أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فخر الدين فياض - حرب .. كسر العظم














المزيد.....

حرب .. كسر العظم


فخر الدين فياض
كاتب وصحفي سوري

(Fayad Fakheraldeen)


الحوار المتمدن-العدد: 1648 - 2006 / 8 / 20 - 11:02
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


وأخيراً.. وضعت الحرب أوزارها!!
الحرب التي رفض الكثيرون تصديق نهايتها.. فهي حرب كسر العظم.. وحرب الوجود أو عدمه..
حرب رفضت بكل معاييرها فكرة اللا غالب واللا مغلوب!!..
حرب بدأت بأسر جنديين إسرائيليين.. ولم تنته في أروقة مجلس الأمن والأمم المتحدة، بعد أن عاثت قذائفها خراباً في المدن اللبنانية والإسرائيلية على حد سواء.. وتحسبت دول الجوار من الامتداد الإقليمي لنيرانها.
ومع ذلك وضعت هذه الحرب أوزارها بعد ثلاثة وثلاثين يوماً من القتل والدمار.. وانجلى غبارها عن أشلاء مئات الأطفال والنساء والعجزة!..
وظلت صرخة القتيل تدوي عالياً في فضاءات الشرق الأوسط.. وتخترق شعائر النصر والهزيمة.. هنا وهناك.
لبنان من أقصاه إلى أقصاه عاش إرهاصات هذه الحرب ساعة تلو ساعة.. وإسرائيل بكامل كيانها دخلت في دوامة عنف وقلق وتساؤلات لم تعتد عليها وكأنها في كابوس دموي آت من غياهب (سبي بابل)..
لقد كانت حرباً بين مجتمعين أكثر من أن تكون حرباً بين جيش منظم وميليشيا تحاول تغيير قواعد اللعبة السياسية في المنطقة .. وأنظمتها.
والفارق أن إسرائيل حين كانت تدمر أبنية بيروت كان حزب الله يدمر مدرعاتها ودباباتها.. وحين كانت إسرائيل تقتل المدنيين العزل كان حزب الله يقتل الجنود الآتين من أجل الغزو... والقتل.
اللبنانيون أثبتوا صلابة جبهتهم الداخلية إبان الحرب، واعتبروا حزب الله يدافع عن كامل التراب اللبناني.. واختلافهم بعد الحرب لا يغيّر من المعادلة الوطنية شيئاً..
كذلك الإسرائيليون أثبتوا صلابة طموحاتهم وأهدافهم المشتركة ـ قيادة وشعباً.. لقد كان القضاء على حزب الله غاية اجتمعت عليها معظم الأحزاب والتيارات الإسرائيلية.. واختلافهم بعد الحرب والمطالبة بمحاكمة المقصرين في المؤسسة العسكرية أيضاً لا يغير من المعادلة الإسرائيلية شيئاً..
لقد كانت حرب كسر العظم ولا جدال!!..
ولم تنته دون مهزوم.. ومنتصر.. شأنها شأن معظم الحروب الحقيقية.
في هذه الحرب كسر عظم النظام العربي الرسمي على اختلاف مسمياته وألوانه.. وأثبت حزب الله أن حروبنا طيلة نصف قرن لم تكن أكثر من حروب تكتيكية أشبه بلعبة تخوضها الأنظمة في سبيل بقائها.. عن طريق تغيير المزاج الشعبي الداخلي.. وتلوينه ببعض القلق وبعض الشعارات وبعض القتل المختلف النكهة عن القتل اليومي الذي اعتادت عليه شعوب لا تختلف عن القطعان.. إلا باللغة!!..
لقد كسرت هذه الحرب عظم هذا النظام السميك وأزالت عنه براقعه وألوانه المختلفة..
وفي هذه الحرب كسر عظم المؤسسة العسكرية الإسرائيلية التي طالما تغنّت بتفوقها التاريخي وأنه الجيش الوحيد في المنطقة الذي يستطيع فعل أي شيء.. في أي زمان أو مكان يختاره.. دون أي رادع له!..
لقد أثبت حزب الله في حربه أن قهر المؤسسة العسكرية الإسرائيلية ليس مستحيلاً.. وأن تفوقها وتفردها في المنطقة كان نتيجة طبيعية لتخاذل واستسلام قيادات وشعوب المنطقة في آن..
فضلاً عن كسر عظم الداخل الإسرائيلي الذي عاش آمناً ومستقراً في أشد لحظات حروبنا حلكة.. لقد قلب حزب الله كل معادلات الأمن الإسرائيلي بحيث عاش هذا الكيان طيلة شهر مضى وهو يبحث في أجندته الجغرافية والتاريخية عن ملجأ لا يحميه من صواريخ حزب الله الآن فقط.. وإنما من صواريخ حزب أي شعب عربي آخر تقرر قيادته خوض حرب حقيقية مع إسرائيل!!



#فخر_الدين_فياض (هاشتاغ)       Fayad_Fakheraldeen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيروت ..أنا يا صديقة متعب بعروبتي
- حزب الله.. وهشاشة النظام العربي الرسمي
- الشرق الأوسط الجديد .. وإيقاعات الهولوكوست الأميركي الاسرائي ...
- آخر حروب العرب ..وهزائمهم
- من عين الرمانة.. إلى حي الجهاد
- بين عبير.. وبغداد
- نعيق الغربان.. ومشروع المصالحة والحوار الوطني
- نحو أممية .. كرة القدم
- نبوءة فوكوياما .. على شواطىء غزة وفي بلاد الرافدين
- هل تسقط الأقنعة.. مع سقوط الزرقاوي؟!!
- نلتحف حلم الجسد
- رؤوف عبد الرحمن ..وفصام الشخصية الوطنية
- الفخ الإيراني ..العراق ساحة معركة.. والعراقيون وقودها!!
- محنة العلمانيين العرب هل نرحل إلى المريخ يا سادة؟
- الجغرافيا السياسية في العراق متاهة رعب ..وتشاؤم
- قنبلة نجاد النووية والأمن القومي العربي
- زياد الرحباني في (نزل السرور) البغدادي!!
- في الذكرى الثالثة للغزو ..تصبحون على وطن
- صفارة العولمة .. هزيمة حتى نقي العظام
- الأضحية العراقية ..في الأعياد القومية الأميركية ..والإيرانية ...


المزيد.....




- نهشا المعدن بأنيابهما الحادة.. شاهد ما فعله كلبان طاردا قطة ...
- وسط موجة مقلقة من -كسر العظام-.. بورتوريكو تعلن وباء حمى الض ...
- بعد 62 عاما.. إقلاع آخر طائرة تحمل خطابات بريد محلي بألمانيا ...
- روديغر يدافع عن اتخاذه إجراء قانونيا ضد منتقدي منشوره
- للحد من الشذوذ.. معسكر أمريكي لتنمية -الرجولة- في 3 أيام! ف ...
- قرود البابون تكشف عن بلاد -بونت- المفقودة!
- مصر.. إقامة صلاة المغرب في كنيسة بالصعيد (فيديو)
- مصادر لـRT: الحكومة الفلسطينية ستؤدي اليمين الدستورية الأحد ...
- دراسة: العالم سيخسر -ثانية كبيسة- في غضون 5 سنوات بسبب دوران ...
- صورة مذهلة للثقب الأسود في قلب مجرتنا


المزيد.....

- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم
- افغانستان الحقيقة و المستقبل / عبدالستار طويلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فخر الدين فياض - حرب .. كسر العظم