أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علا مجد الدين عبد النور - الخروج من اللعبة (3)














المزيد.....

الخروج من اللعبة (3)


علا مجد الدين عبد النور
كاتبة

(Ola Magdeldeen)


الحوار المتمدن-العدد: 6972 - 2021 / 7 / 28 - 22:37
المحور: الادب والفن
    


حروب الحياة
على الرغم من أن الأرض معروفة بـ “الكوكب الأزرق” بسبب لون المياه الظاهر بوضوح على خريطتها إلا أن ما يقرب من 97.5% من المسطحات المائية مالحة أو ملوثة, لذلك تشارك خمسا سكان العالم في ثلاثة أخماس المياة المتدفقة من الأنهار ,و قد شهدت منطقة وادي النيل التي تشمل مصر والسودان، أقدم حرب مسجلة في تاريخ البشرية للصراع على منطقة جغرافية بسبب تغير المناخ من الجفاف الشديد إلى الرطوبة الشديدة قبل أكثر من 16,000 عام في حروب منطقة "جبل الصحابة" .
كما وقعت أول حرب معروفة على المياه حوالي 2500 ق.م بين مدينة “لجش – تل الهبا حاليًا” ومدينة “أوما – تل جوخة حاليًا” في أقدم الحضارات الإنسانية: الحضارة السومرية بالعراق.
سلاح المياه هو المصطلح الجديد الذي تبنته منطقة الشرق الأوسط، لتندلع الحروب بين المزارعين وسكان المدن، بين المجموعات العرقية، بين المستفيدين من منبع ومصب النهر نفسه. فحرب سوريا الأهلية مثلاً راى بعض العلماء أن تغير المناخ الذي أدى إلى شحّ المياه أوقع السكان في حالة من الركود والفقر، وهي من أهم أسباب اندلاع ثورة سوريا.
تحدّ كبير واجه المنطقة العربية وادى لحروب على المياه المتبقية مع ازدياد عدد السكان بشكل مخيف بين خمسينات القرن الماضي واليوم. سكان سوريا قفزوا من 3.5 مليون إلى 22 مليون ثم 43 مليون في العام 2050، مصر من 20 مليون إلى حوالي 85 مليون و140 مليون في منتصف القرن االماضي ، اليمن من 4.5 مليون إلى 25 مليون و52 مليون في الخمسينات من القرن الماضي ، وكلها دول تستخدم حجم مياه أكثر من طاقتها.
في سنة 2020 استخدم فريق من العلماء من مركز الأبحاث المشترك التابع للمفوضية الأوروبية (JRC) تقنية جديدة للتعلم الآلي لتحديد "الظروف المسبقة والعوامل" التي قد تؤدي إلى استنفاد موارد المياه في مناطق معينة، خاصة تلك التي تحتوي على مصادر مياه مشتركة مع الدول المجاورة.
وأكد الباحثون أن العاملين المسيطرين اللذين يقودان إلى "الحروب المائية -السياسية"، هما تغير المناخ وزيادة الكثافة السكانية.

( خروج إرادي من اللعبة)
ومع إنفجار حروب المياة منذ العام 2050 كان على البشر التوقف عن التناسل سواء داخل مؤسسة الزواج التي إنهارت بالفعل أو خارجها بعلاقات إنقرضت بسبب الحرب التي قضت على ربع سكان الكوكب و الجوع الذي قضى على الربع الآخر من سكانه , وهكذا أصبحت الحاجة ملحة بإلغاء الزواج رسمياً فتحول إلى جريمة أمن كوني تقضي بإعدام مرتكبيها .
بعض الدول آثرت ان تعقم سكانها لضمان عدم ولادة أجيال جديدة تعجز عن إعاشتها , مميتين شعوبهم بأيديهم مقررين الخروج من لعبة الحياة الأرضية بإرادتهم , نعم لن تقوم الساعة كما جاء في الكتب المقدسة , لن يأخذ الله الأرض ومن عليها , لن يستمر الإنسان في هذه اللعبة بسذاجة كبش يضاجع نعجته قبل ثوان من نحره , آملا في استمرار نسله علهم يواجهون مصيراً أفضل منه , وهذا ما لم يحدث ابداً .
وهكذا تمرد الإنسان على خالقه بدورانه حول فخ الحب والتناسل , مقرراً أن ينهي هذه اللعبة الآن , فلتقم الساعة ولتأتي الجنة والنار ليحتل كل إنسان مسكنه الجديد وإلى الأبد .

ياسر
كان يسرع الخطا مع الرجال إلى قائد المخيم الذي جمعهم ليحدثهم في أمر الرضيع , مدعياً الثبات والذهول بينما كان رأسه ينصهر بحمم أسئلة لا جواب لها
كيف نجيا ؟ وأين هي ؟ ولم اعادته بهذا الشكل ليموت مرة أخرى ؟ ماذا تريد ؟
وصل إلى خيمة الشيخ محمد الذي وضع الصغير على أريكته محاولاً إسكاته ببعض قطرات مشروب الأعشاب الدافىء , تجمع الرجال فوقف الشيخ محمد مخاطباً :
يا رجال , لقد وجدنا هذا الصغير بالقرب من المخيم ولا يتطلب الأمر منا الذكاء لنعرف أن والده بيننا, تعرفون اننا لم نختر أن نخصى كما فعلت دول الكفر عل الله يحدث بعد ذلك أمراً ونعود لحياتنا السابقة , ولكنكم تعرفون جيداً القانون فإما نقتل الطفل أو ليتقدم ذلك الأب الجبان ويفتدي ولده بحياته هو , على أحدهما أن يموت ولست انا من سيقرر هذا , بعد يومين ستفتح مقابرنا لدفن أحدهم .
إنصرف الرجال يثرثرون فيم حدث , البعض يضحك حاسداً إبن المحظوظة الذي طال إمرأة حقيقية من لحم ودم , و هم يضاجعون العرائس الصينية لسنوات حتى زهدوها , فليمت هو وما حاجته للحياة بعد ان ذاق احلى متعها , بينما إعترض آخرون على فكرة القتل , لم عليهم أن يقتلوا أحدهم هذا لا يرضي الله و إنه طفل واحد أنعجزعن إطعامه وحتى إن عجزنا فلنرسله إلى أمه في مخيم النساء لترعاه .

اعد الشيخ محمد جواده وانطلق إلى مخيم النساء , عليه ان يعرف من هي الام علها ترشده إلى الوالد وتنتهي القصة , كما على الست مريم أن تعلم ما يدور في مخيمها , لتقرر هي العقاب المناسب لهذه الساقطة التي ابلتنا جميعاً بهذه البلوة المسيحة .

موسى
في أحد الكهوف قبعت ليلى تأكل بعض التمرات التي جمعتها , تعاني عطشاً يجفف شرايينها , يستجمع قوة إستهلكتها في الافاقة من لكمة ياسر الغادرة , وبالحفر لإعادة ولدها من الموت وبالمسير به حتى مخيم الرجال لتترك ولدها كما فعلت ام موسى من قبل تاركة نبي الله بين فكي فرعون (عدوها وعدوه) ليربيه .
تعرف جيداً ان ابنها لن يموت , أرسلته ليفضح ذلك القاتل الجبان الذي افرغ شهوته وقذف بنطفته ولم يتحمل رؤيتها تتجسد امامه بشراً بأمر الله .
ثقلت يدها فأسقطت التمرات واستسلمت للنوم تحلم بأنهار الماء البارد تجري من تحتها ..
,,,,,,,,,,,,,,,,, يتبع



#علا_مجد_الدين_عبد_النور (هاشتاغ)       Ola_Magdeldeen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخروج من اللعبة ٢
- الخروج من اللعبة
- هل كنت لتستمر؟
- ( هل أفقد ترتيل كلمات الله تأثيرها ؟ )
- لم تخبرني , ماهو إسمك؟!
- بعيداً عن تحليل الخبراء ..أحمد مراد يبدع من جديد في (لوكانده ...
- إليك قلمي أكتب
- قبل أن تقول أحبك !!
- إبريل غلاسبي.. سفيرة الجحيم
- ثروات ننسى جمعها!!
- مشهد الممرضة في في مستشفى الحسينية متوقع وسيتكرر
- دعوة للصحوة في كتاب - كن أنت -
- إعتياد
- ميلاد
- ليس دفاعا عن محمد رمضان، عندما يكون الصيد في الماء العكر فاض ...
- ليس توحيدا وما هو بنور


المزيد.....




- وفاة الفنانة السورية القديرة خديجة العبد ونجلها الفنان قيس ا ...
- مطالبات متزايدة بانقاذ مغني الراب الإيراني توماج صالحي من ال ...
- -قناع بلون السماء- للأسير الفلسطيني باسم خندقجي تفوز بالجائز ...
- اشتُهر بدوره في -أبو الطيب المتنبي-.. رحيل الفنان العراقي عا ...
- عبد الرحمن بن معمر يرحل عن تاريخ غني بالصحافة والثقافة
- -كذب أبيض- المغربي يفوز بجائزة مالمو للسينما العربية
- الوثائقي المغربي -كذب أبيض- يتوج بجائزة مهرجان مالمو للسينما ...
- لا تشمل الآثار العربية.. المتاحف الفرنسية تبحث إعادة قطع أثر ...
- بوغدانوف للبرهان: -مجلس السيادة السوداني- هو السلطة الشرعية ...
- مارسيل خليفة في بيت الفلسفة.. أوبرا لـ-جدارية درويش-


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علا مجد الدين عبد النور - الخروج من اللعبة (3)