طريقهم إلى الله عابرين النهر. كان الإسكندر يمشي إلى الأمام قليلا، عندما سمع شخصًا يسير خلفه، استدار ورأى ديوجين، قال وهو يحاول إخفاء إحراجه : " ها نحن نلتقي مرة أخرى، لإمبراطور والمتسول."
أجاب ديوجين: "هذا صحيح، لكن أعتقد أنك لم تفهم بعد ولا تعرف من هو المتسول ومن هو الإمبراطور. أنا أستطيع أن أواجه الله لأنني عشت حياتي، التي وهبني الله كاملة وفرحت واستمتعت بها، لكنك ضيعت حياتك كلها وقضيت على حياة مئات الآلاف من الرجال والنساء في حروب عبثية ومن أجل مجد وهمي، أعلم ، أنك لا تستطيع حتى مواجهتي؛ أنت لا تجرؤ على النظر حتى في عيني متسول. لقد ضاعت حياتك كلها ".
بغض النظر عن هذه الأسطورة الخيالية، والتي تستند مع ذلك إلى بعض الحقائق التاريخية المبالغ فيها، فإن دويوجين شخصية تاريخية حقيقية رغم غرابته وخروجه عن كل ما نعرفه من التقاليد المتعلقة بالثقافة والفكر اليوناني.



#سعود_سالم (هاشتاغ)       Saoud_Salem#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الله وتنظيم الأسرة
- التوراة ككتاب بابلي
- عن الكتابة المتعسرة
- ضد عقوبة الإعدام
- نقاط وحروف
- الصهيونية
- الله وتاريخ الديانة اليهودية
- الموت للفقر والفقراء
- رنين الأشياء الرخوة
- العودة إلى بابل
- لا تعذبوا القطط
- الموت ومعرفة الله عند الغزالي
- وغرق البحر في الرمال
- الموت عند الغزالي
- الموت في الفلسفة الإسلامية
- عودة إلى فكرة الموت
- دوستوييفسكي والعبث
- القطيعة بين الفن والفلسفة
- عن العبث والحرية
- العلاقة بين العبث واللامبالاة


المزيد.....




- إيران تقترب من المصادقة على قانون لتعليق التعاون مع الوكالة ...
- وزير دفاع إسرائيل عن خامنئي: -لو أبصرناه لقضينا عليه-
- ضربات ترامب لإيران تُرسّخ قناعة كوريا الشمالية بالتمسك بسلاح ...
- أكبر قواعد واشنطن بالشرق الأوسط: العديد... استثمار قطري ونفو ...
- إيران وإسرائيل والشرق الأوسط الجديد
- حتى نتجنب مصير مُجير أم عامر
- وزير الدفاع الأمريكي: ترامب هيأ الظروف لإنهاء الحرب الإسرائي ...
- مرشح ليكون أول مسلم يُصبح عمدة نيويورك.. من هو زهران ممداني ...
- مبابي يتهم باريس سان جيرمان بـ-الاعتداء الأخلاقي- في شكوى جن ...
- هل تناول تفاحة في اليوم مفيد حقّاً لصحتك؟


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعود سالم - الفيلسوف الكلب