أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد علي مقلد - كائنات خرافية تحكم لبنان














المزيد.....

كائنات خرافية تحكم لبنان


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 6996 - 2021 / 8 / 22 - 21:17
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


اغتيال الدولة
كائنات خرافية تحكم لبنان

نيرون لم يجد طريقة ليعيد بناء روما"على ذوقه" إلا بإحراقها. سياسيونا يستلذون بإحراق البلاد إكراماً لمحتليهم. اليسار ساعد الفلسطينيين على التدمير واليمين فتح ذراعيه لاستقبال الصهاينة، مسلمون ومسيحيون ناشدوا حافظ الأسد واستجدوه واستدرجوه، ولم يخيب آمالهم، بل كان في انتظارهم وظل إصبعه على الزناد حتى بعد انسحاب جيشه من لبنان.
كتب الخوري يوسف عون عام 1969 في جريدة النهار "لو كنت شيعياً لما بكيت الحسين. إذا شئنا أن نُكَرّم البطل وصفناه بالبطولة حتى تفعل بطولته فينا. أما البكاء فهو تقليلٌ من قيمة من نحب وتسفيهٌ لرأيهِ في الاستشهاد." أما كان أفضل للشيعة أن يعظهم مثل هذا الخوري بدل مشايخ بكّائين يفتحون كتب التاريخ على صفحات أرتحششتا و قورش ويرفعون بدل العلم اللبناني أعلاماً شتى من أكثرها تخلفاً علم "يا حسين" المرفوع على التلال والمكتوب بصخور نافرة على السفوح. أما كان أفضل للبنانيين أن تكون كل السلالة العونية من ضلع هذا الخوري؟
"الثلاثون عاماً" خدعة بصرية. تكفي لحظة واحدة من ثوان معدودة ليوقّع فيها مسؤول على سرقة موصوفة، ليقرر فيها مهرّب أو محتكر نهب المال العام، ليحوّل حديث النعمة ماله المسروق إلى الخارج، ليعقد السياسي صفقة على حساب الخزينة. شعار "الثلاثون عاماً" صنع خصيصاً لكي تختبئ تلك اللحظات في طيات الزمن وتضيع الحقيقة، لكي يرمي كل منهم التهمة على الآخر ويختفي الدليل.
في لحظة معينة من الثلاثين عاماً تقرر إقفال المجلس النيابي، وفي لحظة معينة تقرر الهجوم على بيروت، وفي لحظة معينة تقرر إدخال لبنان في حرب تموز، وفي زمن محدد عقدت صفقة البواخر، وأبرمت اتفاقات الفيول ومنعت قروض وبددت هبات وضاعت على اللبنانيين فرص الإنارة على مدار الساعة.
في لحظة معينة منحت شهادات جامعية لطلاب من غير أن يخضعوا لامتحان، وفي لحظة معينة قرر القاضي حفظ ملف المزوّرين لأنهم من أتباع زعيمه. وعلى غفلة من كل اللحظات بات في طاقمنا السياسي نواب ووزاء يحملون شهادات مزورة أو ألقاباً غير مستحقة.
حتى لا تقع الثورة ضحية الخدعة البصرية، عليها أن تصوب على تلك اللحظات التي تقرر فيها انتهاك الدستور بتعطيل الانتخابات الرئاسية وتعطيل عمل المجلس النيابي ومنع تشكيل الحكومات وتعطيل السلطة القضائية وتعطيل إنشاء المعامل لتوليد الكهرباء، أو بتهريب النفط والعملة الصعبة إلى سوريا، والأدوية والمواد المدعومة إلى مصر وتركيا والكويت وإفريقيا.
حكامنا يمنعون القضاء اللبناني من جلاء الحقيقة في جريمة المرفأ ويتهمونه بتسييس القضية ويعترضون على القضاء الدولي بدعوى أنه منحاز، ولا يوافقون على رفع الحصانة عمن يمكن أن يكون متهماً من النواب والوزراء والرؤساء. جريمة التليل كشفت واحدة من تلك اللحظات. خزنوا البنزين والمازوت في باحة قصراستأجرها مسلم من مسيحي، وفي قرى موزعة بين عكار وبعلبك والجنوب والضاحية وموزعة بين الأحزاب الحاكمة. وحدة وطنية بين المهربين والمحتكرين ومكتنزي الذهب الأسود، واحتياطيهم الجاهز عند اللزوم تنكيل بالموجوعين وتهديد دائم بإضرام نار الحروب بين الطوائف
أخطر ما في تلك اللحظات أنها صارت هي الزمن اللبناني الدائم. رغم الإجماع اللبناني والعربي والدولي على أن مدخل الحل للأزمة النقدية المالية الاقتصادية السياسية في لبنان هو تشكيل حكومة، تكدست اللحظات وتحوّل تشكيل الحكومة إلى ما يشبه لعبة الفأر والقط. بين بحث عن الصلاحيات المفقودة وصحة التمثيل وتحاصص الوزارات والإدارات كأنها ملك أبيهم. وأخطر ما في هذا التكرار ترويض الجمهور وتعويده على الانتظار في الطوابير المذلة أمام الأفران ومحطات الوقود.
هل هي مخلوقات غريبة خرافية عجائبية أم هي من كوكب آخر تلك الكائنات التي تحكم لبنان؟ أم هم بشر تجري في شرايينهم سوائل أخرى غير الدم، وأعصابهم من خيطان المصيص وفي رؤوسهم أدمغة بحجم عقول العصافير وأرواح كراسيهم كأرواح الهررة تدوم وتدوم وتدوم؟
ترى الشيعية السياسية أن كل ما يحصل هو من علامات ظهور المهدي أو عودة موسى الصدر أو رجوع النظام الأسدي. والصحيح أنه من علامات الساعة، ساعة الحقيقة والانفجار الكبير، حيث لا ينفع مال مكنوز ولا محاصصات مشبوهة ولا حصانات مزورة ولا "مقالب" تنافسية على الأكثر تمثيلاً أو على الأكثر تسلطاً.
كأن أحمد شوقي قصد هذه الكائنات في قوله :"تُخال من الخرافة وهي صدق". مخلوقات من لحم بلا دم.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من حضارة الأرض إلى العمل المأجور
- حزب الريف أم حزب المثقفين أم حزب العمال والفلاحين؟
- الحزب القديم مات وحركة الإنقاذ ليست بديلاً
- الشيوعي – القوات مستقبل الثورة أم ذاكرة الحرب؟
- 4 آب القرار الظني
- الفدراليون والدولة
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي
- لا يمين ولا يسار هي ثورة مهندسين
- استبداد رفاقي. حكايتي مع الحزب الشيوعي
- نقابة المهندسين والدولة بين القوات و الشيوعي
- الإسلاميون والدولة
- حركة اليسار الديمقراطي، الانشقاق الأول عن الحزب الشيوعي
- حركة أمل والدولة
- بين جورج حاوي وحنا غريب الحزب الشيوعي والدولة
- هل الربيع العربي الثورة، قراءة يسارية
- جورج حاوي: شغور الدور والموقع
- الرئاسات وفخامة الرئيس والدولة
- الحزب الاشتراكي والدولة
- المقاومة والدولة
- لقاء سيدة الجبل والدولة


المزيد.....




- حفلات زفاف على شاطئ للعراة في جزيرة بإيطاليا لمحبي تبادل الن ...
- مباحثات مهمة حول القضايا الدولية تجمع زعماء الصين وفرنسا وال ...
- الخارجية الروسية تستدعي سفير بريطانيا في موسكو
- الحمض النووي يكشف حقيقة جريمة ارتكبت قبل 58 عاما
- مراسلون بلا حدود تحتج على زيارة الرئيس الصيني إلى باريس
- ارتفاع عدد قتلى الفيضانات في البرازيل إلى 60 شخصًا
- زابرينا فيتمان.. أول مدربة لفريق كرة قدم رجالي محترف في ألما ...
- إياب الكلاسيكو الأوروبي ـ كبرياء بايرن يتحدى هالة الريال
- ورشة فنية روسية تونسية
- لوبان توضح خلفية تصريحات ماكرون حول إرسال قوات إلى أوكرانيا ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد علي مقلد - كائنات خرافية تحكم لبنان