أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - البقاء الأمريكي في سوريا والمصلحة الكوردية 2/2















المزيد.....

البقاء الأمريكي في سوريا والمصلحة الكوردية 2/2


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 6968 - 2021 / 7 / 24 - 09:22
المحور: القضية الكردية
    


ولا شك فإن سقف تعامل الإدارة الأمريكية الجديدة مع الحراك الكوردي هي بوصلة الخلافات أو التوافقات مع القوى المعنية بسوريا وفي مقدمتهم تركيا، رغم ذلك يتوقع المراقبون من أن ترفع صفة حضورها العسكري مع الحراك الكوردي إلى الساحة السياسية لإضفاء الشرعية الدولية على وجودها، مثلما تلوح به روسيا حول وجودها ضمن مناطق النظام. وأيضاً كورقة ضغط على تركيا وإيران قبل أن تكون أداة ضغط على الوجود الروسي في سوريا.
وكرد فعل، تعمل روسيا على منهجية مشابهة، لكن لتبرئة الذات من الجرائم بحق الشعب السوري. وفي الحالتين يواجهان بعض العوائق ومن بينها المجابهة القوية من تركيا وإيران، ومن الصعب لروسيا وأمريكا فرض شروطهما أو إملاءاتهما أو الضغط عليهما إلى الحد الذي يسمح لهما بتخطيط خريطة مستقبل سوريا وشعوبها ومن ضمنهم الشعب الكوردي بدونهما، وعلى الأغلب أن تركيا وإيران سيحضران كطرفين رئيسيين في الحوارات القادمة، بعدما كانا تابعتين لروسيا في جميع مؤتمرات أستانة وسوجي وجنيف.
لا شك أمريكا تدرك هذه، مثلما تدرك أن وجود القوة الكوردية أو لنقل قسد، من أحد الأسباب التي قامت روسيا بعرض أو الطلب من الإدارة الذاتية الحوار مع سلطة بشار الأسد، مع غياب الأطراف الكوردية الأخرى، وفي الواقع هذا الطلب لم يكن قد تم دون حوار واتفاق مسبق مع كل من تركيا وإيران، وعلى الأغلب جرى ذلك في مؤتمر أستانة السادس عشر الأخير، والذي كان من أحد بنود الجلسة الختامية تكرار التشديد على وحدة سوريا، والمقصود هنا الحراك الكوردي، المتهم بالانفصال، متناسين ما عليها سوريا من التقسيم الحاصل بيد القوى الثلاث وأدواتهم، ولا شك أن هذا المطلب كان في أحد جوانبه رسالة غير مباشرة لأمريكا على أن القوة الكوردية كانوا حلفاء روسيا وبالإمكان إعادتهم بطرق ما.
وكدراسة للمطلب الروسي، والمتعارض مع المصالح الأمريكية، فالحوار مع السلطة المجرمة جريمة، والدخول في شراكة مع المجرم تعني الشراكة في جرائمه، وهو ما تريده تلك الدول وسلطة بشار الأسد، أي أشراك الحراك الكوردي في ملفات الجرائم، مع ذلك ومن البعد السياسي، وعلى خلفية الظروف التي تمر بها الشعوب السورية، يمكن قبول الحوار بشروط مسبق، دونها، الدخول في إي حوار مع النظام جريمة:
1- يجب أن توافق عليها الولايات المتحدة الأمريكية، وتكون مطلعة على مجريات الحوار، فهي التي تملك مع روسيا مفتاح الحل في سوريا، وتدرك ما تطلبه تركيا المتصاعدة قوة، من المنطقة الكوردية.
2- على النظام المجرم أن تظهر النية الصادقة على الإعلام تجاه القضية الكوردية. وعلى روسيا، بما أنها تتعامل مع القوة الكوردية عليها، كحليفة سابقة، واجبات منها:
أولا، أن تؤكد على أن السلطة الحالية قابلة للتغيير.
ثانيا، أن دستور سوريا القادم ستتضمن الحقوق الكوردية السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وألا تعترض السلطة وتركيا على الاعتراف بالكورد كقومية ثانية في سوريا؛ وهم على أرضهم التاريخية.
ثالثا، ان تدفع بها للاعتراف العلني والرسمي بالشعب الكوردي وقضيتهم.
رابعا، تقوم السلطة بقبول حل بعض القضايا السابقة التي خلقتها في المنطقة الكوردية، كقضية الأراضي الكوردستانية المملوكة للغمريين وغيرها.
خامسا، أن تقبل روسيا والسلطة، النظام اللامركزي الفيدرالي.
سادسا، الاعتذار من الشعوب السورية على ما فعلته بالوطن السوري.
حينها يمكن قبول الحوار مع النظام في دمشق، وكما نعلم المعارضة دخلت في حوارات معها بدون قيد وشرط.
لا شك، ندرك أن مجمل هذه الشروط تعجيزية في ظل السلطة الحالية، والمعارضة، وهيمنة تركيا، والمصالح الروسية.
مع ذلك، على الحراك الكوردي ومع الحضور الأمريكي والدعم الأوروبي، والدعوات الروسية، قث يجب أن يقدموا ذاتهم على مسرح الحوارات السورية كطرف رئيس وليس تابع، أو مهمل مثلما تم في معظم المؤتمرات التي جرت في السابق حول القضية السورية.
ومن الغرابة، أنه مهما ملكنا نحن الكورد من القوة والإمكانيات، نظل نبحث عن أسياد لذاتنا، نتحاور معهم لنضع ذاتنا في خدمتهم، ولولا وجود نية لدى البعض من قادة الإدارة الذاتية نحو هذا التوجه لما أقدمت روسيا على عرض هذا الطرح، ومن المؤسف أننا لا زلنا دون الثقة بسيادة الذات، رغم ما بلغته الإدارة الذاتية مع الوجود الأمريكي، منطق الموالي لا يزال مهيمناَ، وهذه من أبشع الحالات النفسية المترسخة في لا شعورنا.
ذاتها تفعله المجلس الوطني الكوردي، طوال السنوات الماضية، فهي كمنظمة تعرض ذاتها كممثلة عن الشعب الكوردي، وتواجه الإدارة الذاتية، ترى ذاتها هزيلة وضعيفة دون خيمة الائتلاف الوطني السوري، وتظن بأنها ستنتهي فيما لو رفعت من سقف مطالبها أو تخلت عن مشاركته، وتشكك في إمكانية قدراتها على تشكيل منظمة وطنية سورية مع القوى العربية والكوردية الأخرى رغم ما تحصل عليه من المساعدات الخارجية.
بالمناسبة، كنا في المجلس الوطني الكوردستاني-سوريا، في عام 2016م على أبواب تشكيل هيئة منافسة للإتلاف السوري، رغم عدمية الإمكانيات المادية، تخلينا عنها لأسباب، أولها تهرب الطرفين الكورديين المذكورين هنا من المشاركة، وغيرها من الأسباب، سنأتي عليها يوما ما.
وأكاد أجزم أن الظروف الدولية لا تسمحان حتى اللحظة للطرفين الكورديين المتسلطين على الساحة بتشتتهما الجاري، وعدم التعامل مع الأطراف الكوردية الأخرى، في تحقيق أماني الشعب الكوردي، وبالتالي يضطران إلى تكرار الماضي، وكثيرا ما يتناسون سماع صوت الشارع الكوردي، أصحاب القضية. وبالمناسبة ليس من المعيب أن نكون سذج، بل المعيب هو تكرار الأخطاء التاريخية ذاتها بنفس السذاجة، فما طرحه المجلس الوطني الكوردستاني بعد المؤتمر 2006م وحتى أعوام 2014م كان عليهم تبنيها لعدم تكرار خطأ التبعية، واليوم بإمكانهم تطبيق تجربة المجلس الوطني الكوردستاني عندما تمكنا من جمع جميع الأطراف الكوردية والكوردستانية في قاعة واحدة، وكانت للجميع نية الاتفاق لولا الشروط والإملاءات الخارجية، ولربما لبعضهم حينها كانت له مبرراته، لذا علينا الأن التوافق على نقاط التقاطع متجاوزين الخلافات الحزبية.
وكملاحظات على ما نحن عليه كحراك:
1- أن ما بدأ يظهر على الساحة الحزبية، من دعاية على تشكيل مجموعات تطالب بالربيع الكوردي، ورغم عدالة المطلب، إلا أنه في ظل الوجود الأمريكي في المنطقة، والتي لا تجد البديل عن قسد، والمواجهة التركية الروسية القوية، لن تسمح بأي حراك يؤدي إلى إضعافها، أو إزالة الإدارة الذاتية، لكنها ستدعم الخطوات المؤدية إلى أتفاق مبدئي على بعض نقاط التقاطع، وعليها على المجلس الحث على الحوارات وقبول أقل الشروط.
2- كما وعلينا أن نعلم مثلما تدركها الولايات المتحدة، أن أي تغيير في الإدارة الذاتية، وبغياب البديل الكوردي ستسقط المنطقة أما بيد النظام، أو المعارضة التكفيرية العربية، وتجربة عفرين خير مثال.
3- أنه فيما لو أتفق الطرفين المذكورين على بعض نقاط التقاطع (وهو ما أستبعده، مثلما أستبعد عودة الحوارات الجدية بينهما، ومثلها عودة بيشمركة كوردستان) وأشركوا بعض الأطراف الكوردية الأخرى معهم، وفيما بعد بعض الأطراف والمنظمات العربية السورية الوطنية ومن الأقليات الأخرى، لتمكنوا من خلق البديل عن السلطة والمعارضة المرتزقة وفي مقدمتهم الائتلاف.
وبالتالي علينا أن نتعامل، وحيث الوجود الأمريكي الراسخ الأن وإلى أن تبلغ سوريا مستقر ما، مع كل الأطراف ومن ضمنهم تركيا، باستراتيجية المصالح، فلا صداقة دائمة في السياسة، أي استغلال فرص حضورها الجاري، والاستفادة منها قدر الإمكان، فلا حياة لمن يعيش على العتب والمذمات في العلاقات السياسية، قد تتلاشى مصالحها لا حقا في مرحلة ما وتتخلى عنا وعن المنطقة. فاليوم وليس غداً، مصالحها تتطلب أن يكون للكورد قوة على الأرض، مع وجود حراك سياسي متماسك، ومن على هذه البنية يجب علينا التحرك، بل والتعامل من خلالها مع القوى الإقليمية، بشرط عدم تجاوز المصالح الأمريكية حتى فيما لو فتحت قنوات الحوار مع روسيا، ومع تركيا، فيما لو تمكنا من إزالة الصراع بيننا وبينها، بحيث تقبل بنا ككورد على أرضنا التاريخية؛ وأصحاب قضية، ولا ضير من فتح الحوارات معها تحت الإشراف الدولي، الأمريكي بشكل خاص.
الولايات المتحدة الأمريكية



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البقاء الأمريكي في سوريا والمصلحة الكوردية - 1
- الاعتقالات السياسية زعزعت بنية الهاشتاغ (#Status4NorthAndEas ...
- الجنس في الرواية الكوردية
- ازدواجية العالم الإسلامي نعم للفلسطينيين لا للكورد
- لن تخرج تركيا وإيران من سوريا
- صراع عقيم؛ الشهداء من البيشمركة والعدو هو المستفيد
- عفرين سوف لن تظل سبية
- إدارة ترمب تحاول وضع الإدارة الذاتية على الدرب الصحيح
- ‏ لا أمريكا جدية ولا التقارب التركي-الإيراني-العربي سينجح
- فلسفة توحيد الأحزاب الكوردية- الجزء الرابع والأخير
- فلسفة توحيد الأحزاب الكوردية - الجزء الثالث
- فلسفة توحيد الأحزاب الكوردية- الجزء الثاني
- فلسفة توحيد الأحزاب الكوردية -الجزء الأول
- المهمات التنويرية للاتحاد العام للكتاب والصحفيين الكورد في ج ...
- عقدة المثقف العربي
- نتائج مواقف المعارضة السورية العربية
- من سيفوز في انتخابات الرئاسة السورية؟
- أين هم الشرفاء في سوريا
- نص المحاضرة التي ألقيناها في ندوة نداء سوريا
- دولة المواطنة أم الفيدرالية


المزيد.....




- الاتحاد الأوروبي يدين تشريع البرلمان العراقي قانونًا يجرم -ا ...
- مسئول إسرائيلي يدعو بايدن لمنع مذكرات اعتقال ضد نتنياهو وجال ...
- هيئة الأسرى الفلسطينيين: سياسة الاحتلال بحق الأسرى لم تشهدها ...
- أيرلندا تهدد بإعادة طالبي اللجوء إلى المملكة المتحدة
- مصدر: المملكة المتحدة لن تستعيد طالبي اللجوء من أيرلندا حتى ...
- القوات الإسرائيلية تقتحم عدة مناطق في الضفة الغربية وتنفذ حم ...
- الأمم المتحدة توقف أعمالها في مدينة دير الزور حتى إشعار آخر ...
- في غضون 3 أشهر.. الأمم المتحدة تكشف أعداد اللاجئين السوريين ...
- حميدتي: قواتنا ستواصل الدفاع عن نفسها في كافة الجبهات ومستعد ...
- مسؤولون إسرائيليون: نعتقد أن الجنائية الدولية تجهز مذكرات اع ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - البقاء الأمريكي في سوريا والمصلحة الكوردية 2/2