أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناهد بدوي - عبد الرحمن منيف أيها الشرق الأوسط وداعاً














المزيد.....

عبد الرحمن منيف أيها الشرق الأوسط وداعاً


ناهد بدوي

الحوار المتمدن-العدد: 726 - 2004 / 1 / 27 - 05:18
المحور: الادب والفن
    


في زمن شرق المتوسط الرواية، في زمن الصمت والتواطؤ الداخلي والخارجي على الإنسان في شرق المتوسط المكان، قرأت هذه الرواية للكاتب السوري عبد الرحمن منيف. نعم كنت أظن أنه سوري الأصل وأنا طالبة الجامعة التي خرجت من المدرسة للتو، وتحاول فهم هذه ماذا يحصل خارج البيت والمدرسة.
هكذا كان عبد الرحمن منيف ملتبسا في انتماءاته الحدودية الضيقة. كان الفلسطيني يظنه فلسطينيا والعراقي يظنه عراقيا، والسعودي سعوديا، والأردني أردنيا، واللبناني لبنانياً. والغريب أنه كان كل ذلك ولم يكن في نفس الوقت، لأنه كان إنسانا حقيقيا رائداً في انتماءه لهذه البلاد كلها في زمن لم تحسن السلطات فيها ولا الحركة الوطنية السياسية المعارضة ولا الكثير من المثقفين الانتماء فعلا إليها. هذه البلاد التي بدأ فيها التاريخ ثم غادرها ولم يعد. لم يكن عبد الرحمن منيف ينتمي إلى هذا التاريخ القديم، ولا إلى هذه الأرض بصخورها وجبالها، بل كان ينتمي إلى البشر الراهنين الذين كان يعيش بينهم ومعهم.
أول مرة سمعت بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان كان منه. فهو لم يجد عنده كلاما أبلغ من سبع مواد من الإعلان. تبدأ المادة الأولى منها "يولد جميع الناس متساويين في الكرامة والحقوق،...." كي تكون مقدمة روايته الموجعة "شرق المتوسط" والتي تدافع بشراسة عن الإنسان في كل حالاته، في قمة نضاله كما في سقوطه. ولم يضف على هذه المواد كلمة واحدة بل ألحقها بقسَم على لسان الشاعر نيرودا:
 "لتلمس جفوني كل هذا .. حتى تعرفها
حتى تتجرح
وليحتفظ دمي بنكهة الظل الذي
لا يستطيع السماح بالنسيان"
هكذا أقسم عبد الرحمن منيف في تعقيبه على تلك المواد من ذاك الإعلان ، وهكذا عاش. ليبقى الدفاع عن الإنسان ظله الذي لا يفارقه. وكان الزمن آنذاك مازال يحمل من الأحلام بقية. وكانت في شرق المتوسط آنذاك ماتزال روح متمردة هائمة تبحث عن بصيص أمل وأفق. وكان منيف يأمل من هذا الظل الذي يرافقه وهذا الصليب الذي يحمله على ظهره أن يساهم في التغير و"أن يدفع الأمور إلى نهاياتها.. لعل شيئا بعد ذلك يقع" على طريقة رجب بطل روايته. ولعل الفرح يزور "الشاطئ الشرقي للمتوسط". ذلك لأن "الفرح بالنسبة للشعب السجين طائر مهاجر.. حتى الجلادون لا أظن أنهم قادرون على الفرح"  .
وفي "شرق المتوسط مرة أخرى" الرواية، وفي الزمن الذي كان السواد فيه لا يسمح حتى إشعال شمعة صغيرة في شرق المتوسط المكان، ظل عبد الرحمن منيف يحمل مصباح ديوجين ويتجول في عمق وروح هذه البلاد. يقاتل هذه المرة بالحد الأدنى، أو لنقل بالخطوة الضرورية  قبل القيام بأي فعل، الحد الأدنى الذي أعلن عنه في مقدمة الرواية أيضا، ولم يكتبها هو وإنما استنطق بطل "رواية الأمل" القائل "أفضل ما يفعله الإنسان أن يحيل أوسع تجربة ممكنة للوعي".
أما في الزمن الراهن عندما مات شرق المتوسط، وكي تكتمل دائرة المنطق، رحل عبد الرحمن منيف بكل أنانية عنا، وتركنا مذهولين من رحيل الاثنين.



#ناهد_بدوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هنيئا لك أيتها المرأة المحجبة في فرنسا
- لنغفر ليوسف إدريس قسوته علينا
- الجدار العازل في فلسطين في عصر انهيار الجدران!!؟
- منبر يساري حر في زمن ندرت فيه المنابر اليسارية الحرة والمنفت ...
- اعتذار من نزار قباني
- سياحة في العيون الحرة
- الخيارات الاقتصادية في سورية والحركة النقابية الحقيقية
- المنطقة العربية بين مطرقة املاءات دافوس وسندان التأخر والركو ...
- الديمقراطية حاجة موضوعية في بلادنا مخاطر للاحتلال الأمريكي ع ...
- الشباب ضمير البشرية في مناهضة العولمة والحرب
- هل يرى السوريون ضرورة مناهضة العولمة ؟


المزيد.....




- كيف نجح فيلم -فانتاستيك فور- في إعادة عالم -مارفل- إلى سكة ا ...
- مهرجان تورونتو يتراجع عن استبعاد فيلم إسرائيلي حول هجوم 7 أك ...
- بين رواندا وكمبوديا وغزة.. 4 أفلام عالمية وثقت المجاعة والحص ...
- المعمار الصحراوي.. هوية بصرية تروي ذاكرة المغرب العميق
- خطه بالمعتقل.. أسير فلسطيني محرر يشهر -مصحف الحفاظ- بمعرض إس ...
- موعد نزال حمزة شيماييف ضد دو بليسيس في فنون القتال المختلطة ...
- من السجن إلى رفض جائزة الدولة… سيرة الأديب المتمرّد صنع الله ...
- مثقفون مغاربة يطلقون صرخة تضامن ضد تجويع غزة وتهجير أهاليها ...
- مركز جينوفيت يحتفل بتخريج دورة اللغة العبرية – المصطلحات الط ...
- -وقائع سنوات الجمر- الذي وثّق كفاح الجزائريين من أجل الحرية ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناهد بدوي - عبد الرحمن منيف أيها الشرق الأوسط وداعاً