أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد شيخو - ثورة الشعب التونسي على الإخوان ، إزالة أدوات العثمانية الجديدة...النهضة نموذجاً















المزيد.....

ثورة الشعب التونسي على الإخوان ، إزالة أدوات العثمانية الجديدة...النهضة نموذجاً


أحمد شيخو
كاتب وباحث سياسي

(Ahmed Shekho)


الحوار المتمدن-العدد: 6972 - 2021 / 7 / 28 - 01:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لاشك أن ماصدر عن الرئيس التونسي قيس سعيد من قرارات حول إعفاء رئيس الوزراء هشام المشيشي وتجميد عمل البرلمان لمدة 30 يوم ورفع حصانة كل النواب وتوليه السلطة التنفيذية وكذلك إعفاء وزيري الدفاع والقضاء ومنع السفر للنواب والوزراء وغيره من القرارات وفق المادة 80 من الدستور الذي تم وضعه عام 2014 حتى بحضور وتأيد حركة النهضة له ، يشكل بداية ومنعطف في تاريخ تونس والمنطقة بأكملها، وخصوصاً إن هذه القرارات تم صدورها بعد مظاهرات وحراك شعبي ضد سلطة فاسدة لحركة النهضة وحلفائها من قلب تونس وإئتلاف الكرامة، بعد أن حكم حركة النهضة تونس لحوالي 11 سنة بعد ثورة تونس وشرارة بو عزيزي. إن هذه التحركات الجديدة التي يمكن وصفها بالثورة على الإخوان أتت في يوم تاريخي للشعب التونسي في الذكرى 64 لذكرى إستقلال تونس وخلاصها من الإستعمار الفرنسي.


حركة النهضة الإخوانية التي هي إمتداد لحركة الإتجاه الإسلامي التي كانت منذ 1972 وتيار الإسلام السياسي إلا أن تم وجودها كحزب سياسي مرخص نتيجة الظروف و بعد أحداث الربيع العربي، ومن المهم معرفة أن حركات الإسلام السياسي تدخلت في التحركات الشبابية والجماهيرية بعد إنطلاقتها في البلدان العربية بعد 2010 وعملت على الإستفادة من حالات التحركات الجماهيرية وحالة ضعف السلطة والرقابة في بعض البلدان وقدمت نفسها كممثل عن الجماهير والثورات في مشهد مسرحي وبمظلومية من الحركات القومية العربية وبعباءة الدين مما كان لها التعاطف الجماهيري معها بعد زوال وإنهيار الدكتاتوريات القومية ، لكن بعد وصول هذه التيارات الإسلاموية للحكم والسلطة تبين حقيقتها المزيفة وتضليلها الجماهير والشباب وظهر فسادها وعدم إكتراثها و إهتمامها بالقضايا الاساسية للمجتمع من الفقر والبطالة والصحة والتعليم والتنمية وغيرها وبل أن غايتها الاساسية وهي البقاء في الحكم بشكل أحادي ومطلق دون القبول بالشراكة الفعلية والحقيقة وعدم الإحترام للمخالف والمعارض .

وكان من أخطر سلوكيات النهضة وجوقة الإخوان وبعض الليبراليين الإنتهازيين معها هي:
1_تبعيتها للخارج وإرتباطها بالتنظيم الدولي للإخوان وجعل تونس ومقدراتها مرتكزات وإمكانيات للتنظيم العالمي للإخوان بدل أن تكون مقدرات تونس لأهلها لتحقيق الرفاهية والتنمية بعد المعاناة والأوضاع القاسية في ظل حكم زين العابدين بن علي.
2_الدور السلبي الذي لعبه النهضة في استقرار الدول العربية مثل الأزمة السورية و الأزمة الليبية، حيث كان للنهضة دور مسهل و مساعد لتركيا في احتلالها لغرب ليبيا وجلب المرتزقة وتمكين حكومة السراج ومجلس الدول بقيادة الإخواني خالد المشري، وحتى أنه يقال كانت تركيا تنزل مرتزقتها وجنودها أحياناً في تونس بمساعدة النهضة قبل اخذهم إلى ليبيا أثناء محاربة الجيش الوطني الليبي للمرتزقة في حول العاصمة.
2_قتلها للمعارضين والمخالفين عبر جهازها السري مثل قتل السياسي التونسي الشهير محمد البراهمي بطلقات غادرة وكذلك قتل شكري بلعيد وغيرهم ووجود مخططات لتهديد و لإستهداف أغلبية قادة المعارضة الذي لايقولون نعم لراشد الغنوشي وللنهضة.
3_تلاعبها بمفهوم الديمقراطية وأعتبارها كفر وإلحاد ونفاق أحياناً واعتبارها حالة صحية ورداء وعباءة إسلامية مجازة عند الحاجة للوصول للحكم و لمخاطبة العالم الغربي و تمكين نفسها للقفز فوق الإستحقاقات الشعبية والمجتمعية والمطالب للقوى السياسية الوطنية.
4_كونها أي النهضة كانت حاضة لداعش والقاعدة وغيرها من التنظيمات الإرهابية. حيث أن كل الدراسات الأمنية والبيانات تؤكد أن نسبة إنضمام التونسيين لداعش والقاعدة وغيرها هي من أعلى المعدلات بين الدول الإسلامية ولاشك أن للنهضة ووجودها في السلطة دور كبير في ذلك.
5_كون النهضة وغيرها من الحركات الأخوانية في العالم العربي تمثل أدواة وأذرع للمشروع التركي القومي باسم العثمانية الجديدة المغلفة بالراء الديني ومحاولة إستخدام وإستغلال الدين الإسلامي ومقدسات الشعوب في هدفها البقاء في الحكم ونهب المجتمع.
6_ تشكيل النهضة لجهازها السري خارج الأطر الرسمية ومؤسسات الدولة التونسية، كونها تعرف أن الشعب لا يثق ولايؤمن بها ولابد أن يعرف حقيقة كذبها وعملها المضاد لمصالح المجتمع والعامة ولذلك كأغلب حركات الإسلام السياسي لها عصاها الغليظة وجهازها السري لتهديد وقتل كل من يقف في وجهها.

إن المواقف العربية والإقليمية والأوربية والأمريكية وعلى اختلاف نبرتها ولهجتها الدبلوماسية المتفاوتة والتي تؤكد على مراقبة الأجواء والإجراءات الرئاسية مع عدم رفضها وحتى دعمها من الكثيرين، التي ظهرت بعد ثورة الشعب التونسي يوم 25 الشهر الجاري ضد منظومة الإخوان في السلطة من الإجراءات التي إتخذتها الرئاسة التونسية مع القيادة العسكرية والأمنية، تؤكد أنه ليس لحركة النهضة الأخوانية سوى صديق أو راعي واحد وهو أردوغان وحزب العدالة والتنمية وأدواتها الأخوانية في الدول العربية والعالم الذين رفضوا ثورة الشعب التونسي وأعتبروها إنقلاب و رفضوا قرارات الرئيس التاريخية ووفق الدستور التي ستحافظ على الاستقرار وعلى الشعب التونسي مستقبله ومؤسسات دولته وهذه القرارات تجسد الإحساس بالشعب ومعاناتها وبالخطورة التي كانت ستهدد وحدة واستقرار البلاد في حال تدهور الأوضاع نتيجة الرفض الشعبي و استمرار النهضة في الحكم غير مبالي بالشعب التونسي ،كذراع لقوة إقليمية تهدف احتلال البلدان العربية وكمشروع إخواني عالمي ليس لديه إنتماء وربط مع الأرض والشعب والدولة الليبية.

ولكن مسار تطور وتقدم ثورة الشعب التونسي وجيشه ورئيسه ضد النهضة الإخوانية لم يتبين بشكل كلي وربما لديها من التحديات والعراقيل مما يستوجب اليقظة والحذر والتعامل بحرفية ومهنية شديدة مع التطورات ورود الأفعال الممكنة ظهورها من النهضة وأتباعها وجهازها السري وحتى من المرتزقة المتواجديين في غرب ليبيا كون هناك عدد لاباس به من التونسيين الذين لديهم خبرة قتالية في العراق وسوريا وحتى أفغانستان سابقاً وحتى من الممكن أن تحرك تركيا مرتزقتها في غرب ليبيا لمساعدة النهضة الذين يتجاوز عددهم حوالي 15 ألف مرتزق من جنسيات عديدة من مايسمى الجيش الوطني السوري الذي شكلته المخابرات التركية كإنكشاريين جدد تحت طلب سلطان الأخوان أردوغانوحزبه، وهنا ستكون المنطقة امام حالة عدم استقرار وفوضى عارمة يجب حتى على الدول المجاورة وخصوصاً الجزائر ومصر وحتى أوربا والدول الأفريقية والقريبة الإنتباه ومراقبة الأحداث بحذر شديد وخصوصاً خطوات مرتزقة تركيا في ليبيا وجوارها.

كانت تونس في مراحل كثيرة هي التي منها يبدأ تحديد نمط وشكل القادم في شمال أفريقيا كما لبنان والعراق في محيطها، وكانت اخرها مايسمى الربيع العربي والآن سيكون لثورة الشعب التونسي على الاخوان تبعاتها ونتائجها المؤثرة في الإقليم وخصوصاً في شرق البحر الأبيض المتوسط والمنطقة العربية والشرق الأوسط. وأن فقدان مشروع الاحتلال التركي للدول العربية والمنطقة( مشروع العثمانية الجديدة) أحد أدواتها المثالية كالنهضة للحكم الذي تم تقديمه للمحيط العربي وشعوبها كنموذج مدني وديمقراطي على غير حقيقتها لخداع الشعوب وتضليلهم ودفعهم للقبول بالتبعية و بالعثمانية وأردوغان.

ولاشك أن ثورة الشعب التونسي الحالية وإبعاء الإخوان من المشهد السياسي والإجتماعي في تونس سفتح أفاق مزدهرة وجميلة و سيكون لها أبعاد و تفاعلات إيجابية على مصلحة الشعب التونسي اولاً وستعيد تونس إلى لونها الأخطر المليئ بالحياة البعيد عن سواد النهضة وتفرعاتها ومن ثم سيكون لها نتائج محققة ومساعدة على تحقيق الاستقرار والأمن والسلام على تونس والمنطقة على المدى القريب والمتوسط وحتى القريب إن لم يتدخل بعض الدول الإقلمية وعلى رأسها تركيا ومن ورائها لخلط الأوراق وتمهيد المنطقة للفوضى ولمشاريع الهيمنة العالمية.



#أحمد_شيخو (هاشتاغ)       Ahmed_Shekho#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطابع الديمقراطي لثورة شمالي سوريا وعمقها العربي والتحالف ا ...
- حاجة الشعوب والمنطقة إلى الدبلوماسية المجتمعية...الدبلوماسية ...
- أهمية العلاقات العربية – الكردية في ظل المستجدات والتحديات ا ...
- تركيا ورغبة إبتلاع الدول العربية وشعوب المنطقة
- الألوية الحميدية أداة الفتنة والإنهاء والهيمنة
- عداء الدولة التركية لداخلها ومحيطها والمواقف الدولية المرتبك ...
- الدولة القومية و ديالكتيك المجتمع و السلطة .. تكامل أم تصارع
- الإدارات الذاتية ضمان وحدة سوريا ودمقرطتها
- قوة المعنى والحياة في الإنطلاقة الذهنية والحداثة البديلة
- الفرد بين مواطنة الدولة القومية و مواطنة الأمة الديمقراطية و ...
- لنتوحد ضد فاشية تركيا
- سلوك الدولة التركية ومقاربتها للقضية الكردية والقضية القبرصي ...
- بين الثورة والاستعمار
- السياسة الديمقراطية لمواجهة التدخلات
- الإيدولوجيا والتكنولوجيا بين التكامل والتصارع
- تمتين العلاقة الكردية – العربية وتبديد المخاوف
- أهمية الثورة الذهنية في بناء الحياة الحرة في المنطقة
- المكونات المجتمعية و المواطنة الحرة
- تركيا والحرب الخاصة
- الثورات ومخالفة الأهداف


المزيد.....




- -نوستراداموس الجديد- يحدد موعد اندلاع حرب عالمية ثالثة!
- بعد تبادل لإطلاق النار مع الأمن.. تصفية مجرم هارب متورط في ق ...
- بينهم جنسيات من 3 دول عربية.. مصرع 11 وفقدان أكثر من 60 بعد ...
- صحفي إسرائيلي يعلق على عدم قيام حزب الله اللبناني بمهاجمة م ...
- الشرطة تضبط سلاحا كل يوم في لندن
- تحذيرات من موجة حر شديدة مع قرب انتهاء موسم الحج
- أكثر من 11 مهاجرا يلقون حتفهم وفقدان العشرات بعد غرق قاربي م ...
- الشاباك يحقق في تسريب معلومات أمنية بعد طوفان الأقصى
- السياحة.. واجهة البلاد المنسية والمهملة
- حقيقة وفاة الداعية المصري الشهير عمر عبد الكافي


المزيد.....

- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد شيخو - ثورة الشعب التونسي على الإخوان ، إزالة أدوات العثمانية الجديدة...النهضة نموذجاً