أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2005 يوم المرأة العالمي - صباح قدوري - دورالمراة في العراق الحديث















المزيد.....

دورالمراة في العراق الحديث


صباح قدوري

الحوار المتمدن-العدد: 1131 - 2005 / 3 / 8 - 08:44
المحور: ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2005 يوم المرأة العالمي
    


تمثل المراة العراقية 60% من المجتمع العراقي . وتعرضت خلأل العقود الماضية ، الى ابشع اشكال الأضطهاد والأرهاب والقمع والمعانات اليومية ، وذلك على ايدي النظام الديكتاتوري الدموي المقبور. مارس هذا النظام كل الوسائل الفاشية ضد الشعب العراقي ، وكانت نصيب المراة منها كبيرة . بالأضافة الى ممارسة التفرقة الواضحة بينها وبين الرجل في مجالأت السياسية ، الأقتصادية ، الأجتماعية ، التعليمية والثقافية ، الأ انها عانت كثيرا وبشكل مباشر، من جراء حروب النظام السابق ، مما اصبحت ألأف منها ارامل،عوانس، أميات ،عاطلأت عن العمل اوحزينات طول عمر حياتهن . أنعكست هذه الظاهرة ايضا اثارها الأقتصادي عليها ، بسبب فقدان مصدر رزقها الرئيسي ، وذلك من جراء فقدان زوجها اوابناءها في هذه الحروب المجنونة . كذلك مارس النظام السابق ، وتحت اشراف السفاك والمقبورعدي، ابشع اساليب الهمجية والوحشية المنافية لكل قيم الأنسانية ضدها ، من قطع رؤوس واعدام مئات من النساء على يد فدائي صدام بالسيوف ، وتعليق رؤوسهن أمام البيوت والمحلأت العامة ، تحت حجج وذرائع كاذبة ، كمحاربة الدعارة والحفاظ على قيم الأخلأقية الأصيلة للمراة العراقية

ساهمت المراة العراقية في حينه بقسط كبير في النضال ، من أجل اسقاط وأنهاء ذلك النظام الدموي ، واقامة النظام الديمقراطي ، يضمن للمواطن العراقي حقوقه ويصان كرامته ، وخاصة للمراة التي هي محرومة منها اكثر من الرجل في المجتمع العراقي . بعد قضى على الديكتاتورية ، وتشكيل مجلس الحكم الموقت ، برزت بعض المحاولأت من قبل بعض الفيئات الرجعية والسلفية ، الى الغاء قانون الأحوال الشخصية الخاصة بالمراة ، والتي تحققت بفضل نضالها الدؤب في
منجزات ثورة 14 تموز المجيدة ، وابدالها بقوانين أخرى رجعية ومتخلفة . اذ قاومت المراة العراقية ضد هذه المحاولة ، وتم افشالها وانتصرت ارادتها على الذين لأيزالون يفكرون بقمع وأضطهاد المراة . تلقت المراة في نضالها هذه الي استجابة الأف من الرجال لها ، والذين ساهموا للتضامن مع ارادتها ، ودفعها الى الأمام لتحقيق مزيد من حقوقها المشروعة. على اثر ذلك وفي عشية اصدار قانون الدولة المؤقتة ، الذي هو بمثابة الدستور الموقت ، تم بموجبه اقرار ضمان حقوق المراة في المشاركة السياسية وغيرها بشكل يتساوي مع حقوق الرجل في المجتمع باسره . وذلك من خلأل اعطاء فرصة لها للترشيح الى الجمعية الوطنية ، والمساهمة في الحكم بنسبة كحد أدنى لأتقل عن 25% . كذلك عانت المراة العراقية ، وطوال العامين المنصرمين بعد اسقاط الديكتاتورية ، ولأتزال تعاني ، وعلى ايدي السلفيين والمتخلفين والجماعات الأرهابية وبقايا عناصر البعث الفاشي ، الى هجمة شرسة أخرى على حقوقها ، من فرض الحجاب الأجباري ، ومنع الخروج الى الشوارع ، حرمان من الذهاب الى المدارس واماكن العمل ، قتل واختصاب ، قطع روؤس ورمي الجثث في الشوارع والأحياء السكنية ، وامام أنظار أسرهن وأطفالهن

ساهمت المراة العراقية بشكل فعال ومتميز، في العملية الأنتخابية التي جرت في 30 كانون الثاني/يناير2005، لأنتخاب الجمعية الوطنية العراقية . نسبة المرشحات في كثير من لوائح وقوائم الكيانات السياسية ، كانت تتجاوز النسبة المذكورة اعلأه. اشتراكها المتميز ايضا في التصويت ، والتي بلغت نسبتها 65% ممن لهن حق التصويت . اسفرت نتائجها ، بتمثيلها 29% في المجلس الوطني الجديد . كذلك لها مساهمات ايضا في التشكيلة الأدارية للحكومة الموقتة الأولى، في الوزارات والمناصب الأخرى. يجب اعطاء فرصة اكبر لها ، لكي تقلد المناصب القيادية في ادارة الدولة والممثليات العراق من السفارات والمنظمات الدولية في الخارج . مساهماتها النشطة في المناقشات والحوارات ، التي تدور في المجتمع حول امكاناتها ودورها الحقيقي في الحياة الخاصة والعامة. أنخراطها والعمل بشكل فعال في منظمات المجتمع المدني ، وكذلك الأنتماء الي الأحزاب السياسية العراقية .أقامت الجمعيات والمنظمات والروابط المهنية والنسائية لها ، لتكون منبرا للدفاع عن حقوقها ، وبالتعاون والعمل المشترك مع المنظمات النسائية التقدمية في العالم .

يجب أعطاء الأهمية الأستثنائية ، في تنشيط وتفعيل دور المراة في عملية التنمية الأقتصادية والأجتماعية . لأيزال هنالك وجهة نظر سائد في المجتمع العراقي ، على ان دور وواجبات المراة الأولية والأساسية ، هي العمل في البيت وانجاب الأطفال ، الأهتمام بخدمات الأسرة والوظائف المنزلية ، وبذلك ابعادها عن الحياة السياسية والأقتصادية . لذا تتطلب بذل جهود، من اجل اعداد برامج واضحة لتاهيلها مهنيا ، من خلأل اقامة دورات ودراسات قصيرة المدى ، بغية زجها في العمل ، ومساواتها مع الرجل في المرتبات والأجور واماكن وفروع العمل، وازالت كل فوارق الأقتصادية بينها وبين الرجل.

لأتزال تعاني المراة العراقية تفرقة واضحة في مجال التعليم . ان نسبة تفشي محوي الأمية بينها ، هي اكبر بكثير من الرجل لذا يجب ان تتعامل المراة بنفس مستوى الرجل ، من خلأل تخصيص مقاعد دراسية كافية اليها، في جميع مراحل الدراسية المختلفة ، وتحفيزها للدراسة من خلأل الدعم المادي، وضمان تامين العمل اليها بعد اكمال الدراسة ، وخاصة في مستوى التعليم الجامعي والدراسات والزمالأت العليا في الداخل والخارج . تساعد هذه الأجراءات على تخريج نسبة اكبر من كوادر النسائية في فروع العلوم المختلفة مستقبلآ ، واستثمار نتائجها في خدمة عملية التنمية الأقتصادية الحقيقية ، التي يجب ان يشهدها المرحلة القادمة من عملية بناء العراق الحديث .

رغم المنجزات التي حققتها المراة العراقية بنضالها التاريخي الطويل في العراق ، الأ انها لأتزال ليست في مستوى طموحاتها. أن النظرة الضيقة في العلأقات بينها وبين الرجل في الحياة الخاصة والعامة ،لأتزال سائدة في المجتمع العراقي ، وخاصة في المناطق النائية منه ، مما تتطلب هذه الحالة ، من بذل جهود كبيرة لأزالت كل المعوقات والمشاكل امامها ، من خلأل تفعيل دورها الحقيقي والطبيعي، ولمزيد من مساهمتها في الحياة السياسية والأقتصادية والأجتماعية . اجراء الأصلأحات المستمرة وعلى كافة الأصعدة ، وخاصة في قوانين الأحوال الشخصية، التي تتعلق بمفهوم الشراكة في الزواج والطلأق ، وماتترتب عليها من الحقوق والواجبات اتجاها ، بحيث تنسجم مع روح العصر، في بناء مجتمع مدني متحضر، يقر للمراة كافة حقوقها المشروعة . تثبيت ذلك في الدستور العراقي الدائم ، وممارستها بشكل فعلي،على اسس تعميق الديمقراطية في الحياة اليومية .

بمناسبة 8 اذار ، يوم المراة العالمي ، أتقدم باجمل واحر التهاني القلبية لكل نساء العراق وكوردستان والعالم ، ولتكن هذا اليوم ، يوما للتضامن مع المراة من اجل انهاء التميز الجنسي ، الأمية والبطالة في صفوفها ، قتل وارهاب واختصاب النساء ، وتحقيق كامل حقوقها الحضارية ، التي نصت عليها لوائح حقوق الأنسان المقررة من قبل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي .



#صباح_قدوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على هامش انتخابات الجمعية الوطنية العراقية 2005
- نتائج الأنتخابات البرلمانية 2005 في الدانمارك
- فالنصوت لقائمة أتحاد الشعب ،لأنها الضمانة الأكيدة لمستقبل عر ...
- باقة ورد روز حمراء عطرة، لصحيفة الحوار المتمدن
- المركز الثقافي المسيحي في اقليم كردستان العراق
- تفعيل مشروع الريفرندوم في المحافل الدولية
- محنة أصحاب الكفاءات ، قبل وبعد الأطاحة بالديكتاتورية
- نظام الحكم ، ومهمات اليسار في العراق
- حساب الخسائر والأرباح للنظام العراقي ، قبل وبعد أسقاطه
- ألأنتخابات الأمريكية والسياسة الأقتصادية المقبلة
- ألفيدرالية الكردستانية بين العاملين الداخلي والخارجي
- مستقبل التطور الأقتصادي في ألأدارة الفيدرالية لكردستان العرا ...
- على هامش الأنتخابات العامة في العراق
- أسرار شبكة الأسلحة النووية والبالوجية
- نحو عراق الأمل والسلأم


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- المشاركة السياسية للمرأة في سورية / مية الرحبي
- الثورة الاشتراكية ونضـال تحرر النساء / الاممية الرابعة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2005 يوم المرأة العالمي - صباح قدوري - دورالمراة في العراق الحديث