أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - فن السياسة الخطابية















المزيد.....

فن السياسة الخطابية


عبد الخالق الفلاح

الحوار المتمدن-العدد: 6956 - 2021 / 7 / 12 - 19:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


السياسة الخطابية
للأسف الشديد في أوقات كثيرة نستمع الى البعض من السياسيين وهم يتحدثون بدون أي هدف لتحديد الأمور التي يرادتحقيقها  لأنها تفتقر الى اسلوب المحادثة التي تقنع المخاطب والتي تتطلبه ثقافةخاصة  تجذب المستمع على ان لا تكون تحمل  أهداف صغيرة تخدم هدفاًمرحلياً وإن الواقع المعاصر يتطلب من العقلاء جميعاً أن يعززوا الخطاب الإيجابي فيمجتمعاتهم، ما يحفظ الاستقرار، ويصون السلم العالمي، وينزع فتيل التعصب والطائفيةوالتطرف ولا يحاول الخطيب من خلاله تسلق سلم الديمقراطية تارة، وسلم العلمانيةتارة، وسلم الليبرالية أخرى، وتلبس أقنعة دينية وترفع شعاراتها تارات أخرى، فمثل هذه الخطابات و المحادثات لا تعني للسامع من شيء  اذا لم تكن تحمل معنى ويتحملها العقل ونجاح أساليب الخطاب لا تبنى بالهوامش والعواطف ، ونوافذانتشاره وسيطرته، يمكن ان نلمسه من خلال شخص  درس أساليب الخطاب وفقهبالسياسة ويكون هوالسبيل للنجاح في جذب مئات الالاف من المتابعين على ان لا يكونعطفياً وبعيد عن الموضوعية وتشارك المواطن بصدق معاناته وحاجاته، ، ولن تنفع اذالم تكن تضر وستبقى حبراً على ورق و يحاول ويجرّب الإنسان الطموح لتطوير ذاتهبتدريب نفسه بنفسِه على التحدّث أمام الجمهور بطلاقةٍ وسحرٍ وجاذبيّةٍ بعد التعلمودراسة هذا الفن  وهذه القدرة تأتي من المعرفة والممارسة، كما أنّها تكونمَلَكة أو موهبة موجودة في الشخص وهو بدوره يطوّرها وينمّيها ، اما اذا فقد الخطيب هذه الخاصية  فلاشك سوف يكون فاشلاً،  والخطابة السياسية من أصعبفنون الخطابة؛ لأن حركات الأمة هي نتيجة مد وجزر يولده  سيطرة الأفراد ، أوالجمهور على الأفراد، فيتبع الخطيب هذه الأمواج آمرًا في القوم أو خاضعًالرغائبهم،  فلا هو واثق بالنجاح ، ولايائس منه كل اليأس.والخطابة تعرف "كلّ ما يشتمل على كلام أو كتابة يتمّ التفنّن بهالتغمر وجدان السامع،وعندما يُقال خَطَبَ الناس وفيهم وعليهم، أي ألقى عليهمخُطْبة، وخَطب خَطابة، أي أنّه صار خطيباً، أما ( الخَطَّاب ) فهي صيغة مبالغةوتدلّ على الشخص كثير الخُطبة، والخطيب هو حسن الخُطبة".يسعى البعض جاهدينعلى مدار يوم  حياتهم ليصنعوا لأنفسهم اسما ذا شأن من خلال الخطبة إلىالآخرين بهدف إقناعهم بفكرة أو رأيٍ معيّن ليساهم في كسب تأييدهم في هذا الرأيالمطروح او ذاك ،دون الاهتمام بالأصول التي يجب ان يسلكها، وقد أسست المجتمعات وانشئت معاهد لتطوير هذا الفن وإتقانه أقسام خاصة الخطابة وفن الإلقاء في المدارسوالجامعات تعلم الناس قواعد هذا الفن وكيفية الوصول إلى تحقيق الهدف بإقناعالمستمعين واستمالتهم. تعتبر الخطابة أثرًا من آثار الرقي الإنساني ومظهرًا منمظاهر التقدم الاجتماعي، ولهذا عُنِيَ بها كل الشعوب، واهتمت بها كل الأمم في كلزمانٍ ومكانٍ، واتخذتها أداةً لتوجيه الجماعات، وإصلاح المجتمعات وان مخاطبةالجمهور فن ومهارة تأتي بالفطرة مع الإنسان ويمكن تعلُّمها بالتدريب المستمر، والجديربالذكر أنَّ مخاطبة الناس لإقناعهم هو أحد أقدم الفنون، إننا نعيش في عصر الانفتاح الإعلامي الذي أدى إلى انفتاح اجتماعيوفكري عريضين ، وأصبحت قوة الخطاب وجاذبيته والتزامه بالمنهجية العلمية من أهـمأدوات التأثير الفكري وقد تطوَّر مع تطوُّر قدرات الإنسان وتطوُّرالعصور إلى أنتحول في عصرنا الحالي إلى علمٍ قائمٍ بحد ذاته، ولها اهمية فنية في مخاطبة الجمهور. الخطابة هي عملية أو فعل إلقاء أمام جمهور بشكل مباشر. ويُفهم إلقاء الخطب أمامالجمهور عموما على أنه أمر رسمي، يكون وجهاً لوجه أمام الجمهور يخاطب فيه شخص واحدمجموعة من المستمعين. كان فن الخطابة يشكل جزءا من فن الإقناع وفن إيصال المطلب . ويمكن توظيف الخطابة في تحقيق أغراض خاصة، كالأخبار والإقناعوالتسلية.كما يمكن أيضا استخدام أساليب وطرق وقواعد مختلفة حسب سياق الخطاب و فلمتعد هناك حدود لدى الشباب، إذ أصبح يقرأ كل شىء، ويؤمن بأى شىء، ويحتقر أىاتجاهات. ومع كونه فى مرحلة بدائية فى الثقافة، إلا أنه سرعان ما يتبنى بعضالاتجاهات المعاصرة: فهناك من تستهويه أفكار معينة وتؤثر فيه  قبول ما هويعتقده، ويرفض ما هو الاخر والشباب اليوم يختار طريقه بنفسه، غير متأثربالقوىالظاهرة أو الخفية ،و يمكن تقسيم مهارات الخطابة الى ثلاثة اقسام، حيث يعدّ فنالخطابة أحد أهم الفنون التي تقدم المعلومات للناس ، تهدف إقناعهم كلامياًاوكتابياً، وهو فن يشمل تقديم كلام او كتابة بأسلوب فني يغمر وجدان السامع، و قوةتنطوي على القدرة في إقناع الناس وهي نوع من أنواع المحادثات التي ترتبط بشكل وثيقمع الجمهور، وتتأثر وتؤثر بهِ، فهو فن يقوم بمخاطبة الجمهور لكي يؤثر فيهم ويعمل على استمالتهم، ويستخدم وسيلة التحدث شفهياً مع المستمعين بشكل أساسي.انالمتحدث دون ان يعتني بما يصدر عنه اعتناءاً شديداً ،او يختار عباراته انتقاءاًدقيقاً ، ويحرص حرصاً كبيراً على أن يخرج كلامه بدقة وإتقان فلا يكون مقبولا دونان ينفع سامعيه ويسد - قدر الطاقة لديه – في غلق منافذ الخطأ ، ومع ذلك كله لنيسلم أحد من الخطأ مهما بلغ حرصه ، و المتحدث الذي يملك الجرأة والشجاعة على مراجعةأقوال ، يوضح ما استشكله الناس عليه ، ويعترف بخطئه إن كان ثمة خطأ . لاشك انالكلمة سلاح ذو حدين، يمكن أن تبني أوطاناً، وتخلق إنجازاً، وتنشر خيراً وتسامحاًواستقراراً، ويمكن أن تهدم وتدمر وتضر، والخطاب الإيجابي من أهم خصائصه أن يسعىلتحقيق المصالح والمنافع للبشر، وجلب السعادة لهم، في أنفسهم وأسرهم ومجتمعاتهموأوطانهم، وفي علاقاتهم بالمجتمع الإنساني، فكل ما ينافي ذلك مما يجلب المفاسدوالأضرار فهو خطاب سلبي، وهذه النظرة الاستشرافية، التي تدرس مآلات الأمورونتائجها وتُمعن في عواقبها ذات أهمية كبرى، وهي تساعد صُناع الفكر على اختيارالخطاب المناسب، الذي يعزز الإيجابيات ويعالج السلبيات،ومن الخطابات السلبيةالخطاب الاستفزازي المنفلت البعيد عن الأسس العلمية والقواعد والمسلمات ، وخطورتهتكمن في تهديم الأمن، وضرب نسيج المجتمع من الداخل، وخلق ردود فعلية منفلتة وخطيرةعلى الفرد والمجتمع، إذ لكل فعل منفلت ردة فعل منفلت مثله.عبد الخالق الفلاح



#عبد_الخالق_الفلاح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفاقم الجراحات....القسم الثاني
- السياسي الفيلي .. الوعي والإدراك بالمسؤولية
- الإيهام
- الكذبة النكراء في حل أزمة الكهرباء
- غربة الحقيقة
- وعورة الطريق والعلاقات المشبوهة
- الحقيقة ...في استرداد الاموال المنهوبة
- باب الشيخ حافلة التاريخ ..ج24
- باب الشيخ حافلة التاريخ...ج23
- باب الشيخ حافلة التاريخ...ج22
- باب الشيخ حافلة التاريخ ..ج 21
- باب الشيخ حافلة بالتاريخ...ج20
- باب الشيخ حافلة التاريخ ج19...
- باب الشيخ حافلة التاريخ ...ج18
- باب الشيخ الحافلة بالتاريخ ج 17
- باب الشيخ حافلة التاريخ ...ج 16
- باب الشيخ حافلة بالتاريخ...ج 15
- باب الشيخ حافلة بالتاريخ...ج 13
- باب الشيخ حافلة بالتاريخ ...ج12
- باب الشيخ حافلة بالتاريخ ...ج11


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - فن السياسة الخطابية