أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فيصل عوض حسن - لماذا الصمت الشعبي على تفجيرات بورتسودان؟!















المزيد.....

لماذا الصمت الشعبي على تفجيرات بورتسودان؟!


فيصل عوض حسن

الحوار المتمدن-العدد: 6958 - 2021 / 7 / 14 - 21:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ارتكب المُجنَّسون الإريتريُّون سِلْسِلة من الجرائم الدَمَوِيَّة المُتلاحقة، في الشرق السُّوداني عموماً وفي مدينة بورتسودان خصوصاً، لعلَّ آخرها وأخطرها، التفجير الخطير في أحد الأندية بحي سلبونا الآمن، وراح ضحيته نَفَرٌ كريمٌ من أبناء السُّودان، ولكن الأغرب في الأمر هو رَدَّة الفعل الشعبِيَّة (الضعيفة)، والتي لا ترتقي لمُستوى هذه الجريمة الخطيرة!
السُؤال الذي يتبادر لذهن أي عاقل: أين الشعب السُّوداني من هذه الجريمة الخطيرة؟ لماذا لم يشجب السُّودانِيُّون حادثة التفجير والتي فقدنا فيها أرواحاً سُّودانِيَّة عزيزة؟ ؟أم تُرانا (اعتدنا) على جرائم القتل والخطف والاغتصاب وكافة أشكال تعديات (الأجانب) وسَقَطِ المَتَاع؟ لماذا لم نَرَ مسيرات (التضامن) الشعبيَّة؟! أين المُدافعون عن حقوق الإنسان والعدالة وبياناتهم التي يكتبوها في (الفارغة والمقدودة)؟! أين الأجساد الهُلامِيَّة المُتدثِّرة بثوب المُنظَّمات النِسْوِيَّة وحقوق المرأة من هذه الجريمة البشعة، التي كان أحد ضحاياها امرأة لا ذنب لها سوى اعتقادها بأنَّها تحيا في بلدٍ آمن، وخرجت لتبتاع أغراض رضيعها الذي أصبح يتيماً دون جريرة؟ مع مُلاحظة أنَّ القَتَلة ضربوها بالرصاص وهي تسير في الشارع! كيف ولماذا يسكت السُّودانِيُّون على هذا التجاوُز الخطير؟! وإلى متى نتهاون مع جرائم المُجنَّسين الإريتريين الشنيعة ضد (السُّودانيين)، أصحاب الأرض الذين استضفناهم وآويناهم بعد جوعٍ وخوف، فقابلوا (فضلنا) بترويع الأبرياء بحقدٍ وكراهِيَّة (استثنائِيَّة)؟! ما جريرة الضحايا (السُّودانيين) الذين كانوا يتسامرون في نادي (حي سلبونا) الآمن والهادئ؟
ألا نتعظ ونأخذ العبرة من (تقاعسنا) عن نُصرة أهلنا بدارفور على يد آلة البطش الكيزانية و(أزلامهم) من المُجنَّسين و(المَقاطيع)؟ ألم نتألم لتأخُّر ردَّة فعلنا الشعبِيَّة، ومُحاولتنا (الخجولة) للتكفير عنها، برفع شعار "كل البلد دارفور"؟ هل سيسكت السُّودانيين في الخرطوم ومُدُن الشمال والغرب والجنوب والوسط، ويقبلون بالحياة كـ(جزرٍ منعزلة)؟؟!! وهل نعتقد بأنَّ عدم تصعيدنا وتضامننا مع الضحايا، وصمتنا عن إدانة هذه الجريمة البشعة، سيجعلنا في مأمنٍ من مرمى إرهاب (المُجنَّسين) المُتزايد؟
واهمٌ جداً من يعتقد أنَّه سيكون في مأمن من غدر هؤلاء الحاقدين، والسعيد من اتَّعظ بغيره وأخذ العبرة من مآسيهم وعثراتهم، ولنتدبَّر مضامين ودلالات الحِكمة المأثورة: "أُكِلْتُم يوم أُكِلَ الثور الأبيض". فأهالي حي سلبونا الآمنون، لم ولن يكونوا أوَّل أو آخر ضحايا جرائم (المُجنَّسين الإريتريين)، الذين شتموا جميع المُكوِّنات السُّودانِيَّة، وتَوعَّدوهم وهَدَّدوهم (صوت وصورة)، ونَفَّذوا جرائمهم لأنَّهم لم يجدوا من يردعهم ويحسمهم، رغم أنَّنا أهل البلد ولنا الغَلَبَة، لكننا مُشتَّتون ومُضَلَّلون و(مَلهِيُّون) بتفاهات العَسْكَر والمدنيين. والحُكَّام المدنِيُّون خصوصاً يتحمَّلون الجانب الأعظم من المسئولِيَّة، لأنَّهم أتوا لمناصبهم هذه فوق (جماجم) الشعب، وبتكلفةٍ غالية جوهرها الدماء الغالية والتضحيات السُّودانِيَّة الكبيرة، التي تُحتِّم عليهم الارتقاء لمُستواها. ومن بين أهمَّ مُبرِّرات ثورتنا على المُتأسلمين، هي تغييرهم لتركيبتنا السُّودانِيَّة، عبر تجنيس مئات الآلاف من الأجانب، وأخطرهم (الإريتريين) تبعاً لروحهم الإقصائِيَّة (المَاجِنة) وكُرههم السَّافر لكل ما هو سُّوداني، وصراعاتهم (الدَمَوِيَّة) المُتلاحقة/المُتزايدة، مع جميع شعوبنا (الأصيلة)، في حالة يُمكن وصفها بـ(كُتَل) كراهِيَّة مُتحرِّكة. والأخطر من ذلك، أطماعهم الاستيطانِيَّة/الاستعمارِيَّة (الواضحة)، وادِّعاءاتهم المُوثَّقة بـ(تبعيَّة) بعض أراضينا لدولتهم، بما يُثبت أنَّ ولاءهم وانتماءهم ليس للسُّودان، وإنَّما لإريتريا التي أتونا منها مطرودين وحُفاة وعُراة، وثَمَّة الكثير من التفاصيل في عدد من مقالاتي وآخرها (السُّودانُ ومَهَازِل الإريتريين المُجنَّسين) بتاريخ 11 يوليو 2021.
إنَّ ضحايا حي سلبونا الوادع لم يكونوا في يوم من الأيام طرفاً في أي صراع، ومع هذا طَالهم غدر وحقد وكراهِيَّة ووإرهاب (المُجنَّسين الإريتريين)، في جريمة تفجير بشعة لم يألفها السُّودان، والتي قد تُشكِّل مرحلة جديدة من التجاوُز والإرهاب ما لم تُحسَم وبقُوَّة على الصعيدين الرسمي والشعبي. ولعلَّ الفعل الشعبي هو (المُفتاح) والمُحرِّك لـ(جدِيَّة/قُوَّة) وحزم ردَّة الفعلل الرسميَّة.
من هنا أدعو جميع المُكوِّنات السُّودانِيَّة (حصراً)، في شرقنا الحبيب لتنظيم مسيرات (سَلْمِيَّة)، ضد تجاوُزات (الإريتريين المُجنَّسين)، وذلك في وقتٍ واحد بجميع مُدُن الشرق الرئيسيَّة (بورتسودان، كسلا، القضارف وحلفا الجديدة)، مع المُطالبة بمُراجعة الجنسيات الممنوحة لهم منذ عام 1989 وحتى الآن (على أقل تقدير)، وتقييد حركتهم في ولايات الشرق وفي كافة أنحاء السُّودان. وبالتزامُن مع هذا، على السُّودانيين (الأصيلين)، تسيير مسيرات مُتواصلة في جميع المُدُن السُّودانِيَّة، بذات المطالب والأهداف، لأنَّ الشرق رئة ومُتنفَّس السُّودان للعالم الخارجي، وما يجري فيه سيُلقي بظلاله الكارثِيَّة على جميع أهل السُّودان بلا استثناء، فضلاً عن احتواء الشرق على جميع القوميات السُّودانِيَّة (الأصيلة)، التي أضحت هدفاً لـ(المُجنَّسين الإريتريين)، وفقاً لتهديداتهم (صوت وصورة) ولتنفيذهم لتلك التهديدات والشواهد لا تحتاج لاستدلال!
إنَّ المبادئ لا تتجزَّأ، وثورتنا استهدفت (أساساً) تغيير وإصلاح جميع (الاختلالات) الأخلاقِيَّة والإنسانِيَّة والقانونِيَّة والبِنْيَوِيَّة التي صنعها المُتأسلمين، ومن أخطرها تغيير التركيبة السُكَّانِيَّة، وهَضْم سِيادة وكرامة وحقوق الشعوب الأصيلة، التاريخيَّة والحالِيَّة والمُستقبليَّة، وليتنا نترك عواطفنا ونتَدَبَّر بعقولنا، ونعي بأنَّ المُشكلة تتعلَّق بالوطن وسيادته وأمنه المُسْتَدَام. ونحن (عامَّة الشعب) المَعنِيُّون بحماية أنفسنا، فإمَّا نرتقي لمُستوى المُهدِّدات ونتعامل بجدية وحزم، أن نستعد لحَتْفِنا على أيدي الأغراب والمُتغوِّلين.



#فيصل_عوض_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السُّودانُ ومَهَازِل الإريتريين المُجنَّسين ..!
- اَلْأَبَاْلِسَة ..!
- قِراءةٌ مُغَايِرَةٌ لِبُكائِيَّةِ المُرتزق حِمِيْدْتِي ..!
- نَخَّاسُو السُّودان ..!
- لِمَصْلَحَةِ مَنْ يا ياسر العطا ؟!
- دَورُ الشَّعبِ في حِمايةِ السُّودانِ من سد النَّهضة..!
- السُّودان ومَخَاطِر التعداد السُّكاني القادم ..!
- السُّودان وعبث وتضليل الحُكَّام ..!
- لماذا التضليل والتعتيم على تفاصيل التطبيع ؟!
- محاذير ومُتطلَّبات التغييرِ في السُّودان ..!
- السُّودانُ والخَرَابُ القادمُ من جُوبا ..!
- حَوْلَ تَطْبِيع السُّودانِ مع الصهاينة ..!
- اتفاقيَّات تَذْويب السُّودان ..!
- أزمةُ الشَرْقِ حَلَقةٌ مِنْ حَلَقَات تَذويبِ اَلسُّودان ..!
- السُّودانُ اَلْضَحِيَّةُ اَلْأَكْبَرُ لِسَدِّ النَّهضة ..!
- اَلْمليشيات وَتهديد سِيادةِ اَلسُّودان ..!
- اَلْسُّوْدَاْنُ وَاَلْمُهَدِّدَاتُ اَلْسِيَادِيَّةُ اَلْمُتَ ...
- كَيْفَ اَلْلِّحَاْقُ بِاَلْسُّوْدَاْنِ قَبْلَ فَوَاْتِ اَلْأ ...
- كَيْفَ نَحْمي السُّودان من أخطار سد النهضة ؟!
- السُّوْدان والاحتلالُ الأجنبي ..!


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فيصل عوض حسن - لماذا الصمت الشعبي على تفجيرات بورتسودان؟!