أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فخر الدين فياض - بين عبير.. وبغداد














المزيد.....

بين عبير.. وبغداد


فخر الدين فياض
كاتب وصحفي سوري

(Fayad Fakheraldeen)


الحوار المتمدن-العدد: 1608 - 2006 / 7 / 11 - 10:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بين عبير.. وبغداد
اغتصاب.. بحجم الوطن

ربما يعجز المرء عن رؤية فاجعة ما خوفاً على قلبه من التمزق.. لكنه مع الطفلة عبير يتمزق كيانه كله.. وتنكسر روحه وهو يرى النيران تلتهم صدرها.. عارية تغرق بدماء عذريتها التي استباحها الجبناء..
وربما يعجز الكلام عن تصوير بشاعة جريمة ما.. لكنه مع الطفلة عبير يصمت الكون ويغور الكلام غصة تلو غصة أمام كهوف سوداء لعلع فيها الرصاص.. وسط همهمة أشباح المارينز الأميركي وهم يتناوبون على اغتصاب عذرية جسد عراقية صغيرة.. تحوّل بلحظة إلى جسد وطن مزقته حراب الغزاة.
عبير.. تشبه العراق!!
كلاهما جميل..
وكلاهما خطط القبح لاغتصابهما!!
الجنود الأميركان الذين اقتحموا منزل عبير.. بعد عدة أسابيع من مراقبة جمالها بغرائز متوحشة، ليقتلوا عائلتها بدم بارد وروح خاوية.. ويجرّون جسدها الصغير وصرخاتها المفجوعة بأهلها إلى غرفة أخرى ليتناوبوا على اغتصابها واحداً تلو الآخر.. ومن ثم يفجرون رأسها ويشعلون النار في جسدها.. هم ذاتهم الجنود الذين استباحوا بغداد.. واغتصبوا إشراقة الحياة في قلبها وفجروا أحياءها وأشعلوا النيران في جنباتها..
بين عبير وبغداد مساحات لا تنتهي من التشابه..
الحكومة المسماة (عراقية) التي باركت الاحتلال وهزجت له على أنه (قوات تحرير) حين كان يدك المدن.. مدينة تلو الأخرى ويغتصب الأرض والعرض والنفط والسيادة الوطنية ويمرغ كرامة العراقيين بالدم والتراب ويذبح أهلنا من الوريد إلى الوريد.. هي الحكومة ذاتها التي صادقت على اغتصاب عبير.. ووقفت متواطئة مع جنود المارينز وهم يفرغون حقدهم وهمجيتهم في جسد عبير.. لتسجّل تلك الجريمة برسم (الإرهابيين السنة!!)!!
مع عبير وبغداد لم تكن الحكومة شاهد زور فقط.. بل كانت أشبه بالقواد الذي يقدم الحرائر مذبوحات.. إلى الغرباء!!
هي أسئلة ومفارقات مأساوية تشبه حياتنا تحت الاحتلال بحيث نجد أنفسنا عاجزين عن أية إجابة ترضي شيئاً من كرامتنا الوطنية..
إذ ما معنى أن جرائم الاحتلال بدءاً من أبو غريب وحديثة والإسحاقي.. وصولاً إلى المحمودية وغيرها الكثير.. الكثير لا يكشفها إلا جنود الاحتلال؟! يكشفونها وهم في حالة (تحشيش) أو سُكر.. أو في حالة عراك (همجي).. لا تعبر إلا عن حقيقة الاحتلال.
ولا مبرر لسؤال (الحكومة الوطنية!!) بكل أجهزتها عما تفعله.. ما دام هناك مهمات (صعبة ومعقدة) تتعلق بفرق الموت واستهداف العلماء والشرفاء (الإرهابيين!!).. ملقاة على عاتق هذه الحكومة!!
سؤال آخر..
ماذا لو كانت (عبير) أميركية؟!
فهل كانت حكومة جورج بوش وإدارته.. آخر من يعلم وآخر من يستنكر؟!
الجندي الإسرائيلي (جلعاد) تم اختطافه من قبل فصائل المقاومة الفلسطينية.. هل تعلم حكومة المالكي ماذا فعل الإسرائيليون في أعقاب اختطافه؟!
لقد أعلنوا حرباً.. وحولوا الحياة إلى جحيم فلسطيني رغماً عن حق شعبنا في الأراضي المحتلة.. بالمقاومة.
سؤال أخير.. يبدو أشد صعوبة على حكومة المالكي.. من صعوبته على أهل العراق..
القدر وربما الصدفة أنقذت أخوي عبير من المجزرة..
ومن المؤكد أن ثأرهما باقٍ عند قوات الاحتلال حتى خروج آخر جندي أميركي من أرض الرافدين.. وبالتالي فالشابان سيكونان مقاومين بامتياز!!
والسؤال ما هو موقف حكومة المالكي التي رفضت الاعتراف بالمقاومة واستثنتها من المصالحة والحوار والعفو.. وهل سيحكم المالكي على أخوي عبير بالإعدام فيما لو قاوموا الاحتلال.. إن ثأر عبير لا يمكن للتاريخ محوه... إلا بالقصاص..
ما هو أبعد في السؤال:
ماذا لو اعتبر رجال العراق أنفسهم أخوة وآباء لعبير، وأن هذه القوات الهمجية قد استباحت أعراضهم جميعاً؟!
فهل سيتصالح المالكي مع الشعب العراقي آنذاك؟!
أم أنه سيحول البلاد إلى بحيرة من الدم الوطني؟!
ربما الأجدر به الرحيل مع حكومته.. ومن الآن!!
لأن حادثة المحمودية انتهكت أعراض العراقيين جميعاً.. والقادم أخطر!!



#فخر_الدين_فياض (هاشتاغ)       Fayad_Fakheraldeen#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعيق الغربان.. ومشروع المصالحة والحوار الوطني
- نحو أممية .. كرة القدم
- نبوءة فوكوياما .. على شواطىء غزة وفي بلاد الرافدين
- هل تسقط الأقنعة.. مع سقوط الزرقاوي؟!!
- نلتحف حلم الجسد
- رؤوف عبد الرحمن ..وفصام الشخصية الوطنية
- الفخ الإيراني ..العراق ساحة معركة.. والعراقيون وقودها!!
- محنة العلمانيين العرب هل نرحل إلى المريخ يا سادة؟
- الجغرافيا السياسية في العراق متاهة رعب ..وتشاؤم
- قنبلة نجاد النووية والأمن القومي العربي
- زياد الرحباني في (نزل السرور) البغدادي!!
- في الذكرى الثالثة للغزو ..تصبحون على وطن
- صفارة العولمة .. هزيمة حتى نقي العظام
- الأضحية العراقية ..في الأعياد القومية الأميركية ..والإيرانية ...
- سيادة العراق الوطنية ..في ظل الحوار الأميركي الإيراني
- محنة سيزيف.. في الذكرى الثالثة للغزو
- ما أقدس (الكفر) إزاء هذا الإيمان القبيح
- حقوق الإنسان بين إمبراطوريتين..
- الاستبداد ..وجحيم الطائفية
- حب


المزيد.....




- فيديو أشخاص -بحالة سُكر- في البحرين يشعل تفاعلا والداخلية تر ...
- الكويت.. بيان يوضح سبب سحب جنسيات 434 شخصا تمهيدا لعرضها على ...
- وسائط الدفاع الجوي الروسية تدمر 121 طائرة مسيرة أوكرانية الل ...
- -بطاقة اللجوء وكلب العائلة- كلّ ما استطاع جُمعة زوايدة إنقاذ ...
- في اليوم العالمي لحرية الصحافة: هل يعود الصحفيون السوريون لل ...
- مسؤول عسكري كوري شمالي من موسكو: بيونغ يانغ تؤكد دعمها لنظام ...
- صحيفة برازيلية: لولا دا سيلفا تجاهل 6 رسائل من زيلينسكي
- -باستيل- فرنسا يغري ترامب.. فهل تتحقق أمنية عيد ميلاده؟
- روسيا تعرب عن استعدادها لمساعدة طالبان في مكافحة الإرهاب
- ترامب ينهي تمويل خدمة البث العامة وهيئة الإذاعة الوطنية الفي ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فخر الدين فياض - بين عبير.. وبغداد