أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ليلى موسى - اللاجئون السوريون في تركيا نحو المزيد من الاستغلال والاضطهاد















المزيد.....

اللاجئون السوريون في تركيا نحو المزيد من الاستغلال والاضطهاد


ليلى موسى

الحوار المتمدن-العدد: 6989 - 2021 / 8 / 15 - 12:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ بداية انطلاقة الحراك الثوري السوري، سارع السيد أردوغان وحكومته وحزبه بإطلاق شعارات غوغائية تدَّعي نصرة الشعب السوري، ودعمه معنوياً ومادياً وإسقاط النظام. وأنّ وقوفه إلى جانب الشعب نابع من باب الإنسانية لاسترداد الشعب السوري حقوقه وكرامته، ووضمان معيشة، تضمن له حفظ ماء وجهه، وسيادة العدالة والديمقراطية، وتمكن من كسب ودّ الشعب السوري عبر دغدغته لمشاعرهم الدينية، وجعل من الدين مطية مباشرة وظاهرة لتحقيق مشاريعه وأطماعه بعيدة المدى في المنطقة.
استراتيجية مبنية على تسخير الدين لمآرب سياسية احتلالية للمنطقة. وبالفعل تمكن السيد أردوغان وحكومته وحزبه بالإسهام في عسكرة الثورة السورية، وتفريغ المنطقة من سكانها عبر فتح حدود تركيا أمام اللاجئين وإغراءهم في البداية بتقديم المساعدات المادية؛ وإظهار العطف والود، واستقبالهم بمنتهى الإنسانية، بتلك التقربات دفع بالعديد من السوريين بما في ذلك أولئك الذين لم تشهد مناطقهم صراعات إلى الهجرة، لتسهيل السيطرة واحتلالها عبر تفريغها من سكانها الأصلين، وتوطين لاجئين آخرين من مناطق أخرى عبر مقايضاته مع الروس فيما بعد، بحيث تحولت إلى أكثر دولة تحتضن اللاجئين السوريين والذين بلغ عددهم ما يفوق ثلاثة ملايين ونصف مهجر ولاجئ.
وبعد فترة وجيزة بدأ القناع يتكشف رويداً رويداً عن أطماع أردوغان وسياسته المعادية للمنطقة عبر استهداف هويتها الأصيلة سواء باستخدام قوته الناعمة أو العنفية من خلال:
• استخدام اللاجئين كورقة ضغط لابتزاز أوروبا بتقديم تنازلات لتمرير أجنداتها.
• حصوله على مليارات الدولارات مقابل استقباله للاجئين، وصرفها لتمويل سياساته الداخلية والخارجية.
• تجنيدهم كمرتزقة في حروبه الخارجية.
• يد عاملة رخيصة.
• ورقة تضمن له الحضور كأحد الدول الفاعلة والمؤثرة في الأزمة السورية؛ بحيث تضمن تواجدها في أي عملية سياسية مستقبلية لسوريا.
• استخدامهم لتنفيذ مشروعه "ميثاق الملي" الاحتلالي التوسعي للمنطقة؛ عبر مطالبة المجتمع الدولي بإحداث منطقة آمنة لتوطين اللاجئين السوريين فيها.
• تجنيسهم للاستفادة من أصواتهم في العمليات الانتخابية القادمة في ظل تراجع شعبيته؛ وخسارته للمدن الكبرى في الانتخابات المحلية التي شهدتها البلاد مؤخراً.
• الاستفادة من أصواتهم في المستقبل بشأن تسوية أوضاع المناطق المحتلة من قبل دولة الاحتلال التركي في حال إجراء استفتاء شعبي.
• تخريج عدد لا بأس به من الطلبة الدارسين في الجامعات التركية؛ يحملون فكر وفلسفة وايديولوجية الدولة التركية، ليعملوا كقوة ناعمة لها، ويروجون للثقافة التركية في حال عودتهم إلى سوريا.
• تحويل السوريين إلى مرتزقة محملين بفكر التطرف والإرهاب وثقافة الكراهية؛ للاستفادة منهم كخاصرة رخوة لتفجير الفوضى والصراع؛ عبر اللعب على وتر الدين تارة، والقومية تارة أخرى، بما يضمن تدخل تركيا متى شاءت.
• استثمار رؤوس أموال غالبية رجال الأعمال السوريين في تركيا؛ مما أسهم بعض الشيء في تنشيط الاقتصاد التركي الذي يعاني من الهشاشة والضعف.
بالرغم من تحقيق تركيا العديد من أهدافها من وراء استقبالها واحتضانها للاجئين السوريين؛ لكن بالمقابل اللاجئين السوريين لم يسلموا من السياسات التركية القذرة بحقهم عبر التعرض لهم بشكل مباشر؛ وإبقائهم وجهاً لوجه أمام القبضة الأمنية، والعنف الممنهج، والمواجهة العنصرية على يد متطرفين أتراك؛ وكل ذلك تحت أنظار حكومة العدالة والتنمية، وتعريض العديد من اللاجئين للقتل، والضرب الجسدي، والايذاء النفسي، والشتائم والإهانة، وتدمير لممتلكاتهم، وابتزازهم من قبل أرباب العمل بأجور منخفضة أو الامتناع عن تسليمهم مستحقاتهم المادية، استناداً للتمييز على أساس الجنسية، وإجبارهم على الالتحاق بحروب أردغان الخارجية، وتجنيدهم كمرتزقة تحت التهديد، أو زجهم في حروب وصراعات داخل سوريا؛ وبشكل خاص في المناطق التي تشهد صراعات وحروب مستمرة، أو توطينهم في المناطق السورية المحتلة من قبل تركيا، لما لذلك من تداعيات سلبية على مستقبل المنطقة، وذلك بخلق العداوات والفتنة بين سكان المنطقة الأصليين واللاجئين المستقدمين من قبل دولة الاحتلال التركي.
بالطبع لم يكن من السهل للدولة التركية وحكومتها تحقيق ذلك بشكل مباشر، حيث تلجأ كل مرة إلى استخدام وسائلها الملتوية مثلاً من باب الادعاء بالإنسانية عبر فتح المعابر الحدودية أمامهم والسماح لهم بمعايدة الأقرباء في مناطق ما يسمى بالشمال المحرر ومن ثم منعهم من العودة إلى تركيا.
الترويج للانصهار في المجتمع التركي على أنها حالة طبيعية؛ ومن أحد متطلبات الحياة اليومية لا أكثر، عبر إجراء مقابلات متلفزة مع بعض الشخصيات السورية أمثال الصحفية السورية رغد الشماط المجنسة تركياً باسم صفية بيرقدار؛ وبحسب السيدة رغد أو صفية أنها قامت بتغيير أسمها حتى تتمكن من التأقلم والانسجام مع المجتمع الجديد؛ وتفادياً لأية معاملة عنصرية، وتسهيل ممارسة أعمالها اليومية، وتجنيب أطفالها للعنصرية، ونيل قبول المجتمع التركي، والترويج على أنها حالة طبيعية، وليس له أي تداعيات سلبية تمس هوية وشخصية اللاجئ السوري، لتحقيق مكاسب نفسية واجتماعية.
إذاً، حتى تستطيع العيش بسلام في تركيا عليك التجرد من هويتك السورية، والسوري الجيد هو السوري الميت المجرد من هويته وثقافته. ربما الكبار في العمر وبشكل خاص الآباء والأمهات سيعانون من الانفصام في الشخصية، ولكن بكل تأكيد سيكون الجيل القادم من الأطفال أتراك ثقافةً وهويةً أكثر من الأتراك أنفسهم؛ وسيجهدون إلى العمل والتفوق لنيل قبول الأتراك، وبكل تأكيد هي خطوة في غاية الخطورة لأن هدفها هو القضاء على التنوع الثقافي والحضاري والإنساني، وتدمير القيم الحضارية والإنسانية.
لذا، وحتى نتمكن من الوقوف في وجه هكذا سياسات واستراتيجيات تستهدف الأمن الوجودي وهوية المجتمع الثقافية والحضارية والحفاظ على نسيجها الاجتماعي وسلمها المجتمعي؛ يتطلب من الشعب التركي بالدرجة الأولى اللجوء إلى القانون ومعالجة مسألة تجنيس السوريين مؤخراً؛ ومنع استثمارها في العمليات الانتخابية على وجه الخصوص. وبالتالي ينبغي الوقوف في وجه سياسات حكومة العدالة والتنمية لما سيكون لها من تداعيات سلبية على أمن واستقرار تركيا والمنطقة؛ وخاصة من ناحية ايقاف دعم الإرهاب وتنميته وتغذيته، ونشر ثقافة الكراهية والعنصرية، وعدم الاعتراف بجميع عمليات التجنيس لما بعد الأزمة في أي عملية استفتاء يمكن أجراءها وعلى أساسها تحدد مصير المناطق المحتلة.
وكما يتطلب من الشعب السوري العودة إلى رشده وعدم الانجرار إلى المزيد من ألاعيب حكومة العدالة والتنمية؛ فمصير حكومة العدالة والتنمية هي مسألة وقتية؛ كما مصير العديد من حكومات الشرق الأوسطية، وعدم ارتهان لحكومة العدالة والتنمية، والكف عن لعب دور الأداة لتمرير أجندات دولة الاحتلال التركي وايذاء السوريين. وبالنهاية لن ينالهم شيء في حال الاستمرار على ما هو عليه سوى المزيد من النبذ والعزل سواء من قبل السوريين أنفسهم أو المجتمع الدولي.
بالإضافة إلى ذلك ينبغي على السوريين القيام بمسؤولياتهم الأخلاقية والإنسانية؛ وذلك بالحفاظ على هويتهم وثقافتهم من الاندثار والضياع. كما يتطلب من المجتمع الدولي الوقوف في وجه أردوغان وحكومته بالكف على استغلال اللاجئين وحمايتهم وفق القانون الدولي والإنساني.



#ليلى_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإدارة الذاتية سفينة النجاة لإيصال سوريا إلى بر الأمان
- لا للإبادات العثمانية بحق الإيزيديين
- النهضة؛ تساقط آخر أحجار الدومينو الإخواني
- الاستبداد والإرهاب.. وجهان لعملة واحدة
- المقدمات الخاطئة لا تفضي لنتائج صحيحة
- ثورة المرأة: عودة إلى الذات بعد زمن الاغتراب
- المرتزقة حصان طروادة الطغاة
- عفونة ذهنيكم ترهق أرواحنا
- الفقر.. البيئة الحاضنة للتطرف والاستبداد
- ازدواجية المعايير الدولية
- المرأة هي الحياة الحرة
- صراع على المعابر بذرائع إنسانية لتمرير مشاريع سياسية واقتصاد ...
- حفيدات الآلهة الأم يحيين ثورتهن في مناطق شمالي وشرقي سوريا


المزيد.....




- إسرائيل تكشف هوية الرهائن الثلاثة الذين استعيدت جثثهم من غزة ...
- بالصور.. بدء تسليم المساعدات لغزة عبر الرصيف البحري
- زيلينسكي يرفض -هدنة أولمبية- يريدها ماكرون ويتحدث عن أكبر مي ...
- مصدر أممي: الجزائر وسلوفينيا تطلبان عقد اجتماع لمجلس الأمن ا ...
- مستشار الرئيس الإماراتي يعلق على لقاء بن زايد وبن سلمان والن ...
- وكالة: كوريا الشمالية تختبر صاروخا باليستيا تكتيكيا بنظام تو ...
- مقتل فلسطينيين في قصف إسرائيلي لمنزل برفح
- أنور قرقاش يعلق على لقاء محمد بن زايد ومحمد بن سلمان
- كيف يعمل دماغك فعليا؟
- طبيب يشرح أسباب الأقدام المسطحة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ليلى موسى - اللاجئون السوريون في تركيا نحو المزيد من الاستغلال والاضطهاد