أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مصطفى محمد غريب - نزيف العقول العلمية العراقية وخسارة العراق














المزيد.....

نزيف العقول العلمية العراقية وخسارة العراق


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 1641 - 2006 / 8 / 13 - 10:20
المحور: المجتمع المدني
    


ان النزيف غير المعقول المستمر للعقول العلمية والثقافية العراقية لم يتوقف يوماً من الأيام ومن يريد التحقق من ذلك ما عليه إلا مراجعة الإحصائيات الرقمية والحقب التاريخية التي أدت إلى هذا النزيف المتنوع ما بين القمع والاضطهاد والهجرة إلى دول أخرى هرباً من التسلط والإرهاب أو الحاجة المادية والتخلص من الاضطراب السياسي الذي يهدد الحياة الاقتصادية والمعيشية.. وشكل عقدي حكم البعث العراقي سابقة متطورة في هذا المضمار، وتدل الاحصائيات الرسمية وغير الرسمية على تصفيات مروعة للعقول العلمية التي لم تطع تنفيذ رغبات الحكام الدكتاتوريين وهجرة المئات منهم إلى خارج الوطن، وسجلت أعلى الأرقام عن العهود السابقة منذ مجيء نظام البعث العراقي الثاني في انقلاب 17/ تموز/1968 حيث ترك العراق علماء ومدرسيين جامعيين وغير جامعيين وأطباء ومهندسين ومثقفين وصحافيين وقد زاد الطين بله قيام الحرب العراقية الإيرانية وشن حرب الابادة ضد الشعب الكردي بواسطة الأنفال واستخدام الأسلحة المحرمة دولياً وحرب الخليج الثانية بسبب احتلال الكويت وما تلته من أحداث أبان الحصار الاقتصادي الذي أنتج كوارث إنسانية لا تحصى.
بعد الاحتلال وسقوط النظام بدأت مرحلة جديدة وكأنها مهيأة لتنفيذ المخطط السابق ولكن بطرق أكثر إجرامية ولا أخلاقية ولم تمر سوى فترة قصيرة جداً حتى بدأ المسلسل الإجرامي يتخذ طريقه في التنفيذ حيث بدأت التصفيات ضد الطيارين العسكريين العراقيين بحجة اشتراكهم بالحرب ضد إيران وقد أشير في هذا المضمار إلى دور هذه الدولة في الانتقام منهم من خلال البعض من أجهزتها الأمنية ومساعدة البعض من التابعين لها وهنا يطرح استفسار ملح: ماذا تريد إيران من العراق بعد الإطاحة بصدام حسين ونظامه واحتلاله؟ ولماذا تسعى دائماً للتدخل في شؤونه الداخلية وتشجع على استمرار الاضطرابات الأمنية وهو يعاني من مآزق تتآكله بمختلف الطرق ؟ وهل تتصور أن منازلتها وتصفية حساباتها مع أمريكا على الساحة العراقية سيجنبها ما تخطط له أمريكا ؟ أليس من الأفضل لها عراق مستقر وحر بدون جيوش أجنبية تكسب صداقته وتبني معه علاقات مبنية على اسس صحيحة والشعور بالمسؤولية تجاه الآخر؟
ان جميع علامات الاستفهام لم تحظ بجواب مقنع وتحولت التصفيات ضد المعارضين لفكرة تدخل الدولة الإيرانية في الشؤون الداخلية العراقية بحجة الطائفية ولم تكن الاتهامات تأتي من فراغ فقد قدمت الدلائل بالملموس المادي وفي مختلف المجالات.
ان اخطر ما مر به العراق هو مرحلة تصفية كوادره العلمية المجربة لتفريغه من الطاقات العلمية كي لا يعاد بنائه وعرقلة تقدمه في المستقبل ولم يكن تصريح رئيس رابطة التدريسيين الجامعيين العراقيين بان هذا المخطط يهدف إلى عرقلة عملية البناء ونجاح العملية السياسية ثم أشار حول عدد الذين تم اغتيالهم من الأساتذة الجامعيين حيث يربو على ( 172 ) وإذا ما أضيف لهم الاستشاريين والمحاضرين فقد يتجاوز الرقم أعلاه ( 300 ) قتيل وهذا الرقم لا يشمل الأطباء الاستشاريين والمعلمين والمدرسين والمهندسين وأئمة المساجد الحاصلين على شهادات عليا إضافة إلى المثقفين من كتاب وشعراء وفنانين والصحفيين والإعلاميين أما عدد المهاجرين الذين فروا من الإرهاب وفرق الموت والمافيا المنظمة فيربو على ( 3000 ) عقل علمي، غير الذين يتم اختطافهم وتعذيبهم من أطباء ورجال أعمال ومهندسين وطلب الفديات لهم، هذا الكم الهائل من العلماء والمثقفين وفي زمن ثورة الوسائط المعلوماتية (الانفوميديا) كان يجب المحافظة عليه والاهتمام به وإيجاد الحماية اللازمة وتقديم الدعم المادي والمعنوي له وبخاصة أن البلاد تمر بظروف غاية في التعقيد لكن ولشديد الأسف نجد بالعكس من كل ذلك فالإهمال سيد الموقف وعدم الانتباه للمخاطر التي تحيط بهم كأنه سياسة مخططة لها بينما نجد البعض من الوزارات، مثل وزارة التربية ووزارة التعليم العالي ووزارة الثقافة والجامعات وغيرهم غير مبالية لما يحدث لهم وعدم وجود أية خطط لمنع إفراغ الساحة العراقية من العقول العلمية والثقافية والإعلامية أو على الأقل إعادة وتكريم ومنح التسهيلات واحتساب مدة الفصل أو السجن لأغراض الترقية والتقاعد لاولئك الذين هربوا من جحيم الدكتاتورية والمفصولين السياسيين وبخاصة غير المنتمين للأحزاب التي تقود هذه الوزارات وغيرها أو المنتمين لأحزاب أخرى ونجد بدلاً من كل ذلك وضع العراقيل المستمرة أمام عودة الكثيرين منهم بحجج بائسة منها عدم وجود تزكيات من الأحزاب السياسية الدينية حتى وان كانت هناك تزكيات من أحزاب معارضة معروفة آو منظمات وطنية ديمقراطية وغيرها.
ان العد التنازلي المستمر لهذه العقول سنجده شئنا أم أبينا يؤدي إلى كارثة افتقار العراق للثروة العلمية والثقافية وبالتالي المساهمة بأن يسود الجهل والفقر الحضاري وعدم مواكبة التطورات العلمية الجارية في العالم وهذه المسألة لن تبقى مقتصرة على هذا الجانب فهي تهدد الوعي الاجتماعي بالتشويه والتخلف والعودة للمفاهيم الظلامية التي تحاول إبقاء هذا الوعي في دائرة قطرية لا يخرج منها لكي تستطيع أن تفرض أفكارها السوداء عليه من مفاهيم سلفية وأصولية ورجعية المضمون ومن هنا يتم تفريخ الإرهاب والعنف والعنف المضاد ووسائل الجريمة المنفلتة تحت يافطات دينية أو غير دينية متطرفة وقد تحتاج البلاد بعد ذلك إلى حقب زمنية طويلة لكي تتخلص من هذا الفقر العلمي والتخلف الحضاري والثقافي والاجتماعي وتحقيق الأمان والسلام ولكن بعد أن يسير العالم مبتعداً عشرات السنين في البناء والتقدم والتطور في كافة مجالات الحياة.



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لنتفق ولكن أولاً على عدوانية حكام إسرائيل وأطماعهم التوسعية
- الفدرالية الطائفية طريقاً يؤدي للحرب الأهلية وتقسيم العراق
- تساؤلات عن انجلاء الموقف والمواقف قبل وبعد مجزرة قانا الثاني ...
- العدالة الاجتماعية في برنامج الحزب الشيوعي العراقي ارتباطاً ...
- البرلمان العراقي وتداعيات المحاصصة الطائفية والقومية
- الفساد المالي امتنع عن فتح مركز إنتخابي في النرويج لآلاف الع ...
- عنجهية العقلية الإسرائيلية وعمى الألوان لدى البعض ممن يكتبون ...
- كرامة الصحافيون وحرية الصحافة تكمن في الفهم الحقيقي للديمقرا ...
- لن تستطيع إسرائيل إنجاح المشروع السياسي المعد للبنان والمنطق ...
- ثورة 14 تموز ما بين مفهوم الثورة والانقلاب العسكري
- الإرهاب والمليشيات وانفلات الأمن طريقاً للحرب الطائفية الأهل ...
- اختلاف دروب الجريمة والمجرمون هم أنفسهم
- خطة أمن بغداد ومبادرة المصالحة الوطنية
- الفيدرالية لإقليم كردستان ولكن أية فيدرالية
- مغزى تعزيز العلاقة التاريخية بين العراق وسوريا عن طريق الحوا ...
- تدقيق اتهام سوريا واكتشاف شبكة إرهابية مرتبطة بالموساد الاسر ...
- فرق الموت ما بين الحقيقة والخيال
- إمارة أبو مصعب الزرقاوي أصبحت في جهنم
- ** الحقيبة البودابستية على الرصيف رقم 7
- ظلاميون -مودرن- وغير معممين أطباع ضباع وأنياب أفاعي سامة


المزيد.....




- حماس تحذر من أي بديل عن الأمم المتحدة للإشراف على عمل الأونر ...
- مسؤول إماراتي لـCNN: سفينة مساعدات للدولة في طريقها إلى غزة ...
- -لا حيلة ولا قوة لنا-: اللاجئون السوريون في الأردن ولبنان و- ...
- يديعوت أحرونوت: بن غفير طلب قتل بعض المعتقلين بمجمع الشفاء
- أرادوا إدخال مساعدات.. اعتقال حاخامات ونشطاء على الحدود مع غ ...
- -ارتكب أفعالا تنطوي على خيانة وطنه-..داخلية السعودية تعلن إع ...
- -حماس- تبدى موقفها من التقرير الاممي حول -الأونروا-وتحذر
- تحديث بشأن التحقيق حول مشاركة موظفين بالأونروا في هجوم حماس ...
- اعتقال المتهم الـ12 بالهجوم الإرهابي على مجمّع -كروكوس- في م ...
- غزة.. فضحت -حرية التعبير- الغربية وسخّفت تهمة -معاداة السامي ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مصطفى محمد غريب - نزيف العقول العلمية العراقية وخسارة العراق