أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضوان - الجهاز البيروقراطي المصري والنظام الإجتماعي.














المزيد.....

الجهاز البيروقراطي المصري والنظام الإجتماعي.


محمد رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5747 - 2018 / 1 / 4 - 21:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الجهاز البيروقراطي المصري ذلك التنين العملاق الميت القابع علي أجسادنا والمتغذي علي أرواحنا والمحطم لإرادتنا، هذا الجهاز المتضخم الذي يستنفذ الموارد الطبيعية علي نحو كارثي .
لن أتحدث عن الفساد فكل ترهات الفساد تلك هي وسائل ضغط ضمن التنافس الرأسمالي وهو طبيعة مكونة لأي جهاز بيروقراطي وليس شئ يميز ويختص به الجهاز البيروقراطي المصري كأحد العيوب التي يشير إليها كل منافس علي الوصول لإدارته، لكن ما يميز هذا الجهاز الضعيف منعدم الكفاءة مطلقاً هو قدرته الهائلة علي التضخم الي ما لا نهاية وعدم إمكانية وقف او تقليص ذلك التضخم العددي مهما كبرت وعظمت الإرادة السياسية الطامحة في السيطرة عليه .
الجهاز البيروقراطي بطبيعته عبر التاريخ كفاءته كانت تتحدد عبر وسيلة تقليدية وهي ان الجسد السياسي بأكمله يظل يتوسع في رقعة سيادته جغرافياً بالغزو فكانت الحاجة لزيادة عدد الجهاز البيروقراطي حاجة ضرورية لتغطية كافة الأراضي الجديدة التي تدخل تحت نطاق السيادة السياسية، فيكون الجهاز قادر علي ممارسة مهامه المختلفة علي جميع الاقاليم التابعة للجسد السياسي بأكمله .
لكن مع تطور المجتمعات ومع سقوط واضمحلال طبقة النبلاء وسيطرة البرجوازية علي الجهاز البيروقراطي أدركت البرجوازية أن التوسع الجغرافي العسكري وسيلة ذات كفاءة محدودة وذات ضرر كارثي اقتصاديا ًوعسكريا ً خصوصا ً بعد الحرب العالمية الثانية فكان لابد من إخضاع طبيعة الأجهزة البيروقراطية التي تميل نحو التوسع بصفتها شمولية بالقوانين والمنظمات الدولية، فأختفت الحاجة لزيادة عدد الجهاز البيروقراطي لأن هنا تضخمه يعيق ممارسته لمهامه .
لكن هذا ما لم يحدث للدولة المصرية التي انشأها "محمد علي " فإحتفظت مع مرور الزمن بتلك الآلية- آلية تضخم الجهاز- او بالأحري ظل الكثير مما تبقي من الجهاز البيروقراطي لدولة محمد علي الارستوقراطية التوسعية كما هو عبر التاريخ الي الأن لأن لم تظهر طبقة برجوازية حقيقية في مصر تسيطر علي الجهاز البيروقراطي وتطوعه لمصالحها الطبقية بل ظهرت طبقة بديلة في١٩٥٢ تحمل في جوهرها مشروع طبقة حاكمة بأسم الملكية الخاصة، فأحتفظت بنفس آليات وهيكلة الجهاز البيروقراطي للعصور الوسطي الي الأن لأنها تحتاج الي ذلك ولأنه يتناسب مع طبيعة مصالحها كطبقة بأسم الملكية الخاصة، تحتاج لوجود واستمرار ذلك الجهاز بنفس هيكتله القديمة، فتحديثه يعني بالضرورة تناقض واضح مع مصالح تلك الطبقة الحاكمة .
فالجهاز البيروقراطي المعاصر هو ما يشمل الجيش كجزء منه وموارده تكون خاضعة له بغض النظر عن ماهية الإرادة السياسية المسيطرة، الجهاز البيروقراطي المعاصر طبيعة تكوينه تتعارض كلياً مع النظام الإجتماعي السائد القائم في مصر وهو الذي يحدد شكل وطبيعة عمل ذلك الجهاز .
لذلك مهما تضخم ومهما انعدم من كفاءة ومهما عاني من ضعف وهشاشة فذلك لا يشكل اي عائق امام تلك الطبقة او أمام إستمرار حركة النظام الإجتماعي المصري، حتي وإن شكل عائق للمجتمع والفرد، ستظل تلك الطبقة العسكرية المهيمنة تدافع عن بقاء ذلك الجهاز كما هو دون إصلاح او تغيير ولو في جزء صغير منه بل ان اي محاولات لإصلاحه مصيرها الحتمي الفشل.



#محمد_رضوان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإشتراكية التحررية!
- الدولة كتنظيم اجتماعي بين التاريخ والمستقبل
- حياه في نار جهنم


المزيد.....




- بيت ديفيدسون ينتظر مولوده الأول من شريكته إلسي هيويت
- راجت إحدى أغانيها على تيك توك مؤخرا.. وفاة كوني فرانسيس عن ع ...
- أردوغان: الهجمات الإسرائيلية على سوريا تُهدد المنطقة بأكملها ...
- محلل درزي سوري لـCNN: إسرائيل لا تحمي الدروز.. وتستخدم السوي ...
- زعيم الحوثيين يجدّد وعيده للسفن المتّجهة إلى إسرائيل ويحذّر ...
- أطفال من حمض نووي لثلاثة أشخاص، اختراق طبي للقضاء على مرض ور ...
- صفقات عاجلة.. لماذا قررت إسرائيل رفع إنفاقها الدفاعي؟
- الناجية من الهولوكوست أنيتا لاسكر في عيد ميلادها المئة
- سباق فرنسا للدراجات: السلوفيني بوغتشار يبتعد في الصدارة إثر ...
- حريق الكوت.. النار تفتك بالمتسوقين وغياب الطوارئ يعمق المأسا ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضوان - الجهاز البيروقراطي المصري والنظام الإجتماعي.