أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رشيد غويلب - رؤية تقدمية لواقع البلاد المعقد / أفغانستان والمراوحة في المربع الأول














المزيد.....

رؤية تقدمية لواقع البلاد المعقد / أفغانستان والمراوحة في المربع الأول


رشيد غويلب

الحوار المتمدن-العدد: 7014 - 2021 / 9 / 9 - 00:12
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


تتحدث الأنباء عن سيطرة طالبان على آخر معقل للمعارضة في ولاية بنشير، مع ضيق مساحة التوقعات لمستقبل البلاد، ويبدو واضحا أن أفغانستان ستبقى إمارة إسلامية، مع فارق بسيط هو مباركة الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين لحكومة طالبان، وتحول البلاد إلى ميدان لحرب المصالح بين مراكز الهيمنة العالمية، أي بين أقطاب المعسكر الغربي، ومنافسيه في روسيا والصين، دون اهمال القوى الإقليمية مثل ايران وتركيا. ومع تسارع الأحداث والكم الهائل من الأخبار والتقارير والتحليلات المختلفة بقيت الأصوات التقدمية واليسارية محدودة المساحة في امبراطوريات الإعلام العالمية.
جريدة “نويزدويجلاند” (المانيا الجديدة) نشرت حوارا مطولا مع ناشطات من “الجمعية الثورية للنساء في أفغانستان” تضمن تصورات لنساء يواصلن نضالهن السري والعلني في بلاد يحكمها السيف وتسير نحو المجهول.

من أجل مقاومة حقيقية

واقع النساء في أفغانستان صعب جدا، لذلك لا نتوقع منهن تصدر مقاومة مسلحة. تنتشر الأمية في أوساط النساء بشكل كبير جدا، وهناك ضعف واضح في الوعي السياسي، واعتماد اقتصادي مطلق على الرجال، وغياب المشاركة المؤثرة في الحياة السياسية والاجتماعية، وبالتالي فالنساء يكاد يكن غير مرئيات في المجتمع. وضعهن في العاصمة أفضل من الأرياف حيث يولدن ويموتن في المنازل، وحتى عند دفنهن يسجلن باسم أحد ذكور العائلة.
وترى الناشطات أن انتفاضة النساء، مسلحة كانت، أو غير مسلحة، لا يمكن أن تكون مؤثرة إلا إذا جاءت من قلب المجتمع، ومدعومة من الرجال المضطهدين، ومصحوبة بتعبئة سياسية لنساء متفاعلات مع العالم الخارجي. لو وجدت مثل هذه المقاومة النسوية، لما تجرأت حركة طالبان أو غيرها من القوى المتعصبة على الاستيلاء على السلطة، لأن ذلك سيؤدي إلى انتفاضة جديدة ضد الأصولية. لقد وجدت محاولات شجاعة تقدمية من قبل النساء، لكن يجب التمييز بين المقاومة الحقيقية وعمليات الاستعراض.
استولت طالبان على السلطة في أفغانستان تقريبًا دون قتال - لكن التقارير عن ارتفاع عدد الضحايا المدنيين جراء عنف طالبان في العديد من مقاطعات البلاد، ظلت بعيدة عن وسائل الإعلام. لقد كتب الكثير من قوى اليسار والتقدم، خلال العشرين سنة الماضية، أن الولايات المتحدة لم تكن في أفغانستان للقضاء على الإرهاب أو الأصولية. وكان من الواضح تماما أن نهاية الاحتلال العسكري لا يمكن أن تكون ناجحة ومناسبة للفرح.
الحكومات الغربية قدمت الدعم العسكري للجهاديين، وخلقت أرضية لفساد غير مسبوق، وحولت أفغانستان إلى دولة مافيا ومخدرات، ومكنت الارهابيين من خلال مبيعات الأسلحة، والعمليات الإرهابية ضد المدنيين العزل، من السخرية من القيم الأساسية، كالديمقراطية وحقوق المرأة.
ولكن الجريمة الأكبر كانت تعزيز قوة طالبان الإرهابية، واعطاها الفرصة لاحتلال كابول ثانية، بعد توقيع اتفاقية معها، والإفراج عن جميع أسراها، ورفع أسماء قادتها من قوائم الأمم المتحدة الخاصة بالإرهاب، وتوفير جميع الوسائل الممكنة والشرعية الدولية عبر كوميديا ما يسمى بـ „محادثات السلام”. لا يزال المتحدثون باسم طالبان يتجنبون الخطاب العدواني تجاه النساء. لكن شوارع البلاد تكاد تخلو من النسوة، وجميع النساء ترتدي الحجاب تعبيرا عن الخوف، وتم الفصل بين الجنسين في المدراس ومنعت النساء من ممارسة مهنة التعليم. الكثير من الناس يشعرون وكأنهم يعيشون في مدينة ميتة. الهمس الوحيد الذي يمكنك سماعه هو عن إمكانية الفرار. حتى لو تظاهر الطالبان بأنهم ليسوا ضد المرأة، فإنهم يولون أهمية كبيرة لتطبيق الشريعة. في عام 2021 وحده، قتلت طالبان العديد من الناشطات البارزات، والعاملين في المجال الإنساني، وضباط الشرطة، وأفراد الجيش والقضاء، والعاملين في مجال الصحة والتطعيم، والصحفيين، والإعلاميين.

صعوبات غير مسبوقة تواجه اليسار الأفغاني

عندما تكون الحكومات الرجعية في السلطة في أفغانستان أو أي بلد آخر، فإن الوضع بالتأكيد ليس مثاليًا للجماعات التقدمية واليسارية. ومع ذلك، فإن الواجب التاريخي للقوى الثورية هو العمل والنضال في ظل أكثر الظروف صعوبة. ستواصل القوى التقدمية واليسارية بالتأكيد العمل في أفغانستان والتعلم من الماضي لليسار المجيد.
لقد عانى اليساريون والتقدميون حتى قبل وصول الجهاديين إلى السلطة، بسبب صراعاتهم الداخلية والجمود الفكري، والممارسات الاستبدادية التي سادت سنوات الصراع على السلطة. ثم أصبح العديد من الشخصيات اليسارية المعروفة والقادة والناشطين، منذ بداية التسعينات ضحايا للأصوليين. لقد كان للقادة الجهاديين معسكراتهم الخاصة ومراكز تدريبهم وسجونهم التي وسعتها وكالة الاستخبارات الباكستانية ومولتها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وعلى الرغم من ذلك يواصل اليسار نضاله في ظروف لا توصف بصعوبتها.

التضامن الأممي سلاح استثنائي

إن نضال قوى اليسار والتقدم بحاجة إلى تضامن أممي واسع، للحد من الاعتراف الدولي بحكومة طالبان.
تزعم وسائل الإعلام السائدة أن طالبان استعادت السلطة لأن الشعب الأفغاني يقف وراءها، لكن هذه كذبة صريحة. الصور المروعة الأخيرة من مطار كابول، لأشخاص معلقين على الطائرات، تثبت أن الناس لا يريدون أن يعيشوا مضطهدين من قبل طالبان. إنهم يفضلون الموت على العيش في الجحيم.



#رشيد_غويلب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في سياق مواجهة الرئيس الفاشي / الحزب الشيوعي في البرازيل يعم ...
- لا مكان للفقر في بلد غني / خلفيات وآفاق انتصار اليسار في بير ...
- الأرض تحترق.. هل يمكن أن تتلاشى الحضارة؟ *
- لماذا انهار الجيش الأفغاني؟
- في فكر غرامشي السياسي
- قبل وبعد إعلان الإمارة الإسلامية أفغانستان / احداث متسارعة و ...
- الاتحاد الأوربي مشروع سلام ام اتحاد للحرب؟*
- في مواجهة عدوانية الأوساط اليمينية واللوبي الصهيوني / مؤتمر ...
- لاستفتاء العام خطوة أولى نحو تعزيز الديمقراطية / في المكسيك ...
- تمهيدا لتدخل أمريكي وقطع الطريق على التغيير / هل يقف رأسمالي ...
- في سلسلة حوارات منصة التنوير / فوزي عبد الرحيم عن الدولة الع ...
- مقاطعة الانتخابات وخلط الأوراق
- الكراهية ليست حاجة ولا ضرورة / تحديات تواجه الثورة الكوبية ف ...
- تكريسا لهيمنة اليمين عليه / قيادة حزب العمال البريطاني تقرر ...
- على أساس تفسير خاطئ ومستند إلى المصالح الضيقة / حرمان الشيوع ...
- بعد فشل اليمين في اثبات دعاوي التزوير / السلطات الانتخابية ت ...
- بين المصنع والبرلمان والشارع / السياسة الطبقية الثورية لروزا ...
- بعيدا عن خطاب الإعلام الرأسمالي / دفاعا عن الثورة الكوبية وم ...
- فشل التعويل على مراكز الهيمنة الدولية والأقليمية / في أفغانس ...
- عندما تكون دولة المؤسسات فاعلة / في ثلاث دول سلطة القانون تؤ ...


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رشيد غويلب - رؤية تقدمية لواقع البلاد المعقد / أفغانستان والمراوحة في المربع الأول