أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - العراق بين الهواجس والمعضلات














المزيد.....

العراق بين الهواجس والمعضلات


عبد الخالق الفلاح

الحوار المتمدن-العدد: 7008 - 2021 / 9 / 3 - 20:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


==================
لازالت نفوس العراقيين تختلجها الكثير من الهموم الشائكة والمعاناة المشتركة بسبب الأوضاع الغير المستقرة والاستثنائية التي يمر بها هذا البلد على صعيد السياسة الهابطة والاقتصاد المنكسر، رغم ان المجتمع العراقي يعتبر من أكثر المجتمعات في المنطقة والعالم تأثيرا بسبب عمقه الحضاري والتاريخي والجغرافي، والذي بات علامة فارقة بين دول المجتمع الدولي لغياب أي تحول منطقي في المجتمع، في الوقت الحالي نظرا للأحداث الجسيمة التي عاشها شعبه بشكل مشترك مع بعض شعوب دول العالم واسوة بمختلف المجتمعات المتدنية مع الاسف.
تتباين أشكال الهواجس التي تشغل شرائح المجتمع العراقي، فمنها ازمات شائكة بالغة التعقيد، عجزت الحكومات المتناوبة في ايجاد حلول لها لانها لم تفكر بها اساساً واهتمت بالجوانب النفعية الخاصة بقياداتها وشخوصها وهي تتضاعف يوماً بعد يوم ، وأخرى يعتبرها البعض مفتعلة تضفي على تعقيدات المشهد الاجتماعي والسياسي معضلات ثقيلة مضاعفة جديدة مما سبب هجرة ملايين العراقيين إلى بلدان اخرى بسبب الظروف السياسية والأمنية والاقتصادية، والاضطرابات التي شهدها ويشهدها خلال العقود الخمسة الماضية شملت شريحة واسعة من الشباب وهم الأكثر تفكيرا باللجوء في ظل غياب واضح لحل المشاكل؛ لأنهم يبحثون عن حياة أفضل وبناء مستقبل لهم في ظل الفوضى التي تعيشها البلاد.
في العراق يعد إصلاح النظام الحزبي فيه مقدمة ضرورية لإصلاح العملية السياسية والانتخابية بحيث تنتج حكومة فاعلة وفعالة وبرلمان مستقر، لذلك ، من الضرورة إصلاح قانون الأحزاب السياسية الذي لا يقل أهمية عن إصلاح قانون الانتخابات ووجود العديد من الأحزاب العبثية لا يشير بالضرورة إلى عملية سياسية ناضجة و الجزء الأكبر منها هو أحزاب "موسمية" لا تمارس أي أدوار سياسية أو اجتماعية خلال الدورات الانتخابية ،وتنتهي بعد الانتخابات ، و تعكس حالة من التشوش والارتباك السياسي ، رغم ان للمواطنين الحق في الانضمام أو التبديل بين هذه الأحزاب بحرية ،في نفس الوقت لقد اعتادت الكتل السياسية على تشكيل حكومات توافقية من خلال تحالفات مختلفة ومتقاطعة في كثير من الأحيان.
تتجنب هذه الحكومات الائتلافية المتكونة من كتل مختلفة الصراعات التي من شأنها أن تعرض بقائها السياسي للخطر إذا كانت ستعارض إرادة الكتل السياسية الكبيرة من خلال تنفيذ أي إصلاحات جذرية حقيقية قد تضر بمصالحها.
لذلك ركزت معظم هذه الحكومات ، سواء عن طيب خاطر أو بدون رغبة ، على ملفات لا تؤثر على المصالح الأساسية للكتل السياسية الرئيسية - وبالتالي فإن أي إصلاحات لم يتم إنجازه إلا اذا كانت بعيدة كل البعد عن كونها جوهرية وأساسية للصالح العام بل فيها نفحات لصالح تلك الاحزاب والكتل ،أما الحديث عن الفساد فهو خيال يتحول الى اسطورة لا يتحملها العقل والمنطق والمتخيل، ليس معضلة سياسية أساسية فحسب، بل هو أكبر مسبب للمشاكل الأمنية التي يتوجب مواجهته.
من المعلوم أن ارتفاع مستوى الفساد في أي مجتمع هو انعكاس لغياب الحكم الصالح فيه، بمـا ينطـوي عليـه مـن عــدد مــن المقومــات التــي لــو تــوافرت فــي أي نظــام سياســي تجعــل مــن الفســاد ممارســة محــدودة ومــن هــذه المقومــات: العقلانيــة فــي اتخــاذ القــرارات وعلــى مســتوياته الأعلــى بشــكل خــاص، وتــوافر الشــفافية و المســائلة والمحاسبة، ولقضـاء أغـراض ماديـة خاصـة بأسـاليب ملتويـة، وعـدم تطبيـق المعـايير بسـبب الخضـوع لضـغوط معينـة،وغياب العلميـة فـي اختيـار المـوظفين ولا سـيما القيـاديين مـنهم، عـن طريـق اعتمـاد أسـلوب المحاصصـة والاعتبـارات السياسية، وعدم تفعيل مبدأ تكافؤ الفرص بين المواطنين، وتنازع السلطات، وضعف العمل الجماعي، وتفشي النزعــة الفرديــة فــي إدارة المؤسســات، وعــدم وضــوح الرؤيــة حــول إجــراءات التعــاون والتنســيق والتكامــل بــين المؤسسات الحكومية بشأن تقويض ظـواهر الفسـاد، والتغاضـي عـن معاقبـة كبـار المسـؤولين المتهمـين بالفسـاد أو سوء الإدارة واستغلال المنصـب الـذي أدى إلـى انهيـار منظومـة القـيم الأخلاقيـة، واسـتخفاف أفـراد المجتمـع بالقوانين النافذة في مختلف المجالات الحياتية والتنظيمية ، ويفرض على من يتابع حركة الفساد وحجمه وتداعياته تجاوز التعريف الحالي له في العراق في سيطرة مفاصل صنع القرار بالتحكم بالثروات الوطنية، ومن هنا في الكثير من الاحيان تكون الازمات بين أصحاب القرار والدولة العراقية بنيوية تتصل بفكرة عدم الانتماء إلى الوطن، مع ان هناك العديد من الجهات والمؤسسات الرسمية التي تعمل تحت يافطة مكافحة الفساد مثل هيئة النزاهة، ولجنة النزاهة في البرلمان، و ديوان الرقابة المالية، والمحاكم المختصة ولكن لم تتمكن من الافصاح عن هذه العوامل الفاسدة من الحيتان الكبيرة إلأ ما ندر من المستوى الادنى للمسؤولية و لم تتخذ أي منها خطوات نحو الأمام في ما يتعلق بمحاسبة الفاسدين وتقديمهم للقضاء واسترداد المال بشكل يطمئن الشعب من ان هناك فعلاً جهات تعمل جاهدة للقضاء على هذه الظاهرة.



#عبد_الخالق_الفلاح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسيون العراقيون وصوت العقل
- مؤتمر -التعاون والشراكة- ماله وما عليه
- العراقيون يتطلعون لدولة خادمة لهم
- الطارمية هل ستبقى تهديد للامن...؟
- سياسة الافغنة تدخل حيز التنفيذ
- العراق والمنطقة والتجربة الافغانية
- الانزلاق الخطير في افغانستان
- الاستقلالية في المفهوم
- االعراق....وترك الحبل على الغارب*
- ادارة النظام و المستقبل المبهم
- الانسحابات محاولات استعطافية
- باب الشيخ حافلة التاريخ ...ج25
- الاختلافات السياسية وحكايات الكوابح
- الأزمات والجراحات والتساؤلات
- الانتماء والولاء..وتنقية الخطابات
- استراتيجية بناء الدولة التكاملية
- الارتدادات من عوامل الضياع
- التجربة الغنائية بعد 14 تموز عام 1958
- فن السياسة الخطابية
- تفاقم الجراحات....القسم الثاني


المزيد.....




- مشهد مؤلم.. طفل في السابعة محاصر في غزة بعد غارة جوية إسرائي ...
- -رويترز-: مايك والتز أجبر على ترك منصبه
- -حادثة خطيرة- في غزة والجيش الإسرائيلي ينوي استخلاص الدروس م ...
- زاخاروفا تعلق على احتجاز مراسل RT في رومانيا وترد على شائعات ...
- تقارير إعلامية تفضح -كذب- نتنياهو بخصوص حرائق القدس
- أوكرانيا: نارٌ ودمار وإجلاءٌ للمدنيين إثر غارات روسية على مد ...
- حكمت الهجري يطالب بحماية دولية بعد اشتباكات صحنايا وريف السو ...
- المرصد يتحدث عن عشرات القتلى في اشتباكات -طائفية- بسوريا.. و ...
- إيران تعلن تأجيل جولة المفاوضات المقبلة بشأن برنامجها النووي ...
- في عيد العمال.. اشتباكات في إسطنبول ومغربيات يطالبن بالمساوا ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - العراق بين الهواجس والمعضلات