أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فيصل عوض حسن - حمدوك والعَسْكَر: تناقُضات صَارِخة وحقائق مُغيَّبة..!














المزيد.....

حمدوك والعَسْكَر: تناقُضات صَارِخة وحقائق مُغيَّبة..!


فيصل عوض حسن

الحوار المتمدن-العدد: 7027 - 2021 / 9 / 22 - 20:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عَاجَلَنا حمدوك والعَسْكَر، صبيحة يوم الانقلاب المزعوم، ببيانين مُتناقضين، حيث أشار حمدوك بأصابع الاتهام إلى من وصفهم بالفلول مع إقحام حراك الشرق المطلبي (دون مبررات موضوعِيَّة)، بينما تحاشى البرهان اتهام أي جهة، وأعلن عن عدم التوصُّل حتى حينه إلى معرفة هُوِيَّة الانقلابيين. واللافت، أنَّ حمدوك (المدني) تَقَمَّص دور العَسْكَر حينما كشف اللثام، على حد زعمه، عن الجهات المُتورطة في الانقلاب، بينما تَحفَّظ (العسكري) عن تحديد الجهة الانقلابيَّة، بذات البرود المُلازم لـ(حمدوك)!
الموضوعِيَّة تفرض على العُقلاء التساؤُل عن (مَرامي) تَعَجُّل حمدوك بتحديد الانقلابيين عموماً، و(إقحام) حراك أهلنا البجا في هذا الأمر؟؟ ومتى وكيف (تَكَشَّفت) لحمدوك (المدني) خيوط المُؤامرة وتفاصيلها المُعقَّدة، عقب بضع سويعات من إحباط الانقلاب المزعوم، بينما عَجَزَ العَسْكَر المعنيين بالأمر عن ذلك؟
المُتتبع لتطوُّرات الحراك الشرقي، يتأكَّد وبما لايدع مجال للشك، أن حمدوك وقحتيُّوه يرفضون أي صوت يمس مسار الشرق، الذي صنعته اتفاقيات جوبا المشئومة، وتَعَمَّدوا (تجاهل) مطالب أهلنا البجا، الذين (كاشفوا) حُكَّام السُّودان (العَسْكَر /المدنيين)، بأسباب رفضهم لتلك الاتفاقيَّات الملغومة حتَّى قبل توقيعها بشكلٍ رسمي! وتواصلت مُحاولات البجا في شرح وتوضيح مطالبهم العادلة/المشروعة، وتبريراتهم المنطقِيَّة لرفض مسار الشرق، الذي يُسيطر عليه المُجنَّسين (الإريتريين)، مع التغييب الشامل والمُتعمَّد لأهل الشرق (الأصيلين). وبعبارةٍ أوضح، تمَّ (اختطاف) المسار بكامله، عبر أشخاص لا علاقة لهم بالسُّودان من أساسه، دعك الشرق، وتغييب (أصحاب الوَجْعَة) والتغطية على هذه (الخيانة)، ببعض (الفتات) السُلطوي. والأدهى من ذلك، أنَّ بعض قادة مسار (المُجنَّسين) تدور حولهم الشبهات، وبعضهم يُواجه بلاغات بتُهَم خطيرة وما تزال ملفَّاتها أمام القضاء، وجميعهم عملوا مع حكومة الانقاذ، فمنهم من كان قيادياً طلابياً، أو كادراً أمنياً، أو مسؤولاً بصندوق إعمار الشرق، أو عضواً مجالس الكيزان التشريعيَّة، وهذه المعلومات معروفة سواء للعَسْكَر أو حمدوك وقحتيُّوه، مما يُثير الاستفهامات حول أهدافهم من هذه (الخيانة) التاريخيَّة غير المسبوقة، المُسمَّاة مسار الشرق، وتبعاتها السيادِيَّة/الاستراتيجيَّة التي سيتحمَّلها السُّودانِيُّون (الأصيلون) وحدهم!
ولعلَّ ما ذكرنا بعضه أعلاه، يُثبت (كَوْزَنة) الجميع دون استثناء، سواء كانوا عَسْكَر أو مدنيين أو تُجَّار الحرب. إنَّهم (مُتكوزنين) أكثر من الكيزان، لأنَّ (الكَوْزَنة) التي يُسارعُ القحتيُّون وآكلي فتاتهم بإطلاقها على كل من يفضحهم أو يُناهضهم، هي فريةٌ مفضوحة، الغرض منها ابتزاز عاطفة الشعب الكارهة لكل ما له علاقة بالكيزان، وجميع أفعال ومُمارسات حُكَّام السُّودان الحاليين، تتطابق تماماً مع منهجيَّة الكيزان، إنْ لم تفُقها في السوء. وعقب كل هذه (الخيانات) المُخزية، يصف حمدوك وقحتيُّوه أهلنا البجا (الأصيلون) بالكَوْزَنة والفلول، لأنَّهم ثاروا لكرامتهم وتصدُّوا لحماية (سيادة/كرامة) السُّودان وأهله، وللأسف وقع الكثيرون في (فخاخهم) بسبب سيطرتهم على مُؤسَّسات الإعلام وآكلي فتاتها. وهنا أدعو الجميع للتأمُّل، ثمَّ التساؤُل عن: لماذا يتم (تخصيص) مسار لأخطر وأهم منطقة بالسُّودان (للمُجنَّسين الإريتريين)؟! لماذا يتغافل الجميع عن (إقرار) أركو مناوي ببيع مسار الشرق لأحد أصحابه؟ بأي حق يفعل ذلك، وهل السُّودان أصبح (عُرضة) للبيع والشراء؟! لماذا نتعامل بمعايير (مُزدوجة) وتساهل مُفرط مع هذا الخطر السيادي/الاستراتيجي؟
خلاصةُ القولِ، أنَّ الحكومة بشقيها العَسْكَري والمدني لا يهمهم السُّودان وأهله، وإنَّما يُنفِّذون توجيهات سادتهم بالخارج، وفي سبيل ذلك (يُشيطنون) أي صوت أو حِراك سُّوداني (أصيل) يُطالب بالحقوق أو يسعى للاستقلال المُسْتَدَام، مُستعينين بترسانة إعلامِيَّة (مأجورة) من اللاهثين خلف المناصب وآكلي الفتات. وبعبارةٍ أُخرى أكثر وضوحاً، فإنَّ جماعة قحت هي نفسها ما يُسمَّى نداء السُّودان أو الجبهة الثورِيَّة، وهم الذين قفزوا فوق حِراك ديسمبر المجيد عبر المِهنيين، و(خانوا) الشعب ونَسَّقوا مع العَسْكَر للقضاء على الحِراك، وأتاحوا الفرصة لتَدَخُّل العالم الخارجي الطَّامع في مُقدَّراتنا، والأخطر من ذلك أنَّهم ساعدوا المُتأسلمين على استعادة توازنهم.
إنَّ القحتيين هم (الفلول) الحقيقيُّون للكيزان و(أزلامهم)، ويستحقُّون الاقتلاع والمُحاسبة والمُحاكمة، مع المُتأسلمين جنباً لجنب، وهذه هي الحقيقة التي يجب أن يتأمَّلها جميع أهل السُّودان ويتدبَّروها، لأنَّنا نحن الوحيدون من يدفع تكلفة وثمن (خياناتهم) وتبعاتها الكارثِيَّة المُتلاحقة.



#فيصل_عوض_حسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمةُ شرق السُّودانِ والحقائقُ المُغَيَّبة ..!
- متى ننتشل السُّودان من اختطاف المُجنَّسين ؟!
- تجويع السُّودانيين ..!
- لماذا الصمت الشعبي على تفجيرات بورتسودان؟!
- السُّودانُ ومَهَازِل الإريتريين المُجنَّسين ..!
- اَلْأَبَاْلِسَة ..!
- قِراءةٌ مُغَايِرَةٌ لِبُكائِيَّةِ المُرتزق حِمِيْدْتِي ..!
- نَخَّاسُو السُّودان ..!
- لِمَصْلَحَةِ مَنْ يا ياسر العطا ؟!
- دَورُ الشَّعبِ في حِمايةِ السُّودانِ من سد النَّهضة..!
- السُّودان ومَخَاطِر التعداد السُّكاني القادم ..!
- السُّودان وعبث وتضليل الحُكَّام ..!
- لماذا التضليل والتعتيم على تفاصيل التطبيع ؟!
- محاذير ومُتطلَّبات التغييرِ في السُّودان ..!
- السُّودانُ والخَرَابُ القادمُ من جُوبا ..!
- حَوْلَ تَطْبِيع السُّودانِ مع الصهاينة ..!
- اتفاقيَّات تَذْويب السُّودان ..!
- أزمةُ الشَرْقِ حَلَقةٌ مِنْ حَلَقَات تَذويبِ اَلسُّودان ..!
- السُّودانُ اَلْضَحِيَّةُ اَلْأَكْبَرُ لِسَدِّ النَّهضة ..!
- اَلْمليشيات وَتهديد سِيادةِ اَلسُّودان ..!


المزيد.....




- ما ارتداه رئيس أوكرانيا بقمة الناتو يشعل تكهنات بأن ترامب هو ...
- سجال حاد بين المدعية العامة للولايات المتحدة وسيناتور ديمقرا ...
- زهران ممداني.. الشاب المجهول الذي قلب نيويورك راسا على عقب ب ...
- جسر زجاجي شفاف ومسارات.. لندن تكشف عن نصب الملكة إليزابيث ال ...
- هانا تيتيه: ليبيا تمر بمنعطف حاسم وتريد حكومة مسؤولة
- مؤسسة النفط الليبية توقع مذكرة تفاهم مع تركيا بشأن 4 مناطق ب ...
- الحرب على إيران تعيد الليكود إلى الصدارة.. نتنياهو: العالم ش ...
- -احتفالات النصر-.. تظاهرات في طهران عقب وقف إطلاق النار بين ...
- زيلينسكي يطالب الناتو بدعم الصناعة الدفاعية الأوكرانية قبيل ...
- في تحول عسكري لافت.. اليابان تجري أول تجربة صاروخية على أرا ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فيصل عوض حسن - حمدوك والعَسْكَر: تناقُضات صَارِخة وحقائق مُغيَّبة..!