أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناهد بدوي - عودة الأيديولوجية القديمة














المزيد.....

عودة الأيديولوجية القديمة


ناهد بدوي

الحوار المتمدن-العدد: 1645 - 2006 / 8 / 17 - 11:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التواطؤ العالمي الحاصل منذ بدأت الهجمات الوحشية على لبنان يذكر بالتواطؤ العالمي الذي حصل في عام 48 لزرع هذا الداء المسمى بالدولة الصهيونية في جسم منطقتنا. والايدولوجيا التي ترافقت معها. حيث كان العالم يصفق لبناء دولة حضارية في وسط الهمج.
عادت هذه الأيدلوجية في القرن الواحد والعشرين، ولكن هذه المرة بطبعة أمريكية، حيث جاءت الولايات المتحدة شخصيا إلى الشرق الأوسط لكي تحمل الديمقراطية والحضارة إلى سكان هذه المنطقة الهمج.
وقد حرصت وسائل الإعلام الأمريكية على نقل الصور التي تظهر إنسان هذه المنطقة وهو يحمل سكيناً ويقطع رؤوس الصحفيين والرهائن.
اذن تلاقت المعركة ضد الإرهاب، والإرهاب طبعا خرج من منطقتنا، مع الدعاية الصهيونية التي تقول أنها واحة الحضارة والإنسانية في وسط الإرهابيين. واستثمر خوف الشعوب الغربية من الإرهاب للنهاية في تبرير حرب اسرائيل الوحشية. فهي لا تقاتل شعوب المنطقة بل تقاتل حماس "الارهابية" في فلسطين وحزب الله "الارهابي" في لبنان. وبذلك تكون جزءاً من الحرب المقدسة على الارهاب فتختفي وراء ذلك طبيعتها العنصرية ومشروعها الاستعماري.
في مقالة لمحمد علي الأتاسي يقول "إن وجود لبنان متقدم ومزدهر ( ولو مسالم) يشكل في حد ذاته نفياً لأحد دعائم الإيديولوجية التي تقوم عليها الدولة العبرية. فهذه الدولة قامت منذ البداية على فكرة كاذبة مفادها أنها جزيرة للحضارة والتقدم في بحر من التخلف والهمجية. وقد جهدت هذه الدولة بقوة الحديد والنار، وعلى مدى نصف قرن، من أجل أن يشبه العرب الصورة الكاذبة التي رسمتها لهم".
حقا، إن وجود لبنان متقدم ومزدهر وسوريا مدنية وديمقراطية و عراق قوي ومتطور علميا، كل ذلك تعتبر مهددات وجودية للمشروع الصهيوني. لأنه يعتمد على مفهوم التفوق العنصري وهذا يتطلب دائما تدمير كل مقومات الحضارة وتقوية كل مقومات الهجمية في المنطقة. وهذا مايحصل الآن بقصف لبنان وتدمير بنيته التحتية، مثلما دُمرت من قبل البنية التحتية للسلطة الفلسطينية في العام 2000 لأنها كانت قد بدأت بالظهور ككيان مدني حديث على خاصرتها، رغم كل ملاحظاتنا عليها آنذاك. وكذلك إصرارها على الحفاظ على الدكتاتوريات في سورية ومصر ومساهمتها مع راعيتها الولايات المتحدة في تدمير أي احتمال لقيام عراق موحد مدني حديث.
ان حربا مستمرة ستون سنه تقريبا لايمكن إلا أن تكون دليلا على عجز هذا الكيان المزروع في المنطقة عن الحياة والتعايش. مثلما يدل على خطل الأيدلوجية التي تأسست هذه الدولة عليها، وشن الحروب تحت ذرائع شتى لايمكن أن يخفي هذه الحقيقة. وقد تنوعت وتلونت أسماء وسمات المقاومة التي تتالت في مواجهة هذا المشروع الاستيطاني عبر هذه السنين، وسواء كان اسم المقاومة منظمة التحرير الفلسطينية أم المقاومة اللبنانية أم حزب الله فإن مشروعية المقاومة كانت تأتي دائما من غياب مشروعية الكيان الصهيوني كفكرة وايديولوجية ووجود.
ورغم أني أكره الفكر التآمري الواضح فقد تناوبني الشك حول القصة الغبية التي سمعناها عن إفشال العملية الإرهابية الأخيرة في لندن بدون أي دلائل. لأنها تأتي في سياق تبرير هذه الحرب الوحشية على لبنان وإضفاء شرعية ما على فعل غير مشروع.
يتكرر في بلادنا منذ ستين سنة تقريباً مصطلح "صراع وجود" في وصف صراعنا مع المشروع الصهيوني لكنه لم يكن يوماً واضحاً وصريحاً كما هو اليوم.



#ناهد_بدوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا مثلكم موجوعة، وأشعر باليتم
- نساء ممنوعات من السفر ونساء مسرحات من العمل
- القمع التافه
- لماذا تأخر الشرق الأوسط عن الديمقراطية
- الصحافة الصفراء ومعهد آسبن في باريس
- تمرد لغوي عودة تاء التأنيث
- رسالة قصيرة إلى زياد رحباني
- تراث طمس الاختلاف العلم السوري وإعلان دمشق
- لا..للعقائد التي تقتل التنوع والأطفال - فيلم السقوط
- اقتصاد سوق اجتماعي بدون تعاقد اجتماعي
- العلمانيون المؤمنون والعلمانية بمعناها الواسع
- لن يكون دستورا ديمقراطيا إذا لم توافق عليه النساء الديمقراطي ...
- نــــــــــداء إلى جميع المنظمات النسائية
- خلاف في الأقبية!! على مفهوم الوطنية الذي لا يتجزأ
- ممنوع الحوار الديمقراطي مشهد -سوريالي- أمام المنتدى
- نزار قباني يعتذر من شبيهته، بيروت!
- الهدف: تفريق اعتصام الوسيلة: تحريض -مدنيين- على العنف
- نداء للمشاركة من التجمع العالمي المناهض للحرب
- المنتدى الاجتماعي العالمي الخامس ممنوع دخول السوريين!
- وثيقة المنتدى العالمي للإصلاح الزراعي


المزيد.....




- قتلى وجرحى جراء غارات إسرائيلية على سجن إوين في محافظة طهران ...
- مكتب نتنياهو يعلن قصف موقع رادار بإيران بعد سريان وقف إطلاق ...
- ماذا دار بين أمير قطر ورئيس إيران بأول اتصال بعد الهجوم الصا ...
- ماذا حدث بين إسرائيل وإيران بعد دخول وقف إطلاق النار حيز الت ...
- كيف طورت إيران برنامجها النووي؟
- تفوّق جوي مقابل تكتيك صاروخي: حرب إيران وإسرائيل تكتب معادلت ...
- تعطّل القطارات يثير شبهات التخريب قبيل قمة الناتو في هولندا ...
- إيران تؤكد احترام وقف إطلاق النار إذا قامت إسرائيل بالمثل
- ترامب ينتقد إسرائيل بسبب هجماتها على إيران بعد وقف إطلاق الن ...
- امتعاض في إسرائيل بعد انتقادات ترامب


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناهد بدوي - عودة الأيديولوجية القديمة