أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - جهان محمد سعيد الخياط - حوار الزوجين بين المنطق وللامنطق














المزيد.....

حوار الزوجين بين المنطق وللامنطق


جهان محمد سعيد الخياط
(Jihan Mohammed Saeed Khayat)


الحوار المتمدن-العدد: 6993 - 2021 / 8 / 19 - 16:21
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


في احدى الأمسيات الشتائية الباردة كان الزوجان جالسين امام مائدة الطعام العامرة بأشهى الأصناف في غرفتهما الدافئة.
بعد فترة وجيزة من زواجهما، وعلامات الاستياء بادية على وجه الزوجة، بعد عن سمع الزوج استياء زوجته المتكرر شاكية ما تعانيه وما هي عليه من حال، فأستطرد الزوج قائلاً.. يا زوجتي الغالية الحبيبة انت احب الناس الى قلبي مالي اراك منشغلة البال؟ هل بدر مني تصرف غريب او كلام آذاك فأزعجك وعكر صفو ذهنك؟ ان زواجنا لم يكن بإكراه. ألم نكن متحابين؟ ألم يكن حبنا جارفاً؟ فتجاوزنا بكل جرأة وتحدي وإرادة محاولات بعض الاقارب لعرقلة زواجنا وكانت ارادتك حينها اقوى من ارادتي، ألم اخبرك بأنني بعدما تخرجت من الكلية وعينت في احدى الوظائف الحكومية ووفرت المال الازم وشيدت داراً متواضعاً وابتعت سيارة بمورد راتبي الوظيفي.
قالت الزوجه.. نعم كل ذلك صحيح لقد كان حبنا حقاً غلاباً على فكري وقلبي فلم افكر في المستقبل حينها. وكما قال وليم شكسبير "الحب أعمى".
فقال الزوج.. في اعتقادي ان الحب ليس بأعمى، بل للحب عين بصيرة حادة وبعيدة النظر وعين قصيرة النظر. فالعين البصيرة هي عين التميز تحدق وتحدد المحاسن والمساوئ والعين القصيرة النظر هي عين الرضا وعين الرضا كما قال الامام الشافعي رحمه الله "عن كل عيب كليلة" فالحب يجمع الزوجين في السراء والضراء.
واسترسل الزوج قائلاً: ليس كل الناس اثرياء يا حبيبتي لا تنظري الى الأثرياء فحسب بل انظري لصديقاتك اللواتي بمستواى حياتنا.
فالمال لايجلب السعادة، ولاتغرنك المظاهرالخارجية فإنها لاتدل على الجوهر فليس كل لامع ذهب، وليس بوسع الماء العكروالوحل ازالة لمعان الذهب فهنالك اثرياء ورثوا ثروات طائلة عن ابائهم وأجدادهم ليس بعرق جبينهم بل يقضون جل لياليهم الحمراء في الاندية والحانات وفي ارقى الفنادق والمواخير يحتسون اجود المشروبات وأغلاه ثمناً مع بنات الهوى وبائعات الجسد ويقامرون حتى انبلاج الفجرويقضون نهارهم فوق أسرة النوم يتزوجون بالجملة ويطلقون بالجملة وترين زوجاتهم تعيسات لا يشعرن بأي سعادة وراحة بال. وإن كان بوسعك ان تسأليهن، هل المال يجلب السعادة الحقيقية؟
ستسمعين منهن الإجابة التي ربما سترضيك وترضيني.
وفي كل مناسباتهم وجلساتهم يتباهون بثرواتهم وقصورهم الشاهقة وعرباتهم الفارهة الفخمة دون ان يتطرقوا للمواضيع العلمية والادبية والاجتماعية والتربوية والسياسية لجهلهم بها ويعتبرهم الناس اميون. وهم فعلاُ كذلك فهم لايقتربون من المكتبات ولا حتى من رف الكتب ولا من منتديات الثقافية. فهم بعكس الاثرياء الحقيقين من حملة الشهادات وذوي الخبرة بعملهم الدؤوب حيث كسبوا ثرواتهم بعرق جبينهم متزنون ويعرفون كيف يصرفون اموالهم في اوجه الخيروالمشاريع الخدمية وراحة عائلاتهم.
واسترسل الزوج في حديثه قائلاً ان اقوالي نابعة من المنطق يا زوجتي العزيزة، فردت عليه الزوجة اذاً فإن كل ما قلته أنا في نظرك هراء في هراء، وان منطقك وكلامك المعسول لا يغيران من واقعي فأحتفظ لنفسك بالمنطق عسى ان يدرعليك بالمال الوفير فالمنطق والزمن كفيلان بأضهار الحقائق بأكملها فحل الجفاء والجدال والخصام محل الحب والوئام، ولم تجد نصائح اصدقائهم الاوفياء لتراجع الزوجة فبقيت على عنادها فأقامت دعوة الطلاق وختم ذلك الحب الكبير بالطلاق.

ومرت الشهور والايام وشاء القدر ان يعجب رجل ثري بالزوجة المطلقة فتزوجها فهلهلت الزوجه فرحاً وأخبرت صديقاتها لقد تحققت امنياتي، قصر منيف وسيارة فخمة وحياة مرفهة وقضت الزوجة ليالي شهرعسلها الحمر الملاح في الاندية والمراقص والنزهات إلا ان الحال لم يدم كما هو طويلاً فلم يعد الزوج يهتم بزوجته فاحتدم واشتد الصراع والخصام بينهما الى ان قال الزوج لزوجته ذات مرة إسمعي سأقول لك بكل الصراحة، امامك خياران فقط اما البقاء في المنزل بين الخدم والحشم والاكلات الدسمة وإما الطلاق.
وعند اجتماع الزوجة بصديقاتها القدامى ..قالت لقد انتصر المنطق على اللامنطق.
‌هذا ما جنيته على نفسي وما جنى زوجي السابق على فواحسرتاه من يعيد لي الزمن الذي ذهب.
وختاماً اقول: ان الحب بعد الزواج اقوى من الحب قبل الزواج فيا قارئى الكريم انا لم اكن حكماً ولا خصماً في الحوار الدائر بين الزوجين كما لم اكن منحازاً الى أي جانب منهما، وان هذا الحدث الذي سردته إنما رواه لي احد معارفي ولم اغير من الحدث شيئاً سوى انني صغته بتعابيري و اسلوبي المتواضع كي لا يمل منه القارئ كما اتمنى ان يروق لكم ويقيناً أنني من مناصري حقوق المرأة بلا شك والتي يجب ان تصان كل الصون وللاسف أن افكارنا باتت معتقلة داخل زنزانات التقاليد والعادات البالية والعرقية والطائفية والقبلية، ان بعض حالات الطلاق لها مبرراتها غير إن كثرة الطلاق سببها الزواج غير المدروس بين المرأة والرجل وهي ظاهرة من ظواهر تخلف المجتمع.
مع كل المحبة والتقدير



#جهان_محمد_سعيد_الخياط (هاشتاغ)       Jihan_Mohammed_Saeed_Khayat#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فنطازية الهذيان بين الخيال والجد
- خواطر ليتها أن تستجاب
- الراسخ من حدث فريد في الذاكرة
- إنصفوا الكورد
- دعوا الانام بوئام والسلام
- هل للتكبر جدوى...؟
- نصائح لا تسمع
- حکايات ثلاث ... لها دلالات ثلاث
- قول یسیر لکل مسؤول کردي بصیر


المزيد.....




- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - جهان محمد سعيد الخياط - حوار الزوجين بين المنطق وللامنطق