أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زيد شحاثة - قطر.. من المجهر حتى طاولة الكبار














المزيد.....

قطر.. من المجهر حتى طاولة الكبار


زيد شحاثة

الحوار المتمدن-العدد: 7012 - 2021 / 9 / 7 - 11:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قطر.. من المجهر حتى طاولة الكبار.
تأخذ الدول مكانتها إعتمادا على عوامل عدة, منها قدراتها الإقتصادية والمالية أو قدراتها العسكرية والتسليحية, أو تقدمها التكنولوجي والصناعي, أو ثرواتها البشرية, أو قدراتها الزراعية والإنتاجية للثراوت الحيوانية وما شابه.. ولكن يستحيل أن تجد دولة تملك كل تلك العوامل مجتمعة معا, فيتم الإعتماد على بعض من تلك العوامل في تثبيت مكانة لها بين دول العالم, وبحسب الممكن والمتاح.
مكانة الدولة مهمة لها, لأنها تتيح لها أن تأخذ وضعا يحمي مصالحها, وأمنها من مختلف الجوانب, بل وربما يمكنها لأن تكون مؤثرة في شؤون الأخرين وأحداثهم وقضاياهم, محليا أو إقليميا.. ومنها يكون لها تأثير في قضايا وأحداث عالمية, وهؤلاء قلة من اللاعبون الكبار, من الذين يتحكمون بمصير العالم كله بطريقة أو بأخرى..
إمارة قطر دولة صغيرة المساحة, تقع في منطقة ساخنة وحافلة بالأحداث, لكنها وحتى قبل بضعة سنوات, كانت جزءا من منظومة دول الخليج, التي بطريقة أو بأخرى كانت تقودهم اختم الكبرى " السعودية" ولا يخرج عن توجهاتها أحد, بإستثناء مواقف مميزة للكويت وعمان, وفي بعض القضايا المحدودة فقط..
تلك الإمارة حباها الخالق بثروات كبيرة من النفط والغاز, أحسنت قيادتها إستثمارها داخليا وخارجيا.. فكانت الرفاهية والدخل الفردي المرتفع للمواطن القطري, والإستثمار والمساعدات والقروض, والدعم والتمويل لدول أخرى وفي مختلف مناطق العالم.. فصارت لقطر كلمة مسموعة, في القضية السورية وكذلك في التوسط لإطلاق سراح مختطفين في مناطق مختلفة من العالم, وأخرها دورها المحوري والمهم جدا, في أفغانستان, وما رافق الإنسحاب الأمريكي منها وحاجتهم للتوسط القطري, لدى حركة طالبان للوصول لإتفاق, يضمن خروجا أمنا لقوات التحالف من هناك..
تعرضت قطر لحصار خانق, خلال أزمتها مع السعودية ومجلس التعاون الخليجي ومصر, خلال السنوات القريبة الماضية, وكذلك شنت عليها حملة إعلامية شديدة, حتى وصفت في واحدة منها, بأنها " دولة مجهرية" لا ترى بالعين المجردة على الخارطة.. لكن ذكاء قادتها في التعامل مع الموقف, من خلال جمع دعم النقيضين, فكان الجسر الإيراني لتوفير بدائل لما كانت تستورده عن طريق دول الخليج من مواد وبضائع, والدعم الأمريكي السياسي والعسكري, الذي كان رادعا ومانعا, عما قيل أنه محاولة لتنفيذ إنقلاب في الإمارة, وربما غزو لم يتجاوز مرحلة التخطيط, وأكملت تامين موقفها, بقاعدة عسكرية تركية.. رغم أن لكل تلك المواقف أثمان دفعت وستدفع لاحقا..
بعد أن كانت قطر دولة ربما, تحتسب هامشية في مجلس التعاون الخليجي, ولا تخرج عن طوع كبار الخليج, صارت اليوم دولة تحتاجها أمريكا, قطب العالم الأقوى.. بل ولها علاقات متينة مع إيران, وهذا يعني بشكل ما تحييد أي خصومة, روسيا والصين وكل حلفاء إيران في المنطقة..
قد يقول قائل أن كثيرا من مواقفها, كانت داعمة للإخوان المسلمين ولكثير من المجموعات السلفية والجهادية المسلحة وأحتضنتهم, وقدمت لهم الدعم والتمويل وربما الحماية, وهؤلاء أرتكبوا الأخطاء والجرائم في مصر وسوريا والعراق, ورغم أن هذا الكلام صحيح في كثير منه.. لكن الإمارة كدولة تبحث عن مصالحها, من وجهة نظرها هي ورؤيتها للأمور, وتعطشها لأخذ مقعد على طاولة الكبار, وهذا لن يكون طريقا معبدا بالورود, ويتفق معه أو يقبله الكل..
بعيدا عن قبولنا لدورها وما قامت به, وكيفية تحليلنا لمواقفها وما نتج عنه, فإن الثابت ومما لا يمكن الإختلاف عليه, أن قطر دولة ذكية.. نجحت في تحويل الثروات التي تتملكها لإستثمار حقيقي, لا كنشاطات إقتصادية أو مالية فحسب, وهذا سيضمن لها أموالا لن تنتهي بإنتهاء ثرواتها الطبيعية.. لكنه أيضا منحها مكانة سياسية تفوق ما يمكنها تحقيقه, لو قيست بحجمها وعدد سكانها وإمكاناتها غير المالية.



#زيد_شحاثة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق.. وإنتخاباته القادمة
- العراق.. ودم المجاتيل
- ماذا بعد مواقع التواصل الإجتماعي!
- توزانات ما بعد حرب غزة
- من يحمي الوطن!
- لعبة زراعة.. اليأس
- متى يحترف ساستنا الهواة!
- ماذا بعد إغتيال محسن زادة؟
- الكرد وقانون الإقتراض..طعنة ام صفعة!
- ترامب.. وجه أمريكا القبيح
- العراق..هل نحن مقبلون على الفوضى الكبيرة؟!
- العراق مابعد الفوضى الحالية
- الفوضويون ودولتهم المزيفة
- بيئة ورجل.. وأفكار صالحة
- الطرف الثالث..المحتار
- حكايات عن العراق..والعراقيين
- هو فين السؤال؟
- ماذا سيكتب التاريخ عنا؟!
- أضحك لكي..لا تبكي
- خطوطنا الحمراء.. والخضراء أيضا


المزيد.....




- فيديو يظهر لحظة مداهمة فيضانات مفاجئة منزلًا في نيويورك.. شا ...
- آلاف الزوار يتدفقون لالتقاط الصور.. ومزارعون إيطاليون يردّون ...
- رغم تزايد الضغوط الدولية.. هل لا تزال إقامة دولة فلسطينية قا ...
- كيف تعرف سمات الشخصية التي تميل إلى الغش وخداع الآخرين؟
- هارين كين أم ساديو ماني .. حظوظ لويس دياز في بايرن؟
- هل رفض نيجيريا الاستسلام لترامب يؤشر على تدهور علاقات واشنطن ...
- مظاهرات -كسر الصمت-.. فلسطينيو 48 يرفضون حرب الإبادة والتجوي ...
- لوموند تكشف ضغوطا غير مسبوقة على الجنائية الدولية لحماية إسر ...
- إعلام إسرائيلي: العالم يرانا متوحشين وحماس ذكية وتلقننا درسا ...
- تعادل رحلة فرنسا إلى إيطاليا.. رصد أطول صاعقة برق بالعالم


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زيد شحاثة - قطر.. من المجهر حتى طاولة الكبار