أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوزفين كوركيس البوتاني - هذا الأصهب














المزيد.....

هذا الأصهب


جوزفين كوركيس البوتاني

الحوار المتمدن-العدد: 6931 - 2021 / 6 / 17 - 18:49
المحور: الادب والفن
    


تاه في وسط ذلك الزحام في ذلك المجمع التجاري.. اختفى
فجأة كما ظهر فجأة كان برفقة امرأة شهية اقر بيني وبين غيرتي
التي بلا مبرر مثل ظهورهِ امامي غفلة انها فاتنة .نعم اختفى
ذلك الذي يشبهُ ذاك الرجل الذي اختفى غفلة في ليلة شتوية باردة
تاركاً خلفهُ امرأة مدانة وبندقية وحفنةخراطيش
وقضية عالقة مثلي منذ يوم اختفاءهِ غفلة
وحتى هذه اللحظة لا احد يعرف ماذا حل به
وقلة من يجرؤ ان يسأل عنه
وعن قضيته التي تربعت في جميع المحاكم الشرعية
ولكن دون جدوى لان صاحب القضية مفقود
حتى انا حاولت نسيانه وبقدر الامكان ان اتجنب السؤال عنهُ
ربما لاني كنت جزءاً من القضية او توهمتُ بأن لي يداً
في اختفاءه هاهو يتقمص في رجل اخر غريب
لا اعرفه ولم التقيه في حياتي
لكن كأني كنت معه في الصباح ونرتشف القهوة معاً
هذا ما احسست به عندما رمقني بنظرة عابرة
وإلتقطها قلبي بسرعة البرق
هو تاه وانا تهتُ لوهلة عن نفسي
قلت لصديقتي الوفية سيعود
ضحكت هازئة بي
هل سيترك تك الحسناء ويعود باحثاً عنك
افقي من حلمك يا صديقتي
قلت وانا متأكدة من كلامي الرجل اذا راقت له امرأة
سيعود حتى لو كان برفقة عشرات النساء
سيجد مئة طريقة للتخلص منهن
والعودة الى التي جذبتهُ
واحساسي لم يخذلني سأنتظره هنا اما انتِ بإمكانك الذهاب
سأنتظر بعضا من الوقت في هذه المقهى لحين عودته الي
قبل ان انهي كلامي لمحتهُ قادماً من بعيد
لكزت صديقتي قائلة الم
اقل لكِ سيعود انه هو ذلك الذي انتظرتهُ طويلاً
ابتسمت صديقتي له بلطف
ثم تنصلت بحجة انها على موعد مع طبيب الاسنان
وبقينا انا وهو والصدفةواللحظة الحاسمة
تسمرتُ في مكاني لا اعرف كيف اتعامل معهُ
وماذا اقول لهذا الذي شبهتُ به او ربما هو الذي شبه بي
توقعت ان يسحبني من يدي ويجرجرني خلفهُ
لكنهُ هو الاخر تسمر في مكانه
مثلي لوهلة
ثم قال ما رأيك في فنجان قهوة
وهكذا دخلنا معاً الى المقهى
كصديقين تجمعنا صداقة عميقة وقديمة جداً.
جلسنا متقابلين كل يمعن في الاخر
باحثاً عن السبب او عن الاجابة
جلسنا صامتين كمذنبين يصعب تبرئتهما
كل منا بإنتظار معجزة تحل في هذه اللحظة
تنحنح قليلا ثم قال بصيغة الامر
ما رأيك بقهوة عربية
قلت في سري يا آلهي انه يآمر
من اول كلمة انطلقت من فمه
ثم وصلت القهوة بدأنا نرتشفها كل بإنتظار المبادرة
حتى تحدث قائلا
بالمناسبة هي ليست زوجتي فقط صديقة عزيزة
لقد فقدت زوجتي منذ زمناً بمرض العضال
ولي ابنتان الاولى في الجامعة تدرس الطب
والثانية متزوجة تعمل نادلة
ولها ولد واحد. وتدرس في معهد للرسم
قلت والغيرة الغير مبررة تمزق صدري
ولكن هذه المرأة تبدو مغرمة بك جدا
ام تراني مخطئة
اجاب بلطف
لا لستِ مخطئة
ولكن هي بالنسبة لي مجرد صديقة
لاني بعد وفاة زوجتي
يستحيل افكر بأمرأة اخرى تدخل حياتي او الى بيتي بعد زوجتي
هي تحاول بشتى الطرق معي ولكني منذ اللحظة الاولى اغلقت
في وجهها الباب
ثم صمت هذا الأصهب المهيب
وبعدها سألني قائلاً
وانت من تكونين حدثيني قليلا عنك
اجبت بعد سكوت طويل
انا مجرد امرأة مهاجرة
جاءت تبحث عن مآوى مؤقت
وصمتُ ثانية
كأني اقول له هذا كل ما لدي
اعاد السؤال وماذا عنك اخبريني قليلاً
قلت بمزح مبطن بالاسى
انا ارملة سوداء
الدغُ كل من تسولهُ نفسهُ بالاقتراب مني
فمنذ ان فقدتُ زوجي الطيب في الوطن
قبل ان اهرب الى هنا وانا اعامل الاخر بحذر
رد قائلا
ولكن هنا تستطيعين ان تبدئين من جديد
وقد تلتقين بمن يستحقك
قلت كيف وانا حتى هذه اللحظة
لا اعرف إن كان زوجي على قيد اليحاة
ام ذبح مثل اخيه
ارادوا التخلص منا ليستولوا على اراضينا
ثم اكملت كأني اخاطب نفسي
كم كنا نحلم بإن ننجب اولادا كثر
للحفاظ على نسلنا
الذي اخذ بالتناقص رويدا رويدا منذ الابادة
الجماعية في تركيا
ونحن نتقلص
اما عن طريق القتل او التهجير او التبخير
ابتسم بود ماذا تقصدين بالتبخير
قلت سنتبخر بمرور الوقت وتُنسى قضيتنا
التي ناضل زوجي من اجلها
او بالاحرى التي اختفى بسببها
صحيح هربت باحثة عن حياة اقضل
ولكن يبقى حلم العودة
يلازمني لحين اعرف ماذا حل بزوجي
الغريب نسيت سبب انتظاري له
وسبب عودته لي واخذت العق الجراح
التي قام بفتحها هذا الاصهب الشهي
قال اعتقد في بلدكم النساء تشيخ مبكرا
قلت نعم انت على حق
فجأة بسط يده واخذ يضغط على يدي
وهو قائلاً
دعينا نصبح اصدقاء
ونترك الايام هي التي تحسم امرنا
ومن يومها هذا الاصهب صديقي يلازمني كظلي
وانا تحولت من امرأة مدانة الى امرأة برئية
وبمرور الوقت نسيت كل اوجاعي
وتأكدت ان زوجي قتل على يد
رجل قرر الإستلاء على كل مانملك
ربما نجوت لأكون الشاهد الوحيد
على الترحيل القسري
بعد ان تخلصوا من خيرة رجالنا
المهم انا هنا
والاصهب معي
يمسد رأسي كلما شعرتُ بالدوار
وانا ادس رأسي في صدره الرحب
هانئة
مطمئنة
وسعيدة
لاني برفقة صديق رفض ان يستغلني
كما يفعل البعض
منذ ان عاد لاجلي هو لا يفارقني
وصديقتي تردد قائلة
ليتني املك قلباً مثل قلبك بارع في اختياراته
لا تعرف ان هذا الاصهب الطيب
منذ الوهلة الاولى قد تقمص دور زوجي الفقيد
وانا أتلذذ برفقته لهذا السبب اخترتهُ..!



#جوزفين_كوركيس_البوتاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الامانة
- كنوز الخالة وردية
- يسأل المهجر يا ترى من سيشغل مكاننا
- أمانة
- بدأت الجلسة
- شلة صديقتي الغنية
- انت اطرف ما وقع لي
- اكتشاف متأخر
- للخيانة طعم مر
- من جوابهم تعرفونهم
- شرط بسيط جدا
- شكوك في محلها
- حماتي امرأة حكيمة
- تذكرة سينما في جيب امرأة منحازة
- الصنارة خلف الستارة
- معنى الإنتصار
- انتِ قوية جدا
- وجهك قرش ابيض ليوم اسود
- من منا
- خمسً جمرات


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوزفين كوركيس البوتاني - هذا الأصهب