|
ألفيدرالية الكردستانية بين العاملين الداخلي والخارجي
صباح قدوري
الحوار المتمدن-العدد: 926 - 2004 / 8 / 15 - 12:22
المحور:
القضية الكردية
ان القضية الكردية ، كظاهرة أجتماعية موضوعية ، تتحرك بأستمرار بين العاملين الداخلي والخارجي ، وان ربط بينهما ، مع ايجاد نوع من التوازن في الممارسات وأتخاذ القرارات المصيرية ، يعطي زخما في تطور هذه القضبة باتجاه سليم ، ويبعدها عن المخاطر وألأخفاقات ، مع التاكيد على ان العامل الداخلي يلعب الدور الأساسي وألرئيسي في هذه العملية
بين حين وأخر ، نسمع تصريحات من قادة الحزبين الحاكمين في ألأدارة الفيدرالية للأقليم . ونقراء على صفحات جرائد أحزابهما، بان ( واشنطن لن تتخلى عن ألأكراد)، تدعم وتساند صيغة الفيدرالية القائمة حاليا، ولكن من دون توضيح عن ماهية ألأيات الضرورية وألأزمة بذلك ، حتى يطمئن الشعب الكردي على صحة ووأقعية هذه ألأقوال ، ومدى تأثيرها الفعلي على مسار تطور القضية الكردية في العراق . ومن هنا قد يطرح السؤال نفسه ، هل ان الفيدرالية القائمة ، هي فقط نتيجة العامل الخارجي ، أم ان ولأدتها ظهرت بفعل العامل الذاتي ، وذلك عشية أنتفاضة أذار/1991 ألمجيدة ، والمقرونة بالعامل الخارجي؟!.أليست الفيدرالية ايضا نتيجة تطور سيرورة القضية الكردية في العراق، والتي قطعة شوطا كبيرا في هذه العملية ، فالحقوق ألأدارية والثقافية ، بيان 11 أذار/1970 وصيغة الحكم الذاتي السابق ( المعترف بها قانونيا ولكن بدون محتوى الديمقراطي ) ووصولأ الى صيغة الفيدرالية كصيغة سياسية لضبط العلأقة بين المركز والأقليم على أساس ممارسة الديمقراطية أسلوبا للحكم حاليا ومسقبلأ.اليوم نجد في ظل العراق الحديث ، يتعرض هذا المكسب الى هجمات وتشويهات ومحاولة تفريغ محتويات الفيدرالية ، وأطلأق تسميات مختلفة لمضمونها ، تارة بالأدارة الفيدرالية أوالذاتية ، الفيدرالية لعموم العراق ، أوالفيدرالية الجغرافية بدون كركوك وخانقين والمناطق الكردية الأخرى التي تحررت بعد سقوط النظام الديكتاتوري المقبور، وتارة أخرى باستخدام بين حين وأخر السلوك الديماغوغي تجاة الشعب الكردي والفيدرالية ، مع موقف الصمد والتفرج للولأيات المتحدة الأمريكية وحلفائها أزاء كل هذه القضية ، لذا نجد اليوم بان الشارع الكردي في كردستان العراق قلقا جدا بشأن الفيدرالية ومستقبل تطورها ، وخوفا من صهرها في بودقة مصير العراق الحالي المجهول بسبب أستمرار الأحتلأل، وتفاقم ألمشكلأت الأمنية ،السياسية ، الأقتصادية ألأجتماعية يوما بعد اليوم ، وأعتماد مسار تطورها السياسي، بدرجة كبيرة على العامل الخارجي ، وخاصة على الولأيات المتحدة الأمريكية .وممكن ان نشبهه اليوم حالة الفيدرالية بتلك الحالة عندما كان العراق عضوا في حلف بغداد ، وكذلك أقتصادة كان مرتبط بالكتلة الأسترلينية ، فكل أزمات أصابها هذة الأحلأف ، أنعكست وبشكل سلبي على دولة العراق وشعبه
لذا ان الشعب الكردي ، يرى بان قضية ألفيدرالية ، هي وقبل كل شى قضية داخلية ، ويعود له وحده حق أقرار شكلها ومحتوياتها ، على أساس بناء الكيان السياسي والقومي على الرقة التي تعتبر تاريخيا وجغرافيا كردستان ، وأقرار ذلك بطريقة الأستفتاء (الريفرندوم ) من قبل الشعب نفسه ، ومن ثم أختيار الصيغة الملأئمة للعمل مع الحكومة المركزية العراقية . وقد أنعكس هذا المفهوم بشكل واضح ، عندما ساهم الشعب الكردستاني بجمع ما يقارب من مليونين توقيع لهذا الموضوع ، ألأ انه مع ألأسف الشديد حفظة أستمارات هذه التواقيع في الأرشيف ، وبذلك سكتتت صوت الشعب
أما السياسة العامة للقيادات الكردية ، والتي تعطي الشرعية لنفسها بان تتفاوض مع المركز ، تستند على ضمان تثبيت صيغة الفيدرالية القائمة حاليا ، وربط مستقبل تطورها السياسي ، الأداري ، الجغرافي ،الأقتصادي ، الأجتماعي والقومي ، بمسار التطور السياسي في العراق ، بأعتبارها قضية عراقية أكثر من كونها داخلية ، وتثبيت ذلك في الدستورالعراق الدائم .كما وليست هناك لحد الأن اية محاولأت من جانبها ، لأعطاء بعد دولي لهذه القضية ، أو حتى جمع شمل الخطاب السياسي الكردي ، عن طريق عقد مؤتمر وطني كردستاني ، وبمشاركة كافة الأطراف المعنية ، والتوسيع في الحوار المتمدن ووممارسة الديمقراطية والشفافية في العلأقات والعمل مع الشعب ،وأشراكه بشكل المباشر في عملية أتخاذ القرارات المصيرية ، ، ولتكون لهذه القيادة رؤية واضحة بشان مسار تطور سيرورة القضية الكردية في العراق بشكل خاص ، وباقي أجزاء أخرى من كردستان بشكل عام ، وطرح القضية في المحافل الدولية ، من أجل ايجاد الحل السلمي لها في المسقبل القريب
والخلأصة نستطيع القول ، بان الطريقة الوحيدة أمام الشعب الكردي ، في ضمان تحقيق طموحاته القومية المشروعة في بلورة مفهوم الفيدرالية في جوهره السياسي والقومي والأداري والتنظيمي والجغرافي ، كتعبير عملي عن حق الشعب في تقريرمصيره في هذه المرحلة، وعن خياره الطوعي في التعايش وأتفاق وتقاسم السلطة والموارد ، وتكريس هويته القومية في أطار العراق الحديث ، هي المساهمة النشطة والفعالة في المشاركة ، وألأختيار لممثله الحقيقي وايصاله الى البرلمان الجديد المزمع أجراءه في المستقبل القريب ، اذ لأبد ان يحل مشكلة تقاسم السلطة ، التي لأتزال قائمة لحد اليوم ، وتقف حجر عثره أمام تطور القضيية الكردية ومستقبلها المنظور
#صباح_قدوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مستقبل التطور الأقتصادي في ألأدارة الفيدرالية لكردستان العرا
...
-
على هامش الأنتخابات العامة في العراق
-
أسرار شبكة الأسلحة النووية والبالوجية
-
نحو عراق الأمل والسلأم
المزيد.....
-
العفو الدولية: الحق في الاحتجاج هام للتحدث بحرية عما يحدث بغ
...
-
جامعات أميركية تواصل التظاهرات دعماً لفلسطين: اعتقالات وتحري
...
-
العفو الدولية تدين قمع احتجاجات داعمة لفلسطين في جامعات أمري
...
-
اعتقالات بالجامعات الأميركية ونعمت شفيق تعترف بتأجيجها المشك
...
-
منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال
...
-
ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ
...
-
العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على
...
-
إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
-
العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق
...
-
-سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا
...
المزيد.....
-
سعید بارودو. حیاتي الحزبیة
/ ابو داستان
-
العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس
...
/ كاظم حبيب
-
*الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 *
/ حواس محمود
-
افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_
/ د. خليل عبدالرحمن
-
عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول
/ بير رستم
-
كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟
/ بير رستم
-
الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية
/ بير رستم
-
الأحزاب الكردية والصراعات القبلية
/ بير رستم
-
المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية
/ بير رستم
-
الكرد في المعادلات السياسية
/ بير رستم
المزيد.....
|