أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد شيخو - السياسة الديمقراطية لمواجهة التدخلات














المزيد.....

السياسة الديمقراطية لمواجهة التدخلات


أحمد شيخو
كاتب وباحث سياسي

(Ahmed Shekho)


الحوار المتمدن-العدد: 6935 - 2021 / 6 / 21 - 21:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نتيجة لتزايد التدخلات الإقليمية والدولية بغرض الهيمنة على شعوب ودول المنطقة، ومحاولة تكرارهم لنماذج من الاستعمار وفرض مشاريع التقسيم والنهب التي لاتناسب حقيقة منطقتنا وإرادة شعوبنا، وإن بأشكال جديدة ربما تتجاوز في خطورتها الكثير من مراحل التاريخ الماضية.

ولو دققنا وبحثنا في كيفية منع هذه التدخلات ومواجهتها، لربما وجدنا أن من أهم هذه المرتكزات التي ينبغي الاعتماد عليها هي المجتمعات وتفعيل أنسجتها و كذلك قواها الجوهرية وأخلاقها وعلمها المتراكم والمعاصر التي تستطيع أن تهيئ الأرضية وتقوي تماسك وتكامل المنطقة وتخلق بذلك أهم أدوات المواجهة لمشاريع التدخل مثل العثمانية الجديدة أو الكيروسية الفارسية وغيرهم.

من أحد السبل وربما أكثرها فائدة لتجاوز الكثير من القضايا العالقة في مجتمعاتنا ودولنا المعرضة للتدخلات هي السياسة الديمقراطية التي يمكن تضمينها كأحد عناصر الحضارة الديمقراطية المجتمعية التي تراكمت ورافقت وعاشت بالرغم وبالتضاد دائمًا مع الحضارة المركزية أو الراسمالية التي تجسدت في أشكال مختلفة من تمثيل طاقة السلطة والاستغلال والهيمنة في حكم السلالات والإمبراطوريات والدول والمملكات والسلطنات وغيرهم.

بالرغم من أن السياسة كلمة إغريقية تعني حكم المدينة، لكن لو أخذناها كظاهرة إجتماعية، فهي تعبر عن تحقيق تطور المجتمع من خلال إدارة شؤونه بحرية ، وتأمين رقي الإنسان واحترام إرادته، وينبغي النظر إلى السياسة أنها مساحة حرية المجتمع وكذلك مساحة الخلق والإبداع التي يزداد فيها التطور والتقدم معنىً وإرادةً.

جوهر الحديث هنا هو إدراك المجتمع لذاته ولهويته فكرًا وممارسة وتطويره إياهما ودفاعه عنه وليس الانخداع ووقوعه تحت تأثير المضللين والمنافقين والكذابين الذين لايريدون الخير بمنطقتنا بل يروننا كميرات وتركة لإجدادهم الغزاة والمجرمين وقطاع الطرق والقراصنة .

وبشكل عام يمكن إطلاق السياسة الديمقراطية على المناخ الديمقراطي وعلى البنية السياسية للمجتمع . وهي ليست مجرد نمط وإجراء بل إنه تعبير عن جهد وتكامل مؤسساتي، إذ لايمكننا مزاولتها في حال غياب العديد من المؤسسات و الأنشطة مثل المحافل والمجموعات والمجالس والأحزاب والإعلام ومنظمات المجتمع المدني، حيث أن الدور الأساسي لهذه المؤسسات هي النقاش والمداولات وإتخاذ القرارات، وإلا سيظل المجتمع يترنح بين الفوضى والدكتاتورية التي كليهما تشكل حالة وبيئة مناسبة للتدخل الخارجي وفرض سلطات وأجندات معينة بعيدًا عن إرادة ومصالح الشعوب ودول المنطقة وأمنها الإقليمي.

وتبقى السياسة الديمقراطية بحاجة دومًا إلى التنظيمات الكادرية النسائية والشبابية والإعلامية والحزبية الكفوءة وإلى منظمات المجتمع المدني وإلى الشخصيات وكذالك لكل الإطر التي تجسد طاقة المجتمع، وللنشاطات الدائمة التي تزيد وعي المجتمع وتعبئته وتدريبه، لإدراك المخاطر والتحديات ومشاركة القرار والإدارة أو الدولة في صد ومنع ومواجهة إستهداف قيمنا وثقافتنا وتاريخ ومصالح المنطقة العليا وشعوبها المتعددة.

وتكتسب السياسة هويتها الديمقراطية عندما تكون قادرة على أن يقوم المجتمع بإدارة نفسه بنفسه وإمتلاكه الفهم والقناعة والذهنية وبالتالي الإرادة المنظمة. أما ربطها بحالة حكم الوصول إلى السلطة والدولة فقط أي إنتزاع حصة من الإحتكار فهي تحريف دفع به الديمقراطية البرجوازية و الليبرالية وكذالك حالات الإسلام السياسي بإستمرار لإنكار السياسة ,وإبعادها عن المجتمعات وربطها بأبعاد غير أخلاقية وأنانية على الرغم حتى من إمكانية العمل حتى ضمن الديمقراطية البرجوازية لكن بمعرفة كيفية اتخاذ الموضع فيهل بشروط. وبذالك تعمل القوى البرجوازية والسلطوية على تحقيق الحكم المزاجي للسلطة المؤطرة والمضبوطة بمعايير تخدم النظام العالمي وأدواته الإقليمية من الدول التي تتدخل في المنطقة وتريد استعمارها وممارسة سياسة التطهير العرقي والتغيير الديموغرافي و وتغير التركيبة السكانية لضمان نمطية امتداداتها وحماية مكتسباتها حسب قناعتها في المستقبل حتى لو اضطرت للتراجع في المستقبل.

ومن الأهمية الإشارة أن ما يسري في الميدان الإجتماعي على السياسة الديمقراطية هو المصالح الحياتية للمجتمع وسلامته ورقيه بنيةً ومعنىً. وأن المجتمعات التي تضعف أو تغيب فيها السياسة، لن تستطيع التخلص من المعاناة من سلطة الإبادة والإستعمار خارجيًا، وكذالك تبقى مفتوحة أمام كل التدخلات والتبعيات والتغلغلات وخروجها على حقيقة مسار مصالحها الضرورية من الأمن والسلام والإستقرارأو من استغلال وقمع بعض النخب والحركات والتنظيمات الإرهابية مثل الأخوان وأبنائها من القاعدة وداعش.

ومن هنا أن أعظم فضيلة يمكن عملها لمجتمع هو النهوض به إلى مستوى المجتمع السياسي وإلى ديمقراطية مستدامة وبنيوية تنشط فيها الديمقراطية على مدار الساعة لإزالة كل الشوائب وحل كل القضايا العالقة.

ومن الأهمية ذكر الخصائص الضرورية لممارسة السياسة الديمقراطية بشكل مثمر وبناء وناجح وهي: المقاربة التي تحترم جميع الإختلافات في المجتمع ضمن وحدتها.

إعتماد الوفاق والمساواة ضمن الإختلاف أساسًا، الإعتناء بغنى مضمون النقاش والحوار بقدر الإهتمام بألا يكون إسلوبًا منفرًا، الجرأة السياسية،الأولوية الأخلاقية، الحاكمية على المواضيع، الإطلاع الحسن على التاريخ والمجريات الراهنة، والموقف العلمي المتكامل.

وبذالك نتجاوز ونستطيع الذهاب إلى حلول الكثير من القضايا وتمتين الجبهة الداخلية لشعوبنا ودولنا ومنطقتنا ونخلق حالة فهم و إحساس عالي لكل أبناء المنطقة ولقواها المجتمعية بأهمية دورهم وكذلك خلق ثقة متبادلة وتبديد المخاوف المصطنعة من قبل المستعمِرين بين شعوبنا للذهاب إلى تحالفات وجبهات حقيقية تضمن مصالح شعوبنا ودولنا وتقف في وجه كافة التدخلات والاستعمارات وأدواتهم وعلى رأسها تركيا الأردوغانية وأدواتها ومن خلفهم من قوى المركزية في النظام العالمي المهيمن.



#أحمد_شيخو (هاشتاغ)       Ahmed_Shekho#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإيدولوجيا والتكنولوجيا بين التكامل والتصارع
- تمتين العلاقة الكردية – العربية وتبديد المخاوف
- أهمية الثورة الذهنية في بناء الحياة الحرة في المنطقة
- المكونات المجتمعية و المواطنة الحرة
- تركيا والحرب الخاصة
- الثورات ومخالفة الأهداف
- الفكر الوظيفي والفكر المجتمعي
- اللامركزية قيمة ديمقراطية مشرقية
- الدويلات القومية.. أدوات للهيمنة العالمية
- التاريخ والثقافة في التحول الوطني الديمقراطي
- التهديد التركي.. أكبر تهديد للاستقرار والأمن والسلم
- تركيا والأمن القومي العربي
- تركيا قوة أجنبية واحتلالية من ليبيا حتى كردستان
- البعد الثقافي للشعب الكردي بين الإبادة والقيادة
- إشكالية الدولة القومية وثقافة المنطقة
- الصراع «العربي - الإسرائيلي» بين الهيمنة العالمية والديمقراط ...
- فلسفة الإبادة وقواها الدولية
- أردوغان والعثمانية الجديدة
- العلاقات الكردية العربية فى ميزان التاريخ
- السلام والاستقرار بين القوى السلطوية والدولتية والمجتمعية


المزيد.....




- السعودية.. القبض على مصريين لـ-نشرهما حملات حج وهمية بغرض ال ...
- أمريكا: لا يوجد مؤشر على عملية إسرائيلية -واسعة النطاق- في ر ...
- شهداء في قصف مكثف على رفح وشمال القطاع
- محكمة العدل الدولية تعلن انضمام دولة عربية لدعوى جنوب إفريقي ...
- حل البرلمان وتعليق مواد دستورية.. تفاصيل قرار أمير الكويت
- -حزب الله- يعلن استهداف شمال إسرائيل مرتين بـ-صواريخ الكاتيو ...
- أمير الكويت يحل البرلمان ويعلق بعض مواد الدستور 4 سنوات
- روسيا تبدأ هجوما في خاركيف وزيلينسكي يتحدث عن معارك على طول ...
- 10 قتلى على الأقل بينهم أطفال إثر قصف إسرائيلي لوسط قطاع غزة ...
- إسرائيل تعلن تسليم 200 ألف لتر من الوقود إلى قطاع غزة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد شيخو - السياسة الديمقراطية لمواجهة التدخلات