أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - أحمد القاسمي - الاختناق بالسياسة في العراق














المزيد.....

الاختناق بالسياسة في العراق


أحمد القاسمي
(Ahmed Alqassimi)


الحوار المتمدن-العدد: 7028 - 2021 / 9 / 23 - 17:41
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تفرض السياسة نفسها على الجميع في العراق، كما في بلدان أخرى تعاني أزمات سياسية عميقة أيضا. فالسلطة المتاحة للساسة تجعلهم من جهة محط الأنظار لتحقيق الآمال المجتمعية، ولكنها تجعلهم أيضا هدفا توجّه له الاتهامات في حال كان الناس غير راضين عن مستويات حياتهم وشؤون بلدهم، وهي الحال السائدة في العراق وتلك البلدان المأزومة. هذا الاهتمام المجتمعي المفرط والاضطراري بالسياسة يجري للأسف على حساب كل المواضيع العامة الأخرى من اهتمامات بالعلوم والفنون والآداب والرياضة وهوايات واهتمامات مجتمعية أخرى. فمن واجبات الدولة تمكين الناس وتنظيم المجتمع لأجل خلق بيئة تسمح بالتنعّم بحياة طبيعية، يمكن فيها العمل والاستمتاع بالحياة والإبداع.
إن حصر مسؤولية التغيير في أوساط السلطات الثلاث للدولة يعني ضمنا التنازل عن دور القوى المدنية والمجتمعية الأخرى في البلد، فالتغيير الحقيقي لا يمكن أن يكون سياسيا خالصا. إن الذين يعملون في السياسة هم عادة ليسوا من نخبة المثقفين ولا العارفين بشؤون العلم أو الأدب أو الفن، بل أنهم يستقون معارفهم مما يُسمى الحيز العام في علم الاجتماع، أي عبر استقائها من المجتمع والنقاشات الفكرية الجارية فيه، ويشمل ذلك الكتب المؤلفة والنقاشات العامة والاهتمامات المستحدثة في المجتمع. هذا الحيز العام هو الذي يمكّن السياسيين من في وضع خططهم لبناء الدولة ووضع تصوّرهم للبلد، سواء فيما يتعلق بشؤونه الداخلية أو علاقاته مع البلدان الأخرى أو دوره الدولي. لكن إذا تحول الجميع للحديث في الشؤون السياسية اليومية أو توجيه انتقادات مكررة، أو الاستمرار بالشكوى من سوء الحال، فمَن سيهتم بمشاكل ليست ذات طبيعة سياسية مباشرة فيه، ومَن سيبحث في العلوم ويؤلّف فيها، ومن سيبدع أدبا أو فنا يتماهى معه المجتمع ويجد نفسه فيه، ومًن سيرسم دور البلد الدولي ويحدّد ثوابته الأخلاقية وموقفه مما يجري على الساحة الدولية مثلا؟
ليس الهدف هو الدعوة للابتعاد عن الاهتمام بالسياسة، ولكن بيان أن تنفسنا السياسة صباح مساء هو تلوث له أثر سيء على نوعية حياتنا. فالمجتمع العراقي ولأسباب مفهومة يبالغ بمتابعة الأخبار يوميا، لدرجة بات كثيرون يعتبرونها الشيء الأهم في حياتهم العامة، لكننا نستهلك جهودنا فيها وننسى أشياء مهمة أخرى كثيرة.
إن تحقيق انفراجة أخيرا في الوضع السياسي في العراق لن يؤدي فقط لاستعادة المجتمع جزءا من إنسانيته، وذلك بتكريس وقته وجهده لأشياء لا علاقة لها بالشؤون السياسية اليومية، بل أنه سيجعل أيضا، ويا لها من مفارقة، الخطاب السياسي أفضل عبر إحداث تغييرات في الاهتمامات المجتمعية التي ستصل لاحقا للخطاب السياسي، مثل التركيز على السياسية البيئة، أو المناداة بقيم كالتسامح والأخلاق والتربية وأهمية العلوم والفنون والآداب بدلا من قضاء الوقت في ملاحقة أخبار اتهامات الفساد لحزب ما أو تلكؤ مشاريع أو خصومة سياسيين أو تصالحهم.



#أحمد_القاسمي (هاشتاغ)       Ahmed_Alqassimi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترجمة مقال : تطوّر مسار العلاقات الألمانية العراقية منذ حرب ...
- ترجمة محاورة : الرأسمالية زمن الشراء العالمي دخول السوق إل ...
- اللعب والفن محطّتا استعداد لجدّية الحياة المستقبلية؟
- لماذا لا يجب تقسيم العراق؟
- مَن هو العراقي؟
- ثلاثة نماذج للجيش العراقي
- حنا بطاطو والعراق، قصة حب أكاديمية؟
- القوة الشريرة دائمة الثبات - راينهارد هالر
- الأزمة الاقتصادية كحادث نتج عن العجالة والسرعة المفرطة مقاب ...
- العراق: من الغزو المغولي إلى العراق الحديث المستقل
- نصّان قصيران ل فرانتس كافكا
- -لُغة القلب-


المزيد.....




- -زيارة غالية وخطوة عزيزة-.. انتصار السيسي تستقبل حرم سلطان ع ...
- رفح.. أقمار صناعية تكشف لقطات لمدن الخيام قبل وبعد التلويح ب ...
- بيستوريوس: ألمانيا مستعدة للقيام بدور قيادي في التحالف الغرب ...
- دعوات للانفصال عن إسرائيل وتشكيل -دولة الجليل- في ذكرى -يوم ...
- رئيس الأركان الأمريكي السابق: قتلنا الكثير من الأبرياء ولا ي ...
- تفاصيل مثيرة عن -الانتحار الجماعي- لعائلة عراقية في البصرة
- الإيرانيون يعيدون انتخاب المقاعد الشاغرة في البرلمان وخامنئي ...
- السلطات اللبنانية تخطط لترحيل عدد من المساجين السوريين
- هتاف -فلسطين حرة- يطارد مطربة إسرائيلية في مسابقة -يوروفيجن- ...
- الجيش الإسرائيلي ينسف مباني في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - أحمد القاسمي - الاختناق بالسياسة في العراق