أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نزار رهك - من الديكتاتورية الفاشية الى الفاشية الليبرالية -1















المزيد.....

من الديكتاتورية الفاشية الى الفاشية الليبرالية -1


نزار رهك

الحوار المتمدن-العدد: 484 - 2003 / 5 / 11 - 05:06
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


 
من الديكتاتورية الفاشية الى الفاشية الليبرالية (1)

 

الجزء الاول :ـ  ما هي الفاشية ؟            

 

 بما ان الايديولوجيات تقود بشكل او بآخر الى الديكتاتوريات وبالتالي الى نوع من انواع الاساليب الفاشية في تكوينها الداخلي او في علاقاتها مع الآخر المعارض .لذا علينا صياغة أيديولوجية ترفض أدلجة العلاقة الأجتماعية بين الناس .

ولأجل تجنب المرور ثانية في التجربة الفاشية لسلطة صدام حسين والتي كانت أحدى ركائزها الأساسية هي الأيديولوجيا القومية والشوفينية التي فرضتها على الشعب والمجتمع بقوة السلاح

والأرهاب لذا علينا معرفة الفاشية بشكل جيد وكذلك الفاشية الجديدة التي تعتنقها الأدارة الأمريكية وتحت مسميات عديدة .

 

ـ  ما هي الفاشية ؟

 سؤال يتردد على مدى عشرات السنين .. وعلى الغالب فان هذه الكلمة ترتبط بالجانب المظلم والاجرامي اكثر من ارتباطها بالجانب الانساني والمشرق .

وعند تفسير هذه الكلمة او المصطلح يجري مراجعة للسلوكية الهتلرية الالمانية ونظام موسليني في ايطاليا وهذه القياسات جاءت بسبب ظهورها في هذين النظامين لأول مرة في التاريخ الحديث اكثر من كونها معايير نظرية للتعريف بالفاشية . وفي السنوات الأخيرة وبعد وصول الحرب الباردة الى مدياتها القصوى  بدأت تظهر بعض الدراسات الأكاديمية الأمريكية لمراجعة الموقف من أدولف هتلر وذلك بأشراك شخصية ستالين كشخصية متساوية في البشاعة والجريمة وما شابه ذلك ومن هذا المنطلق نجد الأعلام العربي يطبل لهذه الأساءة لشخصية ستالين ومحالة طمس دوره في مقاومة النازية ومحاولة أستبيان شخصيته على أساس المعطيات الحديثة لمباديء حقوق الأنسان والتعددية وليس على أساس الفترة الزمنية التي قاد فيها ستالين الأتحاد السوفيتي الذي أحتلت نصف أراضيه من قبل النازيين .

إن عملية خلط الأوراق التاريخية هي عملية فاشية شبيهة بعملية حرق الكتب في برلين عام 1933 لوضع حد زمني لمرحلة سابقة من صراع الأفكار السياسية والفلسفة .

وهي مشابهة تماما لحرق المكتبة الوطنية في بغداد ودار الوثائق والكتب العراقية وبقية   المكتبات التاريخية العراقية والغرض واضحا وتكمن وراءه دراسة إستنساخية للتجربة الفاشية

وممارستها على الطريقة الأمريكية ( وأود أن أشير الى إن ضمن مواضيع هذه الدراسة هو الطبيعة الفاشية للسياسة الأمريكية )

 

الفاشية لا تكفي لتفسيرها بالديكتاتورية العسكرية ، ولا تكفي باعتمادها الحرب كوسيلة للتعامل السياسي الداخلي والخارجي ، والمغالاة في التطرف القومي وغير ذلك مما سأتطرق اليه في دراستي المتواضعة هذه .

 

ما يميز الفاشية بالدرجة الاولى عن الديكتاتوريات السابقة في التاريخ هو اعتمادها على الاحزاب الجماهيرية والأدق الحزب الواحد وتسخيره  لضمان امنها وتحويله الى منظمة بوليسية لمحاربة بقية الاحزاب المنافسة لانهاءها او لتحجيم دورها وجعلها تابعة له .أما الفاشية الأمريكية فقد إستعاضت بمبدأ الحزب الواحد بالمركز المخابراتي المركزي الذي يغطي نفوذه العالم بأسره .

الاحزاب الفاشية تقاد على الغالب من القائد نفسه الذي يصبح ذو نفوذ وسلطة بغير حدود ويقف فوق القانون والمؤسسات الحكومية اذا كانت في الحكم ( صدام حسين ، جلال طالباني  ، مسعود بارزاني ، الحكيم )  أو من قبل أشخاص من فئة أجتما-أقتصادية يتناوبون على الزعامة يؤدون نفس الواجبات الموكولة للديكتاتور ويتحولوا الى فاشيين بالمقاييس العلمية السياسية الحديثة (بوش , أزنار ) . ان مبادئ  الحزب تصبح مذهباً وعقيدة ليس للاعضاء فقط وانما لجميع المواطنين وبدورهم يتحولون ابواق دعاية سياسية . أما بالنسبة الى الفاشية الأمريكية فهي تقفز عن حدودها الوطنية المكبلة بالأغراق الأعلامي والتربوي المبني على الرؤية الأمريكية وحيدة الجانب لتغسل عقول الملايين من مواطنيها فهي تستند الى الى الحكومات التابعة وماتمتلكه من وسائل إعلامية رسمية كانت بالأمس معبأة بمعاداة أحزابها الوطنية المعارضة و الشيوعية العالمية والمعسكر الأشتراكي السابق الذي كان المنازع الوحيد بوجه السيطرة الأمبريالية الأمريكية في فترات الحرب الباردة

وقد تجاوز البعث العراقي هذا المبدأ بتحويل الحزب الى منظمة اجبارية او شرط اساسي للحصول على الكثير من الحقوق المدنية والتوظيف واختيار المكان المناسب في الدراسة والسكن والتنقل .

وهنا أورد لأحد الدعاة الديمقراطيين من عملاء بريطانيا الجدد وإسمه فائق الشيخ علي وهو يتحدث عن نظام صدام مدعيا كونه أحد قادة الأنتفاضة عام 1991 وهو يتحدث كالقصخون ويملأ محدثه صراخا ويسب ويشتم مخالفيه في الرأي وينتقد جميع الأحزاب ( ماعدا حزبه الليبرالي طبعا ) وهو من أكثر المتحمسين للحرب وإحتلال العراق وقد كان هو نفسه بعثيا. إن مثل هذا الشخص يعتبر مادة أولية لفاشيي المستقبل .إنه نموذج السقوط الأنساني التي تطمح له الأحزاب الفاشية لأنها تريد عناصر مجردة من أي مشاعر وطنية وإنسانية ومنفذة بشكل جيد للأوامر العليا والنموذج الأمثل لمثل هذه العناصر للفاشية الأمريكية هو صدام حسين وأسامة بن لادن وبينوشيت في شيلي والملك حسين في الأردن وغيرهم العشرات بل والمئات.

 ان مثل هذا الحزب (البعث ) كجهاز من اجهزة الدولة لا يستطيع ان يفوز في أي عملية إنتخابية في حالة المنافسة الديمقراطية ولعدم قدرته على مواكبة التطورات السياسية وطموحه بالبقاء في السلطة لذلك يلتجأ الى العسكرة وتكوين الميليشيات المسلحة .

والرجل الفاشي الجديد (المعارضة المترجلة من الدبابات الأمريكية ) هو من يستطيع الآن تكوين حاشية مسلحة وحماية عسكرية وتغليف شخصياتهم بهالة من الهيبة والقوة والتي لا تتلائم ودعواتهم الى العمل الديمقراطي المسالم ولن يطالب أحدهم بأن تكون هناك إنتخابات ديمقراطية خالية من التسلح الحزبي لأنها تعتبر تهديدا للمواطنين وترعيبا لهم. وهم بوعي أم بدونه لا يكونوا سوى هيئة صغيرة سياسية عسكرية ستنفذ الواجبات التي تفرضها عليهم الفاشية الليبرالية الجديدة التي ترأس الولايات المتحدة الأمريكية.

ما هي الملاحظة التي من الواجب تشخيصها في تبني الافكار الفاشية بدلا من الاحكام الديمقراطية ؟

إنها ببساطة كونهم بعيدين عن الشعب وطموحاته , بل إنهم عصابات لصوص وشخصيات بائسة

تريد أن تبني مكانة وهيبة لها رغم عدم قدرتها على قيادة جمعية أو نادي صغير.

اما الميليشيات الفاشية فهي تخلق من سلوكيتها العسكرية واجراءاتها وفي بلدان كالعراق ما      بنضالاتها القومية كمورداً مهماَ للحصول على الارباح ، المتاجرة بالسلاح ، الاستيلاء على السيارات والكمارك ( الاحزاب الكردية العراقية ) واخيرا تحالفاتها مع القوى الاقليمية والدولية وهي على استعدلد لتحويل قدرتها الجماهيرية والعسكرية في خدمة هذه القوى اياً كانت دوافعها ولتكون مطية للتنفيذ السياسي على الارض والمحاججة السياسية بالنسبة لهم على الدوام هو الدفاع عن القومية المضطهدة حتى لو ادى تصرفها السياسي الى فناء شعبها ( حلبجة ) ، وهي تارة قومية شوفينية وتارة وطنية خالصة وهذا يعتمد على موقعها من المصالح الاقتصادية وربحيتها ( الاتحاد الوطني الكردستاني خير مثال على هذا النموذج ) .

 

وللموضوع بقية

 



#نزار_رهك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يقف وراء ثورة الحرامية ؟- 2
- من يقف وراء ثورة الحرامية ؟ 1
- الخونة والأدعاء بالحرية والديمقراطية
- شعرة من جلد خنزير
- السادة منتقدي أصحاب الخيار الثالث
- أخذ الشور من الصالحي ...شركات النفط الفرنسية وراء التظاهرات ...
- حول مقالة غسان العطية تحرير الانسان العراقي وليس مجرد ازالة ...
- حول مقالة غسان العطية تحرير الانسان العراقي وليس مجرد ازالة ...
- حول مقالة غسان العطية تحرير الانسان العراقي وليس مجرد ازالة ...
- حول مقالة غسان العطيةتحرير الانسان العراقي وليس مجرد ازالة ا ...
- حول مقالة غسان العطيةتحرير الانسان العراقي وليس مجرد ازالة ا ...
- حول مقالة غسان العطية تحرير الانسان العراقي وليس مجرد ازالة ...
- الأحزاب وقانون الأحزاب - الجزء الثالث والأخير
- البرنامج السياسي المرحلي للحركة الديمقراطية العراقية الموحد ...
- الأحزاب وقانون الأحزاب - الجزء الثاني
- الأحزاب وقانون الأحزاب - الجزء الأول
- الكلمة التي ألقيت في التظاهرات الحاشدة التي نظمتها النقابات ...


المزيد.....




- اكتشاف ثعبان ضخم من عصور ما قبل التاريخ في الهند
- رجل يواجه بجسده سرب نحل شرس في الشارع لحماية طفلته.. شاهد ما ...
- بلينكن يصل إلى السعودية في سابع جولة شرق أوسطية منذ بدء الحر ...
- تحذير عاجل من الأرصاد السعودية بخصوص طقس اليوم
- ساويرس يتبع ماسك في التعليق على فيديو وزير خارجية الإمارات ح ...
- القوات الروسية تجلي أول دبابة -أبرامز- اغتنمتها في دونيتسك ( ...
- ترامب وديسانتيس يعقدان لقاء وديا في فلوريدا
- زفاف أسطوري.. ملياردير هندي يتزوج عارضة أزياء شهيرة في أحضا ...
- سيجورنيه: تقدم في المحادثات لتخفيف التوتر بين -حزب الله- وإس ...
- تواصل الحركة الاحتجاجية بالجامعات الأمريكية للمطالبة بوقف ال ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نزار رهك - من الديكتاتورية الفاشية الى الفاشية الليبرالية -1