أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبال شمس - حلقات الضوء














المزيد.....

حلقات الضوء


نبال شمس

الحوار المتمدن-العدد: 1648 - 2006 / 8 / 20 - 10:49
المحور: الادب والفن
    


لوريس تحب النزوح إلى الأشياء اللامرئية, الوجدانية والروحانية , كالأرواح والهواء. تحب الولوج إلى عالم الغيب, الخالي من الملموس والمحسوس, فكيف سيكون ذلك النزوح إلى اللامرئي في حجرة بعيدة عن البحر وحرارة تموز تداخلت بالجدران والأشياء, كيف سيكون ذلك التجسد ولوريس هي نفسها الروح والجسد, الحياة والموت. يبقى اللامرئي الذي يسكن في مخيلتها بعيدا عنها , داخل حلقات ضوء أزرق يلهو هناك ببراءة ووحشية وخبث غير مقصود, يرفض التحرر خوفا من تكسير الحلقات وصوت الحطام., وتبقى لوريس في الحجرة البعيدة تراقص ضوء الفجر القادم ونور العتمة الخارجة. هكذا كانت تؤول الأنوار حتى للعتمة, كانت ترى النور يسطع منها. وقعت في حالة غموض شديدة, فهي لم تجد أي احتكاك مع ادماناتها الرهيبة التي أرادتها في ذلك الحين. الضوء الذي توارى داخل الحلقات قريب كأصابع يدها واللامرئي أبعد من نظراتها المسلطة عليه. فهي تريد النزوح إلى ثنايا ذلك الضوء للبحث عن مرادها. هل ستلبسه وتلقي بجسدها خارج الحلقات؟ كيف سيصبح شكله عندما تتجسده امرأة تبحث عن الكمال الروحي الذي هو هاجسا جنونيا تريد به إرضاء رغباتها ووحشيتها المستترة وراء تلك الانوثه. ما أصعب ذلك الشعور الكامن في دواخلنا حين نركض وراءه ولا نصله, شعور الوصول إلى التنكر لأجسادنا ورغباته والسعي إلى إشباع أرواحنا بنصوص إلهية تولد من قليل حبرنا وثورة دماءنا. لوريس تركت حجرتها وأوراقها وخرجت من نقطة ضوء أخرى كانت قد حددتها لها طبقية هذا المجتمع.لم تلتفت خلفها بل بدأت بالالتفاف إلى داخل الحلقات الزرقاء, فلم يكن سوى الاختناق هناك, لكن ثمة أفيون خدر جسدها وجعلها تعاند طبيعة الكون وتلوح إلى طبيعة لا مرئية بمفهومها الجنوني بفصل الروح عن الجسد, والصعود إلى ما بعد السماء, فربما في مفهومها الإلحادي سيصبح شكل الكون أروع وتنبت الزنابق في قانا. لوريس ما زالت تتخبط داخل الحلقات تصارع الموت والعنف مع ذلك الضوء الذي أراد سحب جسدها إلى غابات الماء وجزر التفاح, الصدام كان صامتا, رهيبا وعنيفا فهي لم تتنازل عن اللامرئي وهو لم يتنازل عن الحلم البدائي, للذهاب إلى جزر التفاح. كسرت جميع الحلقات لتجد نفسها وسط ذلك الحلم البدائي , حلم الجسد الأول بغريزته الطاغية ووحشيته البريئة. لوريس لم تكن خائفة بل متمرده على الأنا داخلها وعلى الضوء الذي نزحت إليه. فكيف ستتأول الأشياء بعد أن كسرت الحلقات واقتحمت الضوء ووصلت إلى اللامرئي وتجسدته دون قانون أو دين أو معتقد؟تحررت لوريس وتحررت الذئبة التي نامت بداخلها, وتوحدت مع الهواء ومع الطبيعة دون قيود ودون حلقات, لم تكن تعلم أن تجسد الضوء سيحيلها إلى انساحيوانية وان محاولة الوصول إلى الروحانيات هو ترجمة, إلى العهر والكفر. منذ ذلك الحين ومنذ توحد لوريس مع الضوء تلاشت واختفى سرها الغامض فلم يبقى من آثارها سوى الحلقات المكسورة.



#نبال_شمس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لغز اليد الممدودة
- نساء من نبيذ ونار
- مزامير ثقافية
- حفر في التعري,قبل قدوم البحر
- -جوانب أخرى للمرأة في أدب -زياد خداش
- عري القناديل: امرأة, قصيده ووطن
- النرجس لا ينبت في نيسان
- ضرورة انتقاد المسئولين
- العسر التعليمي الاكاديمي
- العسر التعليمي التطوري
- مذكرات متعسر


المزيد.....




- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...
- بوتين يمنح عازف كمان وقائد أوركسترا روسيا مشهورا لقب -بطل ال ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبال شمس - حلقات الضوء