صباح قدوري
الحوار المتمدن-العدد: 878 - 2004 / 6 / 28 - 04:48
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
بعد أنهيار المنظومة الأشتراكية في نهاية الثمانينات من القرن الماضي ، دخل العالم في مرحلة
جديدة من الصراع والعنف .اذ أعلنت الولأيات المتحدة الأمريكية ، بانها تقود العالم من الناحية (النظرية) نحو ما يسمى بالنظام العالمي الجديد ،مبنيا على أسسس حماية مبادئ حقوق ألأنسان ، بناء مؤسسات المجتمع المدني ، تطوير مفهوم الديمقراطية وممارستها بشكل فعلي في الحياة اليومية ، مع مضي قدما نحو العولمة الأقتصادية ، وفرض سياسة أقتصاد السوق-الحر دون قيد وشروط ، تمهيدا للألتحاق بدعاة الفكر النيوليبرالي ، وتطبيقه في كافة مجالأت الحياة
أن تفعيل هذه اامبادئ وممارستها في الحياة اليومية،لأ يمكن ان يتم بشكل ميكانيكي.فهي ليست سلعة جاهزة حتى تصدرها الولأيات المتحدة ألأمريكية من
( دون أية مواصفات أو دليل العمل ، بل هي سيرورة ، وتشمل عناصر عديدة ، على سبيل المثال ( دون الدخول في التفاصيل
المستوى الثقافي والوعي لدى الجماهير ، درجة مساهمة أحزابها في تعبية وتوعية الجماهير ، مدى ممارسة الديمقراطية أو عدمها . ان درجة ومستوى نضوج هذه المبادئ تتوقف بدرجة كبيرة وبشكل المباشرعلى مدى تطور وتقدم هذه العناصر في سيرورتها ، والتي تساهم في عملية ترجمتها بشكل الصحيح ووضعها قيد التطبيق في الحياة اليومية
ومن هنا قد يطرح السؤال نفسه ، اين هي تطبيقات لهذه المفاهيم في ظل الظرف الأستثنائى المستمر والبالغ الصعوبة والتعقيد في العراق . فهل ان الممارسات اللأنسانية التي أقدم عليها اليوم ، عسكرين أمريكيين تجاه سجناء العراقيين في سجن ابو غريب من أساليب التعذيب والمحاربة النفسية والأذلأل الجنسي ، والتي تعتبر خرقا صارخا لأبسط مبادئ حقوق الأنسان ، وانتهاكا للقوانين واللوائح والميثاق والأعراف الدولية ، ومخالفا لمفهوم المجتمع المدني المتحضر والديمقراطية .أوان قتل عشرات
المواطنيين العراقيين الأبرياء يوميا من جراء انفلأت الأمن وألأستقرار ، او تدهور الوضع الأقتصادي ، بسسبب توقف عملية التنمية وألأستثمارات ، أرتفاع معدلأت البطالة ، تدمير البنية التحتية ، فقدان الضمانات الصحية والدراسية والأجتماعية ، أرتفاع الأسعار بشكل مستمر ،مما يرافقه من زيادة في نسبة التظغم النقدي ، تدني مستويات ألأنتاج وألأنتاجية في كافة القطاعات الأقتصادية ، هذا بالأضافة الى جملة من المشاكل الطائفية وألأثنية والدينية والسياسية ، والتي لم تعالج حتى شى بسيط منها لحد الأن ، ناهيك عدم وجود رؤية واضحة لمعالجتها في المستقبل القريب . وكذلك ان الفيدرالية لكردستان العراق ، والتي هي ثمرة نضالأت طويلة للشعب الكردي
وأعلنت ولأدتها بفضل العامل الذاتي عشية انتفاضة اذار/1991 المجيدة . واليوم نجد في ظل الحكم الأحتلأل يتعرض هذا المكسب العظيم الى هجومات وتشويهات واطلأق تسميات واعطاء الوان مختلفة لمضمونها تحت مبررات ومسميات ديماغوغية ، في الوقت الذي يدرك الكل بان صيغة الفيدرالية واحدة ، وهي تخص الشعب الكردي وتتضمن تلك الرقعة التي تعتبر جغرافيا وتاريخيا كردستان ، وليس هناك أية تسمية أخرى لها، وهي حقيقة قائمة اليوم بذاتها ضمن العراق الديمقراطي التعددي الموحد
اليست كل هذه الأمور دليلأ واضحا ، على ان الولأيات المتحدة الأمريكية ، عاجزة عن تطبيق هذه المبادئ بشكل الصحيح في ميادين الحياة . وان سياستها الديماغوغية والقياس بمكيالين في كثير من الأمور ،هي الأخرى خير دليل على ذلك
ان بعض الشعوب ، التي حرمت من تطبيقات هذه المبادئ ، بسبب تسلط الأنظمة الديكتاتورية والشمولية عليها ، ومنها العراق في ظل النظام السابق المقبور ، اذ أصبحت اليوم بامس الحاجة الى التثقيف ورفع وعيها السياسي الأجتماعي والأقتصادي ، بغية مسايرة سيرورة تطور هذه المبادئ ، وتطبيقها بشكل اقلأني ، أخذين بنظر الأعتبار مسار التطور السياسي في مستقبل العراق الحديث ، وما يستنظر من نقل السيادة الكاملة للعراقيين ، بحيث ان تكون هناك دوافع ايجابية وحرص وطني لأعادة السلطة المركزية ،وتهية الظروف الملأئمة لللأنتخابات العامة ، واعداد الدستور الدائم في أقرب فرصة الممكنة وفق تلك المبادئ . أخذ المبادرة من ألأن في طريق تهيئة وتحضير المستلزمات الضرورية لذلك ، من أجل بناء عراق الأمل والسلأم، والذي يكون مرهونة بدرجة كبيرة في أعطاء الأولوية لبناء وتطوير الأقتصاد
الوطني وذلك من خلأل
توفير ألأمن والأستقرار ، الذي يعتبر العمود الفقري ، يستند عليه مستقبل التطور الأقتصادي في العراق
نمو معدلأت مقبولة للأداء الأقتصادي ، بهدف أشباع الحاجات الملحة والمتنامية للمواطنيين في المستقبل المنظور
تأهيل القطاع النفطي ، وضمان تدفقه وتصديره من خلأل الدولة
ايجاد نوع من التوازن في السياسة الأقتصادية ، بين التخطيط المركزي واقتصاد السوق. منح قطاع العام دور الأساسي في قطاع النفط الخام ، وبعض مجالأت في اعادة بناء البنية التحتية . فسح المجال امام القطاع الخاص المحلي والأجنبي ، بان يلعب دوره وحجمه الحقيقي في الدورة الأقتصادية
العمل من أجل تاجيل أو الغاء بعض الديون والتعويضات ، التي ترتبت بذمة العراق ، من جراء سياسة حروب النظام الديكتاتوري المقبور
تامين الموارد المالية الضرورية ، عن طريق التبرعات والمساعدات وصناديق الأنماء التي تخصص للعراق ، وأستخدامها في عملية الأعمار ، وتوزيعها بشكل عقلأني وعادل على مناطق العراق المختلفة
مكافحة بشدة الفساد الأقتصادي وألأداري . ضرورة وضع قوانين صارمة بحق المخالفين والمتلأعبين والمهربين للأموال العامة ، وأعتبارها جريمة يعاقب عليها بالحبس والغرامات المالية والحرمان من بعض الحقوق المدنية والأقتصادية
أعادة بناء القطاعات الأقتصادية الأساسية - الزراعة ، الصناعة ، التجارة والخدمات- وتفعيلها للمساهمة في عملية التنمية الأقتصادية- ألأجتماعية الحقيقية. مع أهتمام الأستثنائي بالقطاع الصناعي من خلأل رفع الأداء والأنتاج والأنتاجية
تشريع قوانين الأقتصادية والمالية الخاصة بالأستثمارات ،والجمركية ، الضرائب المباشرة وغير المباشرة . تفعيل دور المؤسسات المالية والأدارية ، وخاصة البنوك منها لتلعب دورها الحقيقي في عملية الرقابة والتحكم باستخدام الموارد المالية ، بحيث تبقى نسبة فوائد الأقراض العامة عالية نسبيا ، بينما تكون نسبة الفائدة على قروض للمشاريع الصناعية والتنموية الأخرى منخفضة جدا
تحكم الحكومة في كيفية أستخدام الشركات المحلية للعملأت الأجنبية والقروض الأزمة لأستيراد التكنولوجيا في أنشاء صناعات جديدة ، وكذلك للمدخلأت المالية للمشاريع الى حين اكمالها وتصبح جاهزة الأنتاج
تعزيز العلأقات الأقتصادية مع الدول العربية والجوار. أعطاء دور فعال لمنظمات الأمم المتحدة والدول في الوحدة الأوربية ، من خلأل التعاون والتنسيق الأقنصادي ، بغية مساهمتها في عملية التنمية الأقتصادية- ألأجتماعية في العراق
أعطاء دور وحجم الحقيقي للمراة ، للمساهمة في عملية التنمية الأقتصادية -الأجتماعية ، وذلك من خلأل سن قوانين وتشريعات تقدمية ، بحيث تضمن لها حقوقها السياسية وألأجتماعية والمدنية والأقتصادية ، أسوة برجل
#صباح_قدوري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟