أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نبال شمس - مذكرات متعسر














المزيد.....

مذكرات متعسر


نبال شمس

الحوار المتمدن-العدد: 1337 - 2005 / 10 / 4 - 09:11
المحور: حقوق الانسان
    


لي يدان صغيرتان وخدان ناعمان, أنا طفل في الابتدائية. عندما ولدتني أمي كنت أجمل طفل في عينيها, رغم شعري الكثيف وبشرتي السمراء. وبقيت طفلا مميزا بين جميع أخواتي.فقد أتيت عن غير موعد بعد فاصل دام عدة سنوات. لقد كنت ولي العهد المنتظر.
ومر الشهر الأول. وزاد تمييزي عندما كنت لا أنام الليل. مئات من نقع الينسون أرضعوني. ولم يبق مُبصرا معروفا إلا وكتب لي حجابا. فلم يعد يراني أحد جميلا, رغم أن شعري تغير, ولوني تغير وأصبحت طفلا أشقرا وعينيي خضراوين. قالت عني جدتي "فاجرا" ابكي من دون علة. ومرت الشهور فضاعت آمال والدي سدا, فلم اعد ولي عهد, بل أصبحت بدون ولاية. فولايتي هي سريري الذي لم يكف عن الهز.
ومرت السنوات الأولى من عمري بعد ألف نذر من أمي. وبدأت حقبة معاناة أخرى فالآن مع الجيران ومع أهل الحارة كبيرا وصغيرا. كنت أسمعهم يقولون عني: " طفلا لا يفهم". فقد كنت افهمهم لكني لا افهم نفسي. في الحارة لقبوني "عفريتا". وقالوا عن أمي بأنها أرضعتني "حليب القردة", ومع مرور الشهور أصبحت فعلا طفلا مميزا بشقاوته.
كنت لا أنام حتى ينام كل أطفال الحارة, فاسمع اللعنات تطن في أذني. وفي الصباح كنت أنسى لعنات الليل, وأعود لأصبح شيطانا مرة أخرى. فصفعات أمي أوجعتني لكنها لم تعلمني. وقضيب الرمان أخذل عظامي, لكنه كسر يدي والدي.
كنت أرى أمي تبكي مرارا ليلا لأرحم حالها وأصبح طفلا مؤدبا. وكم كنت أريد أن أكون مؤدبا لكني بقيت عفريتا كما قال الجيران عن حالي.
وبدأت حقبة أخرى من النذور. فأخيرا سوف ترتاح أمي من همي, سوف اذهب للمدرسة. فهناك سوف أجد من يعلمني.
دخلت المدرسة وانقضت الساعة الأولى. وما أطول الساعة الأولى. فرجلاي لم تكفان عن الحركة. وفكري سرح بفستان المعلمة, فالصف الجديد كان لي بمثابة سجنا مميتا.
وأصبحت مشكلتي كبيره ليس لها حلا, فقد زاد الطلاب على سيرة حياتي لقبا جديدا:" تيوس الصف", والمعلمة نعتتني بالكسلان, وقضيتي أصبحت كبيرة أمام قضاة العالم. فلم يفهمني أحدا, ولم يفهموا سبب دفاتري الفارغة, فلأحرف بالنسبة لي كانت كرسمة معقدة, فالخاء كالجيم والجيم كالدال. وجدول الضرب كان جدول الضرب الذي سلخ ردفي, فقد أصبحت عفريت المدرسة, وعفريت القرية. ولم يفهم احد أني طفلا وإنسانا, اشعر وأتألم لكن ليس بيدي أن أتعلم لان الله أهداني مرضا, اسمه العسر التعليمي والحركة الزائدة



#نبال_شمس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- برنامج الأغذية العالمي ينتظر بناء الممر البحري للمباشرة بنقل ...
- شهداء بقصف إسرائيلي على رفح والأمراض تنهك النازحين بالقطاع
- الأمم المتحدة: الآلاف بمدينة الفاشر السودانية في -خطر شديد- ...
- بينهم نتنياهو.. هل تخشى إسرائيل مذكرات اعتقال دولية بحق قادت ...
- الأمم المتحدة تعلق على مقتل مراسل حربي روسي على يد الجيش الأ ...
- مسؤولون في الأمم المتحدة يحذرون من مخاطر ظهور جبهة جديدة في ...
- الأمم المتحدة: 800 ألف نسمة بمدينة الفاشر السودانية في خطر ش ...
- -خطر شديد ومباشر-.. الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور -جبهة جدي ...
- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نبال شمس - مذكرات متعسر