أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رشيد غويلب - لماذا انهار الجيش الأفغاني؟














المزيد.....

لماذا انهار الجيش الأفغاني؟


رشيد غويلب

الحوار المتمدن-العدد: 7000 - 2021 / 8 / 26 - 16:50
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


إن المآل الذي انتهت اليه القوات المسلحة الأفغانية، التي بنيت بإشراف بلدان الناتو، يمثل صورة واضحة ومباشرة ويسلط الضوء بقوة على مشتركات ظواهر الفساد التي تعيشها هذه المؤسسات في بلدان أخرى.
أثارت سيطرة طلبان السريعة على معظم ارجاء أفغانستان جملة من الأسئلة بشأن الانهيار او الاستسلام السريع للقوات المسلحة الأفغانية التي بلغ عديدها 307 آلاف مقاتل. وهذا الرقم مأخوذ من تقرير المفتشية العامة الأمريكية لإعادة إعمار أفغانستان (سيغار) الذي نشر في أواخر تموز. يقدر جوناثان شرودن من معهد البحوث العسكرية أن حوالي 180 ألف جندي كانوا جاهزين للقيام بمهام قتالية، واليوم أصبح واضحا ان الكثير من منتسبي الجيش والشرطة هم من “الفضائيين” المسجلين فقط في كشوفات الرواتب. وهذا الفساد لم يكن مخفيا، ولكن مراكز القرار لم تكن معنية ببناء قوات مسلحة مهنية ولاؤها للدولة.

عديد القوات المتحاربة
خصصت مبالغ هائلة لبناء القوات المسلحة الأفغانية، وفق صحيفة نيويورك تايمز، أنفقت الولايات المتحدة وحدها أكثر من 83 مليار دولار على الأسلحة والمعدات والتدريب للجيش الأفغاني. ومن هنا مفاجأة الانهيار السريع.
ويبقى عديد القوات الخاصة الأفغانية طي الكتمان. وبحسب المعلومات الواردة من الدوائر الأمنية، هناك 40 ألف جندي منها في الجيش، و8 آلاف في الشرطة و8 آلاف أخرى في المخابرات. ولم يعرف قط العدد الدقيق لمقاتلي طالبان. ولكن تقارير مجلس الأمن تشير الى أن طالبان تملك 55 – 85 ألف مقاتل. وبالتالي فان تفوقها الأخير لا يعود لأسباب عسكرية، او تفوق في التسليح. لقد شدد العديد من المراقبين على أن الجنود الأفغان يفتقرون إلى الروح المعنوية. وحتى الرئيس الأمريكي جو بايدن نفى قبل أيام قليلة مسؤوليته عن الكارثة العسكرية بالقول: ان “القادة السياسيين في أفغانستان استسلموا وفروا من البلاد”. و”لقد انهار الجيش الأفغاني، وأحيانا دون محاولة القتال. وإذا كان الأفغان لا يريدون الدفاع عن بلادهم بأنفسهم، فلماذا ينبغي على الأمريكيين القيام بذلك؟”.

الاستهانة بطالبان
تصريح الرئيس الأمريكي يقترب من النبرة العنصرية: الأفغاني لا يستطيع القتال لأنه شرقي وضعيف، إضافة إلى ذلك، فهو لا يفهم تكنولوجيا الأسلحة الغربية الحديثة. من المفيد توجيه سؤال الى الذين أشرفوا على تدريب الجنود الأفغان لسنوات عديدة على استخدام هذه التكنولوجيا، كيف نجح هؤلاء في دورات التدريب والتأهيل؟ ولماذا لم يلاحظ المعنيون طبيعة طلابهم؟
وقال المفتش العام الأمريكي لإعادة إعمار أفغانستان، جون سوبكو، إن قدرات الجيش الأفغاني تمت المبالغة فيها بلا حدود. وان الجيش الأمريكي يعلم ذلك. ووفقا لتقرير سوبكو الأخير إلى الكونغرس الأمريكي، فإن “أنظمة الأسلحة المتطورة والمركبات والخدمات اللوجستية المستخدمة في الجيوش الغربية كانت تفوق قدرات القوات المسلحة الأفغانية الأمية وضعيفة التدريب”. وقدر مركز مكافحة الإرهاب في الأكاديمية العسكرية الأمريكية في ويست بوينت، القوة الفعلية من القوات الأفغانية بحوالي 96 ألف جندي.
صحيح أن الروح المعنوية للقوات الحكومية لم تكن في أفضل حالاتها، حسبما أكد مدير شبكة محللي أفغانستان في كابول على ياور عديلي في تموز. وبانسحاب القوات الأمريكية، انهارت فجأة تكتيكاتهم الحربية المعروفة سابقًا. “قبل ذلك، كان بإمكانهم الاعتماد على الدعم الجوي لبلدان الناتو، وعلى الدعم اللوجستي من المتعاقدين الأمريكيين”، كل ذلك ذهب فجأة وكان على الجنود إدارة شؤونهم بأنفسهم.
بالمقابل، تمت الاستهانة بتكتيكات طالبان القتالية. لقد مرّ أكثر من 25 عاما منذ ظهور طالبان. ومنذ ذلك الحين، تعلموا الكثير، بما في ذلك استخدام التقنيات الالكترونية اليومية في الحرب، كالهواتف المحمولة.
بعد اعلان الرئيس الأمريكي الانسحاب، حققت طالبان نجاحا كبيرا في المناطق الريفية، وقطعت طرق الإمداد إلى القواعد العسكرية الأفغانية. وتجنبت في البداية احتلال المدن، حيث تم الدفاع عنها بقوة أكبر. في منتصف حزيران، بدأت القوات الأفغانية التخلي عن مواقعها، بعد ان فقدت الدعم الحكومي. وكانت تعاني من نفاد الطعام.
ومن المفيد الاشارة الى الهوّة في مستوى التعليم والتطور بين سكان المدن، والمناطق الريفية الشاسعة المحيطة بها، والتي يسكنها 80 في المائة من سكان البلاد. وإذا ما علمنا ان على الجنود الأفغان الدفاع عن نظام فاسد لا يشعرون تجاهه بالولاء مقابل قرابة 70 دولارا شهريا، فان استسلامهم ليس مفاجئا، الى جانب وحشية طالبان، وخصوصا تجاه الافراد المؤثرين وعوائلهم كالطيارين والقادة، الذين خيروهم بين الاستسلام وابادة العوائل.



#رشيد_غويلب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في فكر غرامشي السياسي
- قبل وبعد إعلان الإمارة الإسلامية أفغانستان / احداث متسارعة و ...
- الاتحاد الأوربي مشروع سلام ام اتحاد للحرب؟*
- في مواجهة عدوانية الأوساط اليمينية واللوبي الصهيوني / مؤتمر ...
- لاستفتاء العام خطوة أولى نحو تعزيز الديمقراطية / في المكسيك ...
- تمهيدا لتدخل أمريكي وقطع الطريق على التغيير / هل يقف رأسمالي ...
- في سلسلة حوارات منصة التنوير / فوزي عبد الرحيم عن الدولة الع ...
- مقاطعة الانتخابات وخلط الأوراق
- الكراهية ليست حاجة ولا ضرورة / تحديات تواجه الثورة الكوبية ف ...
- تكريسا لهيمنة اليمين عليه / قيادة حزب العمال البريطاني تقرر ...
- على أساس تفسير خاطئ ومستند إلى المصالح الضيقة / حرمان الشيوع ...
- بعد فشل اليمين في اثبات دعاوي التزوير / السلطات الانتخابية ت ...
- بين المصنع والبرلمان والشارع / السياسة الطبقية الثورية لروزا ...
- بعيدا عن خطاب الإعلام الرأسمالي / دفاعا عن الثورة الكوبية وم ...
- فشل التعويل على مراكز الهيمنة الدولية والأقليمية / في أفغانس ...
- عندما تكون دولة المؤسسات فاعلة / في ثلاث دول سلطة القانون تؤ ...
- على طريق تحقيق سلام عادل في الشرق الأوسط / خلفيات وتأثيرات ا ...
- لم يكن اندلاعها مفاجئا / قراءتان للحركات الاحتجاجية العالمية ...
- انتكاسة لليمين المتطرف في انتخابات المناطق والوحدات الإدارية ...
- في أقدم حزب سياسي في البلاد / تجديد شباب قيادة الحزب الشيوعي ...


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رشيد غويلب - لماذا انهار الجيش الأفغاني؟