أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلمى الخوري - متى نفهم ؟؟














المزيد.....

متى نفهم ؟؟


سلمى الخوري

الحوار المتمدن-العدد: 6976 - 2021 / 8 / 2 - 01:48
المحور: الادب والفن
    


صورة من الذكريات

كانت تلهث وهي تركض بنوع من الخوف والقلق نتيجة التأخر للوصول
الى قاعة الأمتحان في السنة النهائية من المدرسة المتوسطة . وما أن
أجتازت الباب الرئيسي المؤدي الى المدخل ثم الى قاعة الأمتحان والتي
هي أساساً قاعة تتوسط البناية وتحيط جوانبها الأربعة غرفة مديرة
المدرسة والذي باب هذه الغرفة يقع في الممر الرئيسي للبناية ثم غرفة
المدرسات بجانبها ثم يلتف الحائط لتقابل باب المختبرالذي يستخدم
للتجارب العلمية البسيطة وبجانبه الدرج الذي يقود الى الطابق الأول
وعلى الجانب الثاني من الدرج الممر الذي يقود الى الساحة الخلفية
التي تخلد إليها الطالبات للأستراحة واللعب في أوقات الفرص بين
الدروس ، والضلع الثالث من البناية غرفة المكتبة وبجانبها غرفة
للصف الثاني المتوسط ، ثم الضلع الرابع يحتوي صف لطالبات الثالث
المتوسط وملخص الكلام أن هذه المدرسة المتوسطة لم يكن بناءها
مصمم أساساً كمدرسة وإنما بيت له بعض السعة أستأجرته مديرية
التربية والتعليم لتستخدمه كمدرسة متوسطة للبنات .
كان اليوم هو أمتحان طالبات الصف الثالث المتوسط ، وساعة الأمتحان
تبدأ في الساعة الثامنة صباحاً ومادة الأمتحان هي درس الفيزياء ،
ولكون عدد الطالبات في الصفوف مكتظ قياساً لما يجب عليه أن يكون
بشكل يعطي المساحة وحرية الحركة للطالبات ، فعدد الطالبات في
الصف الواحد ما يقارب 45 طالبة وكل ثلاث طالبات يجلسن على
مسطبة واحدة ، وفي الغالب يجدّن صعوبة في فتح كتبهن كثلاثة على
سطح المسطبة ، لذا عمدت الإدارة في الأمتحان لنهاية السنة أن تستغل
مساحة القاعة لتفرق المساطب التي أستعارتها من بقية الصفوف حتى
تؤمن أن لا يحدث فرصة للغش والنقل من بعضهن البعض أثناء الأمتحان .

كنت قلقة على غياب زميلتي في الصف ونحن نستلم الأسئلة وهي لم
تحضر بعد ، وبعد حوالى الربع ساعة لمحتها ونحن في مواجهة المدخل
الرئيسي والمديرة تتحدث إليها ، كانت زميلتي ترتجف وجلاً وكانت تمسح
عرق جبينها بعد أن أزاحت عباءتها عن رأسها ووقفت مديرة المدرسة
أمامها وهي تحدثها بلهجة فيها الحدة والعتاب وهي تقول لها :
- هل تتصورين أننا نلعب ؟؟ ألا تعرفين أنه لا يجوز للطلبة أن يتأخروا
عن موعد الأمتحان ولا دقيقة ، وها قد مضى على توزيع الأسئلة 15
" خمسة عشر دقيقة " وبهذا لا يحق لك دخول القاعة وأستلام الأسئلة .
وكانت مدرسة الفيزياء واقفة بين صفوف الطالبات الممتحنات لمراقبتهن
وأثارها قرار المديرة فأسرعت بخطاها الحثيثة وتقدمت الى بداية القاعة ،
وكلمت المديرة بأسلوب مؤدب ،
- حضرة المديرة أسمحي لطالبتي هذه أن تدخل وتقدم أمتحانها.
ردت عليها المديرة : طلبك غير مقبول والقرار قراري .
- قرارك رسمي ، ولكن لكل قرار له ظروفه وأحكامه وهذه الطالبة لا يمكن
ان تحرم من أمتحانها وتعاقب على تأخرها، وقاطعتها المديرة
- لماذا ؟؟ سألت المديرة بإندهاش ،
- عندما تعرفي السبب سيبطل العجب ، كما يقول المثل .
وأكملت مدرسة الفيزياء كلامها " دعيها تأخذ مكانها بداية وتبدأ أمتحانها
بأخذ الأسئلة ثم أشرح لك ظرفها لتتبيني ما تعانيه هذه التلميذة النشطة .
وأستمرت المديرة بتعندها وأصرارها على قرارها .
ردت عليها المدّرسة
- يا سيدتي مديرة المدرسة ، هل تعلمين أن هذه الطالبة هي من المتقدمات
في الصف بحصولها دائما على نتائج جيدة رغم أنها تعاني من مأساة اليتم،
لقد فقدت والديها من جراء حادثة سير قبل سنتين ، وهي الآن بعمر خمسة
عشر سنة وهي الآن مسؤولة عن إعالة اخوين أثنين لها وأختها وكلهم أصغر
منها سناً ، فهي الأم والأخت والتلميذة النشطة ، فعليها أن تطبخ لهم وتنظف
البيت وتغسل ملابسهم وتراقب تصرفاتهم وسلامتهم ليسيروا في الطريق
الصحيح في هذه الحياة الصعبة فكيف بها أن تتدبر الوقت والمسؤوليات الجسام
الملقاة على كاهلها ؟؟؟؟؟
وأكملت مدّرسة الفيزياء ، ألا تستحق هذه التلميذة أن ينظر لها بشكل خاص
لإعانتها ومساعدتها على هذا العناء والمسؤولية الجسيمة التي تعيشها ،
وألتفتت الى الطالبة موجهة لها الكلام :
- أدخلي أبنتي ولك الموفقية والأمتحان ينتظرك .
و كانت مدّرسة الفيزياء متعجبة لعنجهية المديرة وتخلفها في الحكم على
تلميذة مراهقة يقع على عاتقها مسؤوليات جسام فوق طاقة عمرها ، وهي
لا زالت في طور الدراسة . لماذا لم تأخذ المديرة هذه الطالبة الى غرفة
الإدارة وتحاول أولاً التعرف عن سبب تأخرها عن الإمتحان وتتعرف
الى ظروفها العائلية حتى تحترم مأساتها ، فالحكم والقرار يكون حسبما
يتطلب الحدث من حل يناسبه .
كم نتمنى أن يكون الوعي والسلوك الصحيح هو الذي يحكمنا ، لا الجهل
والعنجهية التي نحياها في مجتمعاتنا الشرقية .



#سلمى_الخوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وهي مندهشة
- يلا حجية
- الحرب والحب
- بماذا تفكرين ؟ ماذا بك ؟
- هل تراني !!؟؟
- آلو ….
- أسئلة للأدانة
- ماما هذولة الكفار ؟
- القفص الزوجي
- القتل الأهوج
- أنكتة هي ؟
- أنا والله
- خيبة أمل
- واعجبي
- صانع الأقدار
- التجربة
- القمر شاهد
- لا أحد يطالك
- هولاء نجومي
- القدر


المزيد.....




- إلغاء حفل النجمة الروسية -السوبرانو- آنا نيتريبكو بسبب -مؤتم ...
- الغاوون.قصيدة مهداة الى الشعب الفلسطينى بعنوان (مصاصين الدم) ...
- حضور وازن للتراث الموسيقي الإفريقي والعربي في مهرجان -كناوة- ...
- رواية -سماء القدس السابعة-.. المكان بوصفه حكايات متوالدة بلا ...
- فنانون إسرائيليون يرفضون جنون القتل في غزة
- “شاهد قبل أي حد أهم الأحداث المثيرة” من مسلسل طائر الرفراف ا ...
- تطهير المصطلحات.. في قاموس الشأن الفلسطيني!
- رحيل -الترجمان الثقافي-.. أبرز إصدارات الناشر السعودي يوسف ا ...
- “فرح عيالك ونزلها خليهم يزقططوا” .. تردد قناة طيور الجنة بيب ...
- إنتفاضة طلاب جامعات-أمريكا والعالم-تهدم الرواية الإسرائيلية ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلمى الخوري - متى نفهم ؟؟