أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوزفين كوركيس البوتاني - حقاً اسطنبول رائعة














المزيد.....

حقاً اسطنبول رائعة


جوزفين كوركيس البوتاني

الحوار المتمدن-العدد: 6970 - 2021 / 7 / 26 - 19:03
المحور: الادب والفن
    


نزلت في فندق اسمه (كولدن اسطنبول ) في اسطنبول
والفندق يطل على البحر يعج بالسفن الكبيرة
كما ان بجانب الميناء هناك سكك للقطار
وهذا ممايجعلك تسمع طيلة الوقت الى صفارات
الانطلاق للسفن والقطارات
وانا ارقب من خلال النافذة المطلة بسير القطارات ايادي تلوح للمغادرين ايادي تضم القادمين
و(ابروكونداش ) على التلفاز بأغنتيها الرائعة وهي تعبر عن غضبها بكسر كل ما تطاله يدها الرقيقة ربما خذلها المدعو المحب
او هناك ما عرقل قدومه
وها هي ترمي بعشرات الرسائل الملونة وقد تكون معطرة ايضا
عبر الشرفة غير اسفا عليها كأنها تؤكد لنفسها هو لم يكن سوى بياع كلام تشم بقايا عطر في القارورة تعود وتتمدد على سريرها الواسع وانا التي احتفظ برسالته التي مر عليها اكثر من ثلاثون عام رسالة واحدة بلغة الام ليس هناك من يستطيع قراءتها الا قلة احتفظ بها كما كانت تحتفظ جدتي بالادعية تحت وسائدها ويوم كتبها لي كان على عتبة الرحيل لم افهم مغزاها لاني لست بارعة مثله بلغة الام من يدري قد تكون مجرد حزمة شتائم او مجرد السؤال عن صحتي التي كانت وقتها كما يقول المصري (زي البومب ) ولانها رسالة الغالي والشيء الوحيد الذي تبقيا منه احملها معي اينما ذهبت كتعويذة تجلب لي الحظ السعيد اغلقت التلفاز
إرتديتُ ملابسي كيف اتفق ونزلت لاتمشى قليلاً في حديقة(كولاهانم)

قريبة من الفتدق برأس الفرع لديها بابا كبيرا حديقة كبيرة جدا بالقرب من الفندق
تحوي على مئات الانواع من الزهور وايضا عددت كازينوهات وغيرها من وسائل الترفيهة
حديقة قديمة تعود لزوجة احد السلاطين لا يحضرني اسمه المبجل
عند بوابة الحديقة كانت الشرطية بكامل اناقتها وزيها الموقر واقفة هناك تراقب الداخلين والخارجين
تجاذبت معها اطراف الحديث دون ان اخبرها من اين انا هي حدثتني بكل ادب عن تاريخ الحديقة وعن اسماء بعض الزهور النادرة وعند المحادثة
سكتت فجأة وتغير لونها وهي تشاهد عائلة تركب (الستوتة )زوج وزوجة وابناءهم الثلاث جاءوا ليتغدوا في الحديقة وبما انه يوم عطلة اراد الاب الترويح عن العائلة ورائحة قدر دولمة تفوح من العربة البسيطة اي الماطور رائحة يبراك كما يسمونها هم
احتجت الشرطية على دخولهم بحجة تشويه صورة الحديقة
والحديقة كل زوارها من السواح الاجانب
قالت لهم بصريح العبارة زيكم غير مرتب وكما انه لا يحق لكم الاكل هنا اذهبوا الى مكانا اخر غير هذا المكان لان هذا يسيئ الى السياحة وسمعة البلد
لم اصدق ما اسمع وما ارى وافق الرجل على الخروج بعد ان اعتذر منها واستداربكل لطف وخرج صامتا
طردوا كما يطرد الغجر في اي مكانا يخيموا به بحجة تلويث سمعة المكان وهم ليسواغجرا مجرد عائلة فقيرة ترتدي ملابس بسيطة وخوفا من تشويه المكان طردوا
بطريقة موجعة
تنهدت وقلت في سري( يا فقير الك الله ) وهنا ادركت كم نحن مغفلون حين نحكم على البلد من خلال زياراتنا كسواح اليه اوجعني الموقف
لذا قفلت عائدة بعد ان شكرت الشرطية لاعطاءها من وقتها لي وشرحها لي بعض الامور عن الحديقة الذي نسيته اصلا اي لم يكن مهما بالنسبة لي وتذكرت امي حين كانت تأخذنا كل شهر مرة الى حديقة (مستر تيسو ) في كركوك بعد ان تكون قد جهزت الدولمة والكيك المطعم بالبرتقال وهناك نلتقي بابناء الجيران وامهاتهم كانت حديقة تمتلئ بالفقراء كل نهاية الاسبوع ونمضي النهار كله هناك وعند المساء نعود فرحين متخمين من الدولمة كعكة البرتقال( مستر تيسو) لم يعارض على ملابسنا ولا على قدورنا رغم وجود (كانتين ) اي كان يعادل سوبر ماركت الان او ما يشابه ذلك و كان يبيع كل انواع الاكلات من ضمنها البركر غير ان كل الذين يشترون منه هم ابناء (الاستافية ) اي من كانوا اباءهم يعملون بالنفط فقط
لا اعرف لماذا تذكرت هذه الحديقة ولكن كما يقولون الشيء بالشيء يذكر واليوم ابرو ذكرتني برسالته الوحيدة وهذه الشرطية المتحضرة اخذتني الى حديقة مستر تيسو اغلقت النافذة واشعلت التلفاز انها دعاية عن اجمل مدينة
عن اسطنبول ومن ينكر هذا ولكن الدعاية وحدها لا تكفي او ربما ما نراه نحن قد لا ينتبه له الغير على اي حال يا فقير اينما كنت الك الله....



#جوزفين_كوركيس_البوتاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (علج ماي)
- غرور زنبقة
- امرأة مبحرة في الدين
- قسماً بزرقة عينيك
- وجهكِ أصفر
- في كل مساء على طاولة العشاء
- دامنشا
- عطف
- كريم
- تساؤلات
- دائرة
- عيدية
- مساحة
- الامن اولاً
- هذا الأصهب
- الامانة
- كنوز الخالة وردية
- يسأل المهجر يا ترى من سيشغل مكاننا
- أمانة
- بدأت الجلسة


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوزفين كوركيس البوتاني - حقاً اسطنبول رائعة