أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم المظفر - لا تلدغ روسيا من جحر أفغانستان مرتين















المزيد.....

لا تلدغ روسيا من جحر أفغانستان مرتين


كريم المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 7001 - 2021 / 8 / 27 - 03:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقاءه بعدد من قادة حزب روسيا الموحدة والتي أكد فيها ، أن موسكو تتابع من كثب تطورات الأوضاع في أفغانستان لكنها لا تنوي الانجرار إلى "نزاع الجميع ضد الجميع" ، والإشارة الى إن النزاع في أفغانستان يستمر منذ عدة عقود ، وانه "كان للاتحاد السوفييتي خبرة للوجود في هذه البلاد. ونحن تعلمنا الدروس الضرورية" ، كانت بمثابة رسائل عديدة الى أولئك الذين يريدون توريط روسيا وجرها الى النزاع في أفغانستان من جديدة .
وكما هو معروف الان فأن أفغانستان تمر اليوم بأوضاع صعبة ومقلقة، وان روسيا من كثب هذه التطورات من خلال التعاون المكثف مع شركائها في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وشدد الرئيس بوتين على ان بلاده لا تنوي التدخل في الشؤون الداخلية لأفغانستان، واعتبر أن بعض الدول ستحاول تصعيد النزاع في أفغانستان لينتشر خارج حدودها وهذا سيمثل تهديدا مباشرا لأمن روسيا.
وفي الحالة هذه، دعا الرئيس الروسي شعبه للتوحد ورص الصفوف لمواجهة التحديات التي تعصف ببلاده في هذه المرحلة، وإن روسيا تتلك القدرات الدفاعية الفعالة، والتأكد أن الإجراءات المنسقة لجميع السلطات مهمة للغاية أيضًا، وطالب الحكومة ووزارة الخارجية وهياكل السلطة، إلى جانب البرلمانيين، تعزيز العمل في جميع المجالات الرئيسية لضمان أمن البلاد والمواطنين، بشكل موثوق من تهديد الإرهاب الدولي.
وللتذكير ، فإنه لم يمض وقت طويل ، على ما جرى في شمال القوقاز الروسي ، الذي شهد عمليات عسكرية بتشكيلات كبيرة من قطاع الطرق من الإرهابيين الدوليين ، ولو لم تهزمهم روسيا ، ولو لم يقم سكان داغستان والشيشان وغيرهما من الجمهوريات لمحاربة هذا الشر ، لكانت الأهوال التي تحدث في أفغانستان اليوم ستستمر على الأرض ، وأشار الرئيس بوتين إلى أن روسيا كانت الدولة الوحيدة التي هزمت الجماعات الإرهابية للإسلاميين وقطاع الطرق التابعين لهم تحت الأرض ، واليوم يمكن للجماعات الإرهابية التي لجأت إلى أفغانستان أن تستغل الفوضى التي خلفها اللاعبون الغربيون وراءهم.
وفي الذاكرة التاريخية للشعب الروسي ، ترتبط أفغانستان بحرب 1979-1989 والخسائر التي أظلمت السنوات الأخيرة من وجود الاتحاد السوفياتي ، ويعتقد الكثيرون أيضًا أن هذه الأحداث كانت من نواح كثيرة أحد العوامل التي أدت إلى انهيار السوفييت ، واليوم ، تكتب الصحافة الأجنبية أكثر فأكثر عن أن روسيا تستطيع أن تلعب أحد الأدوار الحاسمة في التسوية الأفغانية وستقوم بذلك ، ولكن السؤال هو لماذا تحتاج موسكو للمشاركة في هذه العملية الصعبة ، وهل لها فوائد ؟ ، مع الأخذ بعين الاعتبار الارتباطات الصعبة التي تظهر في ذاكرة أي روسي عند كلمة "أفغانستان"؟ أليس الأفضل محاولة تجاهل وجود هذه الدولة وتقليل ذكرها في الفضاء الإعلامي؟
لقد أثرت المشاكل المتعلقة بأفغانستان أيضًا على روسيا في مطلع الألفية ، وكان للجناح الأكثر تطرفا في شمال القوقاز علاقات وثيقة مع طالبان من خلال القاعدة ، وقام الأخير بدور نشط في حربين شيشانيتين ، ويُعتقد أن منفذي عمليات الهدم الذين نفذوا العديد من الهجمات الإرهابية التي رعدت في روسيا قد تدربوا على أيدي مدربين أرسلتهم القاعدة من أفغانستان ، والآن ، وكما قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو عدة مرات ، هناك صلة بين المسلحين الذين قاتلوا ضد روسيا في سوريا (بشكل أساسي من بين المهاجرين من منطقة ما بعد الاتحاد السوفيتي) وأفغانستان من خلال دولة خراسان الإسلامية ، وهي تقسيم إقليمي من الدولة الإسلامية في أفغانستان (المحظورة في الاتحاد الروسي) وكذلك من خلال الجماعات العرقية المتطرفة المرتبطة بالقاعدة.
وكما يقول المثل الشعبي ( أول الغيث قطرة ) فقد أعلنت هيئة الأمن الفدرالية الروسية وبعملية خاصة أجرتها بالتعاون مع وزارة الداخلية والحرس الروسي في العاصمة موسكو ومدينة نوفوسيبيرسك ومقاطعتها، وكذلك في مدن ياقوتسك وكراسنويارسك وكانسك بمنطقة سيبيريا ، تم اعتقال 31 شخصا بيتهم قيادات في موسكو وعدد من مناطق البلاد، بتهمة الانتماء لتنظيم "كتيبة التوحيد والجهاد" المدرجة على قائمة الجماعات الإرهابية في البلاد ، ووفقا لبيانات الهيئة فأن هؤلاء الموقوفين كانوا يعملون على تجنيد عناصر جدد لتنظيمهم وإرسالهم إلى مناطق نزاعات مسلحة، بالإضافة إلى تمويل مسلحين في سوريا، والتحريض على ارتكاب جرائم ذات طابع إرهابي ، وهي المرة الثانية التي تلقي الهيئة القبض على " إرهابيين " من هذه الحركة ، يث سبق وان أعلنت الأسبوع الماضي عن اعتقالها خلية تضم خمسة عناصر لـ"كتيبة التوحيد والجهاد" في القرم.
ومن وجهة النظر الروسية فان هناك من سيحاول بدء تصعيد مباشر في الدول المجاورة ، وهذا تهديد مباشر لروسيا وحلفائها ، فضلاً عن زيادة محتملة في تهريب المخدرات وتفاقم مشكلة الهجرة غير الشرعية ، وهذه كلها تهديدات حقيقية بالنسبة لهم ، وهو ما أكدته صحيفة "وول ستريت جورنال" ، بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أعرب لنظيره الأمريكي، جو بايدن، خلال قمتهما في جنيف عن رفض موسكو لأي تواجد عسكري أمريكي في آسيا الوسط ، وان الرئيس الروسي شدد على ان موسكو تعارض أن يكون لدى الجيش الأمريكي أي دور في آسيا الوسطى، ولفت الانتباه أيضا إلى أن الصين ترفض ذلك.
وأوضح نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، في رسالة وجهها إلى الصحيفة الأمريكية ردا على سؤالها عن الموضوع: "لا نرى كيف يمكن لأي نوع من التواجد العسكري الأمريكي في آسيا الوسطى تعزيز أمن دول المنطقة وجيرانها، وبالتأكيد لن يصب ذلك في مصلة روسيا".
العاصمة الطاجيكية التي استنجدت بمنظمة معاهدة الأمن الجماعي بسبب التهديد الوشيك من الإسلاميين المتطرفين الذين سيطروا على الحدود بين جمهورية طاجيكستان وأفغانستان ، أثمر عن وعد وزارة الخارجية الروسية بتقديم المساعدة في حال تعرض المسلحين لهجوم مباشر ، فسرها الخبراء والمحللون الروس على إنه على الرغم من ذلك ، ليس لدى روسيا أي خطط لإرسال قوات ، ولن يكون هناك جيش نظامي روسي في أفغانستان ، وان الجيش سيكون موجود فقط على الحدود مع طاجيكستان ، تنفيذا لمبادئ معاهدة الأمن الجماعي التي تنص على تقديم المساعدة للأعضاء في حالة المخاطر .
ويواصل الجيش الروسي إبقاء الوضع تحت السيطرة بفضل معدات الاستطلاع الحديثة والاتصالات عبر الأقمار الصناعية. يعرف الجيش في الوقت الحقيقي ما يحدث في أفغانستان، وبسبب انسحاب الجيش الأمريكي من أفغانستان، وتدهور الوضع وبسرعة ، ومع ذلك ، لكي تتدخل روسيا ، سيكون من الضروري تنسيق الإجراءات ليس فقط مع قيادة طاجيكستان ، ولكن أيضًا مع أوزبكستان وتركمانستان ، وقد تكون هناك حاجة لاتخاذ إجراءات فعالة في حالة إغلاق الحدود وتعزيز الوحدة العسكرية هناك من أجل منع غزو المسلحين.
وبحسب المراقبين الروس فإن موسكو قد أنشأت بالفعل آلية للتفاعل مع جمهوريات آسيا الوسطى بشأن مكافحة تهديد الإرهاب الدول ، ووفقا لأستاذ الجامعة المالية التابعة لحكومة الاتحاد الروسي أوليغ ماتفيتشيف ، فإن دول آسيا الوسطى مهتمة بشكل حيوي بمنع مثل هذه الهجرة ، لأنهم أول من يعاني ، لذلك بدأت أجهزة الامن الخاصة لديهم بالتعاون مع نظرائهم الروس معًا لمنع أي هجرة محتملة وهجرة إرهابية من أفغانستان ، لذلك فإن الوضع في المنطقة هادئ .
وصول طالبان إلى السلطة في أفغانستان يجبر موسكو على تعزيز قوتها العسكرية ولا توجد شروط مسبقة لنشر وحدة عسكرية روسية في أفغانستان ، لذلك وبحسب أمين مجلس الأمن التابع للاتحاد الروسي نيقولاي باتروشيف ، فإن السلطات الروسية مستعدة للحوار مع تلك القوى في البلاد التي ستعتمد على إرادة الشعب وتبني دولة مزدهرة ، وفي الوقت نفسه ، فإن بعض الخبراء على يقين من أن وصول جماعة طالبان الإرهابية (منظمة محظورة في الاتحاد الروسي) إلى السلطة في أفغانستان يحمل العديد من التهديدات لروسيا ويجبرها على بناء قوتها الدفاعية ، وهناك افتراض بأن روسيا ستضطر حتى إلى تنظيم تجنيد عسكري إضافي ، وفي الاتجاه الأفغاني ، سيتم التركيز بشكل أساسي على الجهود السياسية والدبلوماسية ، جنبًا إلى جنب مع الشركاء للبحث عن طرق لإقامة حوار بين الأفغان وتوصل سلمي لتسوية المشاكل القائمة في البلاد ، ولكن حتى بالنظر إلى التاريخ المعروف لحركة طالبان ، فإن روسيا لن تثق بشكل أعمى بوعودها ، وبالنسبة للتأمين ، فإن لدى روسيا نظام دفاعي على الحدود مع أفغانستان ، والذي أظهر نفسه جيدًا لأكثر من 30 عامًا ، وبشكل أساسي على الحدود الطاجيكية الأفغانية ، لذا فإن أراضي الاتحاد الروسي محمية بشكل جيد من الفوضى المحتملة في أفغانستان.



#كريم_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -شباش - يفشل في إعادة القرم لأوكرانيا
- لهذه الأسباب روسيا تتخوف من اللاجئين الأفغان
- هل غيرت موسكو موقفها من طالبان
- هل تشفع لأوكرانيا عند الغرب استفزازاتها لروسيا
- صراع الرياضة والسياسة بين روسيا والغرب
- الى متى تمر المتاجرة السياسية بالعراقيين بدون حساب
- المهاجرون العراقيون وأزمة مينسك وبروكسل
- السودان بين إرضاء روسيا وأمريكا
- على ماذا خاطب الرئيس بوتين الاوكرانيين
- رسائل بوتين في - خطه المباشر-
- بوتين والدعوة للانفتاح ونسيان الماضي
- لافروف.. القانون والحقوق والقواعد
- روسيا تشق الصف الأوربي
- ريطانيا قررت أن تصبح الخصم الرئيسي لروسيا
- أمريكا و-العجوز الشمطاء -
- بوتين و بايدن وقمة اللغة الواحدة
- قراءة في حديث لافروف في منتدى بريماكوف
- حرب اللقاحات على حساب معاناة العالم
- هل يجب الوثوق بإيران؟
- هل اغتالت روسيا الأرشيدوق النمساوي فرانز فرديناند ؟


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم المظفر - لا تلدغ روسيا من جحر أفغانستان مرتين