أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رشيد غويلب - مقاطعة الانتخابات وخلط الأوراق















المزيد.....

مقاطعة الانتخابات وخلط الأوراق


رشيد غويلب

الحوار المتمدن-العدد: 6976 - 2021 / 8 / 2 - 20:51
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


إذا كانت المشاركة بالانتخابات حق وممارسة ديمقراطية، فان عدم المشاركة فيها، هي الأخرى حق وممارسة ديمقراطية. وعادة ما تلجأ قوى سياسية وحركات اجتماعية وشعبية إلى مقاطعة الانتخابات في البلدان التي تصل فيها محاولات تجاوز الأزمات إلى طريق مسدود. وتعمل القوى المهيمنة إلى افراغ الانتخابات كآلية سلمية ديمقراطية للمشاركة بالحكم وتداول السلطة من محتواها وتحويلها إلى غطاء لتأبيد النظام السائد، مستخدمة أساليب لم تعد خافية حتى على البعيدين عن الاهتمام بمجريات الصراع السياسي، مثل سن قوانين على مقاساتها، واحتكار المؤسسات المعنية بالشأن الانتخابي، والتخويف من خطر داهم كالإرهاب، خطاب التضليل الشعبوي دينيا كان أم قوميا، المال السياسي، والسلاح الموازي، كما هو الحال في والعراق، الذي سوف لن يكون البلد الأخير الذي يشهد اللجوء للمقاطعة. وبالتأكيد فان هذه المقاطعة لا تنحصر في حزب سياسي او حركة او تيار، وهذه التعددية تنتج بالضرورة تعددية في الرؤى والأسباب التي يعتمدها هذا الطرف او ذاك.

الانتخابات المبكرة التي فرضها منتفضو تشرين الابطال تشهد اتساع ظاهرة المقاطعة، التي بدأتها أحزاب صغيرة تنتمي إلى تيار الإسلام السياسي المهيمن على المشهد السياسي الرسمي، فكان انسحاب حزب الدعوة تنظيم العراق بزعامة عبد الكريم العنزي، وفي 9 أيار أعلن الحزب الشيوعي العراقي، على خلفية اغتيال الشهيد إيهاب الوزني، تعليق مشاركته في الانتخابات، ولاحقا أعلن الحزب قرار المقاطعة، ننتيجة لاستفتاء عام لتنظيماته، مثل ظاهرة ديمقراطية نوعية وغير مسبوقة بسعتها لا في الحزب فقط، بل في عموم الحياة الحزبية العراقية. وكذلك اعلان حزب "البيت الوطني" الخارج من معطف انتفاضة تشرين مقاطعته هو الآخر للسباق الانتخابي، ثم جاء اعلان السيد مقتدى الصدر انسحاب تياره من المشاركة في الانتخابات المبكرة. وتوالت الانسحابات لرموز تقليدية لعبت في السنوات الأولى من العملية السياسية دورا هاما فيها مثل الدكتور اياد علاوي، والدكتور صالح المطلك، والتحق الحزب الجمهوري لعاصم الجنابي بقاطرة المقاطعين، التي تنتظر ربما ملتحقين جدد.

والمتابع للمناقشات الجارية بشأن المشاركة او المقاطعة، وهي مناقشات يخضع الكثير منها للعبة الاثارة الاعلامية ومستوى الاعلام السائد، يجد ان منهجية القوى المنسحبة متباينة جدا، وعليه فان الأهداف المرجوة من المقاطعة ستكون بالضرورة متباينة هي الأخرى. وإذا تابعنا تفاصيل هذه المناقشات سنجد ان انسحاب حزب الدعوة تنظيم العراق، الذي لم يحظ باهتمام كبير من الاعلام، جاء لان هذا الحزب، ونتيجة لقانون الانتخابات النافذ، وفشل الحزب في دخول تحالف كبير يوفر له دورا حتى وان كان محدودا في البرلمان الجديد، ويبدو ان انسحابات المنبر العراقي برئاسة الدكتور اياد علاوي، وجبهة الحوار الوطني برئاسة الدكتور صالح المطلك جاءا لقناعتهما، ان أي نتيجة يمكنهما الحصول عليها، هذا ان حصلا على شيء، سوف لن توازي الدور الذي لعباه في العقد الأول من عمر النظام السياسي الحالي.

لقد تمتع انسحاب التيار الصدري بأهمية إعلامية وسياسية، مرتبطة بسعة التيار، ومشاركته الاساسية في جميع الحكومات الاتحادية والمحلية، فضلا عن قدراته الجماهيرية والعسكرية. ومعروف ان أسباب انسحاب التيار الصدري مختلفة وترتكز على عدة تكتيكات محتملة، منها مخاطر انخفاض عدد ما سيحصل عليه من مقاعد برلمانية، بسبب نظام الدوائر المتعددة، التي سوف لن تفلت من كماشته جميع القوى التي ستخوض الانتخابات، في حال اجرائها، وبالتالي صعوبة حصول التيار كما كان يسعى على رئاسة الوزراء، فضلا عن رفضه، كما يقول ممثلوه المشاركة في تدمير العراق، على خلفية تفجر صراع بين أطراف الإسلام السياسي الشيعي غير محسوب العواقب. وكذلك التغيير في التكتيكات الامريكية -الإيرانية في إطار الصراع الدائر بينهما، والذي يمثل العراق احدى ساحاته الرئيسة، وبالتالي يؤثر هذا التغيير على القوى المهيمنة على المشهد السياسي العراقي، ومنها التيار الصدري. وأيضا توظيف التيار الصدري سلاح المقاطعة للضغط على المنافسين، وهو امر يجعل احتمال عودة التيار مجددا للمشاركة بالانتخابات، امرا واردا، ولكن يبدو ان لدى التيار قناعة بعدم اجراء الانتخابات المبكرة اصلا.

اما مقاطعة الحزب الشيوعي والقوى التشرينية، واية قوى قد تقاطع من قوى معسكر التغيير الحقيقية، فتستند إلى مؤشرات المقاطعة الشعبية الواسعة، وإلى القناعة بعدم قدرة النظام السياسي الحالي على اصلاح نفسه، وان الانتخابات المقبلة، هذا ان أجريت، فسوف تعيد شرعية شكلية لنظام المحاصصة والفساد، ولم تأت بجديد، لان المطلوب تغيير النهج، أي تفكيك النظام السياسي الفاشل، وبما ان شروط تنظيم انتخابات عادلة ونزيهة غائبة، فان النتائج محسومة سلفا، وبالتالي فان الحديث عن التغيير عبر صناديق الاقتراع قضية مؤجلة. وعلى الرغم من ذلك لم يتعب الاعلاميون ومقدمو البرامج الحوارية من محاولة الربط بين انسحاب الشيوعيين والصدريين عملا بالإثارة الإعلامية حينا، ولتحجيم أهمية الموقف المتقدم الذي تبناه الشيوعيون.

ان ما أشرنا اليه لا يمنع جميع القوى المقاطعة من توظيف حقائق فشل الأداء الحكومي، والخراب الاجتماعي في خطابها السياسي والإعلامي. وان تبني موقف المقاطعة في الإطار السياسي العام سيكون على صعيد الشكل مشتركا، على الرغم من التباين الجوهري بين قوى المقاطعة التقليدية، صاحبة الأدوار المؤثرة منذ الانتخابات الأولى في عام 2005، وإلى الآن، وقوى التغيير التي تبنت المقاطعة، على أساس المتغيرات التي احدثتها انتفاضة تشرين الأول 2019 البطلة، وعلى أساس سعيها الجدي لتجاوز نظام المحاصصة ومنظومة الفساد. وطبيعي جدا ان تسعى القوى التقليدية المقاطعة إلى الحديث عن خيمة واحدة تضم المقاطين، لاحتواء الجميع ولتوسيع مساحة نجاحها كما ترى.

ومن هنا فان قوى التغيير مدعوة للحفاظ على المسافة بينها وبين القوى الاخرى، انطلاقا من كون المقاطعة بالنسبة لها تمثل مدخلا لعملية نضالية تعبوية على طريق تحقيق التغيير المنشود، وان هذه المسافة تحميها من عمليات التشكيك وعدم اليقين المرتبطة بتحليلات وتجارب سابقة اكدت الحياة انها غير منتجة وان اية مجاملة في هذا السياق سيكون لها تأثيرات سلبية على تعبة قوى التغيير.



#رشيد_غويلب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكراهية ليست حاجة ولا ضرورة / تحديات تواجه الثورة الكوبية ف ...
- تكريسا لهيمنة اليمين عليه / قيادة حزب العمال البريطاني تقرر ...
- على أساس تفسير خاطئ ومستند إلى المصالح الضيقة / حرمان الشيوع ...
- بعد فشل اليمين في اثبات دعاوي التزوير / السلطات الانتخابية ت ...
- بين المصنع والبرلمان والشارع / السياسة الطبقية الثورية لروزا ...
- بعيدا عن خطاب الإعلام الرأسمالي / دفاعا عن الثورة الكوبية وم ...
- فشل التعويل على مراكز الهيمنة الدولية والأقليمية / في أفغانس ...
- عندما تكون دولة المؤسسات فاعلة / في ثلاث دول سلطة القانون تؤ ...
- على طريق تحقيق سلام عادل في الشرق الأوسط / خلفيات وتأثيرات ا ...
- لم يكن اندلاعها مفاجئا / قراءتان للحركات الاحتجاجية العالمية ...
- انتكاسة لليمين المتطرف في انتخابات المناطق والوحدات الإدارية ...
- في أقدم حزب سياسي في البلاد / تجديد شباب قيادة الحزب الشيوعي ...
- عندما حل الإرهاب / قبل 80 عاما غزت ألمانيا النازية الاتحاد ا ...
- جورج لوكاش الكلاسيكي المثير للجدل في الفلسفة الماركسية
- حزب الشعوب الديمقراطي حمل الحكومة المسؤولية / تواصل الجرائم ...
- الاشتراكية تعني فيضا من الديمقراطية*
- أكد أن الرأسمالية تؤدي حتما الى عدم المساواة / بدائل توماس ب ...
- الكاتب العراقي رشيد غويلب: القواميس ليست بديلة عن حياة الشعو ...
- اليمين يحشد للطعن بالنتائج / بيرو.. مرشح اليسار يفوز في الان ...
- سلفادور أليندي وفكتور جارا والشهداء ينتصرون / تشيلي من الانت ...


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رشيد غويلب - مقاطعة الانتخابات وخلط الأوراق