أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ناهد بدوي - خلاف في الأقبية!! على مفهوم الوطنية الذي لا يتجزأ














المزيد.....

خلاف في الأقبية!! على مفهوم الوطنية الذي لا يتجزأ


ناهد بدوي

الحوار المتمدن-العدد: 1254 - 2005 / 7 / 10 - 23:29
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في الاعتقال الأخير لمجلس إدارة منتدى جمال الأتاسي للحوار الديمقراطي تم التحقيق معي كعضو في هذا المجلس. بدأ فيه الضابط المسؤول التحقيق وهو يحمل باليد اليمنى مسطرة تشبه مساطر المعلمين في المدارس الابتدائية، يضرب فيها اليد الأخرى بتواتر رتيب وبشكل دائم أثناء التحقيق. ويتكلم بلغة من العصور الوسطى لا تتناسب مع هذا العصر ولا مع طبيعة المحقَّّق معهم الذين هم من المثقفين. إحدى الجمل التي قالها لي "كيف تتكلمين بهذه الطريقة وأنت "مَرَة ؟؟؟". ومعروف أن كلمة "مَرَة" في بلدنا توجه كإهانة من قبل المتخلفين. وأجبته لا بل أنا امرأة مواطنة.
ثم حصل خلاف مع هذا الضابط وبقية المحققين حول مفهوم الوطنية، على الشكل التالي: كنت أدافع عن حق المنتدى بإقامة الحوار الديمقراطي وعن طبيعته كمنتدى بأنه يقف على مسافة واحدة من كافة القوى الوطنية باعتباره فضاء للحوار الديمقراطي، هنا وكما هي العادة في هذه الأيام ما أن تتلفظ بكلمة ديمقراطية حتى يهاجمك أساطنة النظام بأنك عميل لأمريكا ويتبعها بتهمة العمالة لإسرائيل. وأنا هنا لم أدافع عن وطنيتي لأنها غير قابلة للنقاش أصلاً. الذي فعلته هو أني عرضت مفهومي للوطنية وقلت الذي أعرفه أن مفهوم الوطنية لا يتجزأ. عندما تخرجت كمهندسة وعملت في مؤسسات الدولة عملت بإخلاص لوطني ورفضت الدخول في دوائر الفساد ولم أرتشي، وهذا دليل أنه ليس لي سعر، وبالتالي لا يستطيع أحد شرائي، لا إسرائيل ولا أمريكا ولا أي جهة كانت. أما الذي يختلس ويرتشي فهو معرض للخضوع للعمالة بسهولة وقابل للشراء من أي جهة كانت، إذن الوطنية لا تتجزأ بين الداخل والخارج. ومفهوم الوطنية والوطن يتضمن الدفاع عن ثرواته تماماً كما يتضمن الدفاع عن حدوده الجغرافية. هنا شعرت أن الجو تكهرب على نحو ملفت، وأصبحت أتهم بأنني استفزازية. وعندما سألتهم لماذا تقولون عني استفزازية أجابوني بأني اتهمتهم بالعمالة لإسرائيل قلت لهم كيف؟ على العكس هذه كانت تهمتكم لي، وأنا لم أتكلم عن أحد منكم، وإنما عرضت رأيي بالوطنية بشكل عام!!.
ثم طلب مني كتابة إفادتي فرفضت قائلة لن أكتب شيئا. طبعا هُدِّدت مثل غيري بالتحويل إلى محكمة أمن الدولة، ولكن المسؤول عن التحقيق أصبح يهددني كلما رآني بإبعاد زوجي باعتباره فلسطيني يحمل الجنسية الأردنية. فقلت له أنه من فضائل حزب البعث أن المواطن العربي يشعر أنه في بلده في سورية وهذا هو الشئ الوحيد الذي بقي الحزب فيها مخلصاً حقاً للمبادئ القومية البعثية فلماذا تريد مصادرة حتى هذه الايجابية؟؟ ثم أن زوجي هو كاتب وصحفي معروف وهو يعيش في سورية منذ خمس وعشرون سنة ومتزوج من سورية و لو كان ساكناً في أي بلد في العالم لكان حصل على الجنسية، بأي منطق ستقوم بإبعاده؟.
بعدها بدأت المفاوضات معنا من أجل تقديم اعتذار واعتراف بالخطأ مقابل الإفراج عنا. طبعاُ رفضنا جميعا ذلك وكان هناك إجماع بيننا على حق المنتدى في إقامة الحوار. وكانوا يجمعوننا في باحة التنفس كي نتشاور. جلسنا جلستان واتفقنا أن تكون الثانية هي الجلسة الأخيرة ولكنا دعينا إلى جلسة ثالثة عندها رفضت الحضور في هذه الجلسة وبقيت في غرفتي. وفيما بعد خرجت دون أن أوقع على أي شئ.
في اليوم الثاني تم الإفراج عنا جميعا ولكني شعرت أن عقوبتنا لم تنته. فعلا وفورا بدأت الاستدعاءات الأمنية لأعضاء من مجلس الإدارة ومن الهيئة العامة للمنتدى لتحذيرنا من عقد الندوة الشهرية وتهديد رئيسة المنتدى شخصيا بالاعتقال. وأتبعت في الشهر التالي بمنع رواد المنتدى من الوصول إليه. كما عُرف فيما بعد بمنع زوجي سلامة كيلة من الدخول إلى سورية. وسلامة كيلة هو ناشط أيضا، وعضو الهيئة العامة في منتدى الأتاسي. وقد تم اختياره في اللجنة المؤقتة لإدراة المنتدى التي تشكلت أثناء اعتقالنا. وهكذا تكون الأجهزة الأمنية أصابت عصفورين بحجر واحد.
ناهد بدوية- عضو إدارة منتدى جمال الأتاسي للحوار الديمقراطي



#ناهد_بدوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ممنوع الحوار الديمقراطي مشهد -سوريالي- أمام المنتدى
- نزار قباني يعتذر من شبيهته، بيروت!
- الهدف: تفريق اعتصام الوسيلة: تحريض -مدنيين- على العنف
- نداء للمشاركة من التجمع العالمي المناهض للحرب
- المنتدى الاجتماعي العالمي الخامس ممنوع دخول السوريين!
- وثيقة المنتدى العالمي للإصلاح الزراعي
- هواء الحرية الثقيل
- ماذا فعلنا بهذا البلد
- العاصفة رفع قانون الطوارئ في حالة الطوارئ فقط!!!
- الباب الأخير
- المرسوم رقم 6 نكث صريح‏ للعقد مع طلاب الهندسة
- عبد الرحمن منيف أيها الشرق الأوسط وداعاً
- هنيئا لك أيتها المرأة المحجبة في فرنسا
- لنغفر ليوسف إدريس قسوته علينا
- الجدار العازل في فلسطين في عصر انهيار الجدران!!؟
- منبر يساري حر في زمن ندرت فيه المنابر اليسارية الحرة والمنفت ...
- اعتذار من نزار قباني
- سياحة في العيون الحرة
- الخيارات الاقتصادية في سورية والحركة النقابية الحقيقية
- المنطقة العربية بين مطرقة املاءات دافوس وسندان التأخر والركو ...


المزيد.....




- رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر ...
- إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي ...
- مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي ...
- بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس ...
- مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
- السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد ...
- الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال ...
- إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
- ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن ...
- أمير قطر يصل إلى نيبال


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ناهد بدوي - خلاف في الأقبية!! على مفهوم الوطنية الذي لا يتجزأ