اقتصاديو اليسار في زمن العولمة.. المغرب نموذجا /

أحمد زوبدي

الحوار المتمدن-العدد: 7035 - 2021 / 10 / 2 - 14:36
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    

العولمة أو كما يسميها المفكر السوري صادق جلال العظم عالمية الإنتاج التي تنصاف إلى عالمية التبادل كان تأثيرها كبيرا على تفكير الكثير من الباحثين والمفكرين سواء الأجانب أو المغاربة. العولمة التي هي شكل جديد في نمط الإنتاج الرأسمالي جعلت المهتمين بالفكر و الثقافة يغيرون نظرتهم و أفكارهم التي كانوا يحملونها معتبرين أن الرأسمالية المعولمة هي انتصار لهذا النظام دون أن يشعروا أن العولمة ليست بالضرورة الأفق الذي معه انتهى التاريخ ! لم يشعر هؤلاء أن العولمة قد مهدت لتجاوز الرأسمالية و عدم استيعابهم لهذا التحول الكبير, كما يقول الاقتصادي كارل بولانيي, هو ترجمة لقصور تفكيرهم. قصور تفكير اقتصاديي اليسار بالمغرب أدى بجلهم لينجروا إلى أحضان المخزن طمعا في المناصب و المكاسب. كثير منهم تحولوا بقدرة قادر إلى اقتصاديي السوبير ماركيت والماكدونلز وأصبحوا يسوقون لوصفات لا قيمة علمية لها مثل التضامن و التآزر والتنافسية و المنافسة و الحكامة والصعود والتدبير المفوض والخصخصة وهلم جرا.
كثير من هؤلاء الاقتصاديين، بائعي الصكوك، يعوا أنهم غير مقتنعون بتغيير جلودهم لأجل الانتفاعية, عفوا الانتهازية, لأن ذلك السلوك يطرح لهم متاعب نفسية بالجملة تجعلهم باستمرار يؤنبون ضمائرهم ولو أن ضمائرهم غائبة. كثير من هؤلاء الاقتصاديين المزيفين أذلوا أنفسهم واصطفوا مع خدام /مخربي الدولة لأجل الإستفادة من ريوع بشتى أنواعها.
كثير من هؤلاء الاقتصاديين دون علم اقتصاد, أصبحوا أثرياء لأنهم استفادوا من الريوع لمدة تفوق الأربعة عقود أي حين دخلوا المؤسسات تحث ذريعة النضال الديموقراطي المغشوش. دخولهم للبرلمان بل البغلمان فتح لهم الباب للحضور في مؤسسات حكومية موازية وهو ما عبد لهم الطريق للتربع في الكراسي الوزارية والدواوين والمجالس في ظل حكومة التناوب الذلقراطي !
بعد هذه المرحلة منهم من عشش في دار المخزن حتى الآن و منهم من خرج من الباب إياه و دخل من النافذة ليستمر في امتصاص أرزاق الضعفاء !
هؤلاء الاقتصاديون وغيرهم الذين راكموا الأموال والثروات على حساب مناضلين شرفاء سجنوا واستشهدوا هو مدعوون للتصريح بممتلكاتهم كما يقر بذلك قانون البلاد وهم بالتالي مقبلون على محاكمة سياسية رمزية ستكون من تنظيم حماة الوطن ..

#أحمد_زوبدي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات