من الديكتاتورية الفاشية الى الفاشية الليبرالية- 3

نزار رهك

الحوار المتمدن-العدد: 486 - 2003 / 5 / 13 - 05:20
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

من الديكتاتورية الفاشية الى الفاشية الليبرالية (3)

www.Rahakmedia.com

 

بعد عملية الانفال سيئة الصيت وما جلبته من مآسي وضحايا للعوائل اليزيدية والآشورية والكردية وللحركة الوطنية المعارضة وحيث كنا  نحن العرب مع الأكراد في معسكرات اللاجئين في ديار بكر التركية وهي ليست بأحسن حال من معسكر رفحاء في السعودية (حسب ما قرأت عنه ) وجاءتنا الوفود والصحفيون من جميع انحاء العالم ومن بين هؤلاء المراسلون كان هناك صحفيا ألمانياً وبعد السؤال والجواب قال احد الشخصيات الحزبية الكردية محدثا الصحفي الالماني بأننا ( اي الاكراد ) مثلكم آريون ايضاً وقد امتعض الصحفي كثيرا وترك محدثه دون وداع  ودون ان يكمل رأيه وبقي المسؤول الكردي يتلفت يمينا ويسارا ولا يفهم شيئا من هذا الغضب .

 ذلك انه عند الحديث عن الآريين ترجع ذاكرة الالمان الى النازية حيث كان هتلر والنازية تعتبر الجنس الآري هو افضل الاجناس ويجب ان يسود على العالم وهي المرتكزالفلسفي والفكري للسياسة العنصرية النازية وتمت إبادة الملايين من اليهود والأجانب وكذلك الغجر وغيرهم من الأصول غير الألمانية.

وتستهدف هذه الاحزاب الكردية بالتثقيف بهذه الاصول الجينية من اجل تبرير المواقف السياسية ( الحديثة ). اسرائيل أيضا إستندت الى تاريخ غير مكتوب والرجوع الى ارض الميعاد.

 وقد استفادت الصهيونية من النازية بالارتكاز لا الى الجينات التكوينية لليهود لانها تختلط بالعرب وانما الى تاريخ غير مكتوب يعود الى ما  قبل آلاف السنين كمحاججة لتحقيق غرض سياسي حديث  وبعد إحتلال فلسطين فرضوا وجودهم كأمر واقع ويقف معها الأمريكان والغرب والشرق بكل جبروتهم وقد تناولت الصحف الألمانية خبرا قصيرا مفاده إن الأسرائيليين يجرون تجارب على أسلحة بايولوجية تعتمد على الجينات الوراثية تصيب العرب فقط والعراقيين خصوصا .

ويبدوا إن الأحزاب الكردية الكبيرة تريد أن تحذوا حذو اليهود ولكن دون توراة ولا آثار ولا تاريخ مكتوب. وكانت طيلة تاريخها تثقف العراقيين الأكراد بأنهم خارج دائرة هذا الوطن الذين هم فيه منذ إن ولدوا وإستبداله بحلم لدولة غير موجودة على الخارطة وبنفس الوقت فأن تاريخهم هو تاريخ حروب وعدوان ضد الأحزاب الكردية في إيران وفي تركيا (الجلاليين ضد الحزب الديمقراطي الكردستاني الأيراني , البرزانيين ضد البكةكا التركي ) إضافة الى الحرب الدائمة بينهما كحزبين أساسيين في شمال العراق . إنها المعادلة ذاتها في موقف صدام حسين من الوحدة العربية .

وقد استند نظام صدام حسين ( اقتباساً من النازية ) بمحاولة تغليب العرب كقومية وتكوين تاريخي كمرتكز لمحاربة العناصر الاخرى المكونة للمجتمع العراقي واعتبار الآخر كعدو من الواجب الحرب ضده او اخضاعه لاراداته المطلقة ( الاكراد والفرس واليهود ..) وفي أحيان أخرى محاولة الرجوع الى مآثر نبوخذ نصر في عملية سبي اليهود  وفي إعلام الحرب تكثر المفردات العنصرية ( الاكراد العصاة ، الفرس المجوس ..)، يقول خير الله طلفاح : ( ثلاثة اخطأ الله في خلقهم ، الفرس واليهود والذباب !! )  وما عمليات التهجير الفاشية للأكراد الفيلية ومناطق كردية على طول الشريط الحدودي لشمال العراق إلا تعبيرا عن هذا الحقد العنصري وغنية عن التعريف المجازر التي أرتكبت ضد شعبنا الكردي في زمن الفاشية الصدامية.

الارتزاق في المعارك هو مساعدة الاجنبي ( الايراني او الامريكي ) في تحقيق نجاحات عسكرية على الارض وخسارة لوطنيته  .وخاسري الوطن هم على الغالب مساندين الى الأحتلال الأجنبي

وهو مايفرقهم عن النازيين والفاشيين الذين يبنوا قوتهم على الأساس الوطني الشمولي .

وبودي أن أطرح بعض الأسئلة للوطنيين الجدد من الجلاليين والبارزانيين : هل يستطيعوا كسب صوتا عربيا واحدا في الجنوب العربي أو عربيا في بغداد؟ وهل لديهم برنامجا وطنيا مكتوبا ؟ وهل سيرفعون علمهم فوق مقر الرئاسة الجديد أم سيستبدلوه بعلم أمريكي لا كردي ولا عربي؟

إن كانوا يؤمنون بدولة القانون فهل هم على إستعداد للمثول أمام محكمة الشعب لمحاكمنهم على المجازر التي أرتكبت بحق شعبنا العراقي ( الكردي) أثناء النزاع بين حزبيهما؟

فأن طويت صفحة الماضي بين الزعيمين فهل تطوى معها دماء الشهداء والضحايا إكراما لهم؟

 

وللموضوع بقية

 

#نزار_رهك (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل