أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبال شمس - نساء من نبيذ ونار














المزيد.....

نساء من نبيذ ونار


نبال شمس

الحوار المتمدن-العدد: 1622 - 2006 / 7 / 25 - 04:24
المحور: الادب والفن
    


نبيذ شفاف اللون. درج مكسور إلى الأعلى.الطريق شفاف كلون النبيذ, الذي كسا جسد تلك المرأة, خلسة كي لا يراه احد. أراها تعلو وتعلو. درجة تلو الدرجة, والنبيذ يسيل على أقدامها وعلى النصوص المتروكة والعالم المتروك خلفها, تحت أصابع قدميها, إني أراها أرى طلاء ألأظافر الأبيض والخلخال ألأرجواني, وصوت خرزاته, ليعلن رحيلا غير عادي عن هذا الكون, عن أرض حيفا المحروقة وبيروت المجروحة

, عن نساء يبحثن عن كون آخر ونصوص أخرى, وأقلام تكتب فرحا, وخرزات تتمايل رقصا, من بيروت إلى حيفا.
درج مكسور. امرأة ماشية إلى الأعلى. فستانها بلون زبد القهوة. جسدها ابيض, تترنح على ذلك الدرج, وفوق تلك النصوص الحزينة, العاهرة, و المتمردة. بيروت تحترق تحت وطأة النيران وخرزها منثور على الأرصفة, وتلك المرأة ما زالت ماشية إلى الأعلى. تبحث عن الكمال . تعبر خارطة التكوين. تبحث عن الله لا تهاب الانكسارات. امرأة من نبيذ.
غزة من نبيذ. حيفا من نبيذ وبيروت من نار, كلهم نساء من نبيذ ونار. وهي ما زالت تعلو وتعلو. بدأت لا أراها. جسدها بدأ يختفي. خيالها بدأ يتلاشى. أصبحت لا أرى سوى أثار النبيذ والخرز المبعثر. لاين عبرت تلك المرأة؟ لماذا تركت هذا الكون, وهذه النساء المحروقة؟آلاف من الأسئلة دون إجابات. سأصعد الدرج مثلها. سأعبر والحق بسرابها. سأغوص بنبيذها. لن أدع أسئلتي للهواء.
بدأت بصعود الدرج. لم يكن الصعود سهلا والمشي على النبيذ بسيطا. لم يكن عبور الانكسارات سهلا وترك النصوص بالأمر الهين.
من هنا عبرت امرأة النبيذ. عبرت إلى الكون الآخر, وها أنا ألحق بها. سأحقق انتصاراتي وانكساراتي. سأعبر النصوص العادية نصا نصا, سأترك فلسفاتي على الدرج, سأذهب وحيدة إلى هناك, دون تمرد الكلمات, سأصعد بقلب يفيض حزنا على المدائن المحترقة, وقلب يفيض حبا لتأويل نشوة الوصول.
مررت من فوق نصوص الفرح.عبرت من فوق نصوص الحزن. لمست نصوص التمرد. وتابعت في الانكسارات والانتصارات.
نظرت خلفي لحيفا اليائسة وبيروت المجروحة. مددت أصابعي لأودع المدائن. لكن النار كانت حاجزا والقنابل سورا, فمن سيرى أصابعي وسط الصواريخ والأنقاض؟ من سيرى الدرج خلف السنة اللهب العالية؟ من سينقذ بيروت من سيشفق على حيفا؟ من سيخلد أسماء تلك النساء؟ من سيخلعهم فساتينهم الحمراء, ليلبسهم الأبيض؟
. انتهى الدرج. وصلت للأعلى, خارج خارطة التكوين. ابحث عن امرأة النبيذ. فرحتي لم تكتمل. حزني أصبح أعمق. بحثت عنها فلم أجدها, امرأة غير حقيقية. ليست آدمية. جعلتني أتحرر من ذاتي. أتحرر من كلماتي. أرمي بنصوصي والحق بسرابها وخيالها. جعلتني أدوس النصوص واترك الكون المحترق, بيروت وغزه. كبر حزني عندما بحثت عنها وكأني أتابع الريح بزمهرير ها.
في الأسفل, في خارطة الكثافة السكانية ما زالت النيران تشتعل بها , والنساء الثلاثة تحترق والإناث تقصف بالصواريخ. والرابعة توارت مع الهواء المترنح أمام عيوني. هنا في العالم الآخر كل شيء يترنح. الأشجار تتمايل. الجبال تتحرك يمينا وشمالا. البحيرة ثملة والطبيعة لا تحمل نفسها. كل شيء مخمور عليه آثار نبيذ. آثار توحد دون امرأة النبيذ.



#نبال_شمس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مزامير ثقافية
- حفر في التعري,قبل قدوم البحر
- -جوانب أخرى للمرأة في أدب -زياد خداش
- عري القناديل: امرأة, قصيده ووطن
- النرجس لا ينبت في نيسان
- ضرورة انتقاد المسئولين
- العسر التعليمي الاكاديمي
- العسر التعليمي التطوري
- مذكرات متعسر


المزيد.....




- التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي
- يتصدر عمليات البحث الأولى! .. فيلم مشروع أكس وأعلى الإيردات ...
- المخرج علي ريسان يؤفلم سيرة الروائي الشهيد حسن مطلك وثائقياً ...
- فنانون سوريون ينعون ضحايا تفجير كنيسة مار إلياس
- المفكر الإيراني حميد دباشي.. التصورات الغربية عن الهوية الإي ...
- فيلم -باليرينا-.. درس جديد في تصميم الأكشن على طريقة -جون وي ...
- التشادي روزي جدي: الرواية العربية طريقة للاحتجاج ضد استعمار ...
- ما آخر المستجدات بحسب الرواية الإسرائيلية؟
- تردد قناة ماجد الجديد لأطفالك 2025 بأحلى أفلام الكرتون الجذا ...
- -أسرار خزنة- لهدى الأحمد ترصد صدمة الثقافة البدوية بالتكنولو ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبال شمس - نساء من نبيذ ونار