أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رائد الهاشمي - مبادة السكن ولدت ميتة














المزيد.....

مبادة السكن ولدت ميتة


رائد الهاشمي
(Raeed Alhashmy)


الحوار المتمدن-العدد: 6983 - 2021 / 8 / 9 - 11:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


باحث وخبير اقتصادي

أزمة السكن في العراق أصبحت مستعصية على جميع الحكومات التي تعاقبت على حكم البلد,وكل الحلول التي تم طرحها غير عملية وغير حقيقية ولا يمكن لها أن تساهم في حل الأزمة,ومنها مبادرة السكن التي أطلقتها حكومة الكاظمي مؤخراً وفي اعتقادي انها ولدت ميتة ولاتتعدى كونها دعاية إعلامية وسياسية كسابقاتها.
تتلخص المبادرة بنية الحكومة توزيع مليون قطعة أرض سكنية كمرحلة أولى في بغداد والمحافظات حيث تتوقع الحكومة بأنها ستساهم في إسكان أكثر من ثلاثة ملايين ونصف مواطن ,وفكرة الحكومة أنه بعد استلام المواطن لقطعة الأرض يمكنه من الاقتراض من احدى الجهات التي حددتها الحكومة لاستلام مبلغ يساعده على بناء الدار السكنية,ولو ناقشنا بشكل منطقي ومبسط هذه المبادرة والمعوقات التي يمكن أن تقف في طريقها سنجد ان المعوق الأول هو مسألة الخدمات والبنى التحتية لتلك المناطق السكنية,وكما هو معلوم لجميع المختصين ان البناء الأفقي يحتاج الى تكلفة عالية جداً لانشاء البنى التحتية والخدمات والتي تشمل شبكات المجاري والماء الصالح للشرب والشبكة الكهربائية والتبليط والانارة والمدارس والمراكز الصحية وغيرها في حين أن البناء العمودي تكون تكاليفه أقل بكثير من هذه الناحية.
هنا نتسائل ومعنا كل مواطن عراقي ماذا فعلت جميع الحكومات العراقية منذ عام 2003 ولحد الآن في مجال تقديم الخدمات والبنى التحتية بشكل عام؟ والجواب سهل ويعرفه الجميع هو لاشيء حيث ان الخدمات والبنى التحتية في جميع محافظات العراق في حالة يرثى لها وفي أسوأ حالاتها لأسباب عديدة أهمها سوء الإدارة وانتشار الفساد بشكل كبير وضياع واردات الدولة الانفجارية على النفقات الحكومية التي تتضخم عاماً بعد عام على منافع الكتل السياسية والرئاسات الثلاثة والوزارات والبقية تذهب رواتب للموظفين والمتقاعدين والرعاية الاجتماعية ولايبقى للميزانية الاستثمارية غير مبلغ يسير لايكاد أن يذكر لايمكنه من انشاء أي مشروع ولا النهوض بالواقع الخدمي المتردي وبالمقابل تتصاعد معدلات التضخم وحجم الديون في موازنة الدولة عاماً بعد عام, وهنا السؤال الهام وهو هل تتمكن حكومة الكاظمي أو أي حكومة تأتي بعدها في ظل هذا الواقع البائس أن توفر البنى التحتية والخدمات للمناطق السكنية الجديدة, والجواب الأكيد أنها لن تتمكن من ذلك ولو كان لها القدرة على ذلك لنهضت بالواقع الخدمي في البلاد.
من هذه المعطيات البسيطة فتوقعاتي بأن مشروع هذه المبادرة لحل أزمة السكن لن ينجح, ولو أن الحكومة صدقت وفعلتها ووزعت قطع الأراضي ولو أني أشك بذلك, ولكن لو حدث هذا الأمر المستحيل واستلم المواطنون هذه الأراضي المزعومة وبعدها استلموا قروضاَ ميسرة من المصارف وشيدوا بيت الاحلام لظهرت أمامهم مشكلة كبيرة ستحطم كل آمالهم العريضة وهي انعدام الخدمات التي لن تستطيع الدولة من توفيرها مطلقاً وسنكون أمام مناطق سكنية شبيهة بالعشوائيات التي انتشرت في معظم محافظات العراق والتي تعاني من نقص كبير في جميع الخدمات حيث تنعدم فيها البنى التحتية لأنها شيدت بطرق غير قانونية ولم تلتفت اليها الدولة وبقى المواطن العراقي هو الضحية الوحيدة سواء في المناطق العشوائية القديمة أو في المناطق العشوائية الرسمية التي ستظهر لنا نتيجة مبادرة السكن الحكومية.
انا هنا لا أريد ان احبط فرحة المواطن العراقي الذي استبشر خيراً بهذه المبادرة ولكنني أفكر بصوت عال وأنظر للأمور بشكل منطقي وعلمي وواقعي وأقول كان المفروض من الحكومات أن تفكر بحلول علمية سليمة وواقعية وتستطيع أن تنفذها, وكان عليها أن تفكر بالبناء العمودي وذلك بانشاء مجمعات سكنية تحتوي على أكبر عدد ممكن من الوحدات السكنية وعلى مساحات صغيرة نسبياً وتستطيع الاستعانة بالمستثمرين وبطريقة الاستثمار الحقيقي والذي لا تنفق به الحكومة دولاراً واحداً كما مطبق في جميع دول العالم وباتفاقات رسمية ومغرية تضمن مصلحة المستثمر ومصلحة الحكومة وعلى مدى زمني طويل مثل عشرون أو خمسة وعشرون عاماً ويمكن وضع آلية عادلة لتوزيع هذه الوحدات السكنية على المواطنين وبذلك تقلل من تفاقم أزمة السكن وبتكاليف أقل وتقلل من معاناة المواطن وتجنبه الدخول في دوامة القروض والبناء ونقص الخدمات وانعدام البنى التحتية.



#رائد_الهاشمي (هاشتاغ)       Raeed_Alhashmy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (معاناة اللاجئين والنازحين)
- مؤتمر السلام الدولي الألكتروني الثاني
- هل ستفعلها الحكومة من أجل المواطن ؟؟؟
- متى يتحقق أمننا الغذائي المفقود؟
- متى ستترك الحكومة دور المتفرج؟
- من الذي سيدفع الثمن في قرار تخفيض العملة الوطنية ؟
- طوق النجاة الوحيد هو ميناء الفاو الكبير
- الورقة البيضاء هل هي نعمة أم نقمة؟
- قراءة في موازنة 2020 البائسة
- كيف نرتقي بعمل مراكز رعاية المسنين في بلداننا؟
- الاقتصاد العراقي – تحديات خطيرة وحلول مقترحة - مقترحات اللجو ...
- دعوة للسيد الكاظمي من أجل عيون الفقراء والعاطلين
- آليات الأجهزة الدولية لحماية حقوق الإنسان
- الحلول المطلوبة لانقاذ الاقتصاد العراقي
- رحل صوت الاعتدال (واثق الهاشمي)
- الاكتفاء الذاتي فيه خلاصنا
- هل سيصمد حظر التجوال ؟؟؟
- أما آن الأوان للبرلمانيين أن يكفروا عن ذنوبهم
- أهمية وخطورة المرحلة القادمة
- موازنة عام 2020 كارثة اقتصادية على العراقيين


المزيد.....




- روسيا تحسم الجدل حول وجودها في ليبيا
- دول الخليج لواشنطن.. يمكنكم وقف حرب إسرائيل
- الدفاع الروسية: تحرير 3 بلدات جديدة
- مصادر طبية إسرائيلية: مقتل موظف في وزارة الدفاع وإصابة آخرين ...
- النكبة: ماذا حدث في 1948؟ ولماذا يحمل الفلسطينيون -مفتاح الع ...
- مظاهرات في عدد المدن حول العالم إحياء لذكرى -النكبة الفلسطين ...
- فيديو: في ظل توترات مع الهند.. الجيش الباكستاني يختبر بنجاح ...
- وسائل إعلام إسرائيلية: هجوم -حزب الله- الجوي اليوم هو أعمق ض ...
- وسائل إعلام تكشف النقاب عن دوافع مهاجم رئيس وزراء سلوفاكيا
- أوكرانيا تنسحب من اتفاقيات رابطة الدول المستقلة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رائد الهاشمي - مبادة السكن ولدت ميتة