أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد شيخو - تركيا والأمن القومي العربي















المزيد.....

تركيا والأمن القومي العربي


أحمد شيخو
كاتب وباحث سياسي

(Ahmed Shekho)


الحوار المتمدن-العدد: 6928 - 2021 / 6 / 14 - 19:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الممكن أن يسأل البعض لماذا التركيز على التدخل التركي في حين هناك الكثير من التدخلات في العالم العربي؟



وهل التدخل التركي هو التهديد الأخطر على الأمن القومي العربي من بين التهديات والتحديات الخارجية الأخرى؟



وهل يمكن إعتبار الشعب الكردي جزء من الأمن القومي العربي وحصوله على حقوقه الطبيعية في إدارة مناطقه، سيقوي الأمن القومي العربي ويُحجم ويقلل التهديدات القادمة من تركيا وبالمثل من إيران؟



نستطيع القول أن الأمن القومي هو توفر الإمكانية و كذالك القدرة على حماية الهوية و القيم الداخلية وأسباب النهوض والحرية والرخاء للشعوب والمجتمعات والدول من التهديدات والتحديات الخارجية( الإقليمية والعالمية) وهو مرتبط بختلف المجالات منها السياسية، الثقافية، الاقتصادية والمالية، الاجتماعية، العسكرية والأمنية ، وغيرها من الإعلام والطاقة والمياه.



ولاشك أن الأمن القومي يشمل التهديدات الخارجية والداخلية معًا كونهما يتأثران ببعضهما ويكملان أدوارهما التخريبية على الشعوب والمجتمعات والدول.



ومن المهم الإشارة أن الأمن القومي لمجتمع أو شعب مرتبط بشكل وثيق بالجغرافية التي تحتضنهم وكذالك بالموقع والموضع اللذان يتواجد فيهما، وليس فقط بالإرادة السياسية أو السلطة التي تحكمهم.



يقال أن الأمن القومي ظهر بشكل عملي مع معاهدة ويستفاليا 1648م مع الذهاب إلى الصيغ القومية، ولكن أموس جوردن ووليم تيلور يرجعان ظهور الامن القومي كمصطلح إلى الحرب العالمية الثانية أما جوزيف ناي وروبرت كيوهان فيعتقدان بأنه من نتاج الحرب الباردة. مع تأكيد البعض على المنحى الاقتصادي فيقولون أن الأمن القومي هو التنمية وبدون تنمية لايوجد أمن، كون المجتمع أو الدول التي تفتقد وسائل التنمية لاتستطيع تحقيق حياة مستقرة وكذالك التعبير عن هويتها وكيانها الذاتي بين الأمم وبالتالي تفتقد للأمن. بالإضافة إلى أهمية البعد الأيديولوجي للأمن لأهمية الحفاظ على القبم السائدة والمعتقدات والتقاليد وليس التقليد وكذالك حماية حرية الفكر والقدرة التعبيرية لمعاني الحياة الخاصة .



لو أردنا فهم وإدراك خطورة التدخل التركي على الأمن القومي العربي وكذالك على أمن شعوب ومجتمعات المنطقة يمكننا أن نشير لها في عدة نقاط منها :



1_ التدخل التركي في العالم العربي والمنطقة هو جزء من التدخل الكلي لنظام الهيمنة العالمي ولذالك لا يستطيع الكثيرين من أبناء المنطقة فهم حقيقة هذا التدخل وخطورته طالما يرون التدخل التركي هو فقط لإعادة العثمانية بصيغة جديدة. بل ينبغي إدراك أن تشكيل تركيا بجغرافيتها الحالية منذ 1923م وغض النظر من قبل النظام العالمي حينها وكذالك الحالي عن مجازر تركيا بحق الأرمن عام 1915والكرد من 1925 حتى 1938 وكذالك من السبعينات والثمانيات حتى الآن والسريان الاشوريين والعرب واليونان والبونتس في بدايات القرن العشرين وغيرهم ضمن هذه الجغرافية المستحدثة " تركيا الحالية" و كانت الدور لهذه الدولة المستحدثة هو تمكين أركان النظام العالمي وخصوصًا في المنطقة وضرب قوة المنطقة المادية والمعنوية و قيمها التاريخية والحضارية وتجزيئ كلياتها وتكاملها الثقافي والوجداني والروحي.



2_ التدخل التركي هو تتمة وإمتداد وتسهيل للتدخلات الأخرى الإقليمية والعالمية وخصوصًا الإيرانية والإسرائيلة التي لم تستطيع تحقيق أهدافها كاملة ولذالك تم الإتيان بالتدخل التركي وإعطائها الدور، مع العلم أن هذه التدخلات الثلاثة هم مرتكزات لمشروع واحد يتجاوز إرادة العالم العربي والمنطقة وأمنها بمختلف حقولها.



3_ التدخل التركي يستند إلى إستغلال و إستخدام الدين الإسلامي والمذهب السني الذي يعتنقه أغلبية شعوب المنطقة كوسيلة وأداة. وكذالك إستخدام تركيا لتنظيم "الأحوان المسلمين" الإرهابي والحاضنة لجميع التنظيمات الأرهابية من القاعدة وداعش وغيرهم . وحتى أن هذا التنظيم ونظرًا لعمالته وخيانته وأرتباطه بأجندات التدخلات الخارجية العالمية والإقليمية تم تمكينه وفرضه في عدة دول عربية إن كان على مستوى الحكومات أو البرلمانات أو كتيارات وأحزاب سياسة على الشعوب العربية وشعوب المنطقة ، وهذا مما أعطى لتركيا وسيلة لم يتوفر لباقي التدخلات داخل الدول والتغلغل في المجتمعات العربية. والغريب غياب تشويه أردوغان صورة الإسلام والمسلمين وصورة الشعب العربي عن ذهن القطيع الأخواني وبعض الليبرالين المنتفعين والإنتهازيين. مع التأكيد أن السلطة التركية الحالية وكذالك أردوغان هو نموزج قوموي إسلاموي اي طوراني فاشي في الحقيقة لكن بلون ولبوث إسلامي حسب الدارج والمؤثر على الأخريين.



4_ التدخل التركي يستخدم القوى الناعمة الثقافية والإعلامية والبصرية والإنسانية ومنصات التواصل، ولعل الإعلام التركي الموجهة للشعب العربي وكذالك قنوات الأخوان الموجودة في إسطنبول وأنقرة والناطقة بالعربية والتي هي وسيلة للحرب الخاصة التركية والتي تبث خطاب الفتنة والكراهية والنفاق والتي ترعاها المخابرات التركية وكذالك منظمات تركيا الإنسانية من تيكا و (IHH) وكذالك المدارس الدينية والأئمة والمراكز التي تفتحها تركيا تحت عناوين واسماء خلبية مختلفة لتمرير سياساتها .



5_ التدخل التركي يستهدف تغير هوية وتركيبة سكان المناطق التي تستهدفها وتحتلها بالإضافة إلى تهديمها لقيم تلك المجتمعات والدول و ممارسة سياسة التطهير العرقي والتغيير الديموغرافي وسياسة الرهائن عبرها أو من خلال إنكشاريها من المرتزقة الأرهابيين . ولعل ماتفعله تركيا في عفرين وسري كانية( رأس العين) وكرى سبي( تل أبيض) وكذالك في الباب وإعزاز وجرابلس والباب وإدلب ومناطق غرب ليبيا وحتى داخل تركيا في المناطق الكردية في باكور كردستان( جنوب شرق تركيا) وكذالك في مناطق التي تحتلها في باشور كردستان( إقليم كردستان العرق).



6_إستخدام تركيا الشعوب العربية وكذالك شعوب المنطقة كبؤر للتوتر ومفارخ للإرهابين وتدريبهم وتنظيمهم وكذالك كلاجئين لتهديد العالم للحصول على التنازلات من القوى العالمية كما يحصل مع الإتحاد الأوربي، ولم يستطع أي من الدول المتدخلة بالمنطقة إستخدام أبناء المنطقة كورقة لاجئين ضاغة على العالم مثلما تفعل تركيا. ولعل نصب تركيا للخيم قبل ايام من أحداث جسر الشغور 2011 م في سوريا وكذالك جر السوريين إلى تركيا حتى تشتغل عليهم، حيث من يستطيع حمل السلاح تجبره المخابرات التركية على الإنخراط في كتائبها المؤلفة لما يسمى "الجيش الوطني السوري" الذي شكلته المخابرات التركية من تدوير القاعدة وداعش، أما الباقين فتستخدمه تركيا كالاجئين أو أدواة لسياساتها كالتغير الديموغرافي .



7_كون تركيا عضو في حلف الناتو فهي تستخدم وجودها فيه وقدراتها العسكرية والأمنية والتقنية التي أستقدمتها منها اثناء تدخلاتها ضد المنطقة العربية وغيرها.



8_ أختارت تركيا التدخل الشامل بعد أحداث ما سمي " الربيع العربي" علمًا أنها مهدت لهذه التدخلات في زمن سابق بوسائل ناعمة، أعتقد الكثير حينها من الأخوة العرب أن تركيا وأردوغان هو نموذج منطقة المنتظر من الحكم الإسلامي والرشيد والمنفتح، لكن عندما حان وقت الأحداث والثورات وبحث الشعوب عن حلول لمشاكلها وأزماتها عندها تدخلت تركيا في وقت إنتقائي في وجود حالات فراغ السلطة وكذالك حالات الفوضى والقلق والتوتر . وهي في فترة أقل من التدخلات الأخرى أصبحت تتحكم بعواصم عربية مثل الدوحة ومقديشو وطرابلس وأصبح لها قواعد عسكرية ونفوذ في الكثير من الدول العربية الأخرى، وبل أحتلت مناطق من العالم العربي تفوق المناطق التي تدخلت فيه إيران وإسرائيل.



٩_ تطويقها للعالم العربي ودولها من أربعة اتجاهات من الشمال الشرقي عبر احتلالها وإقامة العشرات من القواعد العسكرية والاستخباراتية في شمالي سوريا والعراق ومحاولة تطويقها للخليج العربي من قطر واليمن بالتعاون مع إيران وأدواتها ومحاولة تطويقها والتغلل في بلدان المغرب العربي ومصر عبر ليبيا وتونس موريتانيا وكذالك الصومال.



عند التفكير في كيفية تحقيق الامن القومي علينا الإدراك ان أن الأمن القومي لايمكن تحقيقه بشكل قطري أو عرقي أو جزئي بل هو مسالة تكاملية لشعوب المنطقة يتطلب رؤية شاملة تتضمن بناء الإنسان وتخليصه من الجهل والفقر والحاجة وكذالك من المفاهيم القوموية والدينوية والجنسوية والعلموية حتى يستطيع حماية أمنه وأمن مجتمعه وإدراته ودولته أمام التدخلات والتحديات وكذالك يتطلب تحقيق الأمن القومي رؤية للتعاون والتضامن والتكامل والتحالف بين مختلف شعوب المنطقة المتضررين من نفس التهديدات والمخاطر والتحديات والذي لديهم تاريخ وثقافة مشتركة وبالتالي المصير المشترك . ولعل تواجد الكرد في تركيا حوالي 30 مليون وكذالك إيران حوالي 17 مليون وفي شمال العراق وشمال سوريا في المناطق القريبة من الحدود التركية وبالتالي من مناطق من مدينة بوير أحمد وكرمنشان فوق الخليج العربي في روجهلات كردستان ( غرب إيران) إلى لواء إسكندرون واضنة في تركيا يجعل الشعب الكردي بحكم جغرافية تواجده درعًا بين الدول العربية من جهة وتركيا وإيران من جهة أخرى، هذا وبالإضافة إلى المشروع الذي يحمله الشعب الكردي ( مشروع الأمة الديمقراطية والعيش المشترك وأخوة الشعوب) بأكبر تنظيماته السياسية والإجتماعية مثل منظومة المجتمع الكردستاني وحزب العمال الكردستاني ما يجعل الشعب الكردي وحصوله على حقوقه القومية والسياسية وكذالك حقه في إدارة مناطقه جزء من الأمن القومي العربي وكذالك عنصر مهم لتقليل وإحجام وبل إنهاء التهديدات القادمة من تركيا وإيران على البلدان والشعوب العربية حيث ان حصول الكرد على حقوقه في تركيا وإيران سوف يجعلهما دول ديمقراطية وبالتالي غير مهددة للجوار وغير راغبة بالتدخل وتهديد الأمن القومي العربي حيث أن جزء رئيسي ومهم من السياسة التركية الداخليو والخارجية تدور حول عدم حصول الكرد في أي مكان على أي حقوق أو إعتراف دستوري أو حتى محفل دولي بعترف بوجودهم وحقوقهم الطبيعية كباقي شعوب المنطقة.



#أحمد_شيخو (هاشتاغ)       Ahmed_Shekho#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تركيا قوة أجنبية واحتلالية من ليبيا حتى كردستان
- البعد الثقافي للشعب الكردي بين الإبادة والقيادة
- إشكالية الدولة القومية وثقافة المنطقة
- الصراع «العربي - الإسرائيلي» بين الهيمنة العالمية والديمقراط ...
- فلسفة الإبادة وقواها الدولية
- أردوغان والعثمانية الجديدة
- العلاقات الكردية العربية فى ميزان التاريخ
- السلام والاستقرار بين القوى السلطوية والدولتية والمجتمعية
- ماهية الدولة و السلطة التركية....المافيا وأردوغان نموذجاً لل ...
- إبادة العثمانية الجديدة للشعب الكردي وشعوب المنطقة وأهمية كس ...


المزيد.....




- الناطق باسم نتنياهو يرد على تصريحات نائب قطري: لا تصدر عن وس ...
- تقرير: مصر تتعهد بالكف عن الاقتراض المباشر
- القضاء الفرنسي يصدر حكمه على رئيس حكومة سابق لتورطه في فضيحة ...
- بتكليف من بوتين.. مسؤولة روسية في الدوحة بعد حديث عن مفاوضات ...
- هروب خيول عسكرية في جميع أنحاء لندن
- العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يدخل المستشفى التخص ...
- شاهد: نائب وزير الدفاع الروسي يمثل أمام المحكمة بتهمة الرشوة ...
- مقتل عائلة أوكرانية ونجاة طفل في السادسة من عمره بأعجوبة في ...
- الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
- شويغو: هذا العام لدينا ثلاث عمليات إطلاق جديدة لصاروخ -أنغار ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد شيخو - تركيا والأمن القومي العربي