أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صباح قدوري - قمع المظاهرات في اقليم كردستان العراق ، بدلأ من حل المشكلأت















المزيد.....

قمع المظاهرات في اقليم كردستان العراق ، بدلأ من حل المشكلأت


صباح قدوري

الحوار المتمدن-العدد: 1642 - 2006 / 8 / 14 - 10:38
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


شهد اقليم كردستان العراق هذه الأيام ، مظاهرات جماهرية واسعة في بعض مدنه، وبالتحديد في كفري، جمجمال ، دربنديخان ، كلأر بمنطقة كرميان في السليمانية. وكان المنتظاهرون يطالبون بتحسين الخدمات وتوفير الطاقة الكهربائية وتامين مياه صالحة للشرب،وارتفاع اسعار السلع والخدمات وكذلك شحة الوقود لمناطقهم .وعلى اثر هذه المظاهرات ، تدخلت قوات من شرطة وامن الأقليم بالرد على المتظاهرين ، مما اسفر عن اعتقال نحو 200 شخص . وان اغلبية المعتقلين تتراوح اعمارهم بين 12 و16 عاما . وان عدد منهم من طلأب المدارس ، ولديهم امتحانات الدور الثاني في الأيام القليلة القادمة ، ويعشون ظروف نفسية سيئة ومتأزمة . اسفرت نتيجة المواجهات بين المتظاهرين وقوات من الشرطة والأمن ايضا ، عن مقتل شخص واحد واصيب اكثر من 30 اخرين بجروح ، والأخرون لأيزالون رهن الأعتقال قي السجون المنتشرة في الأقليم .ان اتباع مثل هذه الأجرات مرة اخرى بعد التظاهرات والأحتجاجات التي شهدتها الحلبجة الشهيدة في حينه ، لمجابهة مطاليب الجماهير ، قد تنعكس بالتاكيد على اضعاف افاق تطور مسيرة الفيدرالية ، وتؤثر سلبا على تعميق نهج الديمقراطية والشفافية في الممارسات اليومية والتعامل مع المواطنين ، وتمد الطريق امام اعداء الشعب الكردي من الشوفينيين والأرهابين ومافية السوق، لضرب المكاسب الحقيقية التي حققتها الجماهير الكردية المناضلة في مسيرتها التاريخية الحافلة بالبطولأت والشهداء ، في بلورة واقامة وتجسيد مفهوم الفيدرالية الحقيقية لكل اجزاء اقليم كردستان الحالية والمستقبلية. هذا واعلنت مجموعة (حملة الراى العام في السليماتية ) ، ان 41 محاميا ابدو استعدادهم للدفاع عن معتقلي هذه المظاهرات وغيرهم بغية ضمان حقوقهم ونبذ العنف ضدهم . وكما معروف لدى الجميع ، بان ابناء هذه المنطقة ، لهم تاريخ نضالي حافل بالأمجاد والشهداء ، ودور بارز في حركة التحرر الكردية ضد الأنظمة الشوفينية والدكتاتورية . ساهموا ولعبوا دورا بارزا في انتفاضة اذار1991 المجيدة ، والتي على اثرها تحقق مشروع الفيدرالية والقائمة حاليا تحت المناصفة في توزيع الحكم بين الحزبين المحتكرين والمتنفذين في الأقليم ان ظاهرة حدوث المظاهرات الجماهرية ، ليست شئ جديد في الأقليم ، حيث سبق وان اندلعت ولمرات عديدة، مظاهرات متشابه ، تطالب فيها الجماهير بالحرية والمسواة والعدالة الأجتماعية والديمقراطية،وتحسين حياة المعيشة للمواطنين ، وصيانة حقوق الأنسان ، وتفعيل دور المراة الكردية واقرار حقوقها الشخصية الأقتصادية والأجتماعية والسياسية ، وممارستها بشكل فعلي من خلأل مشاركتها في صنع القرار السياسي والأداري وعلى كافة المستويات ، وليس عكس من ذلك كما هو عليه الأن، اذ مساهمتها في برلمان والأدارة الفيدرالية الحالية تمثل تراجعا كبيرا في هذه المسالة ، وتثبيت شرعية الأدارة الفيدرالية من خلأل اقررها عن طريق الريفردوم ، توحيد الأدارتين سابقا واحلأل السلأم والأمن الحقيقي في الأقليم ، مكافحة ظاهرة الفساد الأداري والمالي والمحسبوية والبيروقراطية والطفيلية والسيطرة الحزبية الضيقة المتفشية في كل مستويات الأدارية .
ان سوء الأدارة الأقتصادية في الأقليم ، بسبب قصر الرؤية في استراتيجية التنمية الأجتماعية والأقتصادية المستديمة، واختلأل في البنية الهيكلية للنشاط الأقتصادي ، وغلبة النشاط الأقتصادي ذي طبيعة الأستهلأكية على الأنتاجية ، اهمال ملحوظ في تاهيل واعادة وبناء البنية التحتية الضرورية لتطوير وانتعاش الأقتصادي وفي مقدمتها توفير مياه صالحة للشرب، الكهرباء والوقود ، والنقل والمواصلأت، وتوفير الخدمات الصحية والتعليمية والأجتماعية...الخ . المبالغة بمفهوم الخصخصة ، مما نجم عنه فجوة كبيرة بين الأغنياء والفقراء ، توسع في سوق المضاربات العقارية ، اتباع سياسة الأستيراد المفتوح وتاثيرها على زيادة نسبة التضخم النقدي ، تفاقم حجم البطالة ،اذ هناك اكثر من مليون موظف يستلمون الرواتب من الحكومة الأقليمية، في حين انه يفترض ان لأيزيد عدد موظفي الحكومة حسب مصدر حكومي عن 14% ولكن في كردستان نسبة تفوق الى 30%. وبذلك تعاني المؤسسات من البطالة المقنعة ، التي تعتبر احد أوجه الفساد الأداري في الأقليم.عادة يتم تعين موظفي الحكومة بتزكية من الحزبين الحاكمين .ان اعتماد منهجية اقتصادية شفافة وواضحة لعملية التنمية الأجتماعية والأقتصادية المستديمة، هي المفتاح الأساسي لحل كثير من المعضلأت الأقتصادية والسياسية المتراكمة منذو مدة طويلة من دون ايجاد حلول صحيحة لها، ولها تاثير كبير على تنمية الفكر والوعي لدي الجماهير وتاثير نتائجها بشكل ايجابي ايضا على تطوير مسار العملية الديمقراطية في الأقليم ، وذلك من خلأل برنامج اصلأحي معلن، تحدد فيها الأهداف والأوليات، والتوجه نحو تطبيق نوع من الأقتصاد المتوازن، تحدد دور ومهام كل من القطاع العام والخاص والمشترك والتعاوني في هذه العملية، و من خلأل اعادة الأهلية والهيبة لهيئات مؤسسات الحكم الفيدرالي والبرلمان، أقامة سلطة قوية ومؤهلة على مستوى الأقليم ، تحل محل ظاهرة التسلط الحزبي والعشائري والقرابة والمحسوبية والفساد الأداري والمالي المستمرة حتى الأن ، الى درجة بان الشارع الكردي يقول" ان الحزب هوالأدارة الفيدرالية والأخيرة هي الحزب" .
كما هو مفهوم ، ان الديمقراطية هي نتاج تطوير عملية سياسية ، اقتصادية ، واجتماعية وتقافية وتوعوية في المجتمع . لها اصولها ومبادئها النظرية وجانبها التطبيقي، تمارس بشكل فعلي من قبل الجماهير . فهي ليست مظاهر تجميلية اذ جاز التعبير ، ولأ تقيم فقط بكثرة الصحف والمجلأت والكتب والنشر ووسائل الأعلأمية الأخرى ، بل بممارسات عملية وقبول واحترام اراء والنقد البناء من كل الأطراف الحزبية وغيرها ، والأستفادة منها بحيث تنصب في عملية تطوير المجتمع وبحيث تكون اداة لتعلم وتعويد الفرد للمشاركة في ادارة المناقشات وطرح الأراء واعطاء الصوت في الأنتخابات ، وخاصة في المسائل المهمة والمصيرية ، وليس اللجوء الى استخدام القمع والعنف والسجون ضدها .
فعلى الأدارة الفيدرالية الموحدة والجديدة، ان تتوجه نحو حل المشكلأت التي تعاني منها الجماهير الكادحة والفقيرة وخاصة المرتبطة بالمستوى الواطئ لمعيشة نسبة عالية من سكان الأقليم ، من النقص البارز في الخدمات, وخاصة الكهرباء والماء والوقود وغيرها, والتي تستثمر هي الأخرى حين يشار إلى أن المسؤولين يمتلكون الأموال لبناء القصور ودور الضيافة, ولكنهم لا يمتلكون ما يكفي من المال لتأمين الوقود والكهرباء والماء والتعليم ...الخ .وفي سياق هذه القضية، بادر السيد مسعود البارزاني رئيس اقليم كردستان العراق بشكل ايجابي للسماع الى مشكلة المتظاهرين، وتطويق الحوادث بغية عدم توسيعها وتحويلها الى اعمال العنف والشغب ، والتي تؤثر على الحالة الأمنية في المنطقة والمستفيد منها اعداء الشعب الكردي وعموم الشعب العراقي ، وأعلن ان على حكومة اقليم كردستان اتخاذ الأجراءات اللأزمة لمعالجة مطاليب المتظاهرين في ازمة الوقود وغلأء الأسعار ومشكلة الماء والكهرباء وسوء الخدمات. وفي تصريح صحفي ادلى به في مصيف صلاح الدين عقب اجتماعه مع اعضاء المكتبين السياسيين للحزبين الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني وقال" العمل على ايصال حصة الاقليم من الوقود ومراقبة كيفية توزيعها والغاء الحصص الخاصة والعمل على ايصال الكهرباء بشكل منتظم من الشبكة الوطنية الى الاقليم" .
تقديم الخدمات الأقتصادية والأجتماعية وتوفير الأمن ومطاليب الحياة المتنامية للجماهير ، وضمان مستقبل زاهر للأجيال القادمة
العمل الواسع والمنظم في عملية تثقيف الجماهير وخاصة بين الشبيبة والطلبة،وتحفيزهم على المساهمة في عملية بناء المجتمع سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا ، بحيث يشعرون بان لديهم مستقبل زاهر في الأقليم . تفعيل دور المنظمات غير الحكومية ، من خلأل تعميق الممارسات الديمقراطية ، بحيث تستطيع ان تساهم في دعم جهود المجتمع لضمان حقوقه وحماية واجباته منها حق التظاهر والأظرابات والتعبير عن الرى وممارسة النقد البناء وحرية النشر والكتابة وغيرها ، وان تنظم ذلك بقواتين عصرية وعقلأنية، تسمح للمجتمع دون عقبات بممارسته .



#صباح_قدوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة تموز تبقى خالدة الى الأبد
- التحضير الى المؤتمر الثامن للحزب الشيوعى العراقي
- سوء الأدارة الأقتصادية ، واثرها على الأجيال القادمة في العرا ...
- افاق التطورالأقتصادي في الأدارة الفيدرالية الموحدة لكردستان ...
- السفرة العلمية لطلأب الجامعة
- لتتوحد نضال الحركة العمالية والجماهير الشعبية، للتصدي للنيول ...
- الرسوم الكاريكاترية الدانماركية ، ونتائجها السياسية
- منتدى دافوس ، وقمة الفقراء بكاركاس
- الحرية للكاتب الدكتور كمال سيد قادر
- توحيد الأدارتين ، خطوة نحو البناء في كردستان العراق
- ليتعزز دور الحوار المتمدن ، في الذكرى الرابعة لأنطلأقه
- عود اليمين البولندي الى دست الحكم
- حركة من أجل الريفرندوم ، وأنقاذ الموقف
- لمزيد من التضامن مع الصديق شاكر الدجيلي
- البرلمان الكردستاني الجديد ، وافاق مستقبل الفيدرالية
- أول ايار ، يوم تضامن شغيلة العالم
- الجامعة العربية المفتوحة في الدانمارك ، وافاق تطورها المستقب ...
- استمرارية ظاهرة الفساد الأقتصادي والأداري ، قبل وبعد سقوط ال ...
- دورالمراة في العراق الحديث
- على هامش انتخابات الجمعية الوطنية العراقية 2005


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صباح قدوري - قمع المظاهرات في اقليم كردستان العراق ، بدلأ من حل المشكلأت