أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضوان - سيادة الحق الإلهي في الإسلام














المزيد.....

سيادة الحق الإلهي في الإسلام


محمد رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 6973 - 2021 / 7 / 29 - 14:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل توجد نظرية سياسية للحكم في الإسلام؟
هل يمكننا أن نسمي العلاقة بين الحاكم والمحكوم في ظل الدولة المسلمة بموجب " دستور" بأنها علاقة تعاقد في حين ان فكرة العقد الإجتماعي قائمة علي أن القانون والنظام السياسي العام ليسا طبيعيين وانما هما من إختراع البشر؟
هل يمكن أن تنشأ علاقة تعاقدية " اختراع بشري" تقوم علي إستمداد السيادة من الحق الإلهي؟
في الواقع لا يمكن نظريا او عمليا تحقيق ذلك الإندماج بين مصدرين للسيادة في جسد سياسي واحد، لا يمكن أن تقوم رابطة تفاعلية بنفس الجسد السياسي ما بين ( الشعب صاحب السيادة، إن الحكم الا لله) لا يمكن لأحدهما أن يقوم علي الآخر كما لا يمكن التسليم بوجوب إندماجهما لكون النظرية الأساسية والوحيدة التي نشأت عبر التاريخ للحكم في الإسلام قائمة علي العهد وليس التعاقد، فمثلا التعهد بدفع الضرائب هو إمتداد للتعهد بدفع الجزية، لم يسبق ولم يكن ممكنا ان تُدفع الجزية بالإتفاق الحر المتبادل وانما بتعهد المهزوم الضعيف بالإلتزام ما تم الإتفاق عليه مسبقا وإقراره، لا يمكن أن تسمي تلك الحالة ( حالة تعاقد).
ولما كان التعاقد ينبع من إقرار بتنازل الطرفين لتحقيق الإتفاق كان ذلك غائبا تماما في حالة التعهد الذي نشأ من إقرار بتنازل طرف واحد لحساب الطرف الآخر، بجانب ان التعهد الناشيء بموجب الحق الإلهي يتعارض كليا مع التعهد الناشيء بموجب الإتفاق فيما يتعلق بحفظ الذات، ففي حالة التعاقد يمكن إعادة النظر في الوعود الباطلة كالوعد بعدم الدفاع عن النفس بالقوة ضد القوة وهو الأمر غير الممكن في حالة التعهد ويمكن إستنتاج أن القوة الناشئة من الحق الإلهي في الإسلام تُنقل بإستمرار في صورتها الأساسية علي هيئة تعهد سابق وليس إتفاق حر سابق ولذلك لا يمكن في ظل القانون المدني في الإسلام أن يُستمد شرعية من أي إتفاقيات لاحقة علي التعهدات التي قامت عليها تلك القوة في الأساس، ولما كانت تلك القوة هي نفسها ناشئة بتعهد يبطله حالة القانون المدني دائما أصبح كل محاولة لدمج مصدر السيادتين أمر مستحيل، فلا يمكن إنتقال حق في حالة القانون المدني/ التعاقد اذا ما كان باطلا.
إن كل إقرار بسيادة الحق الإلهي هو إقرار بنقض كل سيادة اخري تخالفه والعكس، فاذا امكننا التأكد والتسليم من قبول الله لعهدنا معه أصبح ذلك العهد حق قابل للإنتقال فور الإلتزام به وبالتالي تقف سيادة القانون الوضعي/ المدني عند حد التعارض والنفي، فسيادة القانون الوضعي بوصفها تفويض متبادل للحقوق لا يمكنها ان تقوم علي تعهد مع الله او وكلاءه وانما علي عقد صريح متبادل، الأمر الثاني الذي يؤكد إنفصال وتضاد السيادتين هو ان حين لا يكون تفويض الحق متبادلا وانما منتقل فإن هذا لا يكون عقدا بل عطاء مجاني، وبالتالي فكل قانون يستند علي العطاء المجاني لا يمكن ان يستمد او يُمد من/ الي قانون يستند علي تفويض متبادل للحقوق وإلا اصبح لدينا جسد مشوه يتغذي علي نفسه في مسار مستمر نحو الإضمحلال التام .
إن العهد القائم علي الخوف ملزم بالضرورة، هذا أمر ممكن فهمه والتسليم به في نطاق الحق الإلهي لكن ما لا يمكن فهمه هو محاولة إقرار ذلك الأمر ضمن قانون مدني يجعل من الإلتزام بتنفيذ العهد مستحيل لأنه لا يمكن في حالة القانون المدني الا أن يكون هذا التعهد باطلا دائما، لأن في كل حالة ظهور سبب او واقع جديد لإرادة عدم إنجاز التعهد يبطل التعهد من تلقاء نفسه بقوة القانون المدني لكنه يظل قيد التفعيل بقوة الحق الإلهي دائما وابدا، كيف يمكن دمج السيادتين؟
إن تعهد الحكم لله يتطلب بنفس القدر تعهد بنفي قوة الكلمات المشتقة من التفسير البشري لكلام الله، فلا يمكن لتلك الكلمات ان تتمتع بنفس سيادة كلام الله والا أصبح كل إلتزام بعهد بين البشر هو نفسه إلتزام بالتعهد مع الله وهو الأمر الذي لا يمكن التأكد منه الا بنفي سيادة التفسير البشري بأكمله، وحيث يكون هناك خوف من عدم إنجاز التعهد بالحق الإلهي المنقول تصبح كل ثقة متبادلة قائمة علي عقد إجتماعي يستمد قوته من التفسير البشري باطل وبالتالي اذا سلمنا بتطابق او تساوي الكلمات البشرية المفسرة لكلام الله مع كلام الله ذاته فإننا نذهب بالقول أن كل تعهد مع الله قائم علي التفسير البشري ( القانون الوضعي) هو باطل بسيادة الحق الإلهي دائما .



#محمد_رضوان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التضامن الإجتماعي ولاجدوي تسلسل السلطة كعلة للتطور الحضاري
- الجمهورية الملكية الكرتونية المصرية .
- الجهاز البيروقراطي المصري والنظام الإجتماعي.
- الإشتراكية التحررية!
- الدولة كتنظيم اجتماعي بين التاريخ والمستقبل
- حياه في نار جهنم


المزيد.....




- هل تتدخل أمريكا عسكريًا في إيران بشكل مباشر؟ المتحدثة باسم ا ...
- حرب إسرائيل وإيران.. من يتكبد خسائر أكبر؟
- لبحث تطورات الشرق الأوسط.. قائد الجيش الباكستاني يلتقي ترامب ...
- مشاركة أمريكا في نزاع إيران وإسرائيل.. ترامب سيقرر في أسبوعي ...
- وصول دفعة ثانية من الألمان العالقين في إسرائيل.. والألمان في ...
- البيت الأبيض: ترامب لا يخشى استخدام القوة ضد إيران إذا لزم ا ...
- لقطات جديدة توثق دمارا هائلا لحق بمعهد -وايزمان- إثر صاروخ إ ...
- نفاد الحليب في غزة يهدد حياة الرضع
- -نيويورك تايمز-: إيران قد تشل حركة البحرية الأمريكية إذا أغل ...
- الحرس الثوري يعلن استهداف إسرائيل بطائرات مسيرة قتالية تطلق ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضوان - سيادة الحق الإلهي في الإسلام